اطلقت شركة غوغل تطبيقها للخرائط للتنصيب على اجهزة اي فون في اعقاب تلقي العديد من الشكاوى بشأن برنامج مماثل كانت اطلقته شركة أبل.
وكانت أبل قد استبدلت برنامج الخرائط العملاق على نحو أشعل جدلا مع اصدار نسخة هاتفها الاخير اي فون 5.


واسفر اجراء أبل عن موجة انتقادات واسعة النطاق بعد رصد العديد من الاخطاء في نتائج البحث من خلال تطبيق أبل للخرائط.
وقدم تطبيق شركة غوغل وظائف كانت مقتصرة الاستخدام في السابق على الاجهزة التي تعمل على نظام تشغيل اندرويد.
وقال أحد المحللين ان ذلك ان كان يحظى بشعبية، فمازالت شركة نوكيا تمثل تحديا امامه، وذلك بعد ان اطلقت شركة نوكيا الفنلندية مؤخرا تطبيقا مجانيا للخرائط لهواتف اي فون.
كابوس الخرائط لأبل

وعندما اعلنت أبل في يونيو/حزيران انها اطلقت تطبيقها للخرائط، باستخدام بيانات مرخصة وبرنامجها الخاص، ابتهجت الشركات لهذه الانباء.
لكن بعد وقت قصير من اطلاقها في سبتمبر/ايلول، بدأت تظهر شكاوى من البرنامج.
ولم يرصد التطبيق موقع بلدة (ستراتفورد ابون افون) التاريخية البريطانية، كما تحدد بيانات موقع مزرعة في دبلن على انها مطار، اما مرفأة كوينز باير في هونغ كونغ فتحدد موقعه بالخطأ.
كما أثبتت الشكاوى ان الصورة الملتقطة بالقمر الصناعي كانت غير واضحة المعالم احيانا او تظهر الصور اثناء تجمعات للسحب.
وامام تنامي الانتقادات قدم تيم كوك رئيس شركة أبل اعتذارا معترفا بقدر ما اصاب المستخدمين من احباط.
وفيما يبدو ان ذلك لم يثبط من نشاط مبيعات اي فون، غير ان الاجراء كان متعلقا بسكوت فورستول، رئيس برنامج نظام تشغيل (اي او اس iOS) الذي رفض -فيما ورد عنه- تقديم اعتذاره.
واعترف كوك مؤخرا ان الشركة تواجه "عثرات"، لكنه وعد بان أبل لديها "خطة كبيرة" لتحسين التطبيق.
مزايا اندرويد

ومن بين مزايا تطبيق غوغل غير المتوافرة في تطبيق اي فون وكذا مزايا نظام تشغيل اندرويد هو تقديم خدمة الخرائط داخل الاماكن المغلقة، والقدرة على تحميل الخرائط للاطلاع عليها بدون اتصال بالانترنت وكذا البحث الصوتي.
وقال كاي هانسين، مدير المشروع، لبي بي سي، بمرور الوقت فإن ما يوجد في برنامج ينبغي ان يوجد في اخر.
وقال "الهدف واضح هو جعل البرنامج تجربة موحدة ومتماسكة قدر الامكان".
مشروع غراوند تروث

ومازال احد المجالات التي يحقق برنامج أبل تفوقا فيها هو اندماجه مع برنامج فلاياوفر الذي يتيح عرض صور واقعية بطريقة تفاعلية لمدن معينة باستخدام رسوم ثلاثية الابعاد في تطبيقها.
وتتيح شركة غوغل امكانية مشابهة عن طريق برنامج غوغل ايرث (للخرائط) الذي يروج له في تطبيقها الرئيسي للخرائط، لكنه يتضمن خاصية الانتقال الى برنامج منفصل.
بيد ان بالنسبة للعديد من المستخدمين يمثل الامر الاساسي مستوى الدقة الذي يتيحه برنامج غوغل.
منذ عام 2008 استطاع مشروع (غراوند تروث) للشركة دمج بيانات مرخصة مع معلومات مجمعة عن طريق اسطولها من سيارات ودراجات (ستريت فيو).
ويجري تحليل الصور والبيانات الواردات عن طريق الاستشعار من خلال اجهزة كمبيوتر وافراد في سبيل تحديد علامات الشوارع واسماء الشركات وتقاطع الطرق ومزايا اخرى رئيسية، وحتى الان يغطي البرنامج ما يربو على ثمانية مليون كيلومتر من الطرق في نحو 45 دولة.
هذه البيانات تلحق بتقارير خاصة يكتبها مواطنون، وثمة تشجيع على ان يخطو مستخدمو اي فون نفس الخطوات من اجل تفعيل وظيفة استرجاع المعلومات.
ويفسر هانسين قائلا "برنامج غوغل للخرائط، وتطبيقات اخرى، تثريها البيانات التي نستقبلها".
واضاف "اذا اغلق طريق لمدة ستة اشهر، او افتتح طريق قبل يومين، فهذه تعد اشياء لا يلاحظها سوى من يعيشون قريبا من الطريق، لكن ان كنت بعيدا عن المنطقة فسيصعب معرفة ذلك".
وقال "كلما توافرت لدينا القدرة على معرفة اشياء تتغير على الخريطة، ازدادت المنفعة والاستفادة من المعلومات الصحيحة".
واضاف انه بمجرد التأكد من هذه التقارير، يمكن دمج التغيرات "في غضون دقائق وليس ساعات".
تحقيق ارباح من الخرائط

وتقول شركة غوغل ان تطبيق اي فون الجديد لا يتضمن الدعاية الاعلانية، على نقيض بعض النتائج على صفحات الخرائط على متصفحها للانترنت.
كما تعتمد المقترحات الخاصة بمواقع معينة – مثل المطاعم والمتاجر –على تاريخ بحث المستخدم ومعلومات اخرى من خلال حسابات المستخدمين على غوغل.
وسوف تغطي غوغل بعض تكاليفها من خلال تحصيل رسوم من شركات اخرى تدمج خرائطها على منتجاتها.
لكن أفضل منفعة محققة حاليا هي تلك المتعلقة بحدود الولاء والمساعدة في دفع المستخدمين الى استخدام محرك بحثها الرئيسي الذي يدر لها ارباحا.
حيادية نوكيا

وسيكون لاطلاق غوغل تطبيقها أهمية وتأثير لدى شركة نوكيا، التي اطلقت مؤخرا برنامجها للخرائط اطلقت عليه اسم (هير مابس) ويعمل على نظم تشغيل (اي او اس).
غير ان انطلاق تطبيق (هير) للخرائط كان متأرجحا نظرا لوجود الكثير من شكاوى المستخدمين بشأن مشكلات في الوصلات، كما يحظى تطبيق (هير مابس) لشركة نوكيا حاليا على درجتين من مجموع خمس درجات لدى افضلية المستخدمين البريطانيين لمتجر تطبيقات أبل.
وقال احد خبراء الاتصالات انه سيكون من السابق لاوانه الحديث عن خروج الشركة من اللعبة.
وقال بين وود لدى شركة (سي سي اس انسايت) "لست مقتنعا بنوكيا كشركة ذات علامة تجارية بشأن تطبيقات الخرائط ان تصبح يوما ما شيئا كبيرا في وعي المستهلك، لكن ما اعتقد انه سيحدث هو ان الكثير من الشركات ستبرم صفقات معها من اجل الخرائط".
واضاف "نظرا للقضايا التي تواجهها ابل، تفهم الناس فجأة اهمية جودة الخرائط وربما يقولون ايضا انهم لا يرغبون في الاستعانة بغوغل حيث ان جميع البيانات تدار من خلال شركة محرك البحث، وهو ما يعزز التنافسية. لذا تعد نوكيا شريكا اكثر حيادية".
http://www.bbc.co.uk/arabic/sciencea...p_iphone.shtml