هل يجب أن أكون مليونيراً قبل أن أقدم على هذه الخطوة؟
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
المصدر هديل عرجة
27 / 02 / 2007
ديون... قروض... أعراس جماعية

هل يجب أن أكون مليونيراً قبل أنْ أقدم على هذه الخطوة؟

منهم من يصفه بأنه قفص ذهبي، وبعضهم الآخر يطلقون عليه عشَّ الزوجية، وأما الأغلبية المتبقية فيجدون في الزواج حلماً بعيد المنال، لعجزهم عن تحمّل التكاليف المادية المرتبطة بهذا المشروع، وذلك بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعانون منها من جهة، وغلاء المعيشة من جهة أخرى، حيث إنَّ أغلبية الشباب ذوي الدخول المتوسطة والذين يشكلون نسبة كبيرة في المجتمع غيرُ قادرين على تلبية تلك التكاليف المادية المفروضة...

فأغلبهم يرغبون بالزواج وغير قادرين على تحمّل أعبائه، لذلك منهم من رفع شعار "عازب حتى إشعار آخر"، ومنهم من ادعى حبَّ الحرية ورفض فكرة الارتباط، ومنهم من اعترف علانية عن نقمته لهذا الزمن الذي أصحبت فيه "الليرة" هي القرار الفاصل والناهي في كل شيء...

"الزواج" مشروع مستقبلي يتطلب دراسة على كافة الأصعدة، ويحتاج إلى إعداد موازنة مالية وقراءة اقتصادية لما تحتويه جيب الراغب بالزواج من أموال، وبعدها تبدأ مرحلة البحث عن الفتاة المناسبة لهذه الإمكانيات المالية!!...

إشهار الإفلاس!!

اختلفت وجهات نظر الشباب حول موضوع "الزواج" وما يترتب عليه من تكاليف مادية، حيث يضع بعضهم اللوم على غلاء المعيشة والشروط التعجيزية التي يضعها أهل العروس، فمن وجهة نظر "أمجد" وهو خريج جامعي يبلغ من العمر 24 عاماً، أنَّ تكاليف الدخول إلى هذا القفص الذهبي كانت عبارة عن حفل بسيط، لكنها توسعت اليوم وتحولت إلى صناعة بحدّ ذاتها يعلن الشخص بعدها إفلاسه التام لما قضى من حياته وهو يؤمّن نفسه ليكون قادراً على تأمين معيشة تليق بشريكة حياته، وارتفاع سعر الذهب يكاد يقضي على مستقبل الشباب كلهم.

مفاتيح الحياة السعيدة



"عامر" اعتبر أن سرَّ نجاح الحياة يتوقف على الحصول على بضعة مفاتيح وهي "الفيلا، المزرعة، السيارة، ولا بأس بتأمين مفتاح العمل"، فالزواج بالنسبة إليه بداية لرحلة الإنفاق وتسديد الديون وتحمّل تكاليف خيالية..

من الصفر



ولكن آراء الشباب الأصغر سناً كانت أكثر تفاؤلاً، حيث يؤمن "عصام" وهو طالب جامعي، أن الحياة عبارة عن مراحل، وكل مرحلة تبدأ من الصفر، فبعد أن يؤمّن الشخص نفسه مادياً بنسبة لا بأس بها يقدم على الخطبة، وبعدها يعود ليبدأ من جديد من الصفر مادياً ليصبح قادراً على اتخاذ الخطوة التالية وهي الزواج، ويعود من الصفر مجدداً لتبدأ معركة البحث عن مصادر متنوعة لتأمين حياة مناسبة لزوجته وأولاده.

هدم فكرة الحياة البسيطة

باتت تختفي من حياتنا اليوم فكرة الأسرة التي تبدأ بحياة بسيطة، ثم تنمو تدريجياً وتستكمل كل ما ينقص من أساسيات وكماليات مع النمو الطبيعي لدخل الأسرة، وهذا ما أكده "فادي" البالغ من العمر 29 عاماً والذي يجد أن مفهوم الزواج ارتبط اليوم بـ "المهر، الشبكة، فستان الزفاف، حفلة العرس" وغيرها من التكاليف التي تتطلب منه راواتب عشر سنوات من عمله ليستطيع تأمين كل ذلك، وما يحز في نفسه أنه لا يجد من يتفهم واقع الشباب اليوم المقيد باعتبارات مادية كثيرة، فلم تعد اليوم من القناعة عند الشباب العيش في بيت بالآجار، مع ارتفاع آجارات البيوت، ويشير "فادي" إلى الزواج بأنه "حل للمشاكل النفسية لكل من الشباب والفتيات، فلابد من التوقف عن التفكير بالاعتبارات المادية، ولابد من الأخذ بعين الاعتبار صعوبة الحياة اليوم، وإعطاء الشاب الراغب في بناء مستقبله بنفسه فرصة لذلك وعدم إغلاق الأبواب بوجهه"..

دعم مادي

"داني" وهو أحد الشباب الذين سمحت لهم أوضاعهم المادية بالإقبال على الخطبة وهم ما يزالون تحت الثلاثين بفضل دعم أهلهم ، وحول خطبته يقول " اشترى أهلي المنزل، وأما فيما يتعلق بمصاريفي الأخرى فأنا قادر على تحمّلها، وما يساعدني بذلك وقوف خطيبتي إلى جانبي، فنحن سنبني مستقبلنا يداً بيد، وبصراحة فإنَّ لأهلي دور كبير في خطوبتي، من خلال تأمينهم المنزل حيث كان من المستحيل أن أقدم على الخطوبة من دون دعمهم لي"...

هدف لابد أن يتحقق



"رائد" يبلغ من العمر 29 عاماً وهو متزوج يعيش في بيت بالآجار، وحول تجربته يقول "أقمت مشروعاً استثمارياً بعد تخرجي من الجامعة، حققت من خلاله استقلاليتي المادية وشعرت بالمسؤولية، وكان لأهلي دور في دعمي لكي أتزوج، وقد وقف أهل زوجتي إلى جانبي أيضاً ولم يعرقلوا الزواج بأي شروط تعجيزية، بل كانوا بمنزلة دعم كبير لي".

ويرفض "رائد" نظرة الشباب التشاؤمية اليوم حول الزواج، فهو من وجهة نظره قرار يجب أن يتخذه الشخص وأنْ يكون واثقاً من نفسه ومن خطواته، فالأمل ما زال كبيراً في هذه الحياة".

الأعراس الجماعية...

يلجأ البعض إلى الأعراس الجماعية كحلّ للتخفيف من بعض التكاليف المادية، حيث يجد البعض في هذه الأعراس سبيلاً لتحقيق فرحة العمر للعروس وعدم حرمانها منها لسبب مادي، ولكن في نفس الوقت يرفض البعض هذه الفكرة على اعتبار أنَّ فرحة هذا اليوم يجب أن تكون للعروس وحدها وهي تضيع في الأعراس الجماعية بين مجموعة الفساتين البيضاء.



قروض الزواج



على الرغم من عدم انتشار قروض الزواج "القروض الشبابية" بكثرة، وبالإضافة إلى تقيدها ببعض الشروط للحصول عليها، فهي تعتبر حلاً لما يعاني منه الشباب من أوضاع مادية، وإن كان حلاً مبدئياً..

حول ذلك "بلدنا" التقت مدير مصرف التسليف الشعبي فرع المزة الإنتاجي"عبد الله أحمد وهاب" الذي سلَّط الضوء على هذه القروض:

تمنح قروض الزواج "الشبابية" لمدة ثلاث سنوات وهي تعتبر من القروض القصيرة الأجل، وأما الفائدة فقدرها 10%، والسقف المحدد في حجم القرض المقدّم هو 300 ألف ليرة سورية، وغالباً يتم منحه لذوي الدخل المحدود.

أما بالنسبة إلى الشروط المفروضة للحصول عليه فهي:

- أن يكون مسجلاً في التأمينات الاجتماعية منذ أكثر من عام،و أن يحصل المتقدم على القرض على كفالة من رب العمل نفسه.

- ألا يكون قد انقضى على عقد الزواج أكثر من سنتين.

- بيان عائلي للتأكد من عدم تعدد الزوجات.

ويشترط أيضاً في أن يكون المستفيد من القرض قد أدَّى خدمة العلم أو معفىً من أدائها أو مؤدياً للبدل النقدي.

وحول الإقبال على القروض يقول السيد "وهاب" تشهد القروض الشبابية إقبالاً أكثر من القطاع الخاص في الآونة الأخيرة، ولكن واجهتنا مشاكل كثيرة من أهمها إيقاع المقترض كفيله بالمشاكل".

وأما عن رأي السيد "وهاب" حول الدور الفعلي الذي تقوم به هذه القروض في دعم الشباب مادياً فيقول " أتمنى لو كان المبلغ والنسبة أكبر حتى تقوم بدور أكبر في حياتهم".

آخر تحديث ( 27 / 02 / 2007 )