السلام عليكم
قرأت مقالا للروائي الجزائري الكبير: واسيني الأعرج:الرواية العالمية سؤال الضخامة والقصر.
يطرح فيه مقارنة مابين الرواية الطويلة والقصيرة حجما وكما يقدمه الروائيين, وقد سرني جدا ماطرح لأنني كنت أوردته عبر دراساتي عن الرواية.
يقول في هذا النطاق:
هل مساحة الرواية مهمة لتوصيل ماتريده إلى قارئها؟حيث تبدو الروايات الضخمة هي الأوفر حظا في الشهرة العالمية!(1)

ويكمل في قسم آخر:
إن كثيرا من النصوص الضخمة العربية وغير العربية ليست إلا دورانا مملا وحشوا قاهرا للقارئ , فمن خلال هذه النصوص الضخمة تعرفنا على مسارات نشوء الوعي الاجتماعي المصري والجزائري وعلى الحروب والنازية أيضا
وتعرفنا في الجريمة والعقاب لديستوفسكي على انهيارات النفسية للإنسان الروسي في مجتمع متهالك الخ...

********
ماقاله الروائي واسيني هو الحق وأكاد ألمسه جليا في قراءاتي فكم من مرة أنهيت رواية طويلة في يوم واحد لكثرة الحشو غير الموظف لصالح الطرح.
هل هو هاجس تجاري ام غير ذلك؟

ربما نحسبه تجاوزا خيانة للموهبة والخبرة وخطوة تراجع او ربما ضعف ما في السرد لطول نفس روائي لا جدوى منه.
ويستشهد الروائي واسيني برواية بيير وجون لغي دو موباسان وخفة وزنها وقصرها.دفعت لمسارات عجزت الرواية الطويلة عن بلوغها.
يقول هنا:
الكتابة جهد ذهني كامن لايحدده قصر أو طول ولكن القدرة على القول المكثف الذي لاينفصل عن عملية الغواية الأدبية والحكي.
********
نعم هنا الفكرة المهمة لمن أخلص وحمل موضوعية فكرية عميقة الغور.فهو يؤكد أن هؤلاء الذي ينتهجون هذا النهج الموظف بعناية لايموت
بل تحفظه الذاكرة هو قانون قاس لكنه يشكل صميم قانون الأدب والكتابة.
ريمه الخاني 15-6-12012

********
(1) عدد مجلة دبي 84 ص 71 2012