افتتاح مؤتمر (لغة الطفل العربي في عصر العولمة) بالقاهرة
المصدر رويترز
17 / 02 / 2007
دعا خبراءُ تربويون ولغويون عرب يوم أمس السبت في مؤتمر "لغة الطفل العربي في عصر العولمة" إلى الاهتمام باللغة العربية في المناهج التعليمية والبرامج الإعلامية الموجهة للأطفال محذرين مما اعتبروه غزواً لغوياً. وأشارت كلمة "عبد العزيز التويجري" المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "الإيسيسكو" في حفل الافتتاح بمقرّ جامعة الدول العربية بالقاهرة إلى أن الطفل العربي أول ما يتأثر بضعف اللغة في سياق غزو الثقافات الأجنبية للسان العربي حيث لا يقل "التلوث اللغوي" الذي يتعرَّض له الأطفال في خطورته عن أي نوع آخر من التلوث.....





وحثَّ التويجري على اصلاح لغة الطفل العربي وتقويم لسانه وتحبيب اللغة العربية إليه مشيراً إلى أنَّ من آثار "الغزو اللغوي" أن أصبحت لغة الطفل العربي "في حالة من الهشاشة بحيث تدق ناقوس الخطر".

وعرض في افتتاح المؤتمر أوبريت غنائي عنوانه "مرحى يا أبناء الفصحى" كتبه الشاعر المصري "حسن طلب" ولحنه منير الوسيمي وأخرجته "انتصار عبد الفتاح".

ويتناول الأوبريت هواجس الأطفال بشأن واقع اللغة العربية ومستقبلها من خلال حوار بينهم وبين الأم "اللغة" التي تقول لهم "أنا أمكم اللغة العربية، أسلمت لكم بالأمس مفاتيح رموزي، وفتحت كنوزي للبشرية، فأخذت وأعطيت، وأظهرت وأخفيت، ولكني حافظت على استقلالي، أنا يا أبنائي غذيت العلم، وأرضعت الأدب، وحملت رسالتكم للناس على خيلي، وبفضلي أصبحتم عربا".

ولا يدور الحوار بين الأم والأطفال بمنأى عن المشهد الجاري في العالم العربي حيث يكون جواب الأطفال بفهمهم وإحساسهم بما يجري لأمتهم.

وفي كلمته ربط "طلال بن عبد العزيز آل سعود" رئيس المجلس العربي للطفولة والتنمية منظم المؤتمر بين قوة الأمة وموقفها من لغتها مشيراً إلى موقف اليابان عام 1945 بعد هزيمتها في الحرب العالمية الثانية حيث "قبلت جميع القيود السياسية والعسكرية والاقتصادية على مضض إلا أنها رفضت رفضاً قاطعاً أن يتمَّ المساس بلغتها وثقافتها ولم تتمكن القوى العالمية رغم الضعف الذي بدت عليه اليابان في ذلك التاريخ أن تنال من اعتزاز الشعب الياباني بلغته وثقافته وحضارته".

واستعرض الناقد الأدبي السعودي "أحمد المعتوق" واقع لغة الطفل العربي في دول الخليج بعد ازدحام مدن دول الخليج بالعمالة الأجنبية واتساع أعمال شركات البترول الأجنبية التي استقدمت خبراء ومهنيين من جنسيات مختلفة يستخدمون في التخاطب اللغة الإنجليزية التي "تسرَّب الكثير من عناصرها" إلى المجتمع المحلي لدرجة التنافس مع العربية.

ولا يقتصر الأمر على تهديد الإنجليزية وحدها لمستقبل العربية من وجهة نظره "حيث شجَّع الثراء وحبُّ الوجاهة على اتخاذ الخدم والسائقين وجلب الحاضنات والمربيات الأجنبيات لخدمة الأطفال أو تربيتهم في بيوتهم.

وبذلك بدأت العربية لغة المجتمع صراعها مع لغات هؤلاء إلى جانب صراعها القوي مع الإنجليزية لغة الآخر المتفوّق كما امتدَّ هذا الصراع إلى الحياة الخاصة ليهدّد لغة الأطفال بدءاً من نشأتهم الأولى".

وقال المعتوق إن "التهديد الكبير" للغة الطفل العربي في الخليج يتمثل في الاقتراض غير الإرادي لمفردات أجنبية مكتوبة ومنطوقة في المحيطين العام والخاص كما لا يكمن "الغزو النفسي" للإنجليزية في اللهفة على تعلمها وإنما في الإقبال الشديد عليها من شرائح مختلفة "بدافع التباهي بمعرفتها على أساس أنها لغة الجنس الأرقى، في مقابل الانتقاص من اللغة الأصلية والشعور حيالها بالدونية والتخلف".

جريدة بلدنا