تصدير العنب السوري إلى مصر والأردن ولبنان
المصدر سماح القاضي
23 / 11 / 2006
(الموطن الأصلي للعنب) يُقال إن أصل شجر العنب من آسيا وأدخله الفينيقيون إلى الساحل السوري ومن ثم إلى جزر اليونان وصقلية وإيطاليا ومرسيليا ومصر، وعُرفت أنواع عديدة للعنب منذ عهد نوح عليه السلام...عرف البشر العنب منذ فجر التاريخ وورد في الأساطير والحكايات وروي في أخبار الصين والهند، واعتبرته بعض الدول رمزا للخصب مع حبوب القمح الناضجة. وقد وجدت آثار قديمة جداً منه في البرتغال والولايات المتحدة الأمريكية وعُرفت أنواع عديدة من العنب منذ عهد النبي نوح عليه السلام،

العنب والأطباء القدماء) وصف أطباء العرب وأطباء الغرب العنب وفوائده الغذائية والدوائية فقالوا:"ما كان حديثاً من العنب يسهل البطن وينفع المعدة وهو جيد للمرضى، ومنشط للقوة الجنسية، ويقوّي البدن، ويولد دماً جديداً وينفع أمراض الصدر والرئة. وهو أفضل الفواكه غذاءً فهو يسمّن الجسم ويحسّن من هزال الكُلى، ويصفّي الدم ويعدل الأمزجة الغليظة، وقشره وبذوره يولدان الأخلاط البلغمية، وشرب الماء عليه يولد الاستسقاء وينبغي أن يؤكل فوق الطعام.


وورد ذكر العنب في التوراة والإنجيل بالإضافة إلى القرآن الكريم حيث ورد أكثر من عشر مرات، وقال العرب الشيء الكثير عن العنب في اللغة والنثر والشعر والطب.. اليونان والعنب) كان الطبيب "ديوسوقريدس" اليوناني يعتقد أن العنب يشفي من الحميات الحارة، ونزف الدم بالصدر، وأمراض الكبد، وكان عصير العنب معروفاً كمطهر وضد الحميات ومدر للبول، وأوراق العنب تستعمل لعلاج الأمراض الجلدية ولوقف النزيف عند المرأة.

(العنب والنبيذ)

قال السيد "سلمان ملحم " صاحب حقل عنب وله باع طويل في صناعة النبيذ: "يتم جني العنب من البساتين ويتم وضع العنب في الشمس لعدة ساعات حتى يستوي جيداً، وبعدها يوضع في وعاء خاص ويتم تحريكه لخمس مرات في اليوم، وعند التحريك تصبح هذه الخلطة ساخنة ويزداد حجمها، ولمدة 13 يوما ترتفع العصارة وفقاعات ملونة، وبعدها تتوقف ويتم وضع عصارات العنب في كيس صوفّي، ثم يقوم رجل قوي بعصره وتصفيته، حيث يبقى النبيذ جاهزاً للشرب أو يتم تخزينه لسنين.

(خل العنب)

قالت السيدة " كلوديا ديب" ربّة منزل وتجيد عمل المربيات والمخللات : "إنَّ خلَّ العنب من أنواع الخل المفيدة جداً لجسم الإنسان وتؤكل مع كثير من أنواع الطعام الشرقي حيث يعصر العنب باليد، ويوضع في مطربان زجاجي أو وعاء فخاري، ويترك لمدة أربعين يوماً مع ملاحظة ترك الوعاء ناقصاً قليلاً ويتم تغطية العنب بالعناقيد التي استعملت حباتها ويترك بعيداً عن الشمس في مكان متجدِّد الهواء حتى يخلل وبعد أربعين يوماً يعصر جيداً، ثم يصفى بواسطة مصفاة سلك ناعم للتخلص من البذور والقشور، ويصفى الخل جيداً ويحفظ في زجاجات معقمة ومحكمة الإغلاق.

( دبس العنب)

تختار الناضج من العنب والأفضل ـ حسب رأيها ـ الذي يميل لونه إلى الصفرة وكثير الماء، ويغسل العنب جيداً ثم يهرس للحصول على السائل، ويصفى بمصفاة ليست دقيقة الثقوب، بل ثقوبها عادية أي متوسطة ويرفع السائل على النار ويترك ليغلي فيتبخر الماء وتضيف كمية من السكر.

(في العادة نضع لكل خمسة كيلوغرامات من سائل العنب، كيلوغراما واحدا من السكر، وأحياناً أقل إذا كان العنب من النوع الجيّد والناضج) ونستمر بالغلي حتي يثخن قوامه، وأعتقد أنه من السهل معرفته وذلك بالنظر واللمس، ثم ينزل عن النار ويترك حتى يبرد تماماً ويخزن في العلب أو المطربانات المناسبة.

(فلاشة) إنتاج سورية من العنب 0.4% من الإجمالي العالمي

(فلاشة) تراجعت المساحات المزروعة من العنب السوري وانخفضت نسب الاستهلاك والتصدير.

(فلاشة) سورية تحافظ على ترتيبها الثامن والعشرين من بين دول العالم المنتجة للعنب

(تعليق على صورة) قال الشاعر الخليفة العباسي ابن المعتز في حبة عنب

وحبة من عنب

من المنى متخذة

كأنها لؤلؤة

في بطنها زمردة

زراعة العنب

يقول السيد "معتز رحاب" اختصاصيّ في إحصائيات المساحات المزروعة في سورية: "إن المركز الوطني للسياسات الزراعية في وزارة الزراعة كشف عن تراجع ملحوظ بدأت تشهده زراعة العنب في سورية منذ عام 1998، وذلك بسبب استبدال المساحات المزروعة بالكرمة بزراعات أخرى ذات عائد اقتصادي أعلى كالزيتون والتفاح، كذلك فإن التراجع في كميات الإنتاج من عام إلى عام في المناطق البعلية يعود إلى تقلبات الطقس كانخفاض معدل الهطولات المطرية وارتفاع درجات الحرارة والآفات الزراعية المختلفة.

ففي عام 1997 كانت المساحات المزروعة بالكرمة تبلغ 64.434 هكتاراً وانخفضت هذه المساحة عام 2004 إلى 51.277 هكتاراً, وكان الإنتاج عام 1997 قرابة 451720 طناً، وأصبح عام 2004 حوالي 242746 طناً.‏

من ناحية ثانية فقد انعكس ذلك على إجمالي الاستهلاك المحلي وعلى استهلاك الشخص الواحد، حيث تراجع الاستهلاك الإجمالي من 304 آلاف طن عام 1997 إلى 152 ألف طن في عام 2004، كما وصل استهلاك الفرد في عام 2004 (13كغ) في حين كان عام 1997 (29كغ).‏

استهلاك العنب

يقول السيد " نظام الخليل" مدرس في كلية الزراعة في جامعة دمشق: "تعتبر زراعة الكرمة في سورية مصدراً مهماً من مصادر العيش لقسم كبير من المزارعين بوصفها من أهم الزراعات الاقتصادية التي تتركز في عدد من المحافظات كدمشق وريفها وحمص وحماة وحلب والسويداء وإدلب، حيث يستهلك قسم كبير من الإنتاج طازجاً والباقي يستخدم في صناعة الدبس والزبيب والعصير الطازج والملبن والخل والمشروبات الروحية ويستفاد من بقايا صناعة الخمور كعلف للحيوانات وأسمدة عضوية جيدة لتحسين نوعية التربة وكذلك تستخدم البذور كبديل للتبن ويستخرج منها بعض الزيوت.‏

أسعار العنب

يقول السيد " أبو عمار" بائع عنب بالجملة في سوق الهال إن سوق أسعار الجملة والمفرق متذبذبة وتخضع إلى العرض والطلب ومازال العنب يوزع وفق نظام تقليدي يعاني من عدم وجود مخازن أو مستودعات تبريد مناسبة وشاحنات توزيع مبردة وهذا يؤدي إلى تلف العنب بسرعة لأن العنب من الفواكه السريعة التلف وإذا وضعت في عبوات فإنها غير صالحة للاستخدام، وهذا يساهم في انخفاض نوعية المنتج وزيادة كمية التلف، وبالتالي هذا أيضاً يؤثر على كميات التصدير، وكما نرى كل أن سنة العنب السوري لا يحقق المواصفات المطلوبة في الدول المستوردة، وهذا يتطلب تطويرا في طرق زراعته وإنتاجه وتسويقه وتبريده، أعني باختصار علينا "تطوير وتحسين كفاءَة السلسلة التسويقيَّة".‏

تصدير العنب

ومن جهة ثانية قال السيد "فواز أحمد" صاحب مكتب استيراد وتصدير في مشروع دمر:" إن سورية بقيت دولة غير مستوردة للعنب ومن عام 1995 إلى 2000 بدأت سورية بتصدير العنب إلى الدول العربية ومع ذلك بقيت مساهمته قليلة حيث بلغت أكبر كمية تم تصديرها 2.9 ألف طن بقيمة 13.9 مليون ليرة سورية، ومن أهم الدول التي تصدِّر إليها سورية العنبَ مصر والأردن ولبنان".‏

وهذا يعني أن سورية ليست من الدول المصدرة للعنب بشكل كبير، كما شهد معدل النمو السنوي للصادرات انخفاضاً ملحوظاً بين عامي 1995 و 2004 إذ بلغ 9%، وبلغت قيمة الصادرات السورية من العنب إلى الدول العربية عام 2004 (2.3 مليون دولار) في حين سجل عام 2001 أكبر رقم لتصدير العنب حيث بلغ (25.1 مليون دولار).‏

أما فيما يتعلق بالصادرات الزراعية إلى الاتحاد الأوروبي فإنها للأسف قليلة جداً نتيجة السياسات الزراعية الأوروبية التي تفرض ضرائب مرتفعة على السلع الزراعية المستوردة (الخام والمصنع) مثل أسعار الدخول العالية بالإضافة إلى التطبيق الدقيق للإجراءات المتعلقة بالسلع الزراعية (الخام والمصنعة) ومن جهة أخرى تعاني السلع الزراعية السورية من ضعف مستوى كفاءة التصدير إلى حدٍّ كبير.

وعلى الرغم من أهمية النشاطات الزراعية في سورية إلا أنه لا توجد هناك مؤسسات فعالة لتشجيع الصادرات من السلع الزراعية المحلية باستثناء بعض الشركات الفردية بموارد محدودة.

إضافة إلى وجود نقاط ضعف أخرى، مثل: إجراءات التوضيب الضعيفة حيث فشلت تلك الإجراءات في الوصول إلى مستويات أسواق التصدير في الاتحاد الأوروبي والخليج العربي، إضافة إلى عدم توفر المعلومات عن الأسواق الرئيسية.

لذلك نحن بحاجة ملحة لتطوير الكفاءة المحلية من أجل تصدير السلع الزراعية إلى الاتحاد الأوروبي ودول الخليج العربي التي تتميز بإنتاج زراعي ضعيف وقوة شرائية عالية.‏



وللتغلب على نقاط ضعف قطاع التصدير الزراعي يجب تأسيس وحدات تجارية متخصصة بسلع معينة، مثل: وحدات للمنتجين والمصنعين والمصدرين للفواكه، وبهذا يمكن للمزارعين أن يطوروا عملهم بما يتلاءم مع احتياجات التصنيع وهذا سيؤدي إلى منتج عالي الجودة له القدرة على المنافسة في الأسواق المحلية وأسواق التصدير.‏