عن صناعة الفكر والحياة:



بعض مظاهر النمو للأطفال الصغار :
=====================
أولاً : النمو العقلي
يصل مستوى النمو العقلي في عمر الطفولة المبكرة إلى درجة عالية تتفتح فيها تقنيات جديدة للتعلم، وبناء المفاهيم، والتفكير الإستنتاجي أو الاستقرائي الذي ينتقل من خلاله من الجزئيات إلى الحكم الكلي في عملية التفكير. ويستمر هذا النمو باضطراد، اعتماداً على النشاط الذاتي للطفل، فتتكون طرائق جديدة في التفكير، حيث تتحسن قدرة الطفل على تنظيم معارفه، وتذكرها، والتعبير عنها، وتزداد أيضاً، قدرته على فهم كلام الآخرين كخطوة أساسية لإقامة تواصل اجتماعي فعال في محيط الأسرة أو المدرسة. كما تسهم التعابير الرمزية، أو الصورية، عن طريق الرسوم والتلوين، وكذلك العاب الفك والتركيب والصلصال، في إبراز القدرات العقلية للطفل وتسريع وتيرة النمو العقلي لديه،

ومن خصائص النمو العقلي في هذه المرحلة :
---------------------------------------------------------
1 . نمو قدرات جديدة في التفكير
يختلف الطفل الكبير عن الطفل الرضيع في طريقة تفكيره ونظرته إلى الظواهر والأحداث في العالم المحيط به. ويرى جان بياجيه، أن عملية النممو العقلي للإنسان تمر بأربعة مراحل :

(‌أ) مرحلة التفكير الحسي / الحركي (من الولادة وحتى سن الثانية) :
التفكير في هذه المرحلة يكون شبه بدائياً، وبفضل نمو حواس الطفل وتطور قدراته الحركية، يستطيع في نهاية المرحلة أن يختبر قدراته مستعيناً بالمحاكاة أو التقليد والتصور والكلام أو اللغة واللعب الرمزي.

(‌ب) مرحلة التفكير السابق للتصور (من نهاية الثانية وحتى نهاية السنة السابعة) :
وهي مرحلة انتقالية بين المرحلتين الأولى والثالثة، لأنها لا تتميز بحدوث أي توازن أو ثبات في تكفير الطفل، وليس أدل على ذلك من كثرة أخطاء الطفل عندما يريد أن يعبر عن شيىء ما، وبالرغم من ذلك فإن هذه المرحلة تتميز بظهور الوظائف الرمزية واللغة التي تضع أمام الطفل إمكانات عقلية ضخمة تمكنه من تمثل واستيعاب الكثير من المؤثرات البيئية والمطابقة معها أو التعديل فيها، بما يمكنه من التعبير عن حاجاته ومشاعره وأفكاره.
(‌ج) مرحلة العمليات المحسوسة "العيانية" (من السنة السابعة وحتى نهاية السية الحادية عشرة) :
ينشأ في هذه المرحلة التفكير المنطقي عند الطفل في شكله الأول، ويحدث ذلك تغييراً في تفكير الطفل وطريقة تعلمه. حيث تظهر لدى الطفل قدرات عقلية ذات درجة عالية من التعقيد، مثل القدرة على التمييز بين الأشياء الحية والجمادات، بالإضافة إلى قدرات مثل الجمع أو الطرح أو التطبيق، أو التمييز، والتعرف، ويصبح الطفل قادراً على حل بعض المشكلات.

(‌د) مرحلة التفكير المجرد "العمليات الشكلية" (من بداية السنة الثانية عشرة وحتى نهاية السنة الخامسة عشرة) :
تضع هذه المرحلة إمكانات عقلية جديدة أمام المراهق، حيث يبدأ التفكير المنطقي الحقيقي الذي يمكنه من التعامل الناجح مع عالم المجردات، وينتقل من عالم الواقع المحسوس إلى عالم التصورات العقلية والنظريات والأفكار المجرة، وتعد هذه المرحلة مرحلة التتويج للنمو العقلي للفرد.
2 . الاحتفاظ والتذكر
تنمو القدرة على الاحتفاظ والتذكر بسرعة كبيرة في مرحلة ما قبل المدرسة وزيادة القدرة على الاحتفاظ والتذكر، هامة جداً في هذه المرحلة لأنها تمهيد لدخول الطفل الكبير إلى المدرسة، وهي شرط ضروري لنجاحه بها ولتعلمه القراءة والكتابة. وتزداد كمية المعلومات التي يستطيع الطفل تخزينها في ذاكرته، ويستفيد منها في التعامل مع المدرسة ومع الآخرين في المجتمع.
والطفل الصغير أقدر على تذكر صور الأشياء بشكل أفضل بكثير من تذكر أسمائها، ويستخدم طفل الثالثة في تذكره المخططات المكانية والزمانية واللفظية أكثر من ابن الثانية، فعندما تسأل طفل الثالثة، أين خبأت لعبتك مثلاً؟، يلتفت صوب المكان الذي خبئت فيه اللعبة أكثر من ميل ابن الثانية لفعل ذلك. ويختلف الأطفال في تذكرهم للأشياء حسب طبيعة المادة المتذكرة، أهي لفظية أم تصويرية، فالنشاط التذكري للطفل، قد يكون بصرياً أو سمعياً، وقد يكون سمعياً بصرياً، وقد يرتبط باحساسات أخرى.

ثانياً : النمو اللغوي
بعد تعلم اللغة واكتسابها جزء من النمو العقلي للطفل. فاللغة تفتح أمام الطفل حياة عقلية خفية. ويسهم استخدام اللغة، برفع عمليات المعرفة لدى الطفل إلى درجات نوعية عالية المستوى، حيث يدخل الطفل بواسطة اللغة إلى مجالات هامة من الحياة الإنسانية، ويستخدم أسلوب التخاطب والتواصل. ففي مرحلة الرضاعة، يكتسب الطفل اللغة من الأشياء ومن العلاقات بين الأشياء والمواضيع، ويخزن ذلك في ذاكرته لمدة طويلة إلى أن يستوعبها للاستخدام عندما ينضج جهازه الكلامي. ونتيجة تعامله مع الأشياء والأشخاص يستطيع طفل المرحلة المبكرة، أن يتعلم الأفعال والأسماء، والأحرف، والمفعول، ليبني بها جملاً في المستقبل. وتساعد الطفل في تعلم اللغة قدراته العقلية وآليات التعلم والذاكرة، فيكون بذلك قاموسه اللغوي، ويكتشف قواعد بناء الجملة، من خلال تواصله مع الآخرين، وهكذا حتى ينتج بشكل تدريجي آلية لغوية خاصة.See Translation




نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

·