مدينة " قم " المصرية

الخبر: رصدت أجهزة الأمن المصرية نشاطا مكثفا لنشر التشيع في العديد من المدن المصرية الجديدة خاصة مدينة 6 أكتوبر ، كما رصدت إنفاق أموال طائلة في الاحتفالات والمؤتمرات الشيعية المقامة لهذا الغرض .
التعليق
كتبه للمفكرة / شريف عبد العزيز

الفترات البينة والانتقالية التي تكون بين عهدين أو نظامين، هي أكثر الفترات حساسية في حياة أي مجتمع ، إذ تمثل البيئة المثلى لنشر الأفكار وشيوع المذاهب والأطروحات المستوردة والجديدة ، حيث يكون المجتمع في حالة سيولة ثقافية وفكرية تسمح بتقبل لكل جديد والثورة على كل قديم ، وكلما طالت الفترة الانتقالية وزادت توتراتها ، كلما زاد حجم الاختراق الفكري والثقافي وربما الأيدلوجي في المجتمع ، وإذا لم يكن عند المجتمع اليقظة والبصيرة الإستراتجية والحصانة الفكرية والسياسية الكافية لوقف هذا الغزو والاختراق الأجنبي فإن المجتمع يتعرض لضربات عنيفة تنال ثوابته واستقراره وأمنه ، وربما وجوده كله بالكلية ، وما حدث للدولة العثمانية خير دليل على ما نقول .
فالدولة العثمانية تعرضت للعديد من الفترات الانتقالية في عمرها الطويل الذي امتد لأكثر من ستة قرون ، استطاعت خلالها أن تتجاوز فتراتها الانتقالية بسلام وأمن فكري وثقافي مكنها من الحفاظ على هويتها وبقائها طيلة هذه القرون ، ويوم أن تخلت عن يقظتها وحذرها السياسي والثقافي جاءت الضربة القاضية وممن ؟ من يهود الدونمة ، فالدولة العثمانية من لدن السلطان سليمان القانوني قد اتخذت فرمانا بعدم تجاوز عدد الأسر اليهودية في أي مدينة عثمانية على العشر أسر، مع عدم السماح لهم بسكنى القدس نهائيا ، ومع مرور الوقت وضعف قبضة الدولة وفساد بعض الولاة والمسئولين في الجهاز الإداري بدأ اليهود في التجمع في مدينة " سالو************" العثمانية في غرب الأناضول ، وكانت مدينة كبيرة واسعة الثراء ذات موقع استراتيجي وكان بها الجيش الثالث العثماني ، وأكثر المدن العثمانية انفتاحا لوجود الكثير من الأوروبيين بها،حتى أصبح اليهود قوة كبيرة لا يستهان بها في المدينة ، وتظاهر الكثيرون منهم بدخول الإسلام ، وأطلق عليهم اسم يهود الدونمة ، ومع مرور الوقت أصبحت المدينة وكرا للدس والتآمر على الخلافة العثمانية ، ومنها انطلقت قوات جمعية تركيا الفتاة وذراعها العسكري الاتحاد والترقي لخلع السلطان عبد الحميد وإنهاء نهضة الخلافة المتوقعة ، وذلك كله بتحريض وترتيب من يهود الدونمة في مدينة سالو************ ، ويكفي أن نعرف أن مصطفى كمال أتاتورك نفسه قد ولد في سالو************ وتربى على يد يهودها لنعرف أثر تلك المدينة التي اخترقها اليهود في سقوط الدولة العثمانية .



واليوم التاريخ يعيد نفسه في مصر التي عايشت واحدة من أعظم ثورات العصر ، ونجحت في تحقيق المعجزة التي بصم كل المراقبين والمحللين على استحالتها ، مصر تعاني ومنذ الإطاحة بمبارك وحاشيته من هزات ارتدادية تعيق تقدم ثورتها وجني ثمارها ، فالفترة الانتقالية التي تمر بمصر اليوم يشوبها الكثير من التوترات والاضطرابات ، ويلفها الضباب الكثيف الذي يحجب الرؤية الإستشرافية ، فأعداء الثورة في الداخل والخارج يجتهدون أيما اجتهاد في إفشال الثورة والعودة للنظام البائد ، وخلال هذه الفترة العصيبة من حياة المجتمع المصري نجد ثمة عدو من نوع آخر يريد الالتفاف حول مكتسبات الثورة لتحقيق مآرب من نوع آخر .

إيران تخطط منذ أمد طويل لاختراق مصر ، بل لا نكون متجنين على إيران لو قلنا أن مصر هي درة التاج عند الإيرانيين ، لا يعدلون باختراقها أي بقعة على وجه الأرض كائنة ما كانت ، فالشيعة لم ولن ينسوا أبدا أن مصر كانت قاعدة أول مملكة شيعية في الأرض ،ومنها انطلقت أسراب الدعاة للتشيع في كل مكان، لم ينسوا أبدا أن الأزهر الذي يمثل مرجعية العالم الإسلامي الآن ، قد بني أول ما بني ليكون مدرسة لتخريج دعاة التشيع والرفض والزندقة أيام الفاطميين العبيديين، ومحاولات الشيعة لم تنقطع على مر العصور من أجل استعادة ملك آل البيت بزعمهم في القاهرة ، وما زالت أحلام الدولة الفاطمية تراود الشيعة وأنصارها حتى الآن .

إيران تعلم جيدا أن الشعب المصري رافض تماما لعقائد وأفكار ودين الشيعة لذلك فهي قد غيرت من خططها وأساليبها في الاختراق والغزو المذهبي لمصر، إيران قررت أن تنتهج النهج اليهودي في الاختراق والتغلغل ونشر الفكرة والمعتقد ، فثمة تشابه تاريخي ومعتقدي وفكري كبير بين اليهود والشيعة ، بل إن التشيع أساسا صنعة يهودية ، لذلك لا عجب عندما نري تشابه كبيرا بين السياسة الإيرانية والإسرائيلية تجاه منطقة الشرق الأوسط والعالم الإسلامي ، إيران اليوم تسير على أجندة يهود الدونمة في إسقاط الدولة العثمانية ، فسالو************ العثمانية استبدلت ب 6 أكتوبر المصرية ، فالراصد لهذه المدينة ومنذ عدة سنوات يلاحظ نموا مطردا في عدد الطلبة واللاجئين العراقيين ورجال الأعمال الإيرانيين أو المرتبطين بهم في هذه المدينة الاقتصادية الهامة ، وبنفس فكر الأقليات الموتورة ، نجد أن معظم الزوار الشيعة لمصر ينزلون للإقامة في هذه المدينة ، ولم تلاحظ أجهزة الأمن المصرية هذا التركيز الغريب لانشغالها أيام المخلوع بحماية كرسيه وملاحقة المعارضين له وقمع التيارات الإسلامية ، ولم يجهر الشيعة المقيمين بالمدينة بمعتقداتهم الصادمة لدين المصريين واتبعوا الأسلوب الهادئ في التغلغل والسيطرة ، واكتفوا ببعض الممارسات الشيعية التي لا يلتفت إليها البسطاء مثل إغلاق المحال يوم المناسبات الشيعية وإظهار الحزن ولبس السواد في عاشوراء وهكذا حتى شهر يوليو 2010 عندما قام مجموعة من الطلبة العراقيين الشيعة برفع الآذان الشيعي بالمدينة لجس نبض السكان ، فهاج الناس وتشاجروا معهم وتناولت وسائل الإعلام الخبر فسكن الشيعة حتى حين

ولما قامت الثورة لم يكن للشيعة صوت ولا رأي فهم في مجموعهم بضعة آلاف ، ولكن لما طالت الفترة الانتقالية وأخذ المجلس العسكري في التلكؤ في خطواته ، قام الشيعة بتسريع وتيرة الاختراق ، فعقدوا المؤتمرات وأعلنوا عن نيتهم لتأسيس حزب جديد يمثلهم ـ حزب الوحدة ـ واستغلوا أجواء الحرية والانفتاح والسيولة في المجتمع المصري وأخذوا في رفع سقف طموحاتهم فقاموا ولأول مرة في تاريخ مصر منذ مئات السنين بالاحتفال البدعي يوم عاشوراء وفي أكبر مساجد القاهرة مسجد الحسين ، ولأول مرة في مصر الحديثة والمعاصرة يظهر لطم الخدود وشق الجيوب والتطبير وسائر بدع الشيعة الغليظة يوم عاشوراء ، كما قام زعماء الشيعة في مصر مثل النفيس والدريني والهاشمي بدفع أموال طائلة لاجتذاب الفقراء والبسطاء لمذهبهم باسم دخول الحزب الجديد ، وقاموا باستغلال مدينة 6 أكتوبر لتكون قاعدة انطلاق دعاة التشيع في مصر ، حيث يوجد بها اليوم العديد من المعاهد الخاصة السرية لتدريس المذهب الشيعي واستقبال المتشيعين الجدد وتثقيفهم وتدريبهم باسم الانضمام للحزب الجديد .

المشكلة الحقيقية في هذا الموضوع ليست في محاولات الاختراق الشيعية لمصر فحسب ولكن في الأجواء المحيطة بهذا الاختراق ، فالتطاحن والتناحر السياسي والثقافي في مصر بين إسلاميين وعلمانيين على أشده ويلقي بظلال قاتمة على مستقبل البلاد ، ومستوى وعي النخبة السياسية والثقافية الآن ليس على قدر المشكلة والنازلة ، خاصة وأن التيارات الإسلامية ليست على نفس مستوى الشعور بخطورة المشكلة ، فالإخوان أصحاب الكتلة الأكبر والنصيب الأوفر من كعكة البرلمان لا يبالون بأمثال هذه الاختراقات ، فهم على وفاق سياسي وفكري مع الشيعة ، وهم من أكبر أنصار التقريب بين المذاهب على الرغم من معارضة رموز الجماعة مثل القرضاوي وغيره لهذا التقارب ، ناهيك على ضعف البعد العقدي في أجندة الإخوان السياسية وضبابية بعض قضاياه المصيرية مثل قضية الولاء والبراء في ترتيب أولويات العمل ، وفي المقابل التيارات العلمانية والليبرالية لا تبالي أصلا بأمثال هذه الاختراقات الثقافية والمذهبية ، فأين إذا يذهب المصريون وماذا يفعلون وهم يرون واحدة من أكبر مدنهم الاقتصادية والصناعية مثل 6 أكتوبر وهي تتحول إلى مستنسخ إيراني من مدينة " قم " لتكون وكرا للتآمر والتشيع في سائر أنحاء مصر ؟ وكله باسم الثورة.
http://www.islammemo.cc/Al-Mesbar/2012/01/10/141689.html