المؤسسون الصهاينة والإرهاب
د.غازي حسين
عبأ تيودور هرتسل، مؤسس الصهيونية كحركة سياسية عالمية منظمة، ومؤلف كتاب: «دولة اليهود يهود العالم» بالحقد على غير اليهود، أي بالحقد على العالم، ووضع المؤتمر الصهيوني الأول:
مخططات اليهودية العالمية للسيطرة على المنطقة العربية وعلى العالم بالإرهاب والإبادة ونشر الفوضى والحروب المحلية والعالمية.
ووضع هرتسل في كتابه المذكور: «القوة فوق الحق» وتسخير القوة والإرهاب للسيطرة على المنطقة والعالم، ولخص فلسفته القائمة على الإرهاب والإبادة والهيمنة في إحدى محاضراته قائلاً:
«لقد حكم على الجميع أن يموتوا ولذلك خير لنا أن نعجّل موت أولئك الذين يتدخلون في شؤوننا، ومتى أصبحنا أسياد الناس لا ندع في الوجود سوى ديانتنا، لأننا نحن شعب الله المختار ولأن مصيرنا يقرر مصير العالم، ولذلك وجب علينا أن نلاشي سائر الأديان إلى أن نتوصل إلى السيادة على سائر الشعوب.[1] وتتضمن بروتوكولات حكماء صهيون تهويد الحكام حتى يصبحون عملاء وسماسرة لليهود وتنص:
«حينئذ يكون عملاء جميع البلدان يهوداً أو من صنائع اليهود، وهنا يبدأ العهد اليهودي العالمي ويبقى كل تنظيم وكل تدبير في أيدي اليهود دون غيرهم[2]».
وضع موزيس هيس وتيودور هرتسل الأسس للإرهاب والعنصرية اليهودية وطبقها المتطرف اليهودي تروتسكي بانضمامه إلى ثورة أكتوبر وأصبح من قادتها الثلاثة، ونجح في تعبأة اليهود في أهم المراكز القيادية في الثورة، وسيطر اليهود على معظم المراكز القيادية في الحزب الشيوعي والثورة.
وحاول توظيف الثورة الروسية لصالح الحركة الصهيونية، واكتشف لينين وستالين مؤامرته الصهيونية، فسجن وأُبعد اليهود عن جميع المراكز الحساسة في الاتحاد السوفيتي، وطرد خارج روسيا فرحب به أتاتورك ثم ما لبث أن طرده فتوجه إلى فلسطين، وبدأ هناك يقود تنظيمات إرهابية يهودية لإثارة الفتن والقلاقل بين العرب والمستعمرين اليهود.
والتقى مع الإرهابي فلاديمير جابوتنسكي الذي أصر على تروتسكي أن يقتصر الإرهاب اليهودي ضد العرب في فلسطين وليس على النطاق العالمي.
تتحدث النصوص الدينية والأدبيات الصهيونية عن وعد يهوه لنسل إبراهيم في الأرض العربية من النيل إلى الفرات، وعن شعب الله المختار، ومجيئه إلى فلسطين، وعن مملكة اليهود في الأرض المزعومة، وعن وجوب التخلص من الفلسطينيين بالإرهاب والإبادة والترحيل وإفراغ الأرض منهم وإحلال المستعمرين اليهود من جميع أنحاء العالم محلهم.
ورسخ هرتسل استخدام الإرهاب لإبادة العرب وترحيلهم وتوطينهم خارج وطنهم فلسطين في صميم وجوهر الحركة الصهيونية لإقامة دولة يهودية عنصرية.
وسار المؤسسون والقادة الصهاينة على خطى هرتسل ومنهم الإرهابي جابوتنسكي والسفاح بيغن وبن غوريون وشامير وشارون.
وبالتالي فإن الأسس الأيديولوجية للإرهاب الصهيوني تعود إلى التوراة والتلمود والحركة الصهيونية وأدبيات كبار المؤسسين الصهاينة وإلى ممارسات المنظمات الإرهابية اليهودية المسلحة.
ورافق «الإرهاب اليهودي» جميع الأعمال والنشاطات اليهودية في فلسطين كتهجير اليهود وترحيل العرب والسيطرة على الأرض العربية ومواجهة المقاومة الفلسطينية.
وارتكبت المنظمات اليهودية الإرهابية المسلحة جميع أشكال الإرهاب والقتل والتدمير والمجازر الجماعية والاغتيالات.
أعلن الإرهابي فلاديمير جابوتنسكي في نيسان 1937 «أن اليهود لن يتوصلوا إلى إنشاء دولة دون اللجوء إلى الإرهاب[3]».
وقال إن الكتاب والسيف أُنزلا على اليهود من السماء.
وتأسست في فلسطين ثلاث منظمات يهودية إرهابية مسلحة وهي: الهاغاناه، شيرن والأرغون وشكلت الهاغاناه في العام 1941 فرقاً هجومية عرفت باسم البالماخ. وكان اسحق رابين وموشي ديان من أبرز قادتها.
واعتمدت الوكالة اليهودية والمنظمات اليهودية المسلحة «الإرهاب» لترحيل العرب واستيطان اليهود في الأراضي العربية.
وتطابقت الفاشية اليهودية مع الفاشية الإيطالية حيث كان نيتو موسوليني «يعتبر المنظمات الصهيونية المراجعة بمثابة حركات فاشية حقيقية[4]».
وبناءً على ذلك قام بنيتو موسوليني منذ تشرين الثاني 1934، وبناءً على طلب جابوتنسكي تدريب فرقة كاملة من البيتار في المدرسة البحرية التي كان يديرها أصحاب القمصان السوداء في ايطاليا.
وفي هذه المدرسة الفاشية تم إعداد 162 بحاراً يهودياً لعبوا فيما بعد دوراً هاماً في إنشاء القوة البحرية الإسرائيلية[5].
لذلك صرح القائد الصهيوني وولفجانغ فون ويزل، أحد مساعدي جابوتنسكي ومسؤول حركته في فلسطين أنه: «يدعم شخصياً الفاشية، وأنه سيكون سعيداً بانتصار إيطاليا الفاشية الذي يرى فيه انتصاراً للعرق الأبيض على العرق الأسود».
وكان موسوليني قد استقبل حاييم وايزمان، زعيم المنظمة الصهيونية العالمية للمرة الثانية في 3 كانون الثاني عام 1923.
وظهر الإرهاب اليهودي في الشرق الأوسط وبالتحديد في فلسطين العربية مع بداية بلورة الصهيونية كحركة سياسية عالمية منظمة ومع بداية ظهور المشروع الصهيوني في فلسطين العربية بمساعدة ودعم سلطات الانتداب البريطاني في فلسطين والولايات المتحدة الأمريكية.
وسخرّت الصهيونية العالمية «الإرهاب اليهودي» لتهجير اليهود إلى فلسطين وترحيل العرب منها، وإحلال المهاجرين اليهود محلهم.
وجسّد الاستعمار الاستيطاني وبناء المستعمرات اليهودية وارتكاب المجازر الجماعية بحق العرب ذروة الإرهاب اليهودي.




[1] الدستور الأردنية في 21/8/1997، ص14.

[2] المصدر السابق نفسه.

[3] إيمانويل رايته، إرهابيو الموساد، جمعية عمال المطابع التعاونية، عمان 2001، ص152.

[4] المصدر السابق ص 74.

[5] البيتار: جناح الشبيبة العسكري لحزب حيروت الإرهابي.