عباس والتنازل عن الحقوق والثوابت الفلسطينية
د.غازي حسين
عضو الأمانة العامة للاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين
ساد في حركة فتح منذ البداية اتجاهان :-
الأول : يؤمن بالكفاح المسلح وتحرير كامل التراب الفلسطيني وعودة اللاجئين إلى ديارهم .
والثاني : يؤمن باستغلال الكفاح المسلح للتوصل إلى تسوية سياسية بدعم من دول النفط العربية.
وكان محمود عباس من أصحاب هذا الاتجاه . وقام الكيان الصهيوني بتصفية معظم قادة فتح الذين آمنوا بالكفاح المسلح وتحرير فلسطين .
واستطاع محمود عباس من إقناع عدد من العاملين في منظمة التحرير الفلسطينية لتبني توجهه ومنهم سعيد حمامي وعصام السرطاوي ونعيم خضر وغيرهم . وتبنت أوساط صهيونية أوروبية هذا التوجه . وأخذت تدعم عصام السرطاوي وكان منهم المستشار النمساوي برونو كرايسكي زعيم الاشتراكية الدولية ، والتي كانت غولدا مائير تتمتع بمنصب نائب رئيس هذه الحركة .
واتخذت اللجنة المركزية لحركة فتح قرارا يتبنى تحركات عصام السرطاوي في هذا الاتجاه للتوصل إلى حل نهائي لقضية فلسطين عن طريق المفاوضات المباشرة وبرعاية الدول الغربية ، وبالتالي اخذ السرطاوي يتحرك بقرار من قيادة حركة فتح الى ان جاء أبو نضال صبري البنا وقام بتصفية حمامي وخضر والسرطاوي .
لقد عايشنا مراحل نشوء وصعود وهبوط حركة فتح والصراعات بين قادتها وأجنحتها واتجاهاتها . وكنت اعرف معظمهم معرفة جيدة ، حيث كنت سفيرا لمنظمة التحرير الفلسطينية لدى الحكومة النمساوية ولدى الأمم المتحدة في فيينا ومستشارا قانونيا للدائرة السياسية في دمشق.
اخذ توجه محمود عباس يفرض نفسه أكثر فأكثر على فتح وعلى بعض الشخصيات الفلسطينية ، وقررت قيادة فتح إجراء اتصالات سرية وعلنية مع الإسرائيليين التقدميين منهم أولا ثم الصهاينة ثانيا ، فالتقى عبد الله حوراني عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير في براغ مع الأمين العام لحزب راكاح الإسرائيلي وعدد آخر من الإسرائيليين، كما التقى ابو اياد مجموعة اخرى في بودابست .
واستغل عباس لقاء الحوراني وصلاح خلف مع الإسرائيليين "التقدميين" كذريعة للالتقاء بالصهاينة . وتقرر ان يلتقي محمود عباس بوفد كبير من الصهاينة في بوخارست حيث لعب شاوشيسكو الرئيس الروماني دور السمسار لهذا اللقاء .
بدأت الانتقادات الفلسطينية والعربية تتصاعد لمنع عقد لقاء بوخارست فقرر محمود عباس عدم التوجه الى بوخارست . وارسل ياسر عرفات العميد عبد الرزاق اليحيى بدلا من محمود عباس .
وأخذت اللقاءات الفلسطينية – الإسرائيلية تتصاعد وتجري أحيانا بشكل علني . فالتقى ياسر عرفات في خضم الغزو الإسرائيلي للبنان مع يوري افنيري في بيروت ومع عدد آخر من الصهاينة في تونس والجزائر ومنهم الجنرال متتياهو بيليد وامنون كابليوك وغيرهم .
وأصبح محمود عباس من ابرز المؤمنين بالتوصل إلى تسوية سياسية ، واشرف على المفاوضات السرية التي أجراها احمد قريع في دهاليز أوسلو المظلمة والظالمة. ويعتبر نفسه مهندس اتفاق الإذعان في أوسلو الذي وقعه عرفات بالأحرف الأولى في 9/9/1993 ووقعه عباس مع الجنرال في البيت الأبيض بتاريخ 13/9/1993 برعاية الرئيس كلينتون .
تلاشت الوعود الأميركية والأوروبية والإسرائيلية التي طرحها شمعون بيريز واستهلكت هذه الأطراف معظم رصيد ياسر عرفات الفلسطيني والعربي .
