شهر محرم في العراق لا يشبهه شهر مطلقا


في البداية حصل ما توقعناه... بداية العام الهجري 1434مختلفة... الخميس عند أغلب الدول الإسلامية والجمعة عند إخواننا الشيعة. مع إن الهجرة النبوية لها مذاق معروف فرحي عند كل المسلمين قاطبة إلا إنها في العراق موطن ومرقد سيد الشهداء الحسين بن علي ع لها مذاق مختلف يغلب علية عمق سوداوية المأساة عند العراقيين جيلا بعد جيل لذا صار عاشوراء العراقي يومان يوم السبت ويوم الأحد! ومن الغرائب التي قراتها ان هناك رأيا بإن عاشوراء يوم صوم إستنادا لمعطيات تاريخية وسندات لا يهمني التحقق منها لأنها اليوم مُسلّمات عند مايقارب المليار مسلم من آهل السنة إخرها ما صرّح بهمفتي عام المملكة العربية السعودية رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ((أن صيام يوم عاشوراء سنة مؤكدة، وأنه من المستحب أن يصوم يوم عاشوراء مع يوم قبله أو يوم بعده. ))ويبين البعض ماهية الصوم وسببها((فأما يوم عاشوراء فإنه [ من أيام الله ] [ يوم عظيم. أنجى الله فيه موسى وقومه. وغرق فرعون وقومه.] أما صيام يوم عاشوراء فإنه يكفر السنة الماضية لقول الرسول ص [ صوم يوم عرفة يكفر سنتين ماضية و مستقبلة و صوم عاشوراء يكفر سنة ماضية ] رواه مسلم وغيره وقالشيخ الإسلام ابن تيمية: [ صِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ كَفَّارَةُ سَنَةٍ وَلا يُكْرَهُ إفْرَادُهُ بِالصَّوْمِ ... ] الاختيارات ص10.وقالت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء برئاسة الإمام عبدالعزيز بن باز: [ يجوز صيام يوم عاشوراء يوماً واحداً فقط ، لكن الأفضل صيام يوم قبله أو يوم بعده ، وهي السُنَّة الثابتة عن النبي ص بقوله : " لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع " قال ابن عباس رضي الله عنهما: ( يعني مع العاشر). المصدر : فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء م10ص401. اما رأي فقهاء الشيعة ومنهم السيد علي السيستاني هو أن صوم يوم عاشوراء مكروه ويمكن الاكتفاء بالصوم عن الماء تشبها بعطش الحسين وعائلته في ذلك اليوم المآساوي.فهل هي صدفة تاريخية جعلت مقتل الحسين وصحبه ال70 في ذاك اليوم؟ ولإننا جزء من حياة العراقيين اليومي نشاهد كل سنة عندما يإتي المحرم طقوسا اختيارية للناس لا دخل بتنظيمها الحكومة ولا البرلمان ولا ولا ولا اي جهة أخرى بمعنى هي طقوس شعبية تطوعية من عاش في العراق منذ السقوط للان يجدها تزداد بطريقة الانشطار! مع الاحترام للكلمة والطقوس. كل سنة تزداد المواكب الحسينية ونشر الأعلام والسواد واللافتات التي تزيّن البيوت وتبرع ملكات الشعراء بقصائد النعي وتزداد المحاضرات وتبرز أجيال من العراق والبحرين والكويت تنطق بما يثري عبق الشهادة الحسينية والقنوات الفضائية تقوم بنشر المفهوم الحسيني ومضمون الشهادة ضد الظلم ونهضته التي ينظر لها كل عراقي بفخر وإعتزاز لان مثوى الحسين هو أرض العراق واليه كل سنة تزداد أعداد الزائرين بالملايين لا تكفيهم مساحة كربلاء الجغرافية ولكن تتسع لهم قلوب كل العراقيين مساكنا. وفي كل سنة نرى ما يعكّر هذه الأجواء من عبوات وتفجيرات وإستهدافات لم تقلّل من عبق المراسم ولم تُفزع الناس وتثنيهم عن ممارسة طقوسهم ابدا يقارعون الإرهاب بالصبر على المفاهيم التي من اجلها قتل سبط الرسول الأعظم ص. ومن المواقف المؤلمة التي سمعتها من أهل وطني الجريح موقف يستحق التوقّف والإجلال ففي كل سنة تُقام سرادقات على الطرق المؤدية لكربلاء تخدم الزائرين مجانا 24 ساعة دون توقف بالنوم والغذاء والماء والتطبيب ،كانت هناك إمراة عراقية مع ولدها توصلت لخدمة الزوار بخبز من تنورها الطيني الخاص وعندما جمرّتةوإبنها يساعدها بالتحطيب كان الاوباش قد وضعوا عبوةناسفة لها داخل التنور أنفجرت العبوة لتقتل الام مع ولدها هل تعرفون ماذا فعل الزائرون؟ لقد شيعوا جثمانيهما من مدينتهما الى كربلاء مشيا على الأقدام عشرات الكيلومترات! وبهذه التراجيديا يمكن فهم الحب العراقي العظيم للحسين وثورته وشهادته الخالدة والقيم التي نحن بحاجة لها في تقويم مسار صخبنا السياسي العراقي اليومي التشابك مستلهمين من الحسين كل قيم النبل الحقيقي والوفاءوالعفةالمفقودات مع الأسى.

عزيز الحافظ