منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: "فذلكة" لُغوية

  1. #1

    "فذلكة" لُغوية

    "فذلكة" لُغوية 1
    - {أكتب اليوم تحت ضغط (تأنيب الضمير)} ..
    2 - {وتحت الإحساس (بغربة) هذه اللغة الشريفة} ..
    3 - {ولقد تصورتني وقد وضعت في أنبوب ضخم ,, لأكون (عينة تحت الفحص)!!}
    أما شعوري بتأنيب الضمير .. فهو نابع من خوفي من يقرأ لي أحد – هذا على افتراض وجود من يقرأ لي أصلا !!! – خصوصا الفئة التي تحسن بي الظن فتخاطبني بـ(الشيخ محمود) .. خشيت على هؤلاء تحديدا أن يحسبوا أنني (دكتور) أو (جستير) .. والحقيقة أنني لم أحصل على أكثر من (الثانوية العامة) – وسوف أحتفظ لنفسي بالتقدير الذي حصلت عليه،من باب إذا بليتم فاستتروا !!! – قبل أن أخلص إلى غربة لغتنا الشريفة .. وطالما أنني أشرت إلى (الدّكترة ) – إن جاز هذه الوصف – فإن لي معها قصص .. فحين كنت في المرحلة الابتدائية،كان أحد زملائي لا يناديني إلا بـ(الدكتور) .. ولا تغرنكم عبارة المرحلة الابتدائية .. فقد كنا (طحوشا) حينها {من طَحِشَ يَطْحَشُ فهو طَحْشٌ : هل قال ابن عفريت : بل طحشيش؟!}.
    ثم تدكترت مرة أخرى على حساب ابن عم لي يشترك معي في الاسم .. فشهادته (مباركة) تدكترنا من ورائها،هو وأنا.
    ثم كنت بين الحين والحين .. أجد من ينادني (يا دكتور) – من غير من يخلطون بيني وبين ابن عمي – حتى حسبتها وسما على جبيني!!!و حتى تعبت من (نفي) تلك التهمة!!! كما تعبت من نفي (مشيختي)،فلا حول ولا قوة إلا بالله.
    لن ألجأ إلى الطرق الدفاعية المعتادة .. "العقاد"لم يحصل إلا على الابتدائية !!! وبل جيتس لم يكمل الجامعة !!! ولن أهتم بمقولة مارون عبود الساخرة : دخلت الجامعة وأنا جاهل بلا ورقة ... وخرجت منها جاهلا بورقة!! فهذا كله لا يهمني!!{واضح جدا!!!}
    أما ما عنيته عند الحمراء الثالثة بعينة الفحص .. فذلك أنني أزعم أنني لست كثير (اللحن) – وقلما ينجو الإنسان من سبق لسان،أو سبق قلم – على قلة بضاعتي من (النحو) .. وأزعم أن مرد ذلك إلى طريقة الشناقطة في تحفيظ القرآن الكريم .. حيث يكسرون القاعدة التي تقول : (العرب لا تقف على متحرك ..). فهم يتعمدون،الوقوف على المتحرك – أي يضيعون على التلميذ فرصة : سكن تسلم – فتنشأ عن ذلك استقامة اللسان .. ويعضدون ذلك بحفظ الأشعار .. فينشأ عن ذلك ما يشبه (السليقة اللغوية) .. من هذا المنطلق كنت أقول – في بعض الحوارات – ما دامت لدينا مشكلة كبيرة في التعامل مع اللغة الفصحى .. وما دمنا قد دخلنا في تيه التمدرس الذي لا يعرف أين يهذب بتلك الأعداد الكبيرة من الطلاب والطالبات .. وما دام بعض ألئك الطلاب والطالبات،سوف يتوجهون إلى تخصصات علمية .. بناء على كل ذلك أليس من الأفضل أن نخصص الحزبين الأخيرين من القرآن .. فيتم تحفيظهما للطلاب حفظا متقنا .. وعلى الطريقة التي ذكرتُ آنفا .. حتى تستقيم الألسنة .. ويكون التفسير من الحزبين المذكورين .. وكل استشهاد منهما ...إلخ.
    بقيت لدينا الحمراء الثانية .. بعد أن قفزنا فوقها .. إنها غربة هذه اللغة الشريفة .. وما ذلك إلا لضعف (أهلها) ... ولكن ذلك (كلام في السياسة) .. والعياذ بالله.
    حين أفكر في اللغة الشريفة .. يخطر في بالي،دائما،هذا المثال .. حين تريد أن تحذر شخصا من خطر يتهدده .. أو تريد أن توقفه قبل أن يقع في ذلك الخطر فإنك تصيح به (قف) ..
    حرفين .. لا أكثر .. وقد قُدم "القاف" على شقيقه "الفاء" .. رغم أن "الفاء" متقدم في التسلسل (الألف بائي) .. ولكن القاف يخرج من أقصى اللسان .. بينما يخرج الفاء من بطن الشفة السفلى – مع رؤوس الثنايا العليا - وهذا يعطي هذه الانسيابية والسرعة في التلفظ بـ(قف) .. لننظر إلى هذه الكلمة – ذات الحرفين – كيف تلاعب بها ورثة اللغة الشريفة .. منهم من قال (وَقّفْ) ومهم من قال : (أُوقَفْ) ومنهم من قال : (أَقِيفْ) .. إلخ.
    (2)
    ما دفع بي إلى لج الحديث عن اللغة الشريفة مقالة كتبها أخي الدكتور – بحق – محمود نحاس – حفظ الله له "دكتوراه"من تشابه الأسماء،حتى لو كان الاسم الأول فقط !! - تحت عنوان (التنقيح المطرد)،وقد افتتح المقالة بقوله :
    (في دورة تدريبية خاصة بإدارة المشاريع ذكر المدرب تعبيراً بالإنجليزية وشرحه بالعربية، ثم ذكر بأن الترجمة الرسمية له هي "التنقيح المطّرد". فشعرت بأن الحاضرين، وكلهم عرب، استغربوا العبارة.).
    ثم شرح المعنى،وعرج،بعد ذلك، على قضية أخرى .. استشهد لها بأبيات لصفي الدين الحلي،مطلعها :
    إنما الحيزبون والدردبيس ... والطخا والنقاخ والعلطبيسوهنا حق لي أفتح قوسين .. لأتحدث عن قضية .. أعجب من العجب .. ومن قدوم رمضان في السابع من رجب!!!
    لقد حفظت هذه الأبيات – قبل أكثر من عشرين سنة- وقد حفظت بعدها مئات الأبيات الجميلة والسهلة .. وكلها اختفت في دهاليز الذاكرة المتعبة .. وبقيت هذه الأبيات (الحيزبيونية) متشبثة في مكان ما من ذاكرتي!!! وهذه قضية في حاجة إلى (دراسة) .. أي أنني أتحول هنا أيضا (عينة للفحص)!!!
    مع ملاحظة أنني أحفظ البيت هكذا :
    إنما الحيزبون والدردبيس ... والطخا والنقاخ و(العوطبيس)وبعد أن عرّف الدكتور(محمود) – نحاس طبعا - بالشاعر – والذي عاش في الفترة 475 – 750هـ - قال :
    (أي بعد سقوط بغداد بيد المغول، وتدمير حضارتها على أيدي الغزاة الأعاجم، ويبدو أنه لاحظ ما أصاب اللغة العربية في تلك الفترة فنظم قصيدته التي اخترتُ منها الأبيات، وأشار فيها إلى بعض الألفاظ التي صارت لغة غريبة منفِّرة ودعا إلى استخدام المأنوس).
    الذي أعرفه – والعهدة على الذاكرة بطبيعة الحال - أن صفي الدين الحلي أخرج ديوانا،فلمزه بعض النقاد .. بأن الديوان (جيد) ولكنه يخلو من (غريب اللغة)!! فأنشأ الأبيات التي استشهد بها الدكتور (نحاس) ..
    نحن هناك – في ذلك الماضي - أمام فرار لمجموعة من النقاد إلى الماضي .. وحبهم لـ(غريب اللغة) ... ونحن في الحاضر أمام فرار إلى اللغات الأجنبية .. وصدق الدكتور حين تساءل :
    (لكن تعبيراً مثل "التنقيح المطّرد" لا أظنه بهذه الغرابة، فهو مازال على الألسن. وبالمناسبة فإن التعبير الإنجليزي المقابل له هو Progressive Elaboration، فأيهما أسهل : العربي أم الإنجليزي؟ وأيهما أجمل : الإنتلجنسيا أم أهل الفكر، وأيهما آنس : الشيزوفرينيا أم انفصام الشخصية ؟ ومثلها معظم أسماء الأمراض. وقد أعلمني صديق أن مجمع اللغة العربية في دمشق أقر كلمة الشابكة للتعبير عن شبكة الإنترنت. وأظنه تعبير جميل، فما المانع من استخدامه ؟.).
    الجواب على هذا السؤال في غاية البساطة .. السب هو ضعف الأمة .. الذي ولد انبهارا بلغة (المنتصر) .. وحين كنا (منتصرين) كتب أحد القساوسة في القرن التاسع :
    (إن أخواتي {هكذا}المسيحيين يدرسون كتب الفقهاء المسلمين وفلاسفتهم لا لتفنيدها،بل لتعلم أسلوب عربي بليغ. وا اسافاه،إنني لا أجد اليوم علمانيا يقبل على قراءة الكتب الدينية والإنجيل،بل إن الشباب المسيحي الذين يمتازون بمواهبهم الفائقة أصبحوا لا يعرفون علما ولا أدبا ولا لغة إلا العربية،ذلك أنهم يقبلون على كتب العرب في نهم وشغف ويجمعون منها مكتبات ضخمة تكلفهم الأموال الطائلة في الوقت الذي يحتقرون الكتب المسيحية وينبذونها ..){ص 37 (رحلة الكتاب العربي إلى ديار الغرب فكرا ومادة)،للدكتور محمد ماهر حمادة،والكتاب من منشورات مؤسسة الرسالة،في طبعته الأولى الصادرة سنة 1412هـ / 1992م / القسم الأول}.
    أتذكر أن أحد (محبي ) هذه اللغة الشريفة .. ذكر أنه حضر مؤتمرا طبيا،في إحدى الدول الغربية،وفي حوار جانبي،علم أحد الأطباء الغربيين،أن الطب في بلد ذلك العربي يدرس باللغة الإنقليزية .. فتساءل عن اللغة التي يكتبون بها الشعر .. وحين أخبره الدكتور أنها اللغة العربية،تساءل في دهشة :
    - كيف تفكرون بلغة .. وتحلمون بلغة أخرى؟!!
    من المصادفات أنني أقرا – أو كنت اقرأ – كتابا .. فوجدت مؤلفه يقول :
    (ظل الريع ولا يزال يلاقي معارضة من الاقتصاديين الكلاسيكيين أو نيو كلاسيكيين) {ص 47 (السعودية الدولة والمجتمع : محددات تكوين الكيان السعودي) / الدكتور محمد بن صنيتان / الشبكة العربية لأبحاث والنشر}.
    أطلت أكثر مما ينبغي .. وما كان ينبغي لكلمة كتبت للتعقيب – مع أهداف أخرى – على الدكتور محمود نحاس،أن تكون طويلة!!
    ومع ذلك لا أجد حرجا – بعد إذن الدكتور وإذنكم – أن أشير إلى كُليمة سابقة كتبتها تحت عنوان ("اللغة الكمبيوترية" هههها وأخواتها) ... وهذا رابطها : {http://lojainiat.com/main/Content/%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%BA%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%85%D8%A8%D9%8A%D9%88%D8%AA%D 8%B1%D9%8A%D8%A9-:-%D9%87%D9%87%D9%87%D9%87-%D9%88%D8%B4%D9%82%D9%8A%D9%82%D8%AA%D9%87%D8%A7}
    تلويحة الوداع :
    الفذلكة مصطلح فنى معناه : إجمال المعنى فى عبارة موجزة بعد بسطه فى عبارة طويلة(واشتقت كلمة الفذلكة لتدل على تدخل شخص في حديث ما ومحاولته استئثار الكلام لحسابه
    والقيام بعملية شرح وتفسير – دون أن يطلََب منه ذلك – وأداؤه لدور العالم بكل الأمور والمدرك لسائر الشئون فهو تارة باحث في علوم الفلك إن كنت تسأل عن " حظك اليوم " أو مستشار مالي رفيع المستوى في حال طلبت الدخول في ( جمعية) لمساعدة صديق بأزمة مالية مرت به , أو تجديها خبيرة بالموضة حين تحدثينها بالمحمول عما ترتديه في حفل خطوبة صديقة أخرى).
    سبحان الله!! هذا التعريف للفذلكة .. ذكرني بشخص أعرفه .. حاصل على الثانوية العامة .. بتقدير جيد :
    أبو أشرف : محمود المختار الشنقيطي : المدينة المنورة في 4/6/1433هـ.
    Mahmod-1380@hotmail.com

  2. #2
    محاضر ومسؤول دراسات عليا في جامعة القاضي عياض، المغرب
    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    الدولة
    المغرب
    المشاركات
    1,497
    قرأت هذا الموضوع الماتع الآنس بتوءدة الراغب ، وتأني المشيع المذيع غير الرامس
    واستفدت استفادة ذي الذهن الخالي ، وذي الشرط المشرّف الغالي
    فلم أخذل بعاقبة ذي الخفين ، ولم يصبني ندم بعد القراءة ، ولا غين
    وإني سائل إياكم أستاذي الكريم الشهم المختار عن ( الاستئثار ) :
    هل يستعمل - في لسان سادة الإيثار -
    للدلالة على المعنى الذي ذكرتم متعديا ؟ ..
    وهل الضمير المؤنث في قولكم : (
    تجديها خبيرة بالموضة حين تحدثينها ..... ) مقصود ؟
    زادكم الله علما وفطنة وفضلا
    أَسْرِي سَقَى شِعْرِي الْعُلا فَتَحَرَّرَا = وَرَقَى بِتَالِيهِ الْمُنَى فَتَجَاسَرَا

المواضيع المتشابهه

  1. "فرنسا 24" و"الحرة" … أو حين تتنكر "الدبابة" في ثوب "الميديا" كتبه شامة درشول‎
    بواسطة محمود المختار الشنقيطي في المنتدى فرسان المقالة
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 02-18-2015, 09:36 AM
  2. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 10-31-2012, 01:13 PM
  3. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 09-13-2012, 07:03 AM
  4. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 08-09-2012, 08:43 AM
  5. "فيسبوك" أكبر أداة تجسس عالمية.. و"ياهو" و"جوجل" واجهتان لـ"cia"
    بواسطة شذى سعد في المنتدى فرسان التقني العام.
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 10-21-2011, 06:52 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •