السلام عليكم
نقلا عن الحصن النفسي قطفت لكم موضوعا ربما افاد

إننا أكثر من مجرد عقول تفكر فنحن عبارة عن عقول و أجساد و أرواح و أحيانا ما يبدو أننا مشغولين بشدة في التفكير و في عمل أشياء لدرجة أننا لا نستطيع أن نسترخ حقيقة و في الواقع أننا لا نستطيع أن نشعر بالسلام النفسي الداخلي إلا عندما نقوم بالاتصال بالجزء الروحاني من تكويننا و لهذا نحتاج كثيرا إلى أن نخلي عقولنا و للقيام بذلك ما عليك إلا أن تجلس جلسة مريحة و عيناك مغلقتان و تراقب عقلك و هو يعمل ، لاحظ كم هو ممتلىء بكثير من الأفكار و العمليات الفكرية !.....تجاهل كل ذلك فان الأفكار المختلفة ستظل تأتيك من وقت إلى آخر..
لا عليك منها في شيء فقط لا تسجل ملاحظات عنها و ركز على إيقاع أنفاسك و تابع بدقة طريقة شهيقك و زفيرك كن واعيا جدا بالطريقة التي تتنفس بها فبينما تسحب الهواء إلى الداخل فكر في (داخل) و عندما تخرجة إلى الخارج فكر في ( خارج) و هكذا (داخل ) ، ( خارج) ، ..........
و في كل مرة يشت فيها عقلك عن التفكير في تنفسك اتبعه و سجل عليه أنه قد شت عن ما أمرته به ثم أعده مرة أخرى للتفكير في تنفسك فقط.... حاول أن تحس بالموقع الذي يقع بين عمليتي الشهيق و الزفير في اللحظة التي لا تسحب فيها الهواء و لا تخرجه .... و الآن ركز على هذا الموقع وجه وعيك كله لهذا الموقع ما بين دخول و خروج النفس ، و عندما يشت عقلك مرة أخرى اتبعه و أعده مرة ثانية إلى هذا المكان و بعد عدة دقائق اجعل أفكارك تعود إليك مرة أخرى.
حرك يديك و قدميك حركة سريعة ثم افتح عينيك و عندها ستشعر بالانتعاش و بمشاعر طيبة كثيرة.
إننا نستطيع أن نتمتع بصحة نفسية جيدة و بتقدير عال للذات إذا أمكننا أن نحدث التوازن بين عقولنا و أجسادنا و أرواحنا.... إذا ما عليك إلا أن تخل عقلك و تحرر روحك من وقت إلى آخر بطريقة منتظمة ، و ستجد بمشيئة الله تعالى أن حياتك ستتغير نحو الأفضل ، و إذا تأملت الصلاة بجميع أركانها و خطواتها ستلاحظ أن من يؤديها على أحسن وجه و يخشع فيها بعمق يحصل على نتيجة أفضل مئات المرات من نتيجة التمرين الذي عرضته و ذلك لأنه ينبغي على المصلي أن يحضر ذهنه و يركزه في المعاني العظيمة التي يكررها في صلاته ، و لا يصح له أن ينصرف بتفكيره إلى شيء يخرج عن أمور الصلاة و هو في أثناء صلاته يركز نظره في محل سجوده و يقوم بحركات معينه و علاوة على كل ذلك فهو يعلم انه واقف بين يدي الله تعالى يناجيه و يستمد منه العون و هو و إن لم يرى الله تعالى فهو يعلم أنه سبحانه يراه لذا نجد أن أكثر الناس تمتعا بالصحة النفسية العالية و الهدوء و السكينة و الطمأنينة هم أولئك الذين يخشعون في صلاتهم و يتقون الله حق تقاته.