الديمقراطية"مقتطفات من"هروبي إلى الحرية" 2 - 2
ختمنا الحلقة الماضية بحديث عن السياسية البريطانية ... ونبدأ هذه الحلقة بكلام لسياسي بريطاني هو تشرشل ..
ــــــــــــــــــ
1 - (كيف يكون الفرق بين رجل الدولة والسياسي؟ قال تشرشل مجيبا على هذا السؤال : رجال الدولة يفكرون بالدولة والسياسيون بالانتخابات القادمة.){ص 200 رقم "3070"}.
ـــــــــــــــــــــ
2 - (يصرح "سميليا أفراموف"في كتابه"إدارة السياسة الخارجية"بأن وحشية الحربين العالميتين والوسائل البربرية للأنظمة الشمولية أثارت كراهية الناس العاديين تجاه الدولة،حيث تماهت الدولة مع العنف وخرق حقوق الإنسان الأساسية وحريته.){ص 201 رقم "3109"}.
ـــــــــــــــــــــ
3 - (الترهات التي تسمعونها أحيانا من أفواه السياسيين لا يمكن أن يدانوا عليها دائما. وغالبا ما يستحق جمهورهم ذلك. السياسي – وأحيانا،وخلافا لاعتقاداته الخاصة – يتحدث عن أشياء يرغب هو أن تسمعها منه. الحقائق والنصائح الذكية هي غالبا غير مرغوبة،ولا يتقبلها الرأي العام. وهكذا تتحقق تلك الحكمة القائلة أن الشعب يملك القادة الذين يستحقهم. ولذلك لدينا ظاهرة السياسيين الأذكياء الفاجرين من ناحية،ورفض الناس الأذكياء والأطهار ممارسة ذلك بشكل عام من الناحية الأخرى. يوجد في الأنظمة التسلطية القليل من النفاق السياسي،ولكن هذا ليس بدافع الاحترام أو الأخلاق عموما. الأمر هنا يتعلق بتجاهل آراء الرأي العام،لا نتملق أولئك الذين لا يأبهون بأفكارنا){ص 204 رقم "3190"}.
ـــــــــــــــــــ
4 - (إنهم ينتخبون أنفسهم (اختيار ذاتي) ويوزعون على أنفسهم الأوسمة) {ص 205 رقم"3212"}.
وفي نفس الصفحة :
5 - ("توماس بين Thomas Paine" : الحكومة وحتى عندما تكون الأفضل فإنها شر ضروري،وعندما تكون سيئة فإنها تكون شرا غير محتمل){ص 205 رقم "3213"}.
وفي الصفحة نفسها :
6 - (صرح 82% من الفرنسيين – في أحد استفتاءات خريف عام 1984م – بأن السياسيين لا يقولون الحقيقة:"جلوكسمان – الغباء ص 100"){ص 205 رقم "3235"}.
ــــــــــــــــــ
7 - (تمت دعوة أكثر الإنكليز حكمة لاستلام السلطة في أواخر سنوات حكم"كرومويل". وهذه "وزارة القديسين"أو"وزارة الحكماء"كما سماها الحكماء سقطت سريعا وتلوثت سمعتها. وبينت أن النبلاء ليسوا أكثر الناس ملاءمة لحل المشاكل المعقدة التي تأتي بها الحياة.){ص 207 قم"3278"}.
ـــــــــــــــــــــ
8 - (يمكن تقييد السلطة بسلطة مضادة فقط"مونتسكيو"){ص 208 رقم"3297"}.
ــــــــــــــــــــ
9 - (نوعية القوانين واحترامها هو غالبا في تناسب معاكس مع عددها وانتشارها. وعن مثل هذا تتحدث الحقائق: تتضمن الوصايا الإلهية العشر،التي غيرت العالم،أقل من مئة كلمة. أطول دستور في العالم هو الدستور اليوغسلافي "406"مواد،وأقصرها الأمريكي"7"مواد مع"36 تعديلا خلال مئتي عام من وجود هذا الدستور". وتؤخذ إنجلترا كمثال على الدولة القانونية،ولكن لا دستور لديها بالمعنى الشكلي للكلمة. وتملك "نيكاراجوا"دستورا ضخما مؤلفا من"336"مادة.
أفترض بأن القانونية غير متناسبة. فدستور الجبل الأسود الفيدرالي "وحدة فدرالية في النظام اليوغسلافي"والتي لديها نصف مليون من السكان هو أكبر من دستور الهند،التي لديها"700"مليون مواطن وحوالي 30 دولة فدرالية،وعدد كبير من المجموعات الشعبية والدينية المختلفة. والدستور القصير هو علامة غالبة على دوام واستقرار النظام.){ص 210 – 211 رقم"3342"}.
ـــــــــــــــــ
10 - (تستخدم الدولة الشمولية ثلاثة وسائل للقمع : معاقبة المخالفين في الرأي،ومكافأة الأزلام،والإكراه العقائدي للجماهير"جـ.ك.جالبرت"){ص 211 رقم"3345"}.
ـــــــــــــــــ
11 - (حدد البرلمان الإنجليزي سلطة الملك،ولكنه لم يلغ الملكية. واعتقد البرلمان الفرنسي بأنه سيضمن الوقوف ضد الملكية بالقضاء عليها فقط. الأمر يتعلق بروحين مختلفتين.){ص 259 رقم"705"}.
ــــــــــــــــــ
12 - (كان كارل بوبر على حق عندما قال : إنه في التحليل الأخير يبقى فقط شكلان للدولة : ذلك الذي يمكن فيه تغيير الحكومة بالتصويت،وذلك الذي يكون فيه ذلك مستحيلا،وفي هذا يكمن المقياس الأساس بأن النظام ديمقراطي أم لا. لا يوجد أي معنى للاختلاف حول الكلمة والاسم. هناك حيث تكون السلطة مؤسسة على فكرة أن التغيير نظريا وعمليا غير ممكن،والأمر يتعلق بالدكتاتورية والإكراه. لأنه إذا لم يكن الأمر كذلك في البداية،فإنه سيصبح كذلك خلال الزمن. مسألة التغيير أهم من مسألة من يحكم : اليمين،أم اليسار،العمال،أم الرأسماليون .. إلخ. والتي تتباطأ فيها غالبا. كل حكومة يمكن تغييرها ستكون مدفوعة بقوة لكي تتصرف،بحيث يكون الناس راضين عنها .. أو العكس،أرقى السلطات ستهترأ إذا لم تتغير،لأنه لا يوجد حافز لكي تبقى جيدة.){ص 320 – 321 رقم"3049"}.
ـــــــــــــــــــــــــــ
13 - (طوال الفترة التي يكون فيها الدكتاتور حيا يكون فيها خالدا"ناديجدا ماندلشتايم"){ص 354 رقم "2129"}.
ــــــــــــــــــــــــ
14 - (وصف محاكمة "جوزيف برودسكي"الحاصل على جائزة نوبل للآداب عام 1987م "شاركنا حقيقة في تمثيلية رائعة،سادت فيها معادلة وحيدة،بأن المحاكمة عقدت وفقا للأصول. على المنصة بمقعد عالي الظهر،وبشعار خشبي محفور للاتحاد السوفييتي،جلس عليها بشكل قانوني قضاة شعبيون مختارون بتصويت سري،واثنين من جهة المنظمات الاجتماعية ومحلفين شعبيين تمت تسميتهم بطريقة قانونية. جرى كل شيء في سؤال المتهم لإحضار الشهود،شهود الدفاع والاتهام وكلام المدعي العام،وكلام المحامي،وانتقال القضاة إلى غرفة خاصة للتشاور،والنطق الاحتفالي بالحكم باسم جمهورية روسيا الفدرالية الاشتراكية،وحتى تصفيق النظارة بعد الحكم،واقتياد المتهم من قبل الحراس .. كان الأمر كله خداع في خداع": من الكتاب الوثائقي مدونات اللامتآمر – يفيم جريجور ييفتش أكيندا"لندن 1977م"){ص 356 – 357 رقم"3197"}.
ــــــــــــــــــ
15 - ("لماذا يجب أن نملك حزبين،في الحقل الواحد يوجد مكان لثور واحد فقط" : روبرت موجابي،الرئيس – الأحمر – لزيمبابوي){ص 359 رقم"3318"}.
فات على فخامة الرئيس أن ذلك"الثور"يقود مجموعة من البقر.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
16 - (حدث ممتع يلقي ضوءا على منطق السلطة الشيوعية. في بولندا على سبيل المثال،وأثناء موجة الاضطرابات الجديدة 1988م كان العمال يتهمون بأنهم يضعون إلى جانب المطالب الاقتصادية مطالب سياسية"السلطة تفكر أولا بمطلب العمال بإعلان شرعية حركة التضامن"انظروا إلى هذا الاعتراف. لماذا لا يملك العمال الحق بأن يضعوا مطالب سياسية عندما فقدوا هذا الحق،ومن أخذه منهم؟لكن السلطة البيروقراطية "بوجهها المضيء"تعتقد بأن العمال وبقية المواطنين لا يملكون مثل هذا الحق،ومن كثرة ترداد ذلك نجحوا في إقناع الأكثرية بهذه السخافة. وهذا ما يحدث عندما تتم المطالبة ببعض الحقوق،أو عند تقديم أي استدعاء فيقول المواطنون بأنه لا طابع سياسي لمطالبهم،فالحقوق السياسية محتكرة للأبد للبيروقراطية الشيوعية.){ص 368 رقم"3675"}.
ـــــــــــــــــــــــــــ
17 - (بينما يدعو الشيعة إلى شرعية الإمامة،تدعو السنة إلى مبدأ الإجماع الديمقراطي){ص 380 رقم "259"}.
نظرا إلى التجربة الإيرانية – رغم التنكيل بالمعارضين في الانتخابات الأخيرة – يبدو أن الشيعة عرفوا كيف يغيرون جلدهم .. وكذلك فعل حزب الله في لبنان .. حيث لا يوجد (أمين) لحزب الله هو ابن الأمين السابق لحزب الله .. كما يبدو جليا في تجربتنا نحن السنة .. عبر الحريري ابن الحريري!!!
(إن عقيدة الطاعة المطلقة للحاكم قادت تدريجيا ومن خلال منحدر مميز ومعلل إلى انهيار الحضارة الإسلامية.){ص 380 رقم"262"}.
ـــــــــــ
18 - (حتى يتمكن مجتمع معين من تفعيل ذاته ديمقراطيا،عليه أن يصبح ما يسمى وفاقا اجتماعيا بؤرة للتجمع،توافق راسخ على الأقل حول هدف رئيسي واحد،أو مبدأ أو مصلحة أساسية. في البلاد الإسلامية،الإسلام وحده كذلك،فقليلة هي المجتمعات التي يمكن أن تفخر بوفاق داخلي راسخ،حول مبدأ معين كما هو الأمر مع الإسلام والبلاد الإسلامية.){ص 384 رقم"1288"}.

إلى هنا تمت هذه الرحلة فيما يخص الديمقراطية،من كتاب الرئيس البوسني علي عزت بيوجوفتش،رحم الله والديّ ورحمه.

س/ محمود المختار الشنقيطي ((سفير في بلاط إمبراطورية سيدي الكتاب))

Mahmood-1380@hotmail.com--