عدد اللاجئين مشكلة !! -الكتاب الفلسطيني- طلعت سقيرق


نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
من المضحك المبكي الغريب العجيب أن يصير عدد اللاجئين الفلسطينيين مشكلة تقف في وجه عودتهم إلى بلادهم !!.. وكأنه كان علينا أن نوقف الزمن عند سنة 1948 حتى لا نصل إلى خمسة أو ستة ملايين لاجئ!!..أو ربما كان علينا أن نمنع على الشعب الزواج والإنجاب حتى يبقى عددهم كما هو أو ينقص ويتضاءل حتى تكون العودة مشروعة.. فعلى أي أساس نقدم لسيئة الذكر " إسرائيل " هذا الاعتراف أو التصريح بأن عودة خمسة ملايين سيجعل هذه السيئة الذكر تنهار !!.. لذلك علينا أن نجد حلولا أنسب لا تؤدي إلى انهيار هذه المسخ!!..وكأن وظيفتنا صارت أن نحميها ونحمي وجودها من الزوال والانهيار ..!!..أي أننا صرنا الآن نبحث عن حل يوافق ويناسب الكيان الصهيوني الذي اغتصب الأرض وسرق البيت وقتل ما قتل من شعب فلسطين..لماذا !!.. لأن وجود سيئة الذكر " إسرائيل " صار أمرا لا جدال فيه أو حوله وعلينا أن نكون منطقيين في زمن العلم والتقدم والتطور !!.. فأي منطق هذا !!..
كل شيء تقدم وتطور وتغير ، لا نجادل في هذا ولا نقول شيئا ..لكن من دواعي التقدم والتطور والسير إلى الأمام أن نكون منطقيين علميين في طرح أفكارنا وآرائنا وتصوراتنا فهاتوا شيئا منطقيا يحل قضية شعب سرقت أرضه وصار بين ليلة وضحاها مشردا غريبا موزعا في بقاع الدنيا بطولها وعرضها دون أن يكون له أي ذنب في ذلك ..والمذنب أو المجرم الذي قام بهذا الظلم موجود ظاهر للعيان لا يخفى على أحد .. فهل يعقل أن يكون الحل بأي لغة تختارون وأي قانون تنتقون وأي نظام تحبون ، زيادة الظلم على المظلوم ومكافأة الظالم السارق لأنه قتل وسرق وظلم ونهب وأحرق وأخذ حق الآخرين دون وجه حق ؟؟!!.. هل من المعقول أن نقول لسيئة الذكر " إسرائيل" سنجد حلا يناسب ما قام على أساسات واهية وأن هذا الحل سيكون على حساب صاحب الحق ؟؟.. ما معنى كل الدروب التي سرناها إذن ، ولماذا قدمنا ما قدمنا من تضحيات على مدار السنوات الطويلة الماضية ؟؟..
شعب تشرد واغتصبت منه دياره وذاق المر والعلقم.. شعب انقلبت كل موازين حياته وصارت جهنما بعد أن كانت نعيما .. شعب صارت خطواته دما وجراحا ودموعا وقهرا على مدار سنوات طويلة ..هل نقول له الآن : لماذا زاد عدد أفرادك خلال كل هذه السنوات حتى وصل إلى خمسة ملايين لاجئ ؟؟.. هل نحمله ذنب زيادة العدد فيكون العقاب في تقطيع أوصال هذا الشعب بحلول " خنفشارية " لأن سيئة الذكر " إسرائيل " ستنهار إن عاد هذا الشعب إلى وطنه وأرضه ؟؟.. لنسأل قبل ذلك لو كان هذا الشعب في أرضه طوال هذه السنوات التي مضت ولم ينل من العذابات والظلم وغيرهما ما نال، ألم يكن من الطبيعي أن يكون هؤلاء الملايين الخمسة أكثر بكثير لأنهم ينعمون بالأمان والاستقرار في بلادهم دون أن تلاحقهم أحقاد الصهاينة لتفني منهم الكثير؟؟!!.. لنكن علميين وواقعيين كما تشاءون .. فهل يقول الواقع ومعه هذا العلم وزيادة عليهما كل ألوان الحرية والعدالة إنّ الحلول تكون وفق المنطق الخطأ وسيادة شريعة الغاب على طول الخط دون تراجع ؟؟!!..
منذ البداية قامت سيئة الذكر " إسرائيل " دون أساس أو دعائم لأن الباطل كان سيدها وموجهها. فما ذنبنا إن انهارت ألف مرة ؟؟!!.. هل كان علينا أيضا أن نحفظ حقها في الوجود في بلادنا وديارنا وأرضنا وبيوتنا مع ملاحظة وواجب أن نجد حلا لعددنا الذي زاد خلال كل هذا الزمان الذي مر؟؟.. بالله عليكم كفاكم ما كان ولا تزيدوا الأمور اعوجاجا .. قلناها ونقولها الحل فلسطين كاملة غير منقوصة لنا لأنها حقنا الشرعي ولا حلّ آخر في الزمن القريب أو البعيد..صدقوني لا حل آخر ..

طلعت سقيرق

[/TD]
[/TR]
[/TABLE]
(نقل سهير ابنته)