بسم الله الرحمن الرحيم


بركة تنظيم الوقت



هل نظمت وقتك !! وأهمية ذلك

لا شك أن الإحساس بالزمن يتفاوت من شخص إلى آخر، كما يختلف من أمة إلى أمة، ولم يعرف التاريخ أمة قدس دستورها الزمن وعظم شأن الوقت كأمتنا المحمدية .

إن الدقائق والثواني في أعمار الأمم، وفي حياة الأفراد لها حساب، فالساعات الطوال ليست في حقيقتها سوى دقائق وثوان، وضياع الثواني هو في حقيقته ضياع لتلك الساعات التي ينقضي بمرورها عمر الإنسان وينتهي بها كفاحه من أجل الحياة.

والواقع أن الثروة التي يجمعها أي إنسان مكافح ليست سوى كمية من الزمن تحولت إلى مال، وكان من الممكن أن تضيع في النوم والكسل، أو اللعب، والشهوات .. والوقت الضائع والطاقة المبددة تضيع كم من الأيام والسنين في حياة هذه الأمة وتؤخرها للوراء ،، على حين يسهر أعداؤنا ويكدحون في كل دقيقة، بل في كل ثانية من أجل تحصيل أسباب القوة، ومن أجل فرض سيطرتهم على الشعوب والامم.

فقد وهبنا الله سبحانه عمرًا وجعل له خاتمة ونهاية، ولا ريب أن المؤمن الواعي يحس في أعماقه بأنه في سباق مع هذه النهاية، يحاول أن يسجل قبلها أكبر قدر من العمل النافع [يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا] [آل عمران: 30].


مهم لكل لبيب ان ينظم وقته ليتسع

تقسيم الوقت وتنظيمه فن من فنون المتعلمين الواعين خصوصا في عالم السرعة عالم اليوم المزدحم بأعماله وهمومه ،والغاية من ذلك كي لايطغى عمل على عمل أو يستهلك عمل الوقت كلّه فيما تبقىالأعمال الأخرى من غير إنجازأو نصف منجزة

فالعمل لكسب لقمة العيش مطلوب كحاجة مادّية ،

والتقرّب إلى الله بالعبادة والذكرمطلوب كحاجة روحية ،

واللقاء بالإخوان والاصدقاء مطلوب كحاجة اجتماعيـة ،

وساعة الترفيه والترويض مطلوبة أيضاً كحاجة نفسـية ،

ويمكن أن تكون إلى جانب هذه الساعات ساعة مهمّةأُخرى لطلب العلم كتلبية لحاجة عقلية وفكرية ثقافية .

المهم أن يكون هناك توازن بينهذه الأوقات بحيث لا تستغرقنا أعمال الدّنيا فتنسيناأعمال الآخرة ، والحكيمفينا من يجعل أعماله كلّها طاعة لله سبحانه وتعالى حتّى الدنيويّ منها ، أمّاالذي يجلس إلى الحاسوب من دون أن يقرّر سلفاً الوقت الذي يجبأن يصرفه في جلستهتلك سيجد نفسه وقد مرّت الساعات وهومسمّر مشدود إلى هذهالشاشة الصغيرةالساحرة المغرية .والذي يفتح أبواب اللقاء مع الأصدقاء على مصراعيهاسيرى أنّ الحديث يجرّ بعضهبعضاً ، وأنّ اللقاء الذي كان بالإمكان أن يتمّ فينصف ساعة استمر لساعتين أو لساعات

.إنّ تنظيم الوقت كما تعلّمناه من مواقيت الصلاة ومواعيد الصيام

1. سعة في الوقت وبركة غير معهودة سابقاً ، أي قبلالتنظيم.

2. يطرد عنّا التشويش والفوضى التي نعيشها في تداخل الأوقات والتقصير في بعضها.

3. يمنحنا شخصية محترمة من قبل زملائنا وأصدقائناوالمحيطين بنا.

4. يجعلنا نعيش حالة من الرضا النفسي والسعادة الذاتيةبما أنجزنا.

5, يجعلنا نتحكّم بالوقت ولا نتــــــرك الوقت ليتحكّـــــــــم بنـــــــــــــا.

إيها اللبيب... الوقت هو نعمة من نعم الله تعالى علينا وهو ملك للجميع... وهذه النعمة مقرونة بعقل يستغلها أفضل إستغلال... وافضل إستغلال طبعاً يكون بالطاعة واعمال الخير لنفوسنا والاخرين .. ولا ننسى كذلك أن في الوقت طاقة، ومسؤولية فلا نهدر هذه الطاقة ونخسر فسحتها المتاحة قبل مجئ ساعة الندم


فلنسارع في استثمار أوقاتنا في طاعة الله تعالى..واعمال البر والرقي والبناء ..ولنعلم اولادنا ونربيهم على ذلك لقوله صلى الله عليه وسلم ::


"(((لا تزول قدما عبدٍ يومَ القيامةِ حتى يُسأل عن عمره فيما أفناه")))...


فالوقت يسري والعمر سينتهي


والعمل محفوظ


والسؤال قــــادم


والشهود حضور


والناقد بصيـــر


هو العليم الخبير


فهل أعددنا أنفسنا للإجابة ؟؟


مع تحياتي الاخوية