شبيه البيه ..!
جريدة الرؤية العمانية
" أشعر بفراغ كبير وكأن جزءا مني قد مات " ..!
العبارة أعلاه أدلى به " كيم يونغ سك " في حديث صحافي وهو شبيه الرئيس الكوري الشمالي الراحل " كيم جونغ إيل " .. ومبعث حزن هذا " كيم يونغ سك " هو أن وجود الرئيس على قيد الحياة كان مصدر رزق جيد له ، إذ شارك في العديد من الأفلام التي تتحدث عن الرئيس الراحل ، كما أنه شرع أمامه أبوابا عديدة كتمثيله إلى جانب رئيس الوزراء الروسي " فلاديمير بوتين " في إعلان تجاري للشوكولاته .. وفي اليابان شارك في مسلسل تلفزيوني إضافة إلى عمله في مواقع تصوير الأفلام في كوريا الجنوبية ، حيث كان يشارك في أفلام أدوار سينمائية .. ويبدو شعور من الإحباط قبضت على شبيه الرئيس الكوري الشمالي لخشيته من أن حياته المهنية في التمثيل قد شارفت على نهايتها بعد رحيل الزعيم ..! ويبدو أن شبيه الرئيس الليبي " معمر القذافي " ليس أكثر حظا من سابقه ؛ فمهنته تكاد تكون انتهت مع موت القذافي فشبيهه المدعو " أنطوني بينا " كان قد وظّف قدراته التشبيهية في برنامج كوميدي يقدمه المذيع الأمريكي " كونان اوبرين " ولكن الأخير قال له عند مقتل القذافي : " حظا سعيدا في المستقبل " ..!ولكن من وجهة آخر نال شبيهي بعض السياسيين قدرا من الذل والعبودية وتعطلت أمورهم الحياتية وتعرضوا لأنكى أنواع التهديد ؛ وذلك لثقل وزن مثيله في المنصب على مستوى العالم .. وهذا ما حدث مع شبيه الرئيس " صدام حسين " ففي فترة ليست ببعيدة تم خطف رجل يدعى " محمد بشر " وهو شبيه " صدام حسين " من قبل مجموعة تقوم بإنتاج الأفلام الإباحية وعرضوا عليه 200 ألف جنيه إسترليني للمشاركة في فيلم إباحي عن " صدام حسين " وعندما رفض عرضهم ألقوه من السيارة وهي مسرعة وتم إسعافه في أحد المشافي القريبة ..!والمدهش أن شبيهي زعيم القاعدة " أسامة بن لادن " غدو محط اهتمام أكبر بعد موته كما أشارت البريطانية " فرانشيسكا ماكدوف " : " تزايد الاهتمام بمن يشبهون بن لادن بعد موته " ..ولكن لم يخلو حياة من كان يتشبه بزعيم القاعدة من الخطر ويذكر أن المدعو " ليونيل ارياس " ارتدى قناعا شبيها بابن لادن في بلدته كوستاريكا وعندما رآه سائق تاكسي قفز من سيارته واستهدفه في طلقتين استقرتا في بطنه ..!هل الحال تكون مختلفة مع شبيه حي ..؟! هكذا سألت نفسي وأنا أتابع تفاصيل حياة شبيه الرئيس المصري المخلوع " حسني مبارك " فشبيهه " المعروف بـ" مدحت أبو العز " انتهى من تصوير فيلم وثائقي يدعى " أروقة القصر " وهو يحكي ما دار في 18 يوما وهي عمر الثورة المصرية منذ بدايتها في 25 يناير 2011م وحتى تنحي مبارك في 11 من فبراير ..ويبدو أن الشبه الكبير بينهما ورّط أبو العز في مشاكل عديدة ، ومن ضمنها أن أشقاؤه دائمي الاطمئنان عليه خشية أن يتعرض للمحاكمة عوضا عن الرئيس المخلوع في إطار لعبة سياسية ولكن أبو العز أشار إلى أنه لو وضع في قفص الاتهام عوضا عن الرئيس " مبارك " كان حينها سيطلب الصفح من الشعب متمنيا أن يأخذ العدل مجراه وإن كان ذلك يعرضه للشنق.. !ولكن هذا الشبه الكبير جعلت الناس تبغضه وحتى قال له أحد العامة بلهجة مصرية : " ما لقيتش إلا الوش ده تمثله " ..!حال شبيه " حسني مبارك " يخبرنا أن الحياة ليست سهلة سواء مع بقاء الرئيس أو رحيله .. ولكن إذا ما أراد هذا الشبيه الاسترزاق فما عليه سوى إتباع خطوة " عبداللطيف يحيى " وهو شبيه " عدي " ابن الرئيس " صدام حسين " الذي اشتغل شبهه به ساردا مغامراته بحلوها ومرها في كتاب سماه " بيه الشيطان " .. إذن فما على بقية فريق أشباه الرؤساء والشخصيات المؤثرة على مستوى العالم سوى تأليف كتاب " شبيه البيه " كخطوة للتشهير لمن تشغفه الأضواء وخطوات نحو جني كثير من الأموال تنتشل حظوظهم من الفاقة على مدار سنوات ..! ليلى البلوشي
Lailal222@hotmail.com