| قانصوه الغوري و الظرف التاريخي الفريد |

السلطان قانصوه الغوري و إن كان لا شك أن في عصره وصلت الدوله المملوكيه لأقصي مراحل الفشل و الضعف و الذي كان نتيجته الهزيمه بمرج دابق 1516 مـ و من ثم مقتله و إنتهاء عصر الدوله المملوكيه (إذا إستثنينا سلطنة الأشرف طومانباي), إلا أنه من الملاحظ عنه حبه للعمران و هذا ما يؤكده المؤرخون أمثال إبن إياس حيث يؤكد علي كونه ذواقه محباً للفنون و لذلك تجد بالقاهره مجموعه من المباني التي سجلت بإسمه و التي و إن كانت لا تعكس قوة المملكه حينها إلي أنها تحوي أذواقاً راقيه و صنعة معماريه قمه في الإتقان و الروعه.

قد يستغرب البعض من الإعجاب بمثل تلك العمائر الخالده و خصوصاً أن الغوري قد شهد عصره تد هور حاد في حالة البلاد و كذلك ضياع المدن التجاريه الهنديه و التي كانت تعد المورد الأساسي للسلع الشرقيه التي إحتكرت مصر تجارتها في أوربا و كذلك كون هذه البلاد إسلاميه فقد سقطت أمام الغزو الصليبي البرتغالي في حملات تعددت قياداتها ما بين دي جاما و البوكيرك و الميدا و غيرهم , و لكني أري أن سقوط الغوري سواء في الهند أو في الشام و مصر ...و ما كان من سؤ تدبيره للملكه بشكل عام كان نتيجه لإجتماع عدة ظروف تاريخيه فريده إجتمعت عليه في سنوات حكمه و دفعته سريعاً نحو الهاويه و من يتابع سيرته التاريخيه يدرك أنه بذل ما قدر عليه حينها و ليس أدل علي ذلك من إستعانته بالبحاره العثمانيين و تعاونه مع سلاطين آل عثمان و منهم سليم نفسه ضد البرتغاليين ... إلي أن تجربته التاريخيه و بالرغم من كل شيئ حكم عليها في النهايه بالفشل و لا خلاف علي ذلك كما أنه لا خلاف علي رقي ما خلف من عمران.

سامحه الله و عفي عنه.

*الصوره من مدرسة السلطان الأشرف قانصوه الغوري بشارع المعز بالقاهره

أ.س
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي