منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: تغييب العقول

  1. #1
    مدرس لغة عربية ومترجم من الفرنسية
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    المشاركات
    473

    تغييب العقول

    تغييب العقول

    بين

    المشائخ وأحرار العقول !!









    أولا : المشائخ



    .. وضجّ المسجد بأصوات المريدين من أرباع المتعلمين – وربما أدنى من الأرباع – وتعالت تكبيراتهم ، وتهليلاتهم ، إظهاراً لما توصل إليه الشيخ المعمّم من حكم شرعي بديع، يعينه ما آتاه الله من علم غزير، ونبوغ لم يسبقه إليه عالم نحرير، أو مفكّر خطير ، ونظرات ثاقبة ، وحكمة في الوصول إلى اجتهادٍ ما سبقه إليه أحد من العالمين . أتدرون الحكم المقرر؟ لقد أخبرته الآيات الكريمة أن ليلة القدر في السابع والعشرين من شهر رمضان المبارك ، فليلة القدر تتكوّن من تسعة أحرف – كتابة - و تكررت ثلاث مرات ، و لأن شيخنا رياضي مصقع ، فقد قام بعمليّة حسابية مفحمة( 3×9 =27 ) ، وكانت النتيجة الملهَمة ما نراه مما هو آت آت : أحيِِ ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان المبارك وحدها تتفتّحْ لك أبواب السماء ، وتغرفْ من نعيم الله ما شاء .
    وما كان في علم الطلبة المؤدّبين أن فتوى الشيخ ليست من بنات فكره البرّاقة، ولا من إبداعات العصر الحديث بسبقه العلمي المفلق، وإنما قالها بعض الأقدمين معتمدين منهجاً في التفسير الشاذّ، سُمِّي ( التفسير الإشاريّ ) ، ثم امّحى من عقول كبار العلماء ، وحافظ عليه مَن دونهم أو من كان في قلبه مرض .

    حاش لله– فنحن لا نتّهم شيخنا بالغفلة عن هذا،{إنما نشبّه سلوكه بما كان الأديب العربي طه حسين يفعله، فقد ألِف – غفر الله لنا وله - أن يضع المراجع – أو المصادر، سمّها ما تشاء- خلفه، ولا يقدّمها أمامه إلا إذا رأى الفكرة التي يسوقها تفتقر إلى التأييد }. فلو جاء شيخ آخر بفكرة لم تهضمها معدة شيخنا، وكانت تعتمد(التفسير الإشاريّ) لردّها لأن العلماء لم يقبلوا بهذا النهج. ولو كان الحديث الشريف يوافق رأيه لساقه، ويكفي أن يختاره لتأييد رأيه في قبول الحديث الشريف ، ولا حاجة إلى مصطلح الحديث وعلومه، أما إذا دعّم الخصم رأيه بحديث شريف كان الحاجة ماسّة إلى اعتماد مصطلح الحديث وعلومه لإبطال الأخذ بمدلول الحديث.
    لا تظنّوا بي الظنون ، فما في قولي سخرية أو تلذذ - حاش لله – وإنما تذكروا معي قول الشاعر الذي يردّده الخاصّة والعامّة: ( والطير يرقص مذبوحاً من الألم)، وإنما أقول نصيحة لله ربما يسمعها من يتصّدر المجالس، ويعملون بها خوفاً من الله – عزّ وجلّ - : لا تستغفلوا عقول العامّة أو الخاصّة، ولا تشلّوا عملها، فما جاء الإسلام بذلك ، إنما جاء الإسلام بطاعة ولي الأمر – في غير معصية – وإجلال العلماء الربانيين ، ولكنه لم يأت بتغييب العقول، بل حثّ على التفكير السليم ، فكلنا يعرف تربية الصحابة، فما منعتهم طاعة من الجهر بما يعتقدون – بدون فتنة – .
    إنما همّي في هذا أن ينأى من يتصدر المجالس بأنفسهم عن استغفال عقول السامعين والمريدين ، وعن إيقاف عملها ، وأن يعتمدوا أسلوب التفكير المنطقي معهم في فرض شخصياتهم على الأتباع ، ( كل يُردّ عليه إلا صاحب هذا القبر- أي محمد – صلّى الله عليه وسلّم - ) ، و لا مانع من غرس الحبّ في القلوب ، وافتداء العلماء الربانيين بالأرواح ، بل هذا واجب شرعيّ. ولكن من أشدّ الخطر أن يسوقوا الناس سوق النعاج ، ويظنّوا أن الاحترام لا يكون إلا بإلغاء التفكير، وتعطيل العقول وقدرتها على الحوار البناء، وليحذروا – إذا انقلب عليهم هؤلاء المخَـــدَّرون – من التسفيــه والتجـريح .. ما أثبت الاحترام القائم على محبّة في القلوب، واقتناع بالعقول. ولنحذر من أمثال هذا الشيخ ، فما أكثر ما قالوا و ما فعلوا في تاريخنا القريب ، فأدّت أقوالهم و أفعالهم إلى تحكّم غيرنا بحياتنا وقدراتنا ! و لن يخلّصنا الله من هذه المحنة ، و لن نخرج من هذا المستنقع



    حتى نغيّر ما في نفوسنا . قال الله – تعالى – في سورة الرعد الآية – 11 - : لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ.
    Il (l’homme) a par devant lui et derrière lui des Anges qui se relaient et qui veillent sur lui par ordre d’Allah. En vérité, Allah ne modifie point l’état d’un peuple, tant que les (individus qui le composent) ne modifient pas ce qui est en eux-mêmes. Et lorsqu' Allah veut (infliger) un mal à un peuple, nul ne peut le repousser: ils n' ont en dehors de Lui aucun protecteur.ومن وسائل هذا أن ندرّب الناس على التفكير السليم والابتعاد عن ( الغوغائية ) ، والتعالي بالباطل، وتحكيم الهوى ، و أن يحترم كلٌّ منهم رأي الآخر، وأن يجلّوا العلماء الربانيين ، دون أن يُلغوا عقولهم ، و أن يلتزموا بطاعة أولياء الأمور دون أن يكون في ذلك ترغيب بمكافأة أو ترهيب بعقوبة ، دافعهم إلى هذا قوله – تعالى - :
    {يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله والرسول و أولي الأمر منكم . Les croyants ! Obéissez à Allah, et obéissez au Messager et à ceux d'entre vous qui { détiennent le commandement سورة النساء59.







    ثانياً : أحرار الفكر !!



    نحن في زمن لا ندري أَ نِصفُه بعصر التقدّم – ونحن صادقون– أم نصفه بعصر عبودية الفكر لغير خالقها ، والوقائع لا تنفي هذه الصفة ؟!

    يقولون - أم يدّعون - ، فلم نعد ندري شيئاً بعد هذه الإبداعات الغريبة ، ولست أدري، أن منْ حرية الرأي أن تغيّب العقول، ويُساق أصحابها إلى المسلخ سوق النعاج ، أيريدون من الناس أن تسير وراءهم، والعالِم في مقدمتهم ينادي بالفكر الحرّ، وهم لا يدرون عنه شيئا ، ماذا فعل هؤلاء ( الأحرار )، هل كانوا خيراً من أولئك المشائخ ( الجاهلين ، أو العلماء الذين يجهّلون الناس على علم منهم ) حين يوهمون الناس بأفكار سخيفة وآراء بعيدة عن الدين ، يأباها العقل والمنطق ، أهؤلاء خير من أولئك ؟! و كلّما فتح أحدهم فاه ليتكلم - و أحسّوا أن فكرهم لم يؤثّر في فكره- أخرسوه فورا لأنّه عدوّ الحرية والتفكير السائب الذي لا يتقيّد إلا - وأرجوهم العفو عن زلّتي – بقيد عقولهم المنغلقة على ذاتها، أتريدون أن أسرد كلّ التهم التي يلصقونها بمن لا يتبنّى فكرهم، لأثبت أنهم أوّل من يُتّهم بالعبودية الفكرية، ليست حريّة الفكر شعارات، كل ما أردت أن أشير إلى كثير من الفِكَر التي دّست ألفاظها، ثم ديست عملياً بالأقدام، وارتكبت أفدح الجرائم تحت لافتات أسمائها .




  2. #2
    أهلا بك أستاذ فيصل بيننا من جديد:
    ياأخي في الله..البشر صاروا عبيدا لمن لديه القوة والمال غن أقروا وغن لم يقروا كي يسير بهم مركب الحياة بأمان..هذا اولا..
    ثانيا لايمكننا ان نتهم المشايخ ولا أدري مدى صحة كلمة مشائخ...مشكلة هؤلاء أنهم قياديي المجتمع روحيا..يملكون العلم الصحيح والفكر الواعي ولكنهم بشر يتوه رأيهم أيحانا وسيلسيا ليسوا محنكين كما نرى في زمننا على غرار ماكانوا قياديين للمجتمع بجدارة.....هنا نقف لنقول:
    كيف إذن تريدون ان تكونوا شموليون ومسموعي الكلمة؟
    تحيتي لك وسلامي

  3. #3


    محمد عبد الحكم دياب

    يضع المفكر القومي محمد عبد الحكم دياب عبارة "الإسلام السياسي" بين علامتى تنصيص في مقالة مما يعنى أنه تعبير مرفوض. الإسلام دين ودنيا ولا أتصور أي مسلم يرفض هذه المقولة. ألم تكن المذاهب الإسلامية هي رؤى دنيوية إجتهد في تأصيلها فقهاء أجلاء إختلفوا فيما إختلفوا فيه واتفقوا فيما اتفقوا. وأتفق مع الأستاذ محمد عبد الحكم دياب في رفضه لمصطلح "الإسلام السياسي". لم يكن مصطلح "الإسلام السياسي" قد ظهر في عصر الفقهاء، عصر المذاهب الإسلامية. فقه هذا الزمان لم يتطرق إلى الحكم إلا من باب الإصلاح الإجتماعى الذي عنى به فقه هذا الزمان. ربما يكون السبب هو أن الفكر السياسي لم يكن قد نضج بعد كما حدث في عصر النهضة وإهتم به فلاسفة عصر النهضة الأوربيون. ولا أتصور أن الفكر السياسي نشأ في أثينا حيث ولدت الديموقراطية، فالديموقراطية اليونانية كانت فكرا إجتماعيا إداريا أكثر منها منظومة سياسية. فالفكر السياسي في ظنى نشأ ضمن إرهاصات عصر النهضة للتخلص من التبعية للكنيسة. ولا مانع أن ينشأ فكرا سياسيا إسلاميا في العصر الحديث كما نشأ الفقه الإسلامي في عصر النهضة الإسلامية (القرن الثاني والثالث الهجري). إنما الواقع، كما يرصده فيلسوف الثورة المصرية محمد عبد الحكم دياب، يفصل بين تيارات سياسية ثلاثة داخل التيار الإسلامي. الإخوان المسلمون وهم أقوى تيارات "الإسلام السياسي" وأكثرها خبرة وحنكة سياسية. والسلفيون وهم على حد تعبير الأستاذ يمرون بمرحلة "التعليم الأساسي" في السياسة. والتعليم الأساسي كما هو معروف ثلاثة مراحل: الإبتدائية والإعدادية والثانوية، فأي مرحلة منهم يقصد الأستاذ؟ وربما يرى البعض مثلي أنهم في مرحلة ما قبل الإبتدائية، مرحلة الحضانة التي يغلب التعليم فيها بالحواس. أما التيار الثالث وقد سماه الأستاذ بالإسلام الحركى فقد خرج من عبائة الإخوان المسلمين نتيجة للإضطهاد الذي تعرضوا له في الستينات من القرن الماضي، ويشمل هذا التيار الثالث الجماعة الإسلامية والجماعات الجهادية. في ظنى أنه لم يتبلور فكر سياسي إسلامي حتى الآن حتى داخل جماعة الإخوان المسلمين الأكبر حجما وتنظيما وعمرا. والمشكلة لديهم جميعا ولدى من ينقدهم أنهم يتبعون منهجا أخلاقيا وليس سياسيا وهذا لا يعني أنني أقول بأن السياسة ليس فيها أخلاق. فقد إنتقدت التيارات السياسية الإخوان بحجة أنهم يستأثرون بكل السلطات رغم أن هذا هو حقهم السياسي. ولعلى أرى أن مسئولية وصول "الإسلام السياسي" لمرحلة النضج السياسي لا تقع على عاتقهم وحدهم بل على عاتق كل التيارات السياسية الأخرى وتبدأ بالتعامل معهم على أنهم جماعات سياسية وليست جمعيات إجتماعية أخلاقية. ولعلى أجد أن التجربة السياسية الوحيدة التي ترتكز على منهج إسلامي هي تجربة جمعية مصر الفتاة التي تحولت إلى حزب قبل قيام ثورة يوليو 1952. ولقد فشلت هذه التجربة في رأيى لأنها كانت سياسية في غياب ركائز سياسية في الفقه الإسلامي ولم تكن دعوية كما كانت جماعة الإخوان المسلمين التي لم تقم أبدا كحزب سياسي إلى وقتنا هذا رغم إنشائها للحزب المسمى "الحرية والعدالة". وما حققته من مكاسب سياسية يعود للقاعدة الدينية التي تقوم عليها بالإضافة للإنتهازية السياسية التي إستجلبتها من مبدأ التقية الشيعي في الأساس. ولم يستطع حزب العمل، الإبن الشرعي لحزب مصر الفتاة، إحياء تجربة مصر الفتاة السياسية بسبب سيطرة الفقهاء على السياسيين. فمشكلة "الإسلام السياسي" في ظنى هي غلبة الفكر الفقهي وغياب الفكر السياسي أو إنزوائه في أفراد معدودين ليس لهم التأثير الكافي. وقد عدد الأستاذ محمد عبد الحكم دياب المزالق الكثيرة التي وقع فيها تيار "الإسلام السياسي".

    نقل:عزت هلال
    **********
    تحياتي لك وللصديق محمد عبد الحكم دياب،
    اقترح استخدا م التسمية التي اقترحتها للإسلام السياسي وهي قوى الدين السياسي.
    أقصد أن هناك قوى دين سياسي في الغرب وخاصة الولايات المتحدة، أعني المحافظية الجديدة، وكذلك قوى دين سياسي في الكيان وخارجه اي قوى دين سياسي يهودية.
    حينما نقول قوى دين سياسي إسلامي فإننا لا تحصر هذه القوى في الإسلام بل هناك في الأديان الأخرى، وهذا يجنبنا تهمة أننا ضد الإسلام أو ربما ننقده دون نقد للأديان الأخرى
    مودتي
    عادل سمارة

  4. #4
    مدرس لغة عربية ومترجم من الفرنسية
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    المشاركات
    473






    أقول لأخي الكريم أبي فراس


    تحيّة من الفلب



    المهم أن نفرّق:

    - بين العبوديّة لله والعبوديّة للبشر


    - وبين احترام العلم الذي يحمله رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه واتباعهم فيما لا قدرة لنا على فهمه،


    وتقديسهم والدفاع عنهم في كلّ مسألة وربّما لا يملك المدافع عنهم العلم الذي يؤهله للدفاع عنهم!!



    ولأخي جريح فلسطين - وكلنا جرحى بيت المقدس -

    لم أستطع أن أتبيّن رابط الموضوع الذي أدرجته في التعليق.


    وجزاكما الله خيرا يا ابني الكرام.








المواضيع المتشابهه

  1. مصادرة العقول!
    بواسطة جريح فلسطين في المنتدى فرسان المواضيع الساخنة.
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 11-11-2018, 06:25 AM
  2. أحلام بعيدة..
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان القصة القصيرة
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 11-23-2017, 08:03 AM
  3. قصف العقول
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان المكتبة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 08-31-2013, 08:39 PM
  4. صداقات بعيدة قريبة...بقلم آرا سوفاليان
    بواسطة arasouvalian في المنتدى فرسان المقالة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 04-04-2013, 04:55 AM
  5. تعددت الكراسي والمقعد واحد !
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان الأدب الساخر
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 02-08-2010, 03:45 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •