السعودية: إقبال نسائي كبير على رياضة الدفاع عن النفس

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

تكلفة الاشتراك في النوادي تتراوح بين 200 و350 دولارا شهريا


جدة: منال حميدان
لم يعد غريباً أن ترى إعلاناً عن حلقات تدريبية لرياضات تصنف على أنها عنيفة كالكاراتيه، والتايكوندو، والكونغ فو، والجودو، والكيك بوكسينغ، وغيرها في النوادي الرياضية النسائية، أو في مدارس الفتيات الخاصة، فالجيل الجديد من السعوديات يفضل تطوير مهاراته الخاصة في تأمين سلامته الشخصية بدلاً من النمط الذي كرسته السينما لكبار السن؛ التوجه الجديد لدى السعوديات حظي بمباركة الأهالي الذين باتوا يشعرون باطمئنان أكبر على فتياتهن.
وبرغم كون معظم النوادي الرياضية المخصصة للنساء في السعودية تتبع في الأغلب للمستشفيات والمراكز الطبية، ويتطلب الانتساب إليها دفع رسم اشتراك شهري بحسب نوعية النادي والخدمات المقدمة فيه، إلا أن هذا لم يثن السعوديات عن الإقبال على تعلم ما يسمى «رياضات الدفاع عن النفس»، وهو ما ساهم بشكل كبير في إيجاد مدربات مختصات داخل صالات النوادي الرياضية النسائية، وأخريات يقدمن خدماتهن بشكل شخصي.

وتتوفر هذه الرياضات بشكل منفصل عن برامج التخسيس والحفاظ عن الوزن في عدد من النوادي النسائية في كبريات المدن السعودية، مثل الرياض وجدة والخبر، ومدن أخرى، مقابل دفع رسم اشتراك يتراوح من 200 دولار إلى 350 دولاراً شهرياً لقاء عدد من الحصص التدريبية (من ثلاث إلى خمس حصص في الأسبوع الواحد) بإحدى الصالات الرياضية، أو بالاستعانة بخدمات مدربة خاصة في المنزل. كما أصبحت عنصراً إضافياً تحرص بعض المدارس الخاصة للفتيات بالسعودية على توفيره لإرضاء طالباتها وأولياء أمورهن.

الطالبة الجامعية المها باهديلة، 21 عاما، التي تدرس علوم الكومبيوتر، هي إحدى المدربات المختصات بتعليم التايكوندو في مدينة جدة (غرب السعودية)، تعلمت مبادئ اللعبة في سن مبكرة على يد معلم كوري، جعلها تحب هذه الرياضة وتنجح فيها، وهو ما دفعها إلى الاستمرار ومكنها من الحصول على أولى درجات الحزام الأسود.

المها التي باشرت في إعطاء الدروس وتدريب الراغبات بتعلم فنون التايكوندو قبل عامين، من خلال نادٍ صيفي اكتشفت فيه مقدرتها على التدريب والتعليم بالصدفة، وأرجعت المها إقبال السعوديات المتزايد على هذه الرياضات إلى الثقة العالية بالنفس، وتطوير الشخصية وسهولة التعبير عن الذات التي تمنحها، كونها تساعد على التخلص من التوتر والضغوط العصبية، وتمنح ممارسها صفاءً ذهنياً وقدرة على النفاذ إلى جوهر الأمور، إضافة إلى اكتساب مهارة الدفاع عن النفس وتأمين الحماية الشخصية وهو أمر تحتاجه السيدات في كل العالم، بحسب ما أكدت ممارسات هذه الرياضة اللاتي التقت بهن «الشرق الأوسط».

وتقول المها إن طالباتها من مختلف الأعمار والشرائح، والأمر يعتمد على محبة الشخص للرياضة ونشاطه، لكنها تسأل الفتيات دائماً عن سبب انضمامهن للدرس، والسبب ببساطة «أنه إذا لم يكن لديها الحماس والحب لتعلم هذه الرياضة فلن تنجح، حتى وإن استمرت أشهرا». وتضيف أن الغالبية تجيب بأن محبتها للرياضة هي الدافع لارتيادها الصفوف، في حين ترد نسبة لا بأس بها برغبتها في تعلم فنون الدفاع عن النفس تمهيداً للسفر خارج المملكة للدراسة أو لأي سبب آخر.

الحماية والاطمئنان الذي يمنحه إتقان فنون الدفاع عن النفس للفتاة أو السيدة يبقى موضع شك لدى البعض، إلا أن المها تؤكد أن مدى كفاءة هذه الطريقة في توفير الحماية للفتاة تتوقف على شخصيتها، فإذا كانت عازمة على استخدام الحركات التي تعلمتها فسوف تستفيد منها حتماً في الدفاع عن نفسها، على الرغم من أنها لن تستخدم جميع الحركات التي تعلمتها أو تصبح فجأة مقاتلة شوارع محترفة كما نشاهد في أفلام السينما.

وتفكر المها التي تقوم حالياً بالتدريب بشكل خاص للمجموعات أو للأفراد، في منزلها الخاص أو في قاعة أحد النوادي الرياضية، أو منازلهن أحياناً، بفتح صالة مختصة بتعليم التايكوندو للسيدات قريباً، نظراً للإقبال الشديد الذي شهدته، إضافة إلى المردود المادي الجيد، وهي تتقاضى عن الساعة الواحدة 60 ريالاً (أي ما يعادل 16 دولاراً) عن كل متدربة من مجموعة تتكون من 5 أشخاص كحد أدنى، وغالباً ما يكون معدل الدروس من ثلاث إلى خمس لفترة شهرين، وهي المدة الزمنية التي تنصح بها المها لاكتساب اللياقة وتعلم رياضة التايكوندو بشكل صحيح.

جريدة الشرق الاوسط