طلب الرئيس بوش ورئيس وزراء العدو الصهيوني شارون من ياسر عرفات استحداث منصب "رئيس الوزراء" وتسمية عباس لهذا المنصب .
جمع ياسر عرفات المجلس التشريعي الذي عدل القانون الأساس وحقق المطلب الإسرائيلي –الأميركي ، وعين عرفات تنفيذا لهذه المطلب عباس رئيسا لمجلس الوزراء الفلسطيني .
واخذ عباس يدير المفاوضات مع الكيان الصهيوني وفي الوقت نفسه قام الجنرال رابين وبيرس وكلينتون بدور "الشحاذين" لاستجداء الأموال من دول الاتحاد الأوروبي ودول النفط العربية لربط السلطة الفلسطينية بدولارات الدول المانحة لممارسة الضغط والابتزاز عليها لكسر إراداتها وتغيير توجهاتها السياسية بما يتفق تماما مع المخططات الإسرائيلية .
ووافق عباس على خارطة الطريق التي تتضمن رؤية الدولتين التي استوحاها بوش من مشروع شارون للتسوية وضمنها مشروعه الذي طرحه قبل الغزو الأمريكي للعراق وتبنتها الرباعية الدولية وضمنتها في خارطة الطريق .
وسخّر السلطة وأجهزتها لتكريس الاحتلال واستمر العدو المحتل في مصادرة الأراضي وتهويدها وقتل الشعب الفلسطيني وتدمير منجزاته وشن حرب شعواء ضد الحركة الوطنية ورجال المقاومة من حركتي حماس والجهاد الإسلامي وبقية فصائل المقاومة . وأقام عباس وضعا سياسيا وامنيا في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 يديره ويشرف عليه قادة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية وجيش الاحتلال والمخابرات المركزية (والجنرال دايتون) ، وسلام فياض التزاما منه بتطبيق المرحلة الاولى من خارطة الطريق .
وفاقت الخدمات التي قدمها رئيس السلطة وأجهزته الأمنية ودايتون الخدمات التي قدمها جيش سعد حداد وأنطوان لحد في الشريط الحدودي في جنوب لبنان للمحتل الإسرائيلي .
وتعمل هذه التركيبة التي توصل اليها دهاقنة الاستعمار الاستيطاني اليهودي من عباس – المخابرات المركزية (دايتون) وفياض على تسويق الحل الصهيوني لقضية فلسطين وليس لحل قضية فلسطين وعودة اللاجئين الى ديارهم ، وحلا للمأزق السياسي والطريق الفاشل و المسدود الذي وصل اليه عباس وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية المؤيدة له .
وتخلص عباس من منافسه دحلان من خلال اتهامه بتسميم عرفات بعد أن علم بأن المخابرات الإسرائيلية والأميركية ترى في دحلان بديلا لمخططاتها ومصالحها وانتهاء دور عباس في توقيع الحل النهائي لتصفية قضية فلسطين.
وجاء استحقاق أيلول في هذا السياق بعد الوصول إلى الطريق المسدود وبعد أن التهم الاستيطان مدينة القدس بشطريها المحتلين كملهاة للشعب والأمة ريثما تنجح أميركا وحلف الناتو من ترتيب أوضاعهما في الدرع الصاروخي في تركيا وربما استعدادا لتوجيه ضربة عسكرية لسورية وإيران وحركات المقاومة في فلسطين وايران .
قام عباس وقيادة رام الله بتسويق اتفاق الإذعان في أوسلو الذي وقعه في الثالث عشر من أيلول عام 1993 واستحقاق أيلول الذي قدمه للأمم المتحدة في هذا العام (2011) على انه انجاز تاريخي ، وذلك في اكبر عمليات الخداع والتضليل الإعلامي والسياسي الذي قامت به السلطة وبعض فصائل المقاومة التي يقوم عباس وفياض بتمويلها .
ولا أنسى أبدا عمليات الخداع وغسيل الدماغ التي تعرضت لها أوساط عديدة من شعبنا في المناطق المحتلة عندما قام بعض الشباب والشابات في غرس الورود في فوهات بنادق جنود أوحش وأقذر جيش احتلال ظهر في التاريخ البشري الحديث وهو جيش الاحتلال الإسرائيلي .
