منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 18
  1. #1

    مقالات ادبية نقدية1

    اضاءة غير عادية علي الشاعرة الهندية آرونداثي سابرامانيام


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



    آرونداثي سابرامانيام
    Arundhathi Subramaniam

    آرونداثي سابرامانيام من مواليد بومبي عام 1967، نالت شهادة البكالوريوس في الأدب الإنجليزي من كلية سانت اكسرافير، والماجستير من جامعة بومبي، وهي تعمل مراسلة صحفية حرة وتكتب حول الفنون الإبداعية والأدب، نشرت مقالاتها في عدد من الصحف منها تايمز أوف إنديا، ذي إنديان إكسبرس والهندو. وهي تعمل أيضا منظمة برامج في مركز الإبداع الفني في بومبي. كما أنها عضوة في دائرة الشعر منذ عام 1990 * ظهرت قصائدها في عدد من الدوريات منها: الناقد البني، فصلية منظمة القلم، بوليزيز، كافايا باراتي، سيمسيرشو 'فلورنس' وعلي عدد من مواقع الانترنت الأدبية. كما ترجمت قصائدها إلي الإيطالية ضمن أنثولوجيا حول الشعر الهندي بالإنجليزية عام '2000'.

    وقد أقامت عددا من القراءات الشعرية في روما، ساليرنو وفييتري في عام '2001' صدرت مجموعتها الشعرية الأولي بعنوان 'في تنظيف أرفف الكتب' في عام '2001'.



    رائحة الذكري

    جدتي، حكيمة

    حتيِ عندما كانت في الثامنة من عمرها،

    اختبأت تحت السرير

    عندما جاء أولج خجطابها إلي المنزل.

    شامخة وهادئة

    مَلَكيةْ مثل وجهي علي عجملَة قديمة،

    لاحظت ذلك عبر الصور، الغائمة

    بتغير الفصول،

    مثل صورة فضية

    علي حرير كانجيفارام،

    البنات في الثامنة

    لم يكن لديهن أسنان مكسورة

    أو أكواع متسلخة.

    الآن في مطبخها،

    تجحَركج في هدوء روائح الجدود

    من ترانيم جوز الهند الدافئة،

    صوتها يتبع الفسيفساء المألوفة

    لأحجيات العائلة، التي شققها التكرار،

    ومع ذلك،

    في الإلتفاف الطويل للساري،

    تحملج هي سِرا لعالمي

    يمشي فيه النساجون مازالوا

    بتجارة سائلة لأولئك الذين

    يعرفون أجسادهم كما يعرفون عقولهم،

    مازالت تمشي في شوارع مهجورة

    لتقابل كائنات سمراء مجحَرَمَة،

    عيونها تلمعج مثل المصابيح في الشتاء،

    وتعود قبل مغيب الشمس،

    الزهور في شعرها فَوَاحَةْ

    بعطر للغة غير مكتوبة للرومانس.

    سر العالم

    الذي ترفضج أن تهجره

    عبر وصفات طبخها

    وعبر جيناتها.

    لحظة من العاج

    'إلي جين أوستن'



    عالمكِ

    حيث العلاقات مسألة من مسائل علم الجبر الاجتماعية

    يجريحجني الآن.

    أهي المسافة بيننا تلك التي تخلق

    صورة رائعة لثياب من التَافْتَا الخَوخَيةْ،

    الأخلاقيات الحارة المشذبة،

    الصرامة القاسية لصالونات مهذبة؟

    أو أنها بطلاتك؟

    عقلياتهن مظلمة وباردة كالقبو،

    حواراتهن تشبه المناديل النسائية الحريرية،

    وحتي في ذروة غضبهن،

    لا يفلتون خيوطا تتبع آثارها الغراميات الحارة

    من تقاطعات حيواتهن،

    إن رزانتهن تتوازي مع خطوط الكروشية المنسقة،

    جولات التريض المفتوحة،

    قراءة الكتب علي مقربة من النوافذ المفتوحة،

    غير عابئات بكآبة المساء في الأراضي الزراعية من حولهن.

    باركينا ياجين

    أنا وحبيبي،

    بقشور من الليمون الأخضر لسخرية حديدية ناشفة

    والهدية السرية للطف والنعومة

    من دون خداع الكراميل.

  2. #2
    أجراس الذهب ونهود السيليكون.....فاديا الخشن / شاعرة من لبنان


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي





    أجراس الذهب ونهود السيليكون

    تحت لوحة النار الهادئة

    ما عدت أذكر

    أكان نهرا بعينين

    أم عين بنهرين

    الجمالُ موسيقى تتسلق

    الماء بساقيها

    والفل أمام المرايا

    يختصرُ لغة الأشجار

    إلى متى سنبقى دولتين على خريطة؟

    عشقنا رسم على الورق

    وأهدابنا ستائر تلتهمها

    العاصفة

    من نسغنا فقط مؤونة الحب

    أنا التي كلما مررت بخاطري

    طاش خصري

    وخرج نبضي عن الطاعة

    منذ البدء كان الإنسان

    حيوانا بسبابة

    كانت الأنامل أكثر دفئا

    من النار

    وكانت حرارة النهد

    مؤونة للشتاء

    و قبل الطب كانت القبلة

    صيدلية

    والسؤالُ أصغر من بؤبؤ العين.

    و الدم بلا مخالب قبل التاريخ.

    كان الخبيز لا يخشى العاصفة

    وكانت خطوط اليد

    مفوّهة قبل الورق

    و سهيل كان دفتر العاشقين

    وردٌ يفرغ رحيقه

    في فم القصائد

    ملكة كانت الشمس

    وجنرالا كان القلمُ.

    فيما الحب محكمة

    على أعلى التلال.

    قبل الحزن كان

    القمر رغيفاً فرحاً

    سابحا في فضاء الاكتفاء

    وكان البحر ضحكتنا

    الواسعة

    وحقل القمح مهرجان

    الشهوات

    فهل يشرب الظاميء ماء الخرائط؟

    المنفى تمثال أعرج

    والغربة قمر محاق

    فيما الأفق جرح أحمر طويل

    ها نحن على غير العادة

    كما الميسيسيبي نمضي للوراء

    متصاحرين متشاطئين

    وعلى حين غرة

    تتلهى بنا ريح زاحفة

    أو يبصقنا وراء الطبيعة زلزال مالي

    على المياه المقعرة هل ينبت العشب؟

    و نفسي التي تغالب نفسي

    تحت مراوح الشمس

    وطواحين الدماغ

    إني لأراني ذلك الأعمى

    ال يرى الناس أشجارا

    تلهث في ساحة الخيال

    الباع طويل والحصاد طوطم

    دخان دخان دخان

    صفير السؤال أعرج

    فيما الذهب يصفق

    بشقرته ساخرا

    تهر على عتباته

    أسنان لبنية

    وتنتفخ_ على رنين أجراسه_

    نهو د السيليكون

    وتحت ريش طواويسه تستنسخ

    الأساطير

    زمن لا تحتمله هشاشة

    عظامنا

    لحمه يصغي لحريقه

    كم من كلا م يسقط

    من شعر ه الأبيض

    وهأنذا كلما مر بي

    طبل حكومي

    سألت أين صوتي؟؟

    وكلما أكل لساني

    قرش اقتصادي

    تلمست ماء وجهي

    ما تحاورنا بالرمز

    إلا رفقا بالحيوان

    رأس على عكاز

    أم عكاز على رأس

    *********

    *********

    هو عنق على ذؤابة خنجر

    حروب تصوب الأسئلة

    والمحو هو الصفر العملاق

    لصانعي التلوث

    والضباب السياسي

    والدبق

    لصائدي الدم الطري

    ولاستبداد الماركة

    لسفر الأدمغة

    و لسارقي الكحل من العين

    وللاعبين بالشفع والوتر

    هل نغلق العين كيلا

    نرى عمق الهاوية؟

    فبحق ثعلب عُبيد

    ونعامة الحارث

    وبحق كلب لبيد

    وطير العنترة

    بحق بقرة النابغة

    وثور امرئ القيس

    بجق القرن الأبيض (نجم)

    انتشلونا

    من ثقافة الخوف

    والخوف المثقف

    فها نحن لا ندري

    من أين نبدأ؟

    من الصفر أم الصفر

    الليل بعوي على شباك القلق

    وكل جواب من زئير هذي المحارق

    هزيمة بالقصيدة

    هي الأرض الممسكة بالدجاج

    والبلح الساقط على

    زفرات الخوذ

    وبخار النفايات ووجع الورود

    وبالقدم ال تسحق الأفعى

    بجذرها تلملم الملامح

    بعد كل محو

    وترفع بعظم جناحيها

    أشرعة القصيدة

    بملكة سمكة جائعة

    وبتوق تقويم وحشي

    نوسع دم الحركات

    كواجب النور نهرب

    من الاختناق المصنع

    وما كل هروب حذاء مدبب

    كم جمر وكم رماد

    وكم عاصفة انهارت

    من اللوحة

    وذكر بقي قمر العرب

    أنا بسواد شواربه

    أخفيت ارتعا شاتي

    تلك التي جفت فوق

    أورق امتحاناتي

    والتي في صمتها مرارات

    انفجرت على الوسائد

    ما زالت لا تدري

    من أين كان البدء؟

    أمن التناسخ بالأوهام؟

    أم الصراخ الموروث؟

    من حرفة الهتاف أم من

    الصدر العالي!!!

    أم من آخر الظلال

    التي تجر جحافل قلم

    لم تقو جيوش الزمن

    على هزيمته

    أ م من الانزلاق في

    الحقل الدلالي

    لعقل يحول الطبيعة

    إلى فكرة حريق

    أو جمال

    الطير استطالة عشق

    يسقف الرأس بالأغاريد

    دونه سلم السماء مقلوب

    لكنه الثكل بات في الحناجر

    كيف تؤرخه نار جاهلية؟؟

    لا نار القرى

    ولا نار التهويل

    ولا نار الاستكثار

    هي اللوحة تموت من

    الازدحام الدموي

    فما أطول الطريق تحت

    أقدام الرمل الخائف الحزين

    الريش يحلق وحيدا

    أية بلاغة للرحيل الواقف

    على طرف اللسان؟

    العالم باب وحسب!

    وأنت المتفرج على

    صفصافه الدامع

    هكذا النجوم تموت بعيدة

    وبحبة العين الصغيرة

    عصور لفظت أنفاسها

    رطبة تتحرك في المحرقة

    أفخاذ العصافير

    هنا تلمست حدود لحمي

    واستشعرت حدود دمي

    ولمت العابثين

    كثبان لحم تشخب بدمائها

    وجوه تغور بملحها

    أخاديد أخاديد

    نفوس تطارد نفوسا

    نار تستحوذ

    صدور تتذايل بأجنحة

    دخان دخان دخان

    عالم محصور ببقعة دم

    ما عادت يد الحدود مستقيمة

    والدم صفير طير مفجوع

    أي نسك تحت جسورنا

    ونحن من القنص

    الأصغر إلى القنص

    الأكبر

    من المحو الأصغر

    إلى المحو الأكبر

    هكذا

    يشطر السؤال

    الجسد شطرين

    هياكل تحرق الدماغ

    دغناش يخوزق

    الضحية على شوكة

    هو الزمن الناري

    مع الظهر الزيتوني مع

    الأزرق

    مع ذي العين البيضاء

    مع الأزغب

    و الرصع الذهبي

    نحتفظ بضجيج الشجر

    وكفرس ثر يركض

    الغاب بنا

    والوجع كاسر جوز نا

    عظام تفتت عظام

    ليس ثمة وزن إلا للتراب!

    مكتمل الدم فوق الهاوية

    _ ليت المدى ليس عصفورا هبط_

    ليت الكناري ما تغضف

    قرب عيني

    ليت الدعاء أمسك

    جُدل الطير

    ليت النار ما فرّغت

    الجريئة

    وليت اليد كسرت

    الجذابة منذ عصور

    علها في تعاريج الضوء

    ُتخلّد تلك الأغاريد

    هذا طير غرر

    وذاك يحدف حدوفا

    وهذا يدفدف واقفا

    على رأس الخراف

    من نكث عش الصقر؟

    من أمسك الطائر الممنون؟

    من مشى على طمي

    الأجساد المشتعلة الطرية؟

    مهيضة الجناح أنا

    والمحروق بعيني زمن

    بحجم نكسات الجهل

    أتغير النار معنى التحليق؟

    أنت الحافر في السماء

    بيتا عصيا

    ظلالك في العين طويلة

    أيها الطير القتيل

    كيف نستعيد الشفاه

    من قوابلها

    والعقل أحذر

    من غراب نوح.



    فاديا الخشن / شاعرة من لبنان تقيم في الدنمرك -
    fak_001@hotmail.com

  3. #3
    الشاعر راسل إدسون بلدة صغيرة وراء القنطرة تُدعى الشباب..اختيار وترجمة جهاد هديب


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



    الشاعر راسل إدسون

    بلدة صغيرة وراء القنطرة تُدعى الشباب

    يُعتبر راسل إدسون، الشاعر الذي ولد العام 1935 واحداً من أهمّ كتّاب قصيدة النثر الذين عنوا باللغة في أميركا الشمالية خلال القرن الماضي، هو الذي ما زال يحيا متوارياً في الولايات المتحدة.
    يقول الشاعر الأميركي بيتر جونسون عن إدسون، الذي لا يخلو شعره من أثر له، عندما قدّم مختارات له في أوائل التسعينات نُشِرت. إن هذا الذي يصف نفسه ممازحاً بـ"السيد قصيدة النثر الضئيل" هو على نحو لا يقبل الجدل الكاتب التأسيسي لشعر النثر في أميركا والذي كتب حصراً بهذا الشكل قبل أن يصبح الشكلُ طرازاً شائعاً.
    أما الشاعر البلجيكي ميشيل دلفيل فيرى أن تلك الطريقة التي ابتدعها راسل إدسون في كتابته قصيدة النثر قد تورط بها أيُّ شاعرٍ وقَعَ في قصيدة النثر كخَيار حقيقي بحيث فقدَ الرقابةَ على نفسه أحياناً وعلى نحوٍ ليس من سبيل إلى معالجته. فهو، في رأي بيتر جونسون أيضاً، مُقْلقٌ ويسبب الاضطراب للتافه والشاذ. حتى أن إدسون يبتهج على ما يبدو بامتلاك الحميم والأليف ويقاسي من الممسوخ الذي لا شبيه له والخارق للطبيعة.
    كتابه "النفق" الذي هو مختارات من أعمالٍ كُتِبتْ على مدارِ أكثر من ثلاثين عاماً ذاع صيتُهُ كواحدٍ من أشهرِ أعماله لما يتوفّر عليه من بساطة كأنها الجنون أو الألم... بساطة تُعَدُّ استثنائيةً قياساً بما كُتِبَ على مدى قرن من قصيدة النثر الأميركية.
    البرج
    في تَرْحالاتِهِ بلغَ جسرا كلُّه من عظام. قبل العبور كتب رسالةً إلى أمه : أمي العزيزة، ماذا تحسبين؟ من غيرِ قصدٍ قبضَ القردُ بأسنانِه على يديه فيما هو يأكل موزاً. الآن فقط، أنا في أسفلِ جسرٍ من عظام. ينبغي أنْ نعبرَه قريباً. أجهلُ إنْ كنتُ سوف أجدُ تلالاً وودياناً من لحمٍ بشريٍ على الجانبِ الآخر، أو ببساطةٍ ليلاً متواصلاً؛ قُرىً من نومٍ. يوبِّخُني القردُ لأنني لا أعلِّمه أفضلَ. لقد تركْتُه يرتدي خوذَتي من بابِ السلوى. يبدو الجسرُ مثلَ واحدٍ من تلك الهياكلِ العظميةِ المُعاد بناؤها لديناصور ما هائلٍ ينظر في متحف. ينظرُ القردُ إلى أصلِ الشجرةِ المتبقي من رسغه ويعنِّفني ثانية. تقدمتُ إليه بقرنِ موزٍ آخرَ فأخذه غاضباً جداً على الرغم من أنه قد حقَّرني. غداً نعبرُ الجسرَ. سوف أكتبُ إليكِ من الجانبِ الآخرَ إنْ استطعتْ؛ تطلَّعي إلى الصليب ....
    نوم
    كان رجلٌ لا يعرفُ كيف ينام. كل ليلة، يميل برأسه عند النعاس على نحوٍ رتيب؛ نومٌ خِلْوٌ من الاحتراف.
    إنّه مَنْ يحتاج إلى معلِّمِ نوم، إلى مَنْ في يده سوطٌ وكرسيٌ وبوسعه أنْ يهذِّبَ الليلَ ويجعله يقفزُ عبْرَ أطواقٍ من نار. أحدٌ ما بوسعه أنْ يجعل نَمِراً يجلسُ على قاعدةٍ صغيرةٍ أوفي حفرة.
    موتُ ذبابة
    مرةً، كان رجلٌ قد تقنَّعَ بهيئةِ ذبابةِ المنزلِ ثمَّ طافَ في الجوار مخلِّفاً "قذارتها"؟.
    حسنا، كان عليه أنْ يفعل شيئا ما، أليس كذلك؟ قال أحدُهم لأحدٍ ما.
    بالطبع، قال أحدُهم في الخلف لأحدٍ ما
    إذاً ما هذه الجلَبة كلُّها؟ قال أحدُهم لأحدٍ ما أيضا.
    مَنْ الذي يثيرُها؟ إنني أقولُ هذا فقط إنْ لم يكن قد ترجّل عن حائطِ تلك البناية، سوف تطلقُ الشرطةُ النارَ لا محالة.
    أوه، بالطبع، ما من شيء يقاتل مثل ذبابة ميتة.
    أحبُّ الذبابَ الميِّتَ. إنها طريقةٌ تذكرِّني بالأفرادِ الذين واجهوا مصيرَهم.
    مصادفات
    اقتلع الحلاقُ أذنا مصادفةً. إنها تضطجعُ على الأرض مثلَ شيءٍ ما وُلِدَ للتوّ في عشٍ من الشعر.
    أوووووووب، قال الحلاق، لكنْ ينبغي أنها كانت أذنا طيبة، لقد سقطت بتذمر قليل جداً.
    لم تكن كذلك، قال الزبون، كانت ملصقةً بشمعٍ أكثر مما ينبغي. جرّبتُ أنْ أضعَ فتيلةً فيها كي أحرقَ الشمعَ، ومن ثَمّ أجدُ طريقي إلى الموسيقى. إنما باشتعالها وضعْتُ رأسي كله في نار. حتى إنها امتدت إلى أصلِ فخذيَّ وتحت إبطيَّ وإلى الغابة القريبة. شعرتُ أنني أشبهُ قدّيسا. اعتقَدَ أحدهم أنني جنّي.
    في ذلك عزاءٌ، قال الحلاق، ما أزال غيرَ قادرٍ على إرسالِكَ إلى البيت بأُذنٍ واحدة فقط. ينبغي أنْ أنزعَ الأخرى. إنما لا تقلق، سوف يكون ذلك مصادفةً .
    يقتضي التناسقُ ذلك. إنما كُنْ أكيدا أنَّ هذا مصادفة، لا أريد لك أنْ تمزِّقني عن قصد.
    ربما أقُدُّ حلْقَكَ.
    إنما ينبغي أنْ يكون ذلك مصادفةً...
    أنتْ
    بعيدا عن لا شيءَ، يأتي وقتٌ يُدعى طفولة، الذي ببساطة يقودُ عبرَ قنطرة تُدعى المراهقة. بلدةٌ صغيرةٌ وراءَ القنطرةِ تُدعى الشباب.
    وحيث أحدٌ ما يتجنّبُ حياةً خيْضَتْ أبعدَ من الورد، ثمةَ في أسفلِ الطريقِ أسفلُ الطريق كوخٌ صغيرٌ في بابِهِ رقعة خُطَّ عليها، أنتْ.
    إنه المستقبلُ أيضاً، ينقضي في أوضاعٍ متعددةٍ لذراعٍ على عتبةِ نافذة، خدٌ عليها؛ تنثني على ركبتين، وجهٌ بين يدين؛ أحياناً يُلقى برأسٍ إلى الخلف؛ عينان تحدقان في السقف.. في لا شيء أسفلَ أيامِ القنطرة الطويلة....
    إفطار جريح
    ترتفعُ أعلى الأفق قدمٌ هائلةٌ، تصرخُ بحدّةٍ وتَصِرُّ بأسنانها أمام العربات الصغيرة، حتى أنّ رجلاً جلس إلى إفطاره في شرفته قد ابتلعه فجأة ظلٌّ عظيمٌ في حجم الليل تقريباً...
    نظر إلى الأعلى فرأى قدماً هائلةً ترتفعُ فوقَ الأرضِ وتقرعُ بعنفٍ.
    على طرف كعبِ من غير ثقبِ وقفتْ امرأةٌ عجوزٌ إلى جوار خوذةٍ خلفَ نباحٍ عظيمٍ يتقدم على نحوٍ لولبي؛ تنجَرُّ الثقوبُ الثخينةُ ببطءٍ كأنها حبلُ سفنٍ تنجرُّ على الأرض مثل شيءٍ هائلٍ يصرخُ بحدَّةٍ ويَصِّرُّ على أسنانه؛ الأطفال في كل مكانٍ ينظرونَ من حُفَرٍ في القدمِ المثقوبةِ، تجمَّعوا حولَ المرأةِ العجوز، حتى إنها أدارت دفةَ هذه القدمِ الهائلةِ فوق الأرض...
    توّاً، انحدرت القدمُ الهائلةُ باتجاهِ الأفق، يصرخ حلزونٌ رهيبٌ بحدّةٍ في الأرضِ ويَصِّر على أسنانه...
    عاد الرجلُ إلى إفطارهِ ثانيةً، لكنْ رآهُ وقد صار جريحاً، سمنُ بيْضِهِ يتفطَّرُ دما.
    النهد
    ذاتَ ليلةٍ جاءتْ نهدٌ إلى غرفةِ رجلٍ وبدأتْ تتحدث عن شقيقتها التوأم.
    شقيقتها التوأم هذه وشقيقتها التوأم تلك.
    أخيراً قال الرجل، ماذا عنكِ عزيزتي نهد؟
    ولذلك قضَتْ النهد بقيةَ الليل تتحدث عن نفسها.كانت هي ذاتُها عندما تتحدث عن شقيقتها: هي نفسها هذه وهي نفسها تلك.
    أخيراً قبَّلَ الرجل حَلْمتَها ثمّ قال، آسف، وسقط في النوم...
    الدفع إلى القبطان
    ركبْنا في قاربٍ، لم نفكرْ أبداً في غرَقِه، دفعنا إلى القبطان بقذفه من أعلى السطح. ولما عاد قلنا له، أيها القبطان لا تكن غاضباً. وصفح عنّا في هذه المرّة. ولذلك قذفنا به ثانية من أعلى كي نتأكد فقط من أننا قد دفعنا الثمن كاملا متأهبينَ لرحلتنا. لما عاد لم يكن متلهفا للصفح عنا وودّ أنّ من الأفضل كثيراً لو ننصرفَ من قاربه. ما من شيء نودِّعه بالنسبة لنا كي نفعل، إنما كي نعيد الدفع إليه فيما نأملُ أن هذه المرة سوف تكون كافية، لذلك قمنا بقذفه من الأعلى ثانيةً، ولما عاد قلنا، ينبغي أنها المرة الأخيرة، سوف ندفع لا أكثر، نريد للرحلة أن تبدأ.
    إنما يبدو أنه لن تكون هناك رحلة منذ أن منَحْنا القبطانَ شيئاً حسناً بالتأكيد، ولذلك ينبغي أنْ نقضي بقية أيامنا نقذف القبطانَ من أعلى سطح القارب.
    أميلو الممحوّة
    محى أبٌ بممحاة كبيرةٍ ابنتَهُ. لما انتهى كانتْ لطخةٌ حمراءُ على الجدار فحسب.
    قالت زوجتُه. أين أميلو؟.
    إنها خطأٌ ومحوْتُهُ.
    ماذا عن أشيائها الجميلة؟ سألت الزوجة.
    سوف أمحوها أيضاً.
    كلُّ ملابسها الحسنة؟.
    سوف أمحو خزانتها؛ ومَنْ يساعدها على ارتدائها... إخرسي فيما يتعلقُ بأميلو! أحضري رأسكِ وسأمحو أميلو منه.
    أزال الزوجُ بممحاته جبهة الزوجة، وبدأت تنسى، قالت، همممممم، أعجبُ من كلِّ ما حدثَ لأميلو؟
    لم أسمع عنها من قبل، قال زوجها.
    وأنتَ، قالتْ، مَنْ أنت؟ ألسْتَ أميلو، أأنتَ؟ لا أتذكَّرُ أنكَ شخصَ أميلو. أأنتَ أميلو التي تخصّني، مَنْ، لا أتذكَّرُ أيَّ شيء آخر؟
    بالطبع لا، كانت أميلو فتاةً. أأبدو مثلَ فتاة؟
    لا أعرف، لا أعرف أيَّ شيء كان يشبهُ أيَّ شيء آخر...
    الشجرة
    طعّموا أعضاءَ من قردٍ بكلب...
    ومن ثَمَّ، ماذا أضمروا، يودُّ العيشَ في شجرة.
    لا، أرادَ أنْ يرفعَ قدما ويبول على الشجرة...
    إنما في بضعة لحظات كان الضخمُ من بينهم قد عاد إلى نومه، يحلم أنه قد جاء بإضافةٍ تخوِّلُهُ الأمرَ كلَّه في الكون الذي لا بدّ أنْ يشمل الأرضَ والمرأةَ التي ودَّ أنْ أحبَّ...



    اختيار وترجمة جهاد هديب

  4. #4
    خذلان ...نادية عاشور

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي





    الطائر الجريح
    بقلم : نادية عاشور(فلسطين ..غزة)
    عندما يخذلون إحساسك الجميل
    ..ويكسرون أحلامك بقسوة
    ..ويرحلون عنك كالأيام..كالعمر
    ..وينبت في قلبك جرح بأتساع الفراغ خلفهم
    ..ثم تأتي بهم الأيام اليك من جديد
    ..فكيف تستقبل عودتهم
    وماذا تقول لهم؟؟؟

    قل لهم
    ..انك نسيتهم
    وأدر لهم ظهر قلبك,وأمض في الطريق المعاكس لهم
    فربما كان هناك..في الجهة الأخرى..أناس يستحقونك أكثر منهم

    :قل لهم
    ..ان الأيام لا تتكرر
    وان المراحل لا تعاد
    وانك ذات يوم..خلفتهم
    تماما كما خلفوك في الوراء وان العمر لا يعود الى الوراء أبدا

    :قل لهم
    انك لفظت آخر أحلامك بهم
    ..حين لفظت قلوبهم
    ..وانك بكيت خلفهم كثيرا
    حتى اقتنعت بموتهم
    وانك لا تملك قدرة إعادتهم إلى الحياة في قلبك مرة أخرى
    بعد أن اختاروا الموت فيك

    :قل لهم
    ..إن رحيلهم جعلك تعيد اكتشاف نفسك
    ..واكتشاف الأشياء حولك
    ..وأنك اكتشفت أنهم ليسوا آخر المشوار
    ..ولاآخر الإحساس
    ..ولاآخر الأحلام
    ..وأن هناك أشياء أخرى جميلة
    ..ورائعة
    .تستحق عشق الحياة واستمراريتها

    :قل لهم
    ..انك أعدت طلاء نفسك بعدهم
    ..وأزلت آثار بصماتهم من جدران أعماقك
    ..وأقتلعت كل خناجرهم من ظهرك
    وأعدت ولادتك من جديد
    ,وحرصت على تنقية المساحات الملوثة منهم بك
    ..وان مساحتك النقية ما عادت تتسع لهم

    :قل لهم
    ..انك أغلقت كل محطات الأنتظار خلفهم
    ..فلم تعد ترتدي رداء الشوق
    ..وتقف فوق محطات عودتهم
    ..تترقب القادمين
    ..وتدقق في وجوه المسافرين
    ..وتبحث في الزحام عن ظلالهم وعطرهم وأثرهم
    .عل صدفة جميلة تأتي بهم اليك

    :قل لهم
    ..ان صلاحيتهم انتهت
    ..وان النبض في قلبك ليس بنبضهم
    ..وان المكان في ذاكرتك ليس بمكانهم
    ..ولم يتبق لهم بك سوى الأمس
    ..بكل ألم وأسى وذكرى الأمس

    :قل لهم
    ..انك نزفتهم في لحظات ألمك كدمك
    ..وانك أطلقت سراحهم منك كالطيور
    ..وأغلقت الأبواب دونهم
    .وعاهدت نفسك ألا تفتح أبوابك الا لأولئك الذين يستحقون

  5. #5
    كم تدفع الشاعرات لقاء شعرهنّ؟ رجاء غانم دنف / شاعرة من فلسطين

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



    كم تدفع الشاعرات لقاء شعرهنّ؟

    لم أستغرب كثيراً من مضمون ما كتبته قبل أيام في كيكا، والمقارنة البلاغية (لم تخرج عن هذا النطاق) بين من هم شعراء وشاعرات.

    لم أستغرب لأنني تعودت أن تلقى نساؤنا وبناتنا نصيباً هائلاً من الاقصاء والتجاهل والنظرة الفوقية في الخطاب الذكوري السائد،هذا على صعيد عام. أما في المجال الثقافي فقد شُرِّحت نصوص الشاعرات وحياتهن في بعض الاحيان فوق طاولات البارات والمقاهي الثقافية والنتيجة أننا أعدنا جميعاً إنتاج الخطاب العربي السائد القائل بتفوق الرجل وعبقريته ودونية المرأة ومحدوديتها.

    ضحكت كثيراً من تخيل صورة الشاعرة التي تحدثت عنها يتبعها رجال الامن كالخدم. ويقف المطار على رِجْلٍ كما نقول لاستقبالها وتسخَّر لها كل وسائل الراحة والاستمتاع وكأنها هبطت للتو من كوكب مخملي.

    عن أية شاعرات تتحدث يا عزيزي؟؟ هل سمعت يوماً بمعاناة الشاعرات على الحدود العربية من المحيط الى الخليج؟ هل تعرف أن العديد منهن ممنوعات من السفر وملاحقات من قبل أنظمة القمع العربية ،ومن قبل دولة الديمقراطية الزائفة اسرائيل؟ وعلى عكس الصورة التي قدمتها بأن المؤتمرات والمهرجانات تصلها إلى غرفة النوم تجد نفسها محرومة من التواصل الثقافي والانساني والابداعي مع ملتقيات كثيرة قد تدعى اليها؟

    هل تعرف أن شاعرات مبدعات من الخليج العربي لا يستطعن السفر إلا بمحرم؟؟ نعم حتى وإن كانت تذهب إلى مناسبة أو مهرجان شعري لا يعني شيئاً لهذا المحرم.

    وماذا عن المعاناة الطويلة لمبدعات وكاتبات عراقيات طوال فترة الحكم الصدامي السابقة؟ والمعاناة الطويلة الان مع الاحتلال وظروفه القاسية؟

    هل تعرف أن عدداً من الشاعرات والمبدعات قلن لا للنشر والشهرة والدعوات المفتوحة الى مختلف المهرجانات إن كانت على حساب الجسد أو المبدأ. وبدلاً من الحديث عن بعض ظواهر الدعارة الثقافية المقنعة نتحدث عن شاعرات يجلسن بالدرجة الاولى في الطائرات؟؟

    هل سمعت عن المبدعات العربيات اللواتي مسحت بهن شوارع العواصم العربية العظيمة (القاهرة ودمشق مثلاً) لأنهن أخذن موقفاً ضد كل ما يجري من احتلال وقمع وقهر ،ولأنهن يَعين أن الدور النضالي الانساني لا ينفصل عن الدور الابداعي والكتابي؟

    قبل أسابيع قرأت عن الكاتبة السورية سمر يزبك التي نكّل بها لأنها شاركت في اعتصام في العاصمة السورية وقلة قليلة كتبت عن هذا الموضوع الخاص بنضال امرأة مبدعة، بينما نالت أحداث أخرى أقل شاناً وأهمية نصيبها من الشعللة والبهرجة لأن أبطالها ببساطة ذكور،وهكذا تصبح البطولة نفسها مجسدة على شكل ذكر.

    الشاعرات اللواتي تحدثت عنهن في موضوعك ربما كنّ قلة ولا ننكر وجودها لأنها جزء من حالة عامة ولكن ألا يوجد في المقابل شعراء تحولوا الى أساطير تهلل الدنيا كلها لهم، وان حدث ونُشر نص ركيك لهم، لا يجرؤ أحد على المس بهم وبقامتهم الرفيعة .وممارساتهم لا تختلف عما وصفت به الشاعرات في نصك؟ لم لا يذكر هؤلاء كلهم ويتم الحديث عن فساد وتسلط وقمع ثقافي وصنمية بشعة بدلاً من تحويل الامر إلى مقارنة بين الرجل الصالح والمرأة الشريرة؟

    الاجدر بنا جميعاً أن ننمي لغة مختلفة اتجاه ما يجري حولنا وأن نعي أن حالة من الفساد والهوس تصيب حالتنا الثقافية ونحن بحاجة لوقفة حقيقية ومراجعة لظروفها المختلفة بدلاً من لعب أدوار تقسيمية لن تساعد كثيراً إلا في ازدياد الهوة بين الرجل والمرأة من ناحية ،وبين كل اتجاهين مختلفين في مجتمعاتنا من ناحية أخرى.

    النساء المبدعات والشاعرات العربيات يتسع أفقهنّ أرحب بكثير مما صورت.

    وهن يواصلن يوماً بعد يوم عملية ولادتهن الصعبة للخروج من القمقم.



    رجاء غانم دنف / شاعرة من فلسطين.

  6. #6
    الشاعر ممدوح عدوان من أهم شعراء سورية الأحياء

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    الشاعر ممدوح عدوان من أهم شعراء سورية الأحياء

    البعض يعتقد أني فلسطيني لأن شعري مطبوخ بهذا الهم
    لم أكتب قصيدة النثر لكني لا أستنكرها
    ترجمت الإلياذة وثلاثين كتاباً عن الإنجليزية

    الشاعر ممدوح عدوان من أهم شعراء سورية الأحياء, ومن أهم المترجمين, وكتّاب المسرح المتميزين, وهو مؤلف درامي عالج في كتاباته للتلفزيون قضايا اجتماعية, واستحضر التاريخ في مسلسلات كبيرة شكلت علامة مضيئة للفن السوري المعاصر.

    ولد في قرية (دير ماما) من ريف حماة حيث يزرع الفلاحون قلوبهم سنابل قمح, ووردا أبيض, وعلى ذلك البساط السحري الأخضر رضع معنى الانطلاق والحرية, وعشق الطبيعة الفاتنة, وتأثر بما شاهده من كدح المزارعين الفقراء, وارتباطهم بالأرض, واستبسالهم في الدفاع عنها وحمايتها من اللصوص والسماسرة, حيث كتب في عشق الإنسان للأرض والحياة والعدل القصيدة الشعرية الأولى.

    وفي جامعة دمشق تعلم الأدب الإنجليزي, واهتم بالشعراء العالميين, وقرأ للعديد من الفلاسفة, وصفوة المثقفين, وأقطاب الفكر السياسي, فغدا شاعر الجامعة, وجاء شعره منسجما مع روحه وحياته, ومرتبطا بأحداث عربية, وكان خير صوت لتلك الأحداث التي مرت على الأمة في الستينيات, والسبعينيات.

    صدر له 17 مجموعة شعرية آخرها (كتابة الموت) وروايتان (الأكبت) و(أعدائي) كما كتب 20 مسلسلاً منها (الزير سالم) و(أبو الطيب المتنبي). وهنا يحاوره الشاعر والصحفي الفلسطيني أحمد خضر الذي أصدر عدداً من المجموعات الشعرية.

    كيف كانت بدايتكم الشعرية?
    - انا من جيل الستينيات, هذا الجيل التالي على جيل الرواد من الناحية الشعرية, بدأت صغيراً أكتب الشعر, لكنني بدأت في النشر عام 1963, ونشرت في مجلة الآداب أول مرة عام 1964, وهي أهم مجلة عربية معنية بالحداثة في ذلك الوقت.

    هل تشكل قصيدتك الحالية قفزة نوعية مقارنة بتلك التي نشرتها في الستينيات?
    - بلا شك, فأنا الآن نضجت وكبرت وازدادت معارفي, وتطورت أدواتي الشعرية, وتعمقت نظرتي للحياة, وأستطيع استخدام أدواتي بشكل أفضل.

    شعارات صعبة

    يلاحظ أن قصيدتك تعلقت بالوضع العربي, ألا يمكننا القول إن مرحلة الستينيات والسبعينيات كانت مرحلة الرومانسية الشعرية بالنسبة لك?
    - فيما يتعلق بالوضع العربي كانت هناك فرصة للوهم, وأجيالنا تعلقت بأوهام وشعارات تبين أن إمكان تطبيقها صعب جداً, كما أن أعداءنا أقوياء جدا, وهذا تم بشكل تدريجي, كل العرب اكتشفوا قوة إسرائيل بالتدريج, حيث كانوا يعتقدون أنهم سيزيلونها في ليلة ليس فيها ضوء قمر.

    لكن عدم تنفيذ الفكرة لا يعني بطلانها, الواقع العربي لا يحتمل الآن الوحدة العربية, لكنني مازلت مؤمناً بالوحدة العربية, كما أن الواقع لا يحتمل الكلام عن تحرير فلسطين لكنني مازلت مؤمنا أن فلسطين عربية, ولو كان تنفيذ ذلك الآن مستحيلا وأنا أتكلم بلساني كشاعر ومواطن عربي ولست وزير خارجية ولا وزير دفاع.

    أنت تكتب المقالة السياسية والقصيدة الشعرية, فأين يلتقي الشاعر والسياسي لديك?
    - أنا شاعر أعبر عن همومي, وهمومي بها قسم كبير سياسي, مثلما تعبر عن جوعك وكبتك وظلمك وعشقك, تعبر عن أفكارك السياسية وخيبة أملك السياسية.

  7. #7
    لكن الهم الفلسطيني يتملكك إلى درجة كبيرة.
    - كل شعري من بدايته إلى الآن عن فلسطين, إلى درجة يعتقد البعض أنني فلسطيني, وشعرنا مطبوخ بهذا الهم, وهو يتعرض لمد وجزر حسب الأحداث والفجائع التي تحدث, لكن ليس مطلوباً من الشاعر أن يعلق على الأحداث بالضرورة, أو أن يكتب عن حدث معين. وبالنسبة لي فأنا شاعر له هم سياسي, لكنني لا أقوم بدور سياسي, لست زعيم حزب أو كادراً في حزب, ولكنني كاتب وشاعر لدي هموم سياسية لا أخفيها وأتعامل معها في شعري وكتابتي.

    ظل الآخر

    بمن تأثرت كشاعر?
    - لا يوجد شاعر محدد, شعراء عرب وغير عرب سواء المحدثون أو القدامى, فأنا قارئ جيد للتراث وفي الوقت نفسه درست الأدب الإنجليزي في الجامعة, وعندي قدرة على أن أقرأ وأكتب باللغة الإنجليزية, وقد ترجمت ثلاثين كتاباً عن اللغة الإنجليزية, وقرأت الأدب العالمي إما لأدباء إنجليز وأمريكيين أو أدب عالمي مترجم إلى اللغة الإنجليزية.

    والإنسان حصيلة هذه الثقافة إضافة إلى خبرته بالحياة, وجهده وتعبه على نفسه, إنني متأثر بكل هذا ولا يوجد شخص استعبدني ولا وقعت في ظله.

    لكننا نجدك في الشعر والسيناريو والرواية والترجمة. - أكتب ما يخطر على بالي, أمارس كتابة فنون مختلفة, أكتب الشعر والدراما والرواية, حين تأتي مادة أكتبها أختار النوع الأدبي الذي أكتبها فيه وأسأل نفسي إن كانت تصلح مسرحية أو قصيدة.

    الحداثة تسيطر على الساحة الشعرية العربية, وشعراء قصيدة النثر لهم صولات وجولات, فلماذا لم تبرح قصيدة التفعيلة? - أعترف بوجود قصيدة النثر وهي شعر, لكن نسبة الشعر فيما أراه موجوداً لا تبلغ واحدا في الألف, كله من نوع رديء يدل على نقص في الموهبة والثقافة ونقص في الخبرة وأدوات التعبير.

    لكن هذا لا يعيب قصيدة النثر.
    - نعم أنا لم أكتب قصيدة النثر لكنني لا أستنكرها, وأنا معجب ببعض شعراء قصيدة النثر مثل محمد الماغوط الذي لا يكتب إلا القصيدة النثرية.

    قصائد باهتة

    لماذا جاء حكمك قاسيا على تيار القصيدة النثرية? - لأن الكثيرين منهم استسهلوا الكتابة بها, واعتبروها ملجأ للهروب رغم أنها فن صعب, إضافة إلى أن العديد من شعراء قصيدة النثر لا يعرفون أسرار اللغة العربية ورشاقة ألفاظها, وجمال التعبير فيها, ويقومون بنقل قصائدها وترجمتها عن اللغات الأجنبية, فتأتي القصائد باهتة لا لون لها, ويحس المتلقي بأنها مترجمة وليس فيها شيء من روح الشاعر وموهبته الخاصة.

    إغناء للساحة

    ولكن.. لكل شاعر في العالم العربي أسلوبه وطريقته في التعبير والاعتراف بشاعرية الآخرين أفضل من الهجوم غير المبرر وغير الموضوعي?
    - هؤلاء يشكلون زينة الإبداع العربي, ويجب أن يختلف كل واحد منهم عن الآخر, ذلك أنهم إذا تشابهوا فإن واحداً منهم يكفي, لكن حين يكون لكل شاعر طعمه وأسلوبه ولونه وطريقة تعبيره فهذا إغناء للساحة الإبداعية التي تتعدد فيها الأصوات والتجارب والخبرات.

    في قصائدك الشعرية الأخيرة بدأت تميل نحو الترميز وتركز على القلق الشخصي, الذي صار بالنسبة لك هاجساً ملحاً ودائماً, لماذا دخلت هذه المرحلة وأنت الشاعر الذي انصهر في القضايا العامة? - إن الإنسان العادي له طموح أن يصبح ملاكاً يبني المدينة الفاضلة, وهذا الطموح يساعد الشعراء والحكماء والحكام في هذا الحلم, أما الواقع, فكل الواقع المحيط بالإنسان يضغط عليه لكي يرجعه إلى حيوان بغرائزه, يخلصه من أحلامه وطموحاته, هذه معركتي الأساسية, وكل ما أراه يحتويني أستاء منه, وكل ما أفرح به أراه يساعدني على النمو, وما أخاف منه أن الضغوط المحيطة تقلل من إنسانية من حولي أو أجد ضغوطاً معتاداً عليها لدرجة لم أعد أحس بأنها ضغوط, هذا أخطر ما في الموضوع أن نعتاد على الظروف غير الإنسانية ونعتبرها الظروف الطبيعية. أتمنى أن أحقق بشعري هذه المقولة, أنا أحرض بشعري على أن الإنسان له حق الحلم, وله حق في البحث عن حياة أفضل, حتى في الحب, أنت بإمكانك الحب بشكل حيواني أو بطريقة إنسانية سامية.

    إنني أحاول أن ألامس الجانب الإنساني المشع في الإنسان وأدله على المناطق المظلمة فيه, والتي هي بحاجة إلى إضاءة, وكلنا في نفوسنا مناطق معتمة منذ أجيال.

    لماذا لم تكتب الشعر العامي?
    - كتبت أحيانا بعض الأعمال المسرحية, وأغاني درامية للتلفزيون, ولكنها ليست أغاني تطريب, بمعنى لم أكتب أغاني ولا شعرا عاميا.

    البعض يرى أن الشعر صنعة.. ما رأيك?
    - الشعر صنعة وموهبة, وإن كانت نسبة الموهبة فيه لا تتعدى العشرين في المائة, وما تبقى هو صنعة, لكن هذه الصنعة يجب أن تكون متقنة إلى حد تبدو فيه غير مصنوعة, فالشاعر عندما يكتب قصيدته تنقح حتى تعود إلى سلاستها, ويتلقاها المتلقي ويظن أن هذه ليست مصنوعة وغير (متعوب) عليها, وهذا ما يسميه العرب السهل الممتنع, بالبناء, والأوزان, والألفاظ, والخلفية الثقافية, والمنطق الذي يحكم التحليل الذي تقوم عليه, الفن أصلاً صنعة لكن ليس كل صانع فناناً, وبما أنني أحب ما أكتب, وأستمتع به من شعر ومسرح ورواية وزاوية صحفية وغير ذلك فإنني أتعب على الكتابة وأشتغل فيها ما لا يقل عن عشر ساعات يومياً.

    ليس زمن الشعر

    لندخل إلى عالم الرواية بصفتك كاتبا روائيا فإن البعض يرى أنها ستكون بديلاً للشعر, وهي فن القرن الواحد والعشرين?
    - لا أوافق على هذا الرأي, نحن متعلقون بعبارة اسمها (الشعر ديوان العرب) هذه كلمة حق أريد بها باطل, فالعرب كانوا يعبرون عن كل شيء لديهم بالشعر, حتى قواعد اللغة نظموها شعراً, صار الشعر يحمل هم التاريخ, والإعلام, والحرب, أما الآن في عهد التخصص, فإن الشعر بكل بساطة استغنى عن المهام التي كان يقوم بها في السابق, فنحن لم نعد نقرأ قصيدة كي نقرأ التاريخ, بل هناك مؤرخون وكتب وكليات, الشاعر صار متفرّغاً لشاعريته ونحن نظن أن (الشعر ديوان العرب) لأن العرب كانوا سابقاً يقولون الشعر ويكتبونه وهذا غير صحيح, لا أعتقد أن المتنبي كان له قراء في عصره أكثر مما لمحمود درويش الآن قياساً للزمن والعدد, وهذا لا يعني تفضيل محمود درويش على المتنبي, الآن نسبة قراءة الشعر تقل, ودخلت فنون أخرى بصرية, وهناك وسائل ترفيه أفضل من الشعر, مثل السينما والتلفزيون والإنترنت. حتى الرواية كفن أدبي متميز, فإن نسبتها ليست أعلى من نسبة الشعر, أما القصص التي تباع فهي كثيرة كمادة تسلية وليس مادة أدبية, فإذا شاهدت شخصاً في المترو يقرأ قصة فهذا ليس قارئ أدب, أو سيدة تتنزه على شاطئ البحر تحمل هذا النوع من القصص فهي ليست قارئة أدب, ولا يعني أن الرواية منتشرة أكثر, ذلك أن انتشار الروايات الجيدة ليس أكثر من انتشار الدواوين الشعرية الجيدة.

