منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1
    عز الدين القسام: أنت باقٍ فينا نهجاً جهادياً وفكراً وممارسة (1-3)
    مصطفى إنشاصي
    إن الكتابة عن النماذج البشرية النادرة التي قرنت القول بالعمل والنظرية بالممارسة، التي يعز أن نجد لها مثيل في هذا الوقت بعد أن باع مَنْ رفعوا شعاراتها تضحيات الأمة بعرض زائل، ليس سهلاً! وخاصة إذا كانت شخصية فذة مثل الشيخ المجاهد الشهيد عز الدين القسام، ولأني لست بائع كلام ولا موظف أرتزق بكتاباتي ولا غاوي شهرة ولكن أكتب ما أؤمن به وأشعر به وأعتقده صواباً، ولأن الواقع الفلسطيني للأسف وعار على مَنْ صنعوه ويقومون عليه الآن، لا أجد ما أكتبه في ذكرى استشهاده التي كل لم يعد يتذكرها إلا القلة وعلى استحياء، وأن ما سبق أن كتبته منذ سنوات عن تجربته الجهادية وربطها بالواقع الفلسطيني السياسي والجهادي عل القارء يُدرك كم هو براء من ممارسة مَنْ يرفعون شعاره ويزعمون أنهم قساميين، وكم خانوا عهده ونهجه قبل شعاره الذي مازالوا لم يخجلوا من أنفسهم ويرفعوه ويضعوا شهارات تناسب حقيقتهم ... أعيد نشرها على ثلاثة حلقات، وهذه الحلقة الأولى:
    هي كلمات لك أيها الشيخ الفارس الذي ترجل منذ ثلاثة وسبعون عاماً وفياً للنهج الجهادي فكراً وممارسة ولم يُبدل؛ إنك ما زلت حياً فينا، وملهماً لنا، وما زلنا على النهج والفكر والممارسة ولم نبدل. هي كلمات لك أيها الشيخ الفارس الذي ألهمته التجربة التي شكلت وعيه وفكره، فاخطط لنفسه نهجاً جهادياً متميزاً ومتمايزاً عن غيره، صَدَّقت أصالته العقائدية والدينية الممارسة، وأثبتت صحته ونجاعته التجارب الفاشلة التي جاءت بعده ولم تأخذ به: (هذا جهاد: نصر أو استشهاد)، أي أن عدو الأمة اليهودي-الصليبي لا تنفع معه السياسة ولا المفاوضات، وأن المقاومة يجب أن تبتعد عن الأنظمة العربية ولا تعرف طريقاً لها، ولا تُعلق عليها أمل، ويجب أن تزهد في الدنيا وإغراءاتها، فما بالنا ومقاومينا اليوم لم يقف تعلقهم عند الأنظمة العربية فقط بل وتعلقوا بالصديقة أمريكا كما تعلق أسلافهم بالصديقة بريطانيا! .. تأتي ذكرى استشهادك يا مولاي وأستاذي ومعلمي في زمن الانحطاط، زمن التخاذل والاستسلام، زمن التراجع والانهزام، زمن تكرار التجارب الفاشلة، في ظل شعارك: (هذا جهاد: نصر أو استشهاد)، بعد أن أُفرغ من مضمونه وجوهره وغدى لا حياة ولا صِدق فيه، بعد أن اتجهنا إلى مَنْ علمتك الدروس التي تعلمتها من تجارب مَنْ سبقك ودروس تجربتك ألا نتوجه إليهم، ولا نثق بهم (الأنظمة العربية)، فغدو اليوم هم قبلتنا وأملنا! ..تأتي ذكرى استشهادك في تشرين ثاني من كل عام لتجتمع الذكرى إلى مجموع ذكريات نكبات الأمة في هذا الشهر على طول تاريخها الحديث والمعاصر، يأتي تشرين ثاني من كل عام، ليذكرنا في بدايته بوعد بلفور عام 1917، وفي نهايته بقرار التقسيم عام 1947، وما بين الوعد المشئوم وقرار التقسيم كثير من الذكريات المؤلمة، بدء بذكرى استشهادك (20/11/1935)، التي على قدر ما فيها من الألم على قدر ما فيها من الأمل، فأمثالك من الأوفياء للعقيدة والوطن، للفكر والمنهج، ذكراهم تبعث على الأمل ببزوغ فجر الأمة، فهم القدوة والنبراس الذي يهديها مهما أظلمت مراحل جهادها ونضالها ..ما بين الوعد المشئوم وقرار التقسيم ذكريات كثيرة: ذكرى قرار مجلس الأمن رقم (242/1967) الذي حرمنا الحق في تقرير المصير والحق بدولة في وطننا مثل أي شعب، وجعل منا مجرد لاجئين نحتاج إلى بعض المساعدات الإنسانية، وذكرى القمة العربية السادسة في الجزائر التي جاءت بعد الانتصار العظيم في حرب رمضان/ أكتوبر 1973، لتأخذ الخطوة الأوسع نحو الانهزام شبه النهائي، وذلك من منطلق القوة، والأمة في غمرة نشوتها بالانتصار، حيث قررت فك الارتباط العربي بقضيته المركزية فلسطين، واعتبار منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني. وذكرى قرار مجلس الأمن رقم (338) بنفس العام، الذي أكد على ضرورة تنفيذ ما جاء في القرار (242)! ..ما بين الوعد المشئوم وقرار التقسيم ذكرى القمة العربية الحادية عشرة في عمان 1980 التي قرر فيها زعماء الأمة: قطع جميع العلاقات مع أية دولة تعترف بالقدس عاصمة لـ(إسرائيل) أو تنقل سفارتها إليها. وها هم في تشرين ثاني هذا العام 2008 يعترفون ويُطبعون بالإجماع وبشكل غير مباشر، بـ(إسرائيل)، فيما يزعمون أنه (حوار أديان) في مقر الأمم المتحدة بنيويورك بتمويل وإشراف سعودي، بعد أن مضى على اعترافهم وتطبيعهم غير المباشر، من تحت الطاولة، عقود. وقد سبق أن فعلوا مثل ذلك في تشرين ثاني 2007 في أنابوليس حيث لم يكن وعد بوش التوراتي هو الأول بقيام الدولة الفلسطينية نهاية عام 2008، وها هو عام 2008 يشارف على الانتهاء؛ ليس فقط ونحن نفقد الأمل في تحقق وعد بوش التوراتي الكاذب في إقامة دولتنا العتيدة، ولا في ضياع أرضها وتراجع حدودها باغتصاب العدو التوراتي لها! ولكن وقادتنا يكرسون الانقسام تحت حراب الاحتلال، وأهلنا يفقدون الأمل في عودة الوحدة لشطري الوطن المحتل، وعودة اللحمة لأبناء الوطن الواحد، تأتي ونحن منشغلون بالصراع على ما زَهُدت فيه (الكرسي والمنصب) وقدس الأمة ومسرى نبيها وأول قبلتها و... تضيع من بين أيدينا وأمام أعيننا! ونحن لن يرحم التاريخ منا لا المشارك في ضياعها ولا الصامت والعاجز عن فعل شيء لوقف نزيفنا الداخلي من أجل اللحاق بما تبقى منها! ..ما بين الوعد المشئوم وقرار التقسيم ذكرى القمة العربية الثانية عشرة في (فاس) 1982، التي كشفت حجم الوهن العربي عندما رفض المجتمعون اعتماد "مشروع الرئيس بورقيبة" الذي "استند إلى القرار رقم 181/1947 بشأن تقسيم فلسطين، واعتبره "يمثل النص القانوني الدولي الوحيد الذي يعترف بالدولة الفلسطينية كدولة ذات سيادة كاملة وبمحتوى ترابي محدد. واعتمدوا مضمون قرار (242)؟! .. ما بين الوعد المشئوم وقرار التقسيم ذكرى وثيقة إعلان الاستقلال وإعلان الدولة الفلسطينية في المنفى في دورة المجلس الوطني التاسعة عشرة المنعقدة في الجزائر 1988، تلك الدولة التي تأتي ذكرى إعلانها وقد مزقت شطريها أيدينا في الصراعات على الكراسي والمناصب إلى ...
    ما بين الوعد المشئوم وقرار التقسيم ذكريات كثيرة قد لا يكون آخرها ذكرى قتل الرئيس الراحل ياسر عرفات بالسُم 2004 ولم يُعرف قاتله حتى الآن، لأنه رفض مثلك المساومة على مبدأ هو آمن به وجعله هدفاً له بغض النظر عن اختلافنا معه فيه أو في تقييم مسيرته وممارسته النضالية، ولكنه ضحى بحياته من أجل الحد الأدنى الذي آمن به من الحقوق الوطنية الفلسطينية، في وقت كثير مِمنْ يرفعون شعارك الذي أحييت به نفوسنا وقلوبنا ووعينا (هذا جهادك: نصر أو استشهاد)؛ للأسف بدأت تتكشف حقائق ورسائل سرية إلى هذا وذاك تؤكد أنهم يقبلون بأقل مما عُرض على الراحل عرفات ورفض القبول به، وفضل الاستشهاد على أن يجلس ملكاً أو رئيساً على كرسي العار والهزيمة والاستسلام! ..ومما يؤسف له في الصراعات الفلسطينية-الفلسطينية بعد أن تم تمزيق الوطن المحتل إلى دول سيادية تحت الاحتلال بين هذا وذاك؟! أنه لم يُقَدر للراحل (أبو عمار) على الأقل ذلك الموقف الذي قضى ثابتاً عليه ويُمنع إحياء ذكرى استشهاده في غزة على مدار عامين! وقد أتفهم الأسباب التي تدفع الحكومة في غزة لذلك ولكن ما لا أتستطيع أن أتفهمه لا أنا ولا غيري من أبناء الوطن مِمَنْ ربيتهم يا مولاي وأستاذي ومعلمي على تقديم وحدة الوطن على أي شيء، وعصمة دم المسلم مهما بلغ منه الأمر، وذلك أتعلمه من آخر أمر أصدرته لإخوانك قبل استشهادك عندما بدأ هجوم المحتل الإنجليزي عليكم، ووضعوا في مقدمة الهجوم عناصر الشرطة الفلسطينيين، فأمرت إخوانك: ألا يطلقوا النار على الشرطة العرب، ولكن على الإنجليز فقط! ..يمكنني أن أتفهم دوافع الحكومة في غزة رفض إحياء ذكرى استشهاد أبو عمار في تجمع جماهيري حاشد ولكن لا يمكنني بحال أن أتفهم سلوك الحكومة في غزة وتمزيق صوره عن الجدران أو عن البيوت، وإنزال الرايات الصفراء التي رفعتها الجماهير على منازلها تعبيراً عن إحيائهم لذكرى استشهاده، أو ملاحقة عناصر الشرطة في غزة الأطفال والصبية وضربهم وأخذ صور أبو عمار منهم! هذا سلوك لا يمكنني بحال تفهمه وهو الذي لم يمنعه حصاره في المقاطعة ولا غضب اليهود والغرب عليه لرفضه التفريط والتنازل، ولا تهديده بالقتل من أن يفتح بيت عزاء للشيخ الشهيد أحمد ياسين في المقاطعة احتراماً لروحه واعترافاً بفضله والفضل لله، وإنزالاً له مكانته التي يستحق كرمز فلسطيني مجاهد بغض النظر عن الاختلاف بينهما في البرامج آنذاك، ذلك الاختلاف في البرامج الذي لم يعُد موجوداً الآن؟ّ! .. في الوقت الذي كنا ننتظر من الحكومة في غزة أن تدعو هي نفسها إلى إحياء ذكرى رحيل ياسر عرفات، وتجمع له الجماهير وتخطب فيها وتُشيد بمواقفه التي تستحق الإشادة تعبيراً منها عن إجلالها واحترامها وتقديرها لموقفه الوطني الذي قضى عليه، وتكريساً منها لوحدة الوطن الممزق والمحتل، وتشجيعاً منها لقادة وأبناء الوطن على المُضي على المبدأ والتمسك بالثوابت الوطنية في حدها الأدنى وعدم التفريط بها، وأبو عمار قد قضى ثابتاً على البرنامج الذي التقت حماس مع فتح عليه عام 2003 كبرنامج مرحلي، أي دولة في الضفة وغزة، والتمسك بحق عودة اللاجئين ..ذلك الموقف من الحكومة في غزة لا يمكن تفهمه ولا قبوله بأي حال، ونرفض الاستمرار في سياسة إلغاء الآخر من الطرفين في غزة والضفة، فلا أحد مهما بلغ يستطيع إلغاء جزء من الوطن أو أبناء الوطن، ولكم عبرة في الأنظمة الدكتاتورية والاستبدادية التي استخدمت القمع والإرهاب والسجن والتعذيب ... وغيرها من الوسائل التي لا تخدم مصلحة الوطن، وفشلت في استئصال أو إلغاء المعارضين والمخالفين في الرأي من أبناء الوطن وسقطت في نهاية المطاف.
    مولاي ومعلمي وأستاذي: أيها القسام، أنا مازلت لم أبدأ في الحديث عنك! وما كتبته أعلاه لم يكن حاضراً في ذهني كتابته وأنا أمسكت قلمي لأكتب عنك، عنك أنت وحدك، ولكن يبدو أنه يصعب بل يستحيل أن يكتب أحد مِمَنْ عشق تجربتك وتمثلها وعياً ومنهجاً، فكراً وممارسة، قولاً وعملاً، وتغنى باسمك ورقص قلبه طرباً به، وكنت فخراً له أن ينتمي إلى مدرستك، وأن يقول عن نفسه بكل اعتزاز وفخر وشرفً: أنا قسامي، صعب أن يكتب عنك وحدك دون أن تبعث ذكراك وتجربتك فيه كل آلام وذكريات الوطن، وأنت مدرسة في حب الوطن والوطنية والتضحية في سبيله، وأنت الذي كنت مثالاً حياً ومازلت بعد استشهادك واكتشاف زيف مَنْ أحيوا تجربتك، أو مَنْ حملوا اسمك دون أن يتعرفوا إلى تجربتك معرفة حقيقية، كنت مثالاً في صِدق الانتماء للأمة والوطن، والإحساس والشعور بالواجب تجاههما في أي مكان، وصفاء السريرة والفكر والوعي، والالتزام بكل ما آمنت به وتطبيقه وممارسته منهجاً وواقعاً، في تبني قضايا الأمة كلها والدفاع عن أجزاء الوطن في كل مكان، ولا أقصد هنا بالوطن، الموطن ومسقط الرأس، ولكن الوطن الإسلامي الكبير من المحيط إلى المحيط ..ونحن ضاقت صدورنا على أن نقبل بأبناء الموطن الصغير ومسقط رؤوسنا، أي حدود سايكس-بيكو التي تجاوزتها في مسيرتك الحياتية والجهادية بصورة لا مثيل لها، بل قد وصل الأمر بمَنْ بقي مِمَنْ أحيوا تجربتك في مشروع جهادي قسامي جديد بعد أن أفرغوه من مضمونه وجوهره، ومِمَنْ قاموا بواجب إحيائه وتجسيده منهجاً وفكراً ووعياً للجماهير، وتحويله إلى واقع معاش على الأرض وليس كلمات هنا أو هناك في الكتب، وقد لا يزيد عددهم على أقل من أصابع اليد الواحدة على رأس ما تبقى من حطام ذلك المشروع الجهادي، بعد أن قتلوا تلك التجربة التي أحيَّت الأمة والعمل الجماهيري، وبعد أن مزقوا طليعتها وشردوها وضيقوا عليها عيشها وحاربوها بكل ما أُتوا من قوة وسعوا إلى إذلال البعض منهم، وبعد أن فشلوا في إذلالهم أصبحت تضيق صدورهم ببقائهم متمسكين بالمنهج والوعي والثورة والمشروع، ويزعجهم استمرارهم قساميين طليعيين؟! أرأيت إلى أين وصل بنا الحال بعدك؟! ..مولاي وأُستاذي إن الحديث عنك يطول، وأنا لم أبدأ بعد، فاسمح لي أن أُعيد الكتابة عنك ثانية!
    التاريخ: 22/11/2008

  2. #2
    السلام عليكم
    وموضوع مبارك وأحجز مقعدا ولي عودة
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

المواضيع المتشابهه

  1. عز الدين القسام: أنت باقٍ فينا نهجاً جهادياً وفكراً وممارسة (1-3)
    بواسطة مصطفى إنشاصي في المنتدى فرسان الأبحاث الفكرية
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 12-01-2015, 12:11 PM
  2. عز الدين القسام: أنت باقٍ فينا نهجاً جهادياً وفكراً وممارسة (2-3)
    بواسطة مصطفى إنشاصي في المنتدى فرسان الأبحاث الفكرية
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 12-12-2013, 06:26 AM
  3. عز الدين القسام: أنت باقٍ فينا نهجاً جهادياً وفكراً وممارسة (1-3)
    بواسطة مصطفى إنشاصي في المنتدى فرسان الأبحاث الفكرية
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 12-07-2013, 09:49 AM
  4. عز الدين القسام: أنت باقٍ فينا نهجاً جهادياً وفكراً وممارسة (2-3)
    بواسطة مصطفى إنشاصي في المنتدى فرسان الأبحاث الفكرية
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 11-20-2011, 06:30 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •