الاجتهاد المروع... بقلم آرا سوفاليان
في معرض الحديث عن مقالة الأضاحي وما تلاها أي المقالة المعنونة بإسم سؤال وجواب علق أحد الاصدقاء في متن المقالة الثانية قائلاً ان الأضاحي تقليد متعارف عليه منذ قايين وهابيل...وقال لي: لقد أدخل مقالك الناس ببعضها، والذي أعرفه أن أضحية هابيل التي كانت أثمن من أضحية قايين وأغلى، أوغرت صدر قايين حقداً على أخيه هابيل الذي سحق رأس أخيه تحت الصخرة، فأغضب هذا الفعل رب العالمين وارتعدت الأرض والسماء لغضب الرب...وبعد تغليب الحد الأدنى للمنطق نكتشف الحقيقة التالية: لا يحتاج الله للقرابين لا من الانسان ولا من غيره خاصة وان هذه القرابين تحولت الى قرابين بشرية الآن وهي صناعة يهودية واليوم صهيونية وبإمتياز...كان اليهود يقدمون قرباناً لله ثم يأكلونه وكان العرب في الجاهلية يصنعون عجلاً من التمر يعتقدون بالشرك أنه يقربهم من الله وعندما يجوعوا كانوا يأكلونه أيضاً...وكانت الهياكل في الكنائس تدعى بالمذابح حيث تذبح الماشية عليها ويذهب الدم الى ثقوب في أطراف الهيكل...وهذا موجود حتى اليوم في هيكل كنيسة القديسين سيرجيوس وباخوس في معلولا... في الكنيسة القديمة والتي تقع تحت الكنيسة الحديثة والتي كانت مختفية تحت التراب واستطاع الأب ميشيل زعرورة اكتشافها واستطاع رحمه الله جمع المقتنيات والعاديات المكتشفة وعمل متحف هناك ومع مرور الوقت استطاعت الكنيسة التخلص من الارث اليهودي المقيت وتم منع الذبح على الهيكل وصارت الهياكل لا يعرض عليها غير الورد والشمع والصور، اما الذبح والدم على الهيكل فلقد ذهبا بدون رجعة وهذا منتهى الرقي والحضارة...الشرائع الانسانية عبر التاريخ والتي أخذها الانسان عن اليهود هي شرائع عنيفة ومتوحشة وفاسدة فمذابح الأرمن التي عمل عليها الاتراك بوحشية فائقة كانوا يعتقدون بموجبها انهم كانوا يقدمون قرباناً لله ويتقربون منه تعالى عن طريق قتل الكفار...وهؤلاء الكفار كانوا قد عرفوا الله قبل قاتليهم بستمائة عام على الأقل...وحدث مثل ذلك وبمبررات أخرى عجيبة غريبة،حيث تمت التضحية بأرواح 12 مليون انسان في الحرب العالمية الأولى، وبعد ذلك تم قتل وإحراق 6.5 مليون يهودي وقتل 22 مليون روسي و6 مليون بولندي، وضحايا لا يعلم بعددها إلاَّ الله وربما كانت تساوي نصف عدد الضحايا في دول شرق اوروبا وروسيا، عدد ضحايا دول الحلفاء بريطانيا وفرنسا وأميركا وحلفاؤهم القسريين من سكان المستعمرات " بدءاً من شعوب الشرق الأدنى مروراً بالهند وباكستان ودول المشرق والمغرب العربي ومعظم دول افريقيا كالسنغال مالجاش ومالي وزائيير وموزامبيق والسودان وموريتانيا وتنزانيا وساحل العاج وساقية الذهب وروديسيا والصومال والحبشة والكونغو كينتشاتسا وغيرها الكثير الكثير حيث لم يسلم من شرور الانسان البقية الباقية من الهنود الحمر حيث تم تطويعهم قسراً في سلاح الاشارة في جيوش أميركا حول العالم وهؤلاء كانوا يتحدثون عبر اللاسلكي مستخدمين لغتهم القومية التي لا يفهما ضباط سلاح الاشارة الألمان"وهؤلاء جميعاً يقتلون بلا حساب لعدم وجود من يطالب بهم لا في السند ولا في الهند ولا في بلاد العجم ولا في أفريقيا، فليست لهم قيمة تذكر ولا تعداد ولا حسابات، وبعد ذلك تم التضحية بمليون جزائري و مليوني فيتنامي ونصف مليون من الكوريتين، وعدد آخر مروع في مجازر الشرق الأدنى التي افتعلها اليابانيون المتحضرون بأهل الصين ومجازر الخمير الحمر وبول بوت وجنوب افريقيا وأواسط افريقيا الى آخره...والله جلّ جلاله لم يطلب منا إلاّ عبادته وطاعته وعدم الشرك به وحفظ وصاياه العشرة...ولكننا اجتهدنا واجتهدنا وكان اجتهادنا بكل أسف اجتهاداً مروعاً.
آرا سوفاليان
كاتب انساني وباحث في الشأن الأرمني
دمشق في 26 10 2012
arasouvalian@gmail.com