تجربة علمية تثبت العالم الآخر
ترجمها إلى العربية محمد الخطيب بتصرف
لقد كان مكان مليئاً بالفرح تظلله سحب وردية و تتردد في جنباته أصوات إنشادية ملائكية مجيدة، هكذا وصف إيبن إليكساندر جراح المخ و الأعصاب الأمريكي تجربته في ما أطلق عليه "أوديسا ــــ الحياة خارج الجسد" خلال وجوده في حالة غيبوبة استمرت سبعة أيام. قبل أن يخوض غمار هذه الرحلة الملحمية و خلال مسيرته التعليمية و المهنية في مشفى جامعة هارڤارد الأمريكية لم يكن يصدق الدكتور ألكساندر كل الروايات التي كان مرضاه يروونها عن أي نوع من أنواع الحياة خارج الجسد خلال وجودهم في حالات مشابهة من الغيبوبة أو الموت السريري.
لقد قضى الدكتور ألكساندر 15 عاما هي فترة عمله كجراح متخصص و خبير في علوم المخ و الأعصاب منكرا لكل الروايات حول العوالم السماوية و الحياة خارج الجسد تلك التي كان يسمعها من مرضاه الذين حالفهم الحظ بالخروج من حالات غيبوبة أو موت سريري. و لكن أراء الدكتور ألكساندر تبدلت كليا بعد أن خاض غمار التجربة بنفسه خلال فترة الموت السريري التي قضاها في مستشفى ولاية فرجينيا الحكومي. لقد هزت تلك التجربة
وجدان الدكتور ألكساندر و جعلته يفكر مليا في نظرته العلمية لموضوع الوعي البشري و الإدراك العقلي بعد أن اتضح له بأن الإدراك الإنساني خارج الجسد يعتبر حياة كاملة مختلفة تماما عن تلك التي يحياها بإدراك إنساني داخل الجسد. و رغم تراكم مشاهدات مختلفة من خلال أحاديث مرضى يمرون بنزعات الموت الأخيرة أو أولئك الذين عادوا من من خبرة موت سريري إلا أن الدكتور ألكساندر كان يرفض تماما كل المعتقدات الدينية التي تتحدث عن حيوات أخروية بعد الموت. و لكن بعد تجربته الشخصية و قد كان على شفا حفير الموت فإنه يتحدث بأنه يؤمن إيمانا مبني على التجربة بأن للعقل بعدا غير مرئي و مجالا روحيا ينتقل إليه الإنسان بعد أن يخرج من البعد المادي للوجود العقلي. الدكتور ألكساندر(58 عاما) ينحدر من عائلة ذات مكانة رفيعة سياسيا و علميا و من المناسب أن نذكر بأن والده كان رئيسا لقسم جراحة المخ و الأعصاب في مستشفى ويك فوريست الجامعي من عام 1948 حتى عام 1975. و قد قضى الدكتور ألكساندر ال 15 عاما التي تلت تخرجه من كلية الطب في أبحاث و دراسات حول الخارطة المعرفية للدماغ وآليات الإدراك في مخ الإنسان. و يكتب الدكتور ألكساندر في كتابه الذي يتناول هذه التجربة و الذي صدر حديثا بأنه لا يملك حاليا أي تفسير علمي لحقيقة أنه بينما كان جسده بلا حراك لا يعطي أي إشارات إدراكية أو أي إستجابات لأي مؤثرات خارجية أشبه بحالة وفاة كانت كل قدراته الإدراكية الداخلية تعمل بكل نشاط و كان وجوده الروحي مفعم بالحياة و الفرح يمر بتجربة لم تشبه أي تجربة أخرى في حياته سواء مر بها أو سمع عنها، تجربة من نوع لا وجودي و فوق بشري. و يتحدث عن أنه حين فقد مخه حالة الإدراك تماما فإن كينونته العقلية قد سبحت نحو أكوان و عوالم أخرى خفية عن وعينا الإنساني، أبعادها أكبر بكثير لم يتخيل أو يحلم بأنها موجودة في عالم الخفاء الإنساني. يستطرد ألكساندر بأن البعض قد يظن بأن هذا الطبيب يأتي بقصص مباشرة من عالم هوليود السينمائي، و لكنه يجزم بأن الحدث فتح عينه على خفايا روحانية غيرت مسار تفكيره و إدراكه و نظرته للوجود الإدراكي للإنسان و بأنه سيكرس ما تبقى له من مستقبل مهني لإثبات أن الصورة التي نراها للوعي و الإدراك الإنساني هي صورة منقوصة جدا للوجود الكامل للوعي الإنساني سواء البشري أو ما فوق البشري في العوالم الخفية المحجوبة عن أعيننا.