غربة أحمد...
نظر احمد حولة فرأى بلاده وقد تغيرت ملامحها بعد غياب عدة سنوات لم يتمكن والده من زيارة وطنهم الأم..
كان يكرر على مسامعه ودوما:
-غدا سوف تتواصل مع اولاد خالتك وأولاد عمك إما هاتفيا او من خلال الزيارات, ولاتنس عندما نرحل من هذه الدنياسوف تكملون المشوار
في صلة الرحم, وإلا نكون قد قطعنا بأيدينا نبع الخير فيكم.
كانت جملة براقة تلك التي كان يكررا والده على مسامعه وهو الأخ الكبير وأكبر إخوته..
لكنه نسي أن يقول له :
-انهم يتحججون بحجج واهية في الاعتذار عن استقباله, في التهرب من لقائه,يتفننون في استفزازه بجفائه وقلة الترحاب به.
جمع جمله ودق باب مكتب والده ليقدم له هذا التقرير المؤلم والذي جعله يشعر بالمهانة في محاولته التواصل معهم ودفعهم المعاكس له ضد تحقيق ذلك...
لم يعد يتذكر جيدا كيف قالها بحرقة وهطلت من عينينه دموعا سخية من جراء انفعاله..
لكن والده مسح دمعته قائلا برفق:
-جميل انك لاتترك ديونا في رقبتك ليوم الحساب ولاتنس أنه لاتزر وازرة وزر اخرى..وان الله سوف يجازيك خيرا بالتزامك بما قاله الله تعالى...
فاجعلها امتثالا لاوامر الله قبل ان تنتظر الثناء من العباد...
كان يقرأ في كتابه العزيز:
قال تعالى : بسم الله الرحمن الرحيم
(( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْأِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)) (النحل:90).
عندما تذكر كل هذا..نظر لما حوله مما حباه الله من نعم ..وقال:
جميل أنني فهمت نصيحة والدي..وطبقتها..فقد كان يرى مالا أرى...اقترب من باب ابن عمه ودق الباب..
ريمه الخاني 9-11-2011