قدم عباس استحقاق أيلول بعد مرور أكثر من ثمانية عشر عاما على اتفاق أوسلو ، وحظي ويحظى بتسويق وتغطية إعلامية هائلة ، ووصف بالخطاب التاريخي تماما كما جرى لاتفاق أوسلو ، وكأن عباس دحر الاحتلال واجبر
القوات المحتلة على الانسحاب وتفكيك جميع الأحياء والمستعمرات اليهودية في الضفة الغربية ، وأعاد للشعب الفلسطيني أراضيه وحقوقه المغتصبة .
أعطى اتفاق الإذعان في أوسلو العدو المحتل الوقت الكافي والظروف المناسبة فلسطينيا وعربيا لتصعيد حمى الاستيطان وتكثيفه وتهويد الخليل والقدس وتغيير المعالم الحضارية العربية الإسلامية للأراضي الفلسطينية المحتلة . وقضى ذلك على أي إمكانية لإقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة وقابلة للعيش .
إن الغريب والعجيب أن يعترف عباس مهندس اتفاق أوسلو بعد التنازلات الهائلة التي قدمها لعدو شعبنا وامتنا ومنها شطب حق عودة اللاجئين والاعتراف ب"إسرائيل" في مساحة 82%من فلسطين التاريخية والموافقة على ضم العدو للقدس الشرقية المحتلة "وتوحيدها" وضم كتل المستعمرات الثلاث الكبيرة في الضفة الغربية للكيان الصهيوني بذريعة تبادل الأراضي بعد هذا كله يعترف بفشل الآمال بل كل الآمال التي علقها على اتفاق أوسلو.
واتخذ عباس خطا رافضا للمقاومة المسلحة واتهم عملياتها البطولية بالقذرة ، وتعاون من خلال اجهزة الامن الفلسطينية مع دولة الاحتلال للقضاء عليها .
وابدى استهزاءه ومعاداته لجبهة الصمود والتصدي لتمسكها بحقوق الشعب العربي الفلسطيني الثابتة غير القابلة للتصرف وبخيار المقاومة والتحرير .
واتخذ خطا معاديا لسورية بسبب دعمها للمقاومة وتمسكها بعروبة فلسطين . وقال لشمعون بيريز "ان اصلنا نحن الفلسطينيين من جزيرة كريت تعالوا لنتعاون معا لقيادة العرب" .
وقال للسفاح شارون وهو يقدم له اللحم المشوي في مزرعته في النقب :"أشكرك لأنك أخرجتنا من بيروت لأننا تحررنا من الضغوط السورية " .
ولم اسمع في حياتي شخصية سياسية اتخذت موقفا معارضا لشعار التوازن الاستراتيجي الذي رفعته سورية مثل محمود عباس ، كما لم اعرف في حياتي شخصية معادية لسورية بسبب مواقفها المبدئية من الصراع العربي الصهيوني مثل محمود عباس ، وسيء القول والفعل والصيت والمتصهين ياسر عبد ربه .
زعم اعلام السلطة ان غالبية الشعب الفلسطيني تقف وراء خطوة عباس ، وعرض تلفزيون رام الله مجموعة من آراء الفلسطينيين وصفت خطوة عباس بالمفاجئة وانها جاءت منفردة دون دراسة . وأكدت شخصيات اخرى ان ما يحدث هو جزء من عملية التسوية التي يجريها عباس ، وإنها تفريط بحقوق الشعب الفلسطيني كحق العودة ، ويهدد مكانة منظمة التحرير .وأكد البعض الاخر ان عباس متوجه لتصفية قضية فلسطين ، وربط عباس خطابه بعودته مجددا الى المفاوضات ، وكان عباس نفسه هو الذي طالب بسحب تقرير غولدستون التابعة للامم المتحدة التي اقرت بتقديم قادة العدو الصهيوني الى المحكمة الجنائية الدولية لمحاكمتهم كمجرمي حرب على الجرائم التي ارتكبوها في الهولوكوست الإسرائيلي على قطاع غزة في نهاية 2008 وبداية 2009.
وطالب بعدم بتفعيل تقرير غولدستون مما يشكل لطخة عار أبدية لعباس وأركان القيادة المتصهينة .
ووصل تزلف بعض الجهات الثقافية الفلسطينية حدا قدمت فيه فرقة العاشقين اغنية تمدح عباس وخطوته . وعلق شاب من فتح في رام الله وارجع أسباب هطول أمطار مفاجئة في الضفة الغربية بأنها مباركة سماوية من السماء لخطوة عباس في الامم المتحدة .
وسيعود عباس الى المفاوضات العبثية وفق الاملاءات والشروط الإسرائيلية وبرعاية الادراة الاميركية وبدعم وتأييد كامليين من بقايا من أسمتهم رايس بالمعتدلين العرب والجامعة العربية ، ولا يزال عباس وتنظيمه يحتكر منظمة التحرير الفلسطينية ومؤسساتها وأجهزتها وأموالها ، وهو فاقد للشرعية الدستورية والنضالية . ولا تزال منظمة التحرير رهينة لفصيل واحد تدعمه بعض الفصائل لقاء تمويلها ووضع قياداتها وكوادرها على قوائم رواتب السلطة في رام الله ، قوائم سلام فياض المتأمرك والمتصهين والذي يشارك في مؤتمرات هرتسيليا ، واعلن ان فلسطين هي ارض التوراة .
كان من مصلحة الشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية أن يعلن عباس فشل خيار المفاوضات المباشرة مع العدو برعاية أمريكا ومكاشفة الشعب الفلسطيني، على فشل خياره السياسي ووصوله إلى طريق مسدود بدلا من القيام بمسرحية جديدة تهدف العودة إلى خيار المفاوضات العبثية بعيدا عن خيار المقاومة وحقوق شعبنا وامتنا غير القابلة للتصرف في فلسطين العربية.
مرت أكثر من مئة سنة على النضال الفلسطيني والعربي والإسلامي لإنقاذ فلسطين من التهويد ، وكانت مليئة بالمصائب والويلات والخسائر البشرية والمادية والمعنوية التي ألحقتها الكيان الصهيوني وبعض النظم العربية بالشعب الفلسطيني .
وجاء اتفاق أوسلو وأنهى انتفاضة الحجارة (الانتفاضة الأولى) وجاءت خريطة الطريق التي وافق عباس عليها وأنهت الانتفاضة الثانية انتفاضة الأقصى . واليوم ماذا سينهي استحقاق أيلول الذي تقدم به عباس إلى الأمم المتحدة ؟ .
اعلن عباس موقفه من الانتفاضة عشية الاستعداد لاحياء الذكرى السنوية للنكبة في ايار 2011 امام جمع من الصحفيين التونسيين وقال :-
" ما دمت رئيسا للسلطة الفلسطينية فلن اسمح ابدا باندلاع انتفاضة جديدة مهما كان شكلها " .
ان موقف عباس من رفض الانتفاضة والمقاومة المسلحة ليس جديدا ، وكان هدفه من هذا التصريح توجيه رسالة مزدوجة للداخل الفلسطيني بعدم التوجه للحراك الشعبي ولدولة الاحتلال الصهيوني بالالتزام المطلق بالمفاوضات والخيار السياسي فقط . فحسابات عباس مرتبطة بدولارات الدول المانحة وقيام دولة فلسطينية عن طريق "إسرائيل" وبرعاية أمريكا .
كان من المفروض ان يستند استحقاق أيلول إلى المطالبة بتنفيذ جميع قرارات الأمم المتحدة والمرجعية الدولية والى إستراتيجية وطنية وتوافق وطني وإجماع فلسطيني بما ينسجم مع إحقاق الحقوق الوطنية غير القابلة للتصرف لشعبنا العربي الفلسطيني وفي مقدمتها عودة اللاجئين إلى ديارهم واستعادة أرضهم وممتلكاتهم تطبيقيا لمبادئ القانون الدولي وقرار الأمم المتحدة رقم 194 وبقية قرارات الأمم المتحدة أسوة بالتعامل الدولي .
وجاء خطاب عباس في الأمم المتحدة ليظهر بجلاء بأنه لن يتراجع عن قيد أنملة واحدة عن برنامجه السياسي . وهو يعرف في قرارة نفسه بان خيار التسويه والمفاوضات الثنائية بالرعاية الاميركية وصل الى الطريق المسدود . وزاد هذا الخيار من مصادرة الاراضي الفلسطينية وتدمير المنازل وبناء المستعمرات على أنقاضها ، واعطى المحتل الاسرائيلي الوقت الكافي لتهويد القدس واهم التلال والاراضي الخصبة في الضفة الغربية .
وجاء استحقاق ايلول وخطابه في الامم المتحدة لتحريك برنامجه الفاشل ومحاولة لإخراجه من الطريق المسدود ، واخرجت السلطة الجماهير بالآلاف في رام الله ضمن فعاليات اقرتها السلطة تأييدا لخطوته وخطابه في الأمم المتحدة ، وكأنه سيعود بدولة فلسطينية كاملة السيادة والارض والسكان.
جاءت خطوة عباس منفردة وفي سياق عملية التسوية وهي تفريط بحق الشعب والامة وستقضي على منظمة التحرير الفلسطينية .
كان على عباس العودة الى الشعب وتفعيل الحراك الشعبي وليس تدجينه وقمعه وانما العودة مجددا إلى خيار المقاومة ، والتخلي نهائيا عن خيار المفاوضات العبثية والإقلاع عن التعامل مع الرباعية الدولية (المنحازة كلية للعدو الصهيوني ) والرعاية الاميركية .
كان من المفروض التوجه الى الوحدة الوطنية وخيار المقاومة والى الرأي العام العالمي والأمم المتحدة لانتزاع حقوق شعبنا ، لان ما اخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة . وكان من المفروض إعادة ملف القضية الفلسطينية الى الامم المتحدة بدلا من المفاوضات الثنائية التي سيعود لها عباس لاستدراج المزيد من التنازلات الفلسطينية ، والتخلي عن الحقوق الثابتة غير القابلة للتصرف لشعبنا الفلسطيني .
لا يجوز لمحمود عباس ان يفرط بحقوق شعبنا وامتنا وحرمان شعبنا من مواصلة النضال لاسترداد ارضه المسلوبة والعيش فوق ترابه الوطني ولا ينتقص من حقوقه التاريخية في كل فلسطين التاريخية .
برهن عباس للأمريكيين والإسرائيليين انه مخلص في التزاماته معهم التي تنازل فيها عن اهم الثوابت الفلسطينية ، وانه ضد عسكرة الانتفاضة وضد المقاومة وضد الانتفاضات الشعبية والحراك الشعبي . وقدم عباس ككرزاي فلسطين ، صورة جديدة لقيادة فلسطينية تبيع فلسطين . واختار الرعاية الأميركية والاستجابة لرغبات اولمرت واوباما وطوني بلير لإنقاذ "اسرائيل" من نفسها وحل مشاكلها وأزماتها المستعصية .
ان استمرار السلطة وبقائها هي مصلحة إسرائيلية ولا يوجد سوى بديل واحد وهو حل السلطة والعودة الى خندق المقاومة .
لم يتطرق عباس في خطابه امام الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى سياسة التطهير العرقي والعنصرية في الممارسة والقوانين الإسرائيلية ولا إلى ممارسة الإبادة وارتكاب المجازر الجماعية ولا حتى الى فك الحصار غير الشرعي عن قطاع غزة. ولم يرتفع خطاب عباس الى مستوى الحالة الجماهيرية العربية التي ولدها الربيع العربي ، والقيام بإلغاء اتفاق الإذعان في اوسلو والعودة إلى المقاومة المسلحة والميثاق الوطني وتحقيق الوحدة الوطنية ، واعادة بناء وتفعيل منظمة التحرير الفلسطينية على أسس ديمقراطية كحركة تحرر وطني وتطبيق اعلان القاهرة لعام 2005 .
انتهت شرعية اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ورئيسها محمود عباس ، كما انتهت شرعية المجلس الوطني بحسب رأي وزير خارجية فلسطين ورئيس الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية فاروق القدومي عام 1991 .
وانتهت شرعية عباس كرئيس للسلطة في كانون الثاني عام 2009 ، لذلك يعتبر عباس فاقدا للشرعية الدستورية والوطنية و لا يمثل الشعب الفلسطيني على الإطلاق .
المطلوب من محمود عباس ان يعلن للشعب والامة استقالته وفشل خياره التسووي ، بسبب الخسائر الفادحة التي ألحقها بالحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني وإجهاضه للانتفاضة الأولى والثانية وملاحقته لرجال المقاومة وتعاونه الامني مع اجهزة امن العدو الصهيوني ونعته عمليات المقاومة البطولية بالقذرة .
كفاكم بيعا ومتاجرة بفلسطين وعروبتها وحقوق شعبها العربي الأبي المقاوم.
كفاكم سمسرة لبيع فلسطين للمحافظة على كراسيكم ومصالحكم الشخصية وامتيازاتكم.
نطالب بتنحية القادة غير الشرعيين والفاشلين والمتصهينيين الذين نصبتهم أمريكا والكيان الصهيوني في فلسطين وبعض البلدان العربية .
وليذهب كل من يضحي بحفنة من تراب فلسطين للصهاينة إلى ألف جحيم وجحيم في الدنيا والآخرة .