من صور العلاقات المملوكيه العثمانيه ( 1 ) |

قد يجهل الكثير من الناس ما هي صفة العلاقه بين الدوله العثمانيه و دولة المماليك منذ نشأة الأولي حتي إسقاطها للثانيه في 1517 مـ و قد يظن البعض أن النزاع هو السمه الأساسيه للعلاقه بين الدولتين لكن الحقيقه أن تلك العلاقه لم تمل إلي صفة الصراع المطلق أو المهادنه التامه علي إمتداد تاريخيهما المشترك
و الصواب أن هذه العلاقه كانت تتقلب بين الحالين و يؤيد ذك ما نجده في كتب التواريخ الإسلاميه و ما بين ايدينا من تراث باق في الاراضي التي ساسها السلاطين من الدولتين لقرون طويله , فالكثير من هذه الشواهد يؤكد إمتذاج السلطنتين حضارياً بشكل كبير في عصور كان السلم هو سمتها بالأساس

في موضوع سابق أشرنا إلي الشيخ الكوراني الذي كان من مؤدبي السلطان الفاتح رحم الله كليهما و كيف أن كان الكوراني من حاشية السلطان جقمق و جلسائه فيما يعكس إمتداد التأثير الديني و الثقافي المصري إلي الديار العثمانيه.

و اليوم نذكر أحد أشهر الأمراء الذين وفدوا إلي مصر من بني عثمان و هو الأمير سليمان بن أورخان بن السلطان محمد الأول العثماني فر هو و أخته الأميره خوند (السيده) شاه زاده إلي مصر بعد ان إعتلي السلطان مراد العرش و سجن أورخان هذا لسبب علي ما يبدو انه كان نزاع علي العرش .

و قد جاء هذا الأمير صغيراً هو و أخته إلي مصر في زمن السلطان برسباي أي في ثلاثينيات القرن التاسع الهجري تقريباً و قد ضمه السلطان إلي جوار إبنه العزيز يوسف ليلقي نفس الرعايه في حين أن السلطان تزوج من خوند شاه زاده عندما كبرت و بقيت في عصمته حتي مات و تزوجها من بعده السلطان الظاهر جقمق .

ظل هذا الأمير العثماني الصغير بالقاهره حتي مات بالطاعون سنة 841 هـ و يقول بن تغري بردي أنه كان له من العمر حينها 15 سنه و دفن بقبته بقرافة المماليك و التي بنيت بالطبع علي الطراز المملوكي المتميز و إن كنت تجد القاشاني الأزرق الذي إشتهر في المعمار العثماني , و هذه القبه باقيه حتي اليوم و قد زرتها و هي بالطبع تعاني الإهمال الشديد كغيرها كثير من الآثار الإسلاميه بمصر .

كانت هذه صوره أخري من صور العلاقات المتبادله المتمثله في المصاهره التي نشأت بين السلاطين و الأمراء في كلا الدولتين الإسلاميتين الأكبر في العالم حينها , و قد نعرض المزيد من أشكال هذا التداخل و الإحتكاك السلمي في مشاركات أخري إن شاء الله ... تابعونـــا

_______________________________

الصوره لقبة الأمير سليمان بقرافة المماليك بالقاهره , من تصويري اثناء زيارتي للمكان

أ.س




نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي