نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

عن جون افريك
شؤون ثقا فية
الأثنين 5/2/2007
ترجمة: دلال ابراهيم

كان على المفكر الفرنسي /إدغار مورين/ الانتظار أربع سنوات, لكي تنقض محكمة التميز في فرنسا الحكم البدائي الصادر

بحقه بتهمة/ التشجيع على الارهاب ومعاداة السامية/.‏





بسبب مقال نشره الى جانب آخرين في صحيفة لوموند بعنوان/ اسرائيل- فلسطين السرطان/ ومع ذلك لم يتجنب المفكر الفرنسي, اليهودي الأصل, والعالم الاجتماعي, وصاحب العديد من المكتب وأخرها / العالم الحديثة المسألة اليهودية/ تسليط الاضواء, والحديث جهارة عن أصل الشرور, التي ترخي بسدوله السوداء على العالم أجمع, الآن, أكثر من أي وقت مضى وهي المسألة اليهودية,وماوراءها. وفي مقابلة مطولة أجرتها معه مجلة جون افريك, نقتطف هنا بعض ما جاء في هذا اللقاء, يؤكد مورين أن فكرة الشمولية اليهودية باتت ضرباً من الهستيريا بعد إنشاء اسرائيل. والمشكلة كما يراها هو أن فحوى كلمة / يهودي/ قد تغير. أي لم تعد الكلمة تحمل نفس المعنى الذي كانت تعنيه حينما كان يتم الحديث عن اليهود قبل تشتتهم من قبل الرومان- أواندماجهم مع الأمم الأخرى الحديثة. وفي المفهوم الثنائي الذي فرقت فيه بين مفهوم اليهود ومفهوم الوثنية. أردت أن أبين أن اليهود في العصور الحديثة هم يهود- وثنيون.‏‏

كما وأردت في آخر كتاب نشرته بعنوان/ العالم الحديث والمسألة اليهودية/ التمييز بين / معاداة اليهودية/ التي كانت سائدة خلال النصف الثاني من العصور الوسطى, بين/ معاداة السامية/ المفهوم الذي ساد خلال القرن التاسع عشر. وفيما استطاع اليهود الاندماج في الأمم الحديثة, رفضتهم ولفظتهم القومية, حين ارادوا أن تكون لهم قومية.‏‏

ومن بين اليهود المرتدين في أسبانيا والبرتغال , منهم من تجاوز اليهودية والمسيحية, وثمة شخصيات ادبية مهمة منهم مونتان سرفانتس واسبينوزا أسهموا في بناء الوجه الانساني لاوربا. وهؤلاء من ندعوهم اليهود- الوثنيين يشكلون الخمائر للشمولية, والبعض منهم أصبح ثورياً, يريد تجاوز الأمم التي لفظت ولكن وعقب الخيبة المريرة التي مني بها الفكر الثوري, انغلق بعض منهم داخل اليهودية المركزية/- التي تقول إن اليهود هم مركز العالم عبر التاريخ- ويخشى مورين أن تكون اليهودية قد تجاوزت خط اللاعودة, لانه وفي قول الباروشا سبينوزا( إن الصفة المشتركة في التاريخ البشري هي أنه وحينما يكون المجتمع مضطهَداً, مصادرة حريته تقريباً, يتحول بدوره الى مجتمع مضطهِد) وقد أصابتني الدهشة والصدمة المريرة حينما رأيت كيف أن اسرائيل تتصرف كأمة مسيطرة, تتمترس خلف مفهول الإفراط في استخدام القوة, تذيق المهانة والعذاب للفلسطينيين وبالتالي, من المؤكد أن اسرائيل بذلك تعرض مستقبلها الى الخطر , وحتمية الزوال. وهي تحمل داخلها مأساة مقبلة كامنة.‏‏

وينذر التداخل في المفاهيم الدينية والمعادية للدينية جر العالم الى حرب اديان, لم يشر الى اسمها صراحة, يضاف إليها صراع الحضارات. ولمواجهة هذه الأخطار ينبغي اندماج الأمم مع بعضها, وعودة مفهوم سنغور/ حضارة كونية/. ونشهد حالياً سباقاًمحموماً بين القوى المندفعة التي تقودنا الى سدرة المنحدر وقدرتنا على إزالة التحديات الانسانية وقهرها.‏‏

ويأسف مورين الى أن ما نشهده حالياً هو انكفاء لدور المفكر الذي يطرح المشاكل الاساسية, لصالح الاختصاصيين والخبراء,وعليهم تجنب الاخطاء والأوهام التي وقعوا فيها خلال القرن العشرين. يعتبر دورهم شاقاً للغاية, وأحياناً يكون دوراً مضنياً- ولكن دورهم ضروري بقدر أن لا أحد غيرهم يستطيع النهوض به.‏‏

جريدة الثورة
تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
الثلاثاء 6/2/2007 - رقم العدد 13229