  8. #8
    موسيقى الشعر ....كميل سعادة


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    هل من كلام يقال، والآن، وبعد الآن، عن الموسيقى في الشعر، وعن اللازم وغير اللازم، وعن الشروط المسبقة التي ينبغي للشعر أن يأخذ بها، لكي يكون شعراً جيداً أو لا يكون؟ في معنى آخر، هل يمكن أحدنا أن ينصّب نفسه حكماً في هذه المسألة، بما يحمل على إدانة اتجاه وتسفيهه، وبما يحمل، استتباعاً، على التحزب لاتجاه آخر؟ هنا، في "الملحق"، نحن من أنصار الشعر الجيد، وأياً يكن، أكان يستلهم موسيقاه الداخلية ليكون، أم آخذاً بموسيقى الأوزان المعروفة، وما سواها. المقال الذي ننشره للشاعر والناقد كميل سعادة، يريد أن يقول أشياء في هذا الصدد، ربما سيرى البعض أنها تحمل أحكاماً تعميمية ومتعسفة. لكننا إذ نؤثر نشرها فإنما لتأكيد حرية الرأي، وتعدده، وتالياً لفتح مجال المناقشة، والردود أيضاً.

    منذ أن بدأت الدعوة الى الحداثة في الشعر، هوجمت الأوزان والقوافي اولاً، ثمّ هوجمت عناصر الشعر التقليدي الاخرى. وبلغ الازدراء بالاوزان درجة اعتبارها مجرّد أثواب موسيقية خارجية ومصطنعة، ورحنا نسخر من الخليل بن أحمد ومن موازينه تلك، التي قلنا إنها وقفت سدوداً في وجه الكثير من المواهب، وأحبطت العديد من عباقرة الشعراء! وبعد ذلك ذهبنا الى أبعد فقلنا إنها حوّلت الشعر الى صناعة، ثم قادته الى الموت. وفي هجومنا هذا على أوزان الشعر حلّلنا للشعراء أن يستعيضوا عنها بالتفعيلة، ثم دعا جماعة منّا الى إمكان التحلّل الكامل من الاوزان وإيقاعاتها والذهاب الى ما سميناه قصائد النثر والايقاع الداخلي. وبذلك أتممنا معاملات الطلاق بين الشعر والاوزان، وفصلنا الموسيقى وخصوصاً الايقاع عن الشعر، وصار الشعر والموسيقى أقنومين ولم يفكّر أحد منّا أنهما قد يكونان في الاصل أقنوماً واحداً.

    الواقع أن الشعر العربي كان خلال مساره الطويل، عرضة لكثير من أوجه الصناعة والتكلّف في ما كان يعتبر مبنىً ومعنىً أو شكلاً ومضموناً. حتى أن قدامى نقّاده قلّما كانت لهم آراء تتحدث عن موسيقاه كعنصر داخلي مشترك منذ البدء في تكوينه؛ اذ اعتبر معظمهم مجموعة أوزان الخليل خزانة موسيقية عُلّقت فيها الاثواب النغمية لنختار منها في كل مرة ما يناسب ما عندنا من معان، والحقيقة أننا تأخّرنا كثيراً في الانقضاض على مفهوم هؤلاء النقاد، وإن كنّا في هجومنا ذلك قد عدنا فوقعنا نحن ايضاً في ما يشبه شططهم الى حد ما. والآن، وحتى نتمكن من إيضاح مسألة الشعر والموسيقى هذه، يجدر بنا أن نبحث أولاً في علاقة الموسيقى بالشعر.

    المعروف أن هوميروس كان ينظم أشعاره وينشدها على أنغام قيثارته، وأن الأعشى لُقّب بصنّاجة العرب لإنشاده قصائده بمصاحبة الصّنج، والمعروف كذلك أن الخليل بن أحمد لم يبتدع أوزان الشعر العربي، وإنما استنبطها مما كان موجوداً حتى أيامه من قصائد. وبإلقائنا نظرة ولو سريعة على آداب الأمم المختلفة نرى أن الشعر كان رفيق الايقاع والغناء حتى الربع الاول من القرن العشرين؛ أي حتى ظهرت دعوات التحرّر واتجه بعض الشعر نحو الانفلات من الايقاع والقياس. ولعل اتجاه الموشحات مع العرب في الأندلس نحو التنويع في طرق الوزن الشعري، لم يكن دليلاً على ميل الشعراء الى التحرّر بقدر ما كان دليلاً على ميلهم الى تقريب عملية الوزن من مسألتي التلحين والغناء. وهذا كله في نظري دليل كافٍ على تلازم الشعر والموسيقى في جميع الظروف.

    لكن قد يعترضني الساعة قائل إن الموسيقى وإن هي كانت رفيقة الشعر في كل الاوقات فإن منها الموقّع وغير الموقَّع او الفالت بلغة الموسيقيين، فلماذا اذاً نفرض الايقاع على الشعر كله، ولمَ لا يكون الشعر كربيبته الموسيقى موقّعاً حيناً وغير موقّع حيناً آخر تبعاً لما يستهوي الشاعر؟ ليس في هذا الاعتراض أي غرابة؛ فالموسيقى لغة فنية ومنها الموقّع وغير الموقَّع، والشعر لغة فنية ايضاً ويمكن أن يكون منه الموقّع وغير الموقَّع، ولكن ألا يجوز أن تكون الموسيقى غير الموقّعة هي الموسيقى المنثورة والشعر غير الموقَّع هو الشعر المنثور؟ ولماذا الالحاح على تسمية الشعر المنثور قصائد نثرية، بل ولماذا الاصرار على تعميم التسمية والخلط بين الشعر والنثر؟ إنه في نظري قد ينطلق الشعر والنثر الشعري من منطلق تكويني واحد، ولكن قد يأخذ هذا منحى النثر الجميل والذي قد يسميّه بعضهم النثر الشعري، أما الآخر ولسرّ قد لا نعرفه فيتّجه ومنذ بدئه نحو الايقاع وربما نحو الوزن وهو ما اعتدنا تسميته الشعر.

    الأسى البالغ

    الواقع أن اتجاه الشعراء وغير الشعراء نحو التحلل الكامل من الايقاع والاوزان الشعرية وبشكل فوضوي في هذه الفترة، يصيب الناقد الذي يحمل همّ الشعر بشيء من الأسى البالغ الأثر؛ ذلك لأنه يرى أن الشعر الذي عاش في وجدان الناس وفي ذاكرتهم وعلى شفاههم قبل التدوين وكذلك بعد التدوين ومنذ وجوده وحتى الربع الاول من القرن العشرين قد أصيب بما تصاب به الثانويات والمهملات من أشياء الحياة، وهبط حتى العديد من شعرائه الموهوبين الى مستوى الثرثارين، حتى لم يعد كما بدا لي ينفع مع هذا الخليط العجيب اقامة حواجز التفتيش والتدقيق في الهويات. سيقول بعضهم الآن: ها نحن أمام مرتّل جديد يحلّ قطع عنقه. لكن مهلاً فأنا لست مرتداً وإنما أنا باحث عن ذلك الشعر الذي فتن به الناس قروناً طويلة والذي لما كان فيه من سحر أقام له اليونان ربّة، وقال العرب إنه من وحي الشياطين، ثم ساوينا نحن بينه وبين رؤى الانبياء فيما كنّا نعمل على تجريده من عنصره الموسيقي.

    قد يقول الآن قائل ان موسيقى الشعر، وخصوصاً الايقاعية، عنصر دخيل اضافه الشعراء ليسهّلوا حفظه أيام الرواية. لكني سأجيب من يدّعي ذلك أن الايقاع الشعري استُعير فعلاً الى اراجيز النحو وغيرها من الموضوعات غير الشعرية؛ أي نُقل من الاصل الى التقليد للاستفادة منه كما يحصل بين كثير من الصناعات. وقد كان خطأ التمادي في فصل العنصر الموسيقي عن الشعر وفي استخدامه هذا، راجعاً الى طائفة دخيلة على نقد الشعر في العصور العباسية جاءت آراؤها في تحديد الشعر على قليل من الصواب وكثير كثير من الضحالة والشطط. من هذه الطائفة أبو هلال العسكري وقدامة بن جعفر وكذلك ابن قتيبة وغيرهم. فهم جميعاً بلا استثناء جعلوا الوزن الشعري لباساً لمعاني الشعر، وفصلوا بين الشعر وموسيقاه وكان ذلك في نظري اثراً سيئاً للفلسفة اليونانية ومباحثها حول الروح والجسد، ثم للاهوت المسيحي والاسلامي والكلام الكثير على ما قد نسميه "الوعائية" او كون الجسد وعاء للنفس. لم يتنبّه ناقد حديث الى هذا الامر في تناولنا قضية الموسيقى في الشعر، بل رحنا نهاجم الاوزان والايقاعات "الخارجية" لأنها الجسد المصطنع الذي عيّنه أبو هلال وأمثاله للشعر، وآمنّا أننا بهجومنا على هذا الجسد إنما نخلّص الشعر مما علق به من زخرف وصناعة وهشاشة. مهلاً، الشعر سيد الفنون وجامعها وصاحب عرشها الاعظم، له موسيقى الموسيقيين، وله صور الرسامين وألوانهم، وله نحت النحاتين ورقص الراقصين وأكمل اذا شئت. بعض قصائده نقربها برهبة وخشوع ونجلّها كما نجلّ المقدسات، وفي بعض مجموعاته عوالم ننتقل اليها يصغر أمامها هذا العالم الموبوء. وقد تكون الموسيقى بإيقاعها هي نبضه الطبيعي وفيض اعتماله وكينونته. فلننسَ نظرية الجسد او اللباس؛ فكيف نفصل بين الشعر وموسيقاه ولا نفصل بين الشعر وصوره؟ واذا أردنا مثل هذا الفصل، فلنتخلّ عن موسيقى الشعر وصوره والحركة التي فيه، ولنرَ بعد ذلك ماذا يبقى لنا من الشعر. كفى تسهيل لمن ليسوا شعراء، وكفانا فوضى وضياع وتوزيع شهادات مزوّرة. إيقاع الشعر وحتى أوزانه لا يحمل همّها الشعراء لكن المتشاعرون، والقصائد ولدت في البدء مع نبضها وإيقاعها واختطّت طريقها الطبيعي ثم اتجهت مع إيقاعها ككل الاشياء من الطفولة الى النضج، ومن النقص الى الكمال، ومن التشوّش والفوضى الى شيء من الاستقرار والنظام. الطفل يتجه هذا الاتجاه وكذلك صغير الحيوان والنبات حتى مخترعات الانسان من الادوات والآلات؛ أليس ان الساعة لا يرجى منها ضبط الوقت الاّ اذا اكتملت أدواتها واتبعت نظاماً ما؟ نعم، قد تكون الاوزان كما وجدها الخليل قد اصيبت بالهرم والعقم، وقد تكون قد أضحت مومياءات محنّطة، ولكن لا أحد يستطيع أن يُنكر كونها مجاريَ ايقاعية موسيقية حفرتها القصائد واشتركت وإياها في الكينونة والوجود.

    قِدم الموسيقى

    لست الآن أدعو الى التزام أوزان الشعر الستّة عشر التقليدية، كما أني قد لا أحرّم التزامها. إنما شئت أن أظهر أن الموسيقى عنصر كان في الشعر منذ البدء؛ إنه اذا شئتم عنصر "قديم" بلغة المتفلسفة العرب، يلازم الشعر منذ بدء تكوينه وينبجس معه ويتبع خطاً ايقاعياً يشترك هو والشعر والشاعر في رسمه نحو الوجود. لا أذكر مرّة أني، كشاعر، هيأت المعاني والصور ثم رحت أبحث لها عن وزن شعري يلائمها ويحتويها كما يقول أبو هلال العسكري. مسكين الشاعر فعلاً، فلقد حوّله أبو هلال الى إسكافي (مع احترامي للإسكافي ولعمله)، اقصد الى مجرد صانع يهيّىء قطعة الجلد والخيطان والمسامير، ثم يختار القالب ويصنع الحذاء. اعتقد ان طائفة النقاد هذه بما كانت عليه من ضحالة وبعد عن حقيقة الشعر وعناصره، هي ما اثار نقمتنا على اوزان الشعر الستة عشر التي راحت تتحول مع الزمن الى ما يشبه المنزلات كالوصايا العشر وكتب الاديان في الشرق، أهل هذا الشرق مولعون بالمقدسات وبتجميد النظم وتثبيت القيم. ونحن الذين دعوا الى الحداثة، ربما دفعنا توتر اشمئزازنا من الجمود الى شيء من الغلو والشطط في هذا الشأن، وصار لزاما علينا الآن ان نعود الى الروية والرشد فنحاول ان نعطي ما لقيصر لقيصر وما لله لله.

    يوم ابتدأت الدعوة الى الخروج على اوزان الشعر التقليدية، دعونا الى جواز استخدام التفعيلة كوحدة ايقاعية، واخبرنا كذلك انتقال الشاعر في القصيدة الواحدة من وزن الى آخر. كما قلنا ايضا بجواز اعتماد ما سميناه الموسيقى الداخلية في ما هو غير موقّع من الشعر. هذا طبعا في ما يتعلق بموسيقى الشعر لكن، وبعد تتبعي لتطبيق هذه الاصول في الشعر الحديث، كنت اقع احيانا على شعر يزعجني فيه شيء من الخلل الموسيقي، رغم انه في الظاهر شعر يبدو تفعيليا. وكنت اجد مثل هذا العيب حتى في شعر شعراء مارسوا سابقا النظم على البحور التقليدية. ثم كثر وقوع الشعراء في مثل ذلك، وتكون عندي نوع من الهاجس الذي كان يوحي لي أن المسألة ستتطور الى ان يصبح العيب قاعدة ما. والخلل الذي اشرت اليه هو في ان الشعراء كانوا احيانا "يكسرون ظهر التفعيلة" ويخرّبون الايقاع. ولم يكن ذلك منهم انتقالا من تفعيلة الى اخرى او من وزن الى وزن، وانما كان خللا في مبدأ الايقاع. وهذا، وإن خفي على بعض الشعراء، لا يخفى على الموسيقيين الموهوبين، فالموسيقي يزعجه كثيرا خروج بعض المغنين او العازفين عن نبض الايقاع، ويعتبر ذلك نقصا في الموهبة يؤدي الى تشويش لا يغتفر في المسار الموسيقي لا يقل سلبية عن خروج المطرب او العازف او عن عدم قدرته على الدخول في الايقاع. كان من سوء الحظ اني قرأت لمنظّرين ونقاد وشعراء كثيرين، ولكن لم يأت واحد منهم على ذكر هذه القضية، ربما لأنه لا علم لهم بأصول الموسيقى وبمبادىء العزف الثنائي او الجماعي. وحتى أوضح قضية "كسر ظهر التفعيلة" هذه، سأورد شيئا من الشعر صدف انه الآن لأدونيس. يقول أدونيس في قصيدة "شجرة النهار والليل":

  9. #9
    "قبل ان يأتي النهار اجيء

    قبل ان يتساءل عن شمسه اضيء

    وتجيء الاشجار راكضة خلفي وتمشي في ظلي الاكمامُ

    ثم تبني في ظلي الاوهامُ

    جزراً وقلاعا من الصمت يجهل ابوابها الكلام"

    اذا كنت ذا حس شعري موسيقي سليم شعرت بخلل ما في منتصف السطر الثاني عند "يتساءل"، حتى لو سلمنا بوجود خطأ مطبعي ورحنا نغيّر يتساءل الى "يسّاءل" او الى "يسأل"، فالخلل سيبقى موجودا، ذلك لأن الشاعر بنى ايقاعه على تفعيلات البحر الخفيف وجوازاتها وهي فاعلاتن مستفعلن فاعلاتن، وكسر ظهر التفعيلة الثانية وليس في كسره هذا استخدام لجواز او انتقال من بحر الى بحر. وكذلك تشعر بخلل آخر في السطر الخامس عند كلمتي "يجهل ابوابها".

    عودة الى الإيقاع

    لنعد الآن الى الايقاع. لقد كثر كلام المحدثين ودارسي الشعر الحديث على الايقاع في الشعر وعلاقة التفعيلة به، فاعتبرت التفعيلة عند معظمهم وحدة الايقاع الجديدة، التي يغني التزامها بشكل او بآخر عن التزام البحور، واجيز للشاعر ان تحمل هذه التفعيلة ويتنقل بها بعللها وزحافاتها عبر قصيدته ما شاء له ذلك وكيفما اراد. ومن الشعراء كما رأينا من لجأ وسط هذه الفوضى حتى الى كسر ظهرها، ظنا منه ربما ان الشعر قلة وان الحس الموسيقي السليم نادر جدا، وان اكتشاف هذا الخلل قد يحتاج الى اكتشاف تفعيلات الوزن وتسمية الوزن ومعرفة ما قد يقع فيه من الجواز، وقد يحتاج ذلك الى الامساك بورقة وقلم وما قد يقع فيه من الجواز، وقد يحتاج ذلك الى الامساك بورقة وقلم والقيام بالتفعيل. وهذه مسألة معقدة قليلاً وتحتاج الى شيء من الوقت كما تحتاج الى موهبة ومعرفة. ثم ان القراء صار معظمهم ربما وهو يقرأ الشعر حاملا في رأسه مقولة حديثة تعلّمها اصلا من المنظّرين وهي تشبه قولنا "كلو عند العرب صابون"، فكل ما نضمه في كتاب مطبوع نكتب على غلافه انه مجموعة شعرية او شعر او ما شابه، هو شعر فعلا وصاحبه شاعر مجدد وحديث وحر. لقد جمّعنا اوزان الخليل وتفعيلاتها وجوازاتها كالخرضة في خرج، ووضعناها على ظهر حمار الخليل و"لزقنا الخليل وحماره عصايتين" واصدرنا عفوا عاما وفتحنا ابواب السجون، فالكل شعراء والشعر صار يبدأ بـ آـويها!

    يبدو ان مسألة الخروج من الاوزان الى التفعيلة كوحدة ايقاعية، كانت كذلك مسألة مبنية على جهل بالايقاع الموسيقي في الشعر وفي الموسيقى، فالايقاع في الموسيقى اولا، هو فواصل زمنية محددة لا اختلاف في طولها وقصرها ضمن القسم الواحد من اللحن او المقطوعة. واي اختلاف في ذلك يعد خللا تجب ازالته. والايقاع في الشعر هو هذا بالضبط، والتفعيلة قد تكفي وحدها لقياسه احيانا وقد لا تكفي احيانا اخرى فنحتاج مثلا الى تفعيلتين في بناء ايقاع واحد كما في فَعِلن فَعلُن. ثم تتجمع الوحدات الايقاعية في ما يسمى بالموسيقى الموازير، وهي قياسات موحِّدة لنبضات الايقاع ومنها يستخرج ما يعرف بالميزان الموسيقي الذي يقاس بكسور رقمية حسابية، مثل 4/4 و2/4 و6/8 وغير ذلك. ارأيتم كيف وصلنا الى ميزان الخليل من طريق الموسيقى والحساب؟ ان القضية تحتاج الى موسيقيين للكلام على موسيقى الشعر. وانه الآن ليهجنني حديثنا السابق منذ بداية الخمسينات عن الايقاع الداخلي في قصائد النثر. انه اذا كان في النثر من موسيقى ما، فهي موسيقى فالتة لا ايقاع فيها. وليس في الموسيقى ولا في الكلام ايقاع غير الظاهر منه للاذن، اما سوى ذلك فقد يكون موسيقى تستطيع تسميتها ما شئت الا الايقاع. الايقاع نبض زمني موقع ومقاس على وحدات زمنية متساوية الطول ينهيها الموسيقيون بما يعرف بـ"الدُّمْ"، وعازفو الطبول يسمون ضباط ايقاع، لأن وظيفتهم الاساسية هي المحافظة على مسافات النبض الايقاعي لتنسجم اصوات الآلات انسجاما تاما، وليست وظيفتهم التطبيل والقرقعة كما يظن البعض. وعازفو الصولو غالبا ما يستغنون عن ضباط الايقاع خوفا من التشويش على موسيقاهم اذا وثقوا بأنهم هم انفسهم يستطيعون العزف وضبط الايقاع في الوقت نفسه.

    فرضيات وأوهام؟

    اذاً، فأي ايقاع هو هذا الكائن في النثر؟ آسف فكثير من الوقت اضعناه في الجدل حول الايقاع والايقاع الداخلي وايقاع النثر، وكله كما رأينا كان مبنيا على فرضيات واوهام، ثم عدنا نتيجة لذلك، نضيع وقتا اكثر في استقراء ايقاع الموسيقى الداخلية في ما دعي بقصائد النثر متكلمين كالسحرة والمنجمين عن اشياء لا وجود لها في الواقع، حتى تركنا الناس تظن اننا نحس بما لا يحس ونرى ما لا يُرى، فتجاوزنا اعتقاد اليونان والجاهلين بآلهة الشعر وشياطينه وجعلنا الناس يعتقدون ان في الشعر اسرارا لا قبل للبشر العاديين بفك رموزها، وفيه كذلك جمالات يجب ان يقرّوا بها ولو لم يستطيعوا اكتشافها.

    والآن، ان جل ما نرجوه ان تكون عواصف الحداثة قد هدأت، وان يعود كل شيء الى الهدوء والواقع، وان نبدأ من جديد متضافرين فنعيد النظر في مبادىء اطلقناها سابقا كان فيها طموح شديد وربما كان يشوبها هنا وهناك شيء من النزق والشطط.



    كميل سعادة

  10. #10
    هل سينجح كادر فيلم (اختطاف كمر) العراقي ...وفاء شهاب الدين



    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



    هل سينجح كادر فيلم (اختطاف كمر) العراقي بضم النجم الاسترالي (دون هاني) بعد ان ضم ثلاثة ممثلين استراليين؟
    وفاء شهاب الدين
    romanswriter@hotmail.com
    ____________________________________

    السينما العراقية سينما لها جذور واعماق فنية عميقة قدمت الكثير طوال الفترات الفائتة ولكن الظروف السياسية الخطيرة التي مر بها العراق جعلت الفنانين العراقيين والسينمائيين على وجه التحديد يقدمون على الهجرة كأقرانهم من مبدعي العراق الى خارج بلدهم خوفا على انفسهم من القتل والابادة ،ولكن يبدو ان السينما العراقية مصرة على ان تجعل انتكاسات السياسة انتصارات فنية ،فقد اقدم كادر فني استرالي من اصول عراقية على التهيئة لانتاج فيلم عراقي استرالي مشترك يحمل عنوان (اختطاف كمر ) وهو فيلم كوميدي تتحدث قصته عن تداعيات ظاهرة الاختطاف التي انتشرت في العراق مؤخرا

    وبالخصوص بعد سقوط النظام العراقي السابق وتأثيرات العنف الذي يحصل في اماكن التوتر على ابناء الجاليات وعلاقاتهم بابناء المجتمعات الغربية التي يقيمون بها والفيلم يتناول أيضا موضوع سرقة الآثار العراقية بعد دخول القوات الأمريكية الى بغداد ومحاولات تهريب هذه الثروات من قبل عصابات عالمية منتشرة في كل بلدان العالم ولكن اهم ما يحاول ان يعالجه الفيلم هو محاولة تنضيد العلاقات الإنسانية بين أبناء المجتمعات الشرقية والغربية والتغلب على المصاعب التي تخلقها الصراعات السياسية والتي من اهمها التأثيرات السلبية التي تركتها ظاهرة الاختطاف على هذه العلاقة يقوم ببطولة الفيلم الممثل الكوميدي العراقي (جورج سليفو ) ويدير تصوير الفيلم الفنان (ادوارد الرسام ) قصة وسيناريو وحوار الفيلم كتبه الكاتب العراقي (احمد الياسري ) ويقوم باخراج الفيلم المخرج (كارلوس هايدو) وهو مخرج استرالي شاب من اصل عراقي ويشنرك في بطولة الفيلم الفنانة العراقية (سوزان ) هذا بالاضافة الى نخبة من الفنانين العراقيين والاستراليين اهمهم الفنان العراقي الكوميدي (عبد الله البصري) الداخل في موسوعة غينز للارقام القياسية لانه اول انسان على وجه الكرة الارضية استطاع ان يخرج عينيه الى اكثر من انج ونصف وقد كتبت عنه وسائل الاعلام العالمية وشارك في العديد من البرامج والندوات التي تناولت هذه الظاهرة ثم استطاع كادر الفيلم من ضم الممثلين الاستراليين ريشارد جيمز وسام اليكسون والممثلة الاسترالية الشابة كريستي مكانزمي والمفاجأة حصلت حين فاتح مدير الشركة الاسترالية_g a j _ المشرفة على انتاج الفيلم (جوني البالوكي ) بشكل سريع ومفاجئ النجم الاسترالي العائد من هوليود توا (دون هاني ) للانضمام الى كادر العمل ، اعتذر (دون هاني ) لكثرة ارتباطاته في هوليود ولانه عائد لاستراليا ليقضي عطلته السنوية في مزرعة والده في نيو ساوث ويلز حينئذ قامت الشركة بدعوته ليكون ضيف العمل
    (دون هاني ) الحاصل على جائزة افضل ممثل عن فيلمه (ويينك اوف ذه بيس ) الذي يتحدث عن الحرب الامريكية على العراق والذي اشترك باكثر من اربعين مهرجان سينمائي حصل خلالها على عشرين جائزة تقديرية بضمنها جائزة افضل ممثل لبطل الفيلم الاسترالي (دون هاني ) اكمل في الفترة الاخيرة فيلمه الاخير (بك توب ) والذي من المفترض ان يعرض في صالات العرض الامريكية هذا الموسم ويرى المختصون ان نجاح (دون هاني ) في فيلمه (كارليفونيان كنك ) قد ينعكس بشكل ايجابي على فيلمه الاخير علما انه يعتبر من ابرز الطاقات الشبابية الاسترالية التي انطلقت بشكل ملحوظ وحققت نجاحات في هوليود وتتأمل الشركة الاسترالية التي تنتج الفيلم العراقي (اختطاف كمر ) ان يتم ترجمة العرض المطروح على النجم الاسترالي الى واقع عملي من خلال استضافته في الفيلم وقد حصلت بالفعل على موافقة مبدئية من قبل النجم الاسترالي وسيتم الاعلان الايام المقبلة عما ستؤول اليه النقاشات وسيعلن عن النتائج في الايام القليلة المقبلة

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. مكتبة ادبية متكاملة .كتب جاهزة للتحميل
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان المكتبة
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 08-05-2014, 12:58 AM
  2. موقع ادبية مهمة
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان الأدبي العام
    مشاركات: 18
    آخر مشاركة: 09-12-2010, 07:27 PM
  3. امسيات ادبية للاديبة وفاء عبدالرزاق في مصر
    بواسطة يسري راغب شراب في المنتدى فرسان الأدبي العام
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 08-10-2010, 08:53 PM
  4. اخبار ادبية
    بواسطة بنان دركل في المنتدى فرسان الأدبي العام
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 02-09-2007, 12:34 PM
  5. مقالات ادبية 2
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان الأبحاث والدراسات النقدية
    مشاركات: 15
    آخر مشاركة: 01-10-2007, 08:44 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •