هل تنتقم حماس للجنود المصريين؟
د. فايز أبو شمالة
بعد أن اتضح للقاصي والداني دور المخابراتالإسرائيلية في العمل الإرهابي الذي نفذه بعض المغلفين؛ الذين تم استئجارهم لمرةواحدة، لمهمة قتل الجنود المصريين، قبل أن يقتلهم مشغلهم الصهيوني عدو اللهوالمؤمنين.
بعد أن انجلت الصورة، وتجلت معظم الآراء العربيةوالمصرية عن وعي عميق بالجهة التي استفادت من العمل الإجرامي، وبعد أن اتضحت مواقفالكتاب والمفكرين والمخلصين لمصر وللأمة العربية والإسلامية، وبعد أن كشفت الأحزابالوطنية والإسلامية عن مواقفها المبدئية من القضية الفلسطينية، ليشير الجميع بإصبعالاتهام إلى جهاز المخابرات الإسرائيلية، التي وقفت وراء العمل الإرهابي الذي أراقالدم المصري، مع تأكيدها على براءة المقاومة الفلسطينية من دم المصريين، بعد كلهذه الحقائق، هل تقوم حركة حماس برد الجميل للشعب المصري، وتنفذ عملاً مقاوماًمميز ضد الجنود الإسرائيليين، وتحت عنوان: هذا هو رد حركة حماس على الإرهابالإسرائيلي بحق الجنود المصريين!.
سيؤكد الرد العسكري لحركة حماس على وحدة الدمالعربي؛ أكان مصرياً أم فلسطينياً أم سورياً أم جزائرياً؟ وفي الرد تأكيد على أنالعمل الإرهابي الصهيوني كان يهدف إلى تدمير سمعة حماس، وتشويه صورتها لدى الشعبالمصري، وفي رد حماس تأكيد على حسن العلاقة بين القيادة المصرية الجديدة وبين رجالالمقاومة، وفي الرد تأكيد على صواب قرارات الرئيس المصري بحق غزة، وفي الرد تفنيدلإدعاء إسرائيل بأن الفلسطينيين لا يحفظون الجميل، ويبصقون في الصحن الذي يأكلونمنه.
فهل تفعلها كتائب القسام، وتتحدي حالة العجزالعربي، الذي يتعامل مع إسرائيل وكأنها قضاء وقدر؟ هل تفعلها كتائب القسام، وتعلنمسئوليتها عن عملية عسكرية جريئة، تعفي مصر من الرد في هذه المرحلة، وتبعث رسالتهاالقوية الفصيحة إلى كل من له صلة بالقضية الفلسطينية، عنوانها: سنتعامل مع الدمالمصري مثل الدم الفلسطيني، وكل قطرة دم عربية تسيل في المنطقة سيدفع الأعداءمقابلها دم إسرائيلي!
لو فعلتها حركة حماس فلن تكون وحيدة، وإنماسيكون معها ثمانون مليون مصري، ومئات ملايين العرب والمسلمين، الذين سيرفعونرؤوسهم عالياً، وسيهتفون بالانتقام من العدو الإسرائيلي، وسيصير للكرامة العربيةأجنحة تحلق فيها فوق السحاب، وسيكتب المسلمون بحروف الوفاء لا إله إلا الله محمدرسول الله، تبهج حروفها سماءنا الزرقاء.