الكآبة تسبب” العته” لدى كبار السن وقد تؤدي إلى تصلب الشرايين
المصدر رويترز
17 / 02 / 2007
أشارت دراسة جديدة إلى أنَّ البالغين من كبار السن المعرَّضين للاكتئابِ العاطفي قد يكونون عرضة بشكل متزايد للإصابة بالعته (تدهور القوى الإدراكية)، ووجد الباحثون أن الرجال والنساء كبار السن المصابين باكتئاب مزمن أكثر عرضة للإصابة بالعته قبل وفاتهم مقارنة مع أقرانهم المصابين بمستويات أقل من الاكتئاب، ومع ذلك فإن الاكتئاب لم يكن له صلة بالخيوط العصبية أو التشابكات والتغيرات التي تحدث في المخ التي تميز مرض الزهايمر (خرف الشيخوخة) والأشكال الأخرى من تدهور القوى الإدراكية، ويقول الباحثون إن الورطة هي أن الاكتئاب الدائم قد يسهم في الإصابة بالعته في بعض الحالات الاستثنائية كوسيلة لم يتم تمييزها بعد.....



وشملت الدراسة مجموعة من القساوسة كبار السن والراهبات الذين جرى تتبع صحتهم منذ عام 1994، وفي البداية أكملوا استبيانات بشأن مقاييس عدة للاكتئاب المزمن، من فرط التنبه العصبي والنزوع إلى القلق وأعراض الاكتئاب.

وأثناء فترة الدراسة توفي 219 شخصاً من المشاركين فيها وجرى تشريح أمخاخهم، بينهم 95 شخصت حالاتهم على أنها إصابة بالعته قبل وفاتهم، ومع ذلك أظهر تشريح أمخاخ الجميع تقريباً وجود دليل ما على أشياء شاذة تميز تدهور القوى الإدراكية، أغلبها مواد بروتينية مترسّبة تعرف باسم الخيوط العصبية والتشابكات، ووجد الباحثون أنه في حين ارتبطت المستويات العليا من الاكتئاب باحتمال أعلى للإصابة بالعته فإن الاكتئاب لم يرتبط بدرجة العته ذات الصلة بأمراض في المخ.

وقال الدكتور "روبرت ولسون" من المركز الطبي بجامعة "روش" في شيكاغو إن هذا يشير إلى أن الاكتئاب العاطفي المزمن ربما يسهم في الإصابة بتدهور القوى الإدراكية عبر آلية "مميزة"، وأضاف أنه لم تتضح كينونة هذه الآلية، إلا أن الأبحاث التي أجريت على الحيوانات أشارت إلى بعض الاحتمالات، فالحيوانات التي عرضت لظروف تصيب باكتئاب أظهرت حدوث ضمور في المخ (تلف) وتغيرات أخرى في مناطق بعينها من المخ، إضافة إلى تدهور في قدرات التعلم والذاكرة مما يشير إلى أن الاكتئاب العاطفي الدائم قد يكون له آثار مماثلة على البشر، وإذا كشفت دراسة مستقبلية صحة ذلك فإن هذا قد يفتح مجالات جديدة لإبطاء أو تقليص احتمال الإصابة بالعته.

ومن جهة أخرى ذكر تقرير آخر أن الاكتئاب يزيد فيما يبدو مخاطر تصلب الشرايين، وهي حالة يمكن أن تؤدي إلى الإصابة بأزمات قلبية وجلطات في المخ ومجموعة أخرى من المشاكل المتعلقة بالقلب والشرايين.

وقال الدكتور "جيسي ستيوارت" إن الحالة النفسية للمرضى تؤثر على الطريقة التي يعيشون بها، كما يمكن أن يكون لها "تأثير كبير" على حالتهم الجسدية ومن بينها صحة القلب والشرايين، ودرس ستيوارت وزملاؤه دور الاكتئاب والقلق والغضب في الإصابة بتصلب الشرايين لدى 324 رجلاً وامرأة بين الخمسين والسبعين من العمر.

وقيَّمت اختبارات الأعراض مدى الإصابة بالاكتئاب والقلق والغضب كما قيمت في آن واحد حجم الإصابة بتصلب الشرايين من خلال الأشعة التي تقيس سمك جدران الشرايين السباتية في الرقبة التي تحمل الأكسجين إلى المخ، وقال الباحثون إن أعراض الاكتئاب ارتبطت بحدوث التصلب خلال الدراسة التي استمرَّت ثلاث سنوات بينما لم ترصد الدراسة علاقة بين أعراض القلق والغضب وحدوث التصلب، ووجد الباحثون أن تناول جرعة متزايدة من الكحوليات يومياً ارتبط بتغيرات أكبر في تصلب الشرايين، بينما ارتبط استخدام مضادات الاكتئاب بتغييرات أقل.

وقال الباحثون "تشير النتائج إلى أن الاكتئاب يرتبط بحدوث تصلب الشرايين أو تطوره، لكن ليس بالضرورة القلق والعدوان والغضب"، وأضاف "ستيوارت": "قد تؤدي مزيد من الدراسات التي تفحص مشاعر سلبية عدة إلى تحديد جوانب خاصة من المشاعر السلبية التي لها تأثير ضار على صحة القلب والشرايين".

جريدة بلدنا