خسارة العدو المعركة الإعلامية الخروج من غزة خطوة لضرب المقاومة وتصفية القضية (3)
مصطفى إنشاصي
كي ندرك حجم الخطأ الذي وقعت فيه الفصائل الفلسطينية وخاصة فصائل المقاومة حين وافقت على وقف الانتفاضة والمقاومة وبحثت عن المكاسب السياسية والحزبية والشخصية، علينا أن نعرض لنماذج من خسائر العدو الصهيوني وهي أكثر من أن تُحصى: ثالثاً: خسارة العدو الصهيوني المعركة الإعلاميةأصبح معروفاً أن الإعلام بكافة أشكاله عبر التاريخ يلعب دوراً كبيراً في حسم المعركة لصالح من يُحسن استخدام فن الدعاية والإعلان لترويج أفكاره وأهدافه وكشف حقيقة عدوه سواء بالحقائق الصادقة أو بالتزوير والتزييف. ومن المفارقات أن القضية المركزية للأمة مرت في عدة أدوار في ميادين الصراع الإعلامي أحسن فيها الفلسطينيون إدارة المعركة الإعلامية طوال تلك الأدوار بنجاح بنسب متفاوتة لأنها كانت تتأثر بالظروف الفلسطينية والعربية والإقليمية والدولية. ونستطيع القول بكل ثقة واطمئنان أنه منذ توقيع اتفاق أوسلو الذي تزامن مع الثورة العالمية في وسائل الاتصال تلك الثورة التي قفزت قفزة هائلة وحولت الكرة الأرضية إلى "قرية صغيرة"، بل قل حدث معها طفرة غير عادية في المجال الإعلامي وتنافس كبير بين المؤسسات الإعلامية وشركات البث الإعلامي المختلفة، وغدى جميع الحريصين على الانتصار في صراعاتهم المختلفة يتسابقون على استغلال هذه الثورة الهائلة في الاتصالات من أجل تسخيرها لتحقيق أهدافهم وكسب الأنصار لها. وبات معروفاً أن العدو الصهيوني بارع في مثل هذا الاستغلال والاستقطاب فما بالك وهو يسيطر على مفاصل الإعلام عالمياً ويملك يهود الخارج أكبر المؤسسات الإعلامية العالمية؟! أضف إلى ذلك الموقف الغربي الحليف الاستراتيجي والتاريخي الداعم للعدو الصهيوني، والذي لعب دوراً كبيراً في توصيل منظمة التحرير الفلسطينية بالتعاون مع الأنظمة العربية إلى هذا المنزلق الخطير الذي وقعت فيه اتفاق أوسلو.ذلك وغيره هو الذي أدى إلى الهزيمة المحققة للفلسطينيين وقضيتهم العادلة إعلامياً على صعيد العالم بعد أن نقلت وسائل الإعلام العالمية على فضائياتها مراسم توقيع الاتفاق في واشنطن، وما تبع ذلك من حملة إعلامية صهيونية وغربية من أجل تصفية القضية عالمياً. وبدأت تستغل هذه الثورة في الاتصالات والطفرة الإعلامية من أجل زرع وهم في عقول العالم أجمع أن القضية قد تم حلها، وأن ما بقي هو بعض القضايا الفرعية البسيطة التي يتم حلها بالمفاوضات والتوصل إلى حلول مرضية حولها مع الزمن. والأخطر في هذه المعركة الإعلامية بعد توقيع اتفاق أوسلو هو تلك المفاهيم الخطأ التي بدأ الغرب يروجها ليصادر حق الشعوب والأمة بالتحديد في الدفاع عن حقوقها وثوراتها وحماية قيمها الدينية والاجتماعية والأخلاقية وصون ثقافتها وتقاليدها وموروثاتها التاريخية وذلك باسم محاربة (الإرهاب)، ورغم أنه لم يتم الاتفاق حتى الآن على مفهوم محدد لمصطلح للإرهاب إلا أن العدو الصهيوني والغرب بدأ يطلقه على كل ما يهدد مصالحه وأهدافه في وطننا ومن ضمنها المقاومة العادلة للجماهير الفلسطينية.حتى بعد أن فشلت محادثات كامب ديفيد عام 2000م في التوصل إلى اتفاق حول قضايا الحل النهائي وانكشفت حقيقة نوايا العدو الصهيوني من وراء توقيع اتفاق مبادئ مع الفلسطينيين وتأجيل البث في قضايا الصراع الكبرى إلى ما بعد الفترة الانتقالية، لم ينجح الفلسطينيون في إدارة أو كسب المعركة الإعلامية التي دارت حول الأسباب الحقيقية لفشلها، وقد حاول العدو الصهيوني إقناع العالم أن الطرف الفلسطيني وخاصة رئيس السلطة الفلسطينية الراحل ياسر عرفات هو الذي رفض التوقيع على عرض أمريكي مغرٍ جداً للتسوية النهائية، وأنه هو الذي أضاع فرصة تاريخية للتوصل إلى اتفاق وينهي حالة النزاع بين الفلسطينيين والصهاينة! ولكن انتفاضة الأقصى المبارك هي التي كشفت حقيقة الإرهاب الصهيوني على صعيد الإعلام العالمي وأعطت للفلسطينيين أوراقاً غاية في القوة لكسب المعركة الإعلامية 100%.كما دفعت جرائم العدو الصهيوني ضد المدنيين الفلسطينيين إلى استفزاز مشاعر الرأي العام العالمي الذي لم يتوحد يوماً خلف قضية إنسانية عالمية وضد شخص أو دولة كما حدث في انتفاضة الأقصى المبارك، حيث توحد العالم ضد إرهاب ووحشية العدو الصهيوني وشخص رئيس حكومته شارون، وقد كان ذلك واضحاً في المظاهرات المكثفة التي ملأت شوارع العالم شرقية وغربية وحتى في قلب الولايات المتحدة الحليف الاستراتيجي للعدو الصهيوني، كما في قلب الكيان الصهيوني نفسه حيث خرجت مظاهرات– منظمة السلام الآن – تندد بالجرائم الصهيونية ضد الأبرياء العزل من المدنيين الفلسطينيين.وهذه بعض المحطات التي خسر فيها العدو الصهيوني معركته الإعلامية ضد انتفاضة الأقصى المبارك بشقيها الجماهيري والعسكري:مؤتمر ديربانمن المعروف أنه كان من أهم إنجازات الثورة الفلسطينية المعاصرة ضد العدو الصهيوني على الصعيد العالمي وهزيمته إعلامياً في أهم مؤسسة دولية هي الأمم المتحدة القرار الذي أدان من خلاله المجتمع الدولي لأول مرة (التحالف غير المقدس بين الاستعمار البرتغالي والعنصرية في جنوب إفريقيا والصهيونية والاستعمار الإسرائيلي)، حيث أن قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 3151 (ج28) في 14/12/1973م أدان العدو الصهيوني وممارساته العنصرية. وفي 19/8/1976م كذلك صدر تقرير عن العلاقات بين (إسرائيل) وجنوب أفريقيا الذي تبنته لجنة الأمم المتحدة الخاصة بالتمييز العنصري. وقد كان من إنجازات انتفاضة الأقصى على الصعيد العالمي أن عاد الربط بين العنصرية والحركة الصهيونية والعدو الصهيوني، وذلك في اجتماعات اللجنة الدولية المناهضة للعنصرية في (ديربان) بجنوب إفريقيا التي كانت شريك للعدو الصهيوني عند صدور القرار السابق الذي أدانهما معاً بالعنصرية وممارسة التمييز العنصري.ملحمة جنين البطولية تدين شارون كمجرم حربوعد الإرهابي شارون الناخب الصهيوني في حال فوزه برئاسة حكومة العدو الصهيوني فإنه سيسحق الانتفاضة خلال مائة يوم فقط ويجلب الأمن للمواطن الصهيوني، ولكن مر أكثر من عام على انتخابه وبدل أن يوفر الأمن للمواطن الصهيوني وفر مزيداً من الفشل والرعب والخوف لذلك المواطن الذي حرمته الانتفاضة من ممارس حياته اليومية بشكل طبيعي وأصبح الموت يتهدده في كل مكان وفي أي لحظة، ولأن مجرم الحرب شارون من مخلفات المدرسة العسكرية الصهيونية التي بنت إستراتيجيتها على مبدأي (الحسم والردع) العسكريين ظن أن استخدام القوة ضد الانتفاضة يمكن أن يحسم المعركة معها في جولة أو جولتين كما تحسمها في الحروب التقليدية، كما أنه يعيش أسير تجربته في القضاء على المقاومة العسكرية عام 1970م في قطاع غزة عندما استخدم سلاح البلدوزر وهدم البيوت وشرد عائلاتها واعتقل مئات الشباب الفلسطينيين فيها ولم يدرك تغير الزمن والمرحلة والعقلية والأسلوب الفلسطيني في الثورة والمقاومة، وأن انتفاضة الأقصى تختلف عن تجربته عام 1970 وعن حربه في لبنان ضد الثورة عام 1982م، لذلك فشلت حملة السور الواقي ضد مخيم جنين التي ارتكب فيها أبشع الجرائم وأثارت الطريقة التي تعامل بها ضد سكان المخيم والجرائم البشعة والوحشية التي ارتكبها ضد المدنيين ردود فعل غاضبة عالمياً، وقد ازدادت هذه الغضبة العالمية بعد التصريحات التي صدرت عن منظمات وشخصيات عالمية استطاعت دخول المخيم بعد أن أخفى كثيراً من الأدلة مما دفع الأمم المتحدة إلى اتخاذ قرار بتاريخ 19/4/2002م بتكليف الأمين العام للأمم المتحدة "كوفي عنان" بتشكيل لجنة لتقصي الحقائق عما حدث في المخيم بعد أن اعترضت أمريكا على أن تكون لجنة تحقيق.وقد فتحت تلك الجرائم البربرية التي ارتكبت في مخيم جنين ملف جرائم شارون ضد الإنسانية وخاصة مجزرة صبرا وشاتيلا التي ارتكبها مجموعة من موارنة لبنان بالتعاون معه، وتسهيل وحماية جيش العدو الصهيوني الذي كان عليه واجب حماية المخيمين الفلسطينيين بحسب اتفاق خروج الثورة من لبنان عام 1982، فتحت جرائم مخيم جنين ملفه الإجرامي وتم رفع دعاوى ضده في أكثر من دولة في العالم، كان أشهرها الدعوة التي رفعت ضده في استكهولم ببلجيكا حيث فيها قانون صادر عام 1993 يسمح لأي شخص أن يرفع دعوى ضد أي مجرم في العالم يكون متورطاً في جرائم حرب ضد الإنسانية، ويسمح القانون بإجراء محاكمة غيابية له في حال رفض حضوره للدفاع عن نفسه وإذا صدر قرار حكم بإدانته يصبح مجرم حرب بحكم المحكمة ويُمنع من دخول الأراضي البلجيكية، ويمكن بناء على حكم الإدانة الصادر من المحكمة أن يتم مطالبة محكمة العدل الدولية في لاهاي به من دولته كمجرم حرب. وقد أثارت هذه القضية التي تم رفعها ضده على أنه مجرم حرب والمطالبة بمحاكمته وإدانته على الجرائم التي ارتكبها ردود فعل عالمية كبيرة ومختلفة، وأثارت ضجة إعلامية كبيرة في وسائل الإعلام العالمية المختلفة مما ساعد على إلقاء مزيد من الضوء على الكيان الصهيوني ككيان إرهابي وعنصري ومحتل وغاصب للحقوق الوطنية الفلسطينية، وبدأت تتكشف حقيقة عملية السلام المدعاة بين الفلسطينيين والصهاينة وأعاد للقضية بُعدها الدولي في الإعلام العالمي.العدو الصهيوني المهدد الأول للسلم العالمي تلك الأحداث والجرائم ضد أطفال ونساء وشيوخ ضعفاء وعزل لم يرتكبوا ما يستحقون عليه مثل تلك الجرائم الهمجية وتسليط الإعلام العالمي الضوء على مدى بشاعتها ولا إنسانيتها أكدت على بربرية العدو الصهيوني، وجعلت الرأي العالم العالمي ينظر إليه على أنه دولة مارقة وداعمة وممارسة للإرهاب، وأن (إسرائيل) الدولة الأولى في العالم التي تهدد الأمن والسلم العالميين في الوقت الذي يركز فيه الإعلام نفسه الهجمة ضد الإرهاب على إيران وكوريا الشمالية كدولتين تهددان الأمن والسلم العالميين. فقد أظهر استطلاع للرأي أجراه معهد "جالوب" لصالح المفوضية العليا لاتحاد الدول الأوروبية في تشرين الثاني / نوفمبر 2003 أن نحو 60% من الأوروبيين قالوا: إنهم يشعرون بأن العدو الصهيوني يهدد السلام العالمي أكثر من كوريا الشمالية وإيران وأفغانستان، اختاروه من ضم قائمة تضم 15 دولة تشكل تهديداً للسلام العالمي. كما أظهر استطلاع رأي أجراه مركز "تي إن إس" الوطني الفرنسي للإحصاء أن لدى ما يقرب من 48% انطباعاً سلبياً عن (إسرائيل)، واعتبرت جينيت هاس رئيسة "جمعية الحجر والزيتون" الفرنسية المساندة للقضية الفلسطينية أن نتائج الاستطلاع تعكس الصورة المتدهورة لـ(إسرائيل) في عيون الفرنسيين كدولة احتلال يحكمها قتلة ومجرمو حرب". وقال تقرير خاص أعدّته لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة أنه يسود في المناطق الفلسطينية المحتلة نظام أبرتهايد أسوأ من النظام العنصري الذي ساد في جنوب أفريقيا، واتخذ جون دوغارد المقرّر الدولي الخاص في تقريره من قضية السماح للمستوطنين فقط بالسفر على شوارع معينة في الضفة، ومنع الفلسطينيين من استخدام هذه الشوارع، بمثابة عيّنة واضحة على انتهاج سياسة الأبرتهايد (الفصل العنصري).كما أثار استطلاع للرأي نشر في صحيفة زدي زيتز الألمانية إلى أن 57% من الألمان يرون أن تعامل (إسرائيل) مع الفلسطينيين شبيه بتعامل النظام النازي مع اليهود إبان الحرب العالمية الثانية، وقال 38% من المشاركين في الاستطلاع أنه من الأفضل أن يغادر اليهود منطقة (الشرق الأوسط)، كما عبّر 79% من الألمان بأن الصهاينة هم قوة احتلال، وعبّر 60% عن أن لديهم انتقادات تجاه (إسرائيل). حتى في الولايات المتحدة الحليف الاستراتيجي للعدو الصهيوني وقلعة الإرهاب الدولي أظهرت تقارير عن استطلاعات للرأي أن العدو الصهيوني بدأ يخسر معركة التأثير على العقول الأمريكية، فقد تناقلت وسائل إعلام أمريكية وصهيونية أنباء عن تراجع صورة الكيان الصهيوني في الأوساط الشعبية الأمريكية، وكشفت عن تداول قادة بعض الجماعات الأمريكية الموالية للعدو الصهيوني لاستطلاعات رأي غير منشورة إلى وقوف غالبية الشعب الأمريكي (62%) موقفاً محايداً تجاه الصراع العربي الصهيوني، وإلى تراجع ملحوظ في تأييد اليسار الأمريكي (22% فقط) لمساندة أمريكا للعدو الصهيوني، وتدهور صورة الكيان الصهيوني لدى بعض فئات الشعب الأمريكي وعلى رأسها الطلاب والأفارقة الأمريكيين، وتتحدث التقارير عن اعتراف المسئولين الصهاينة المتزايد بالمشكلة وسعيهم لإعادة بناء جهود العدو الصهيوني لتحسين صورته لدى شعوب الدول الأجنبية بما في ذلك الشعب الأمريكي. (القدس العربي 20/12/2003). كما كشفت بعض الصحف الأمريكية يوم 17/12/2003، أن استطلاع للرأي أجراه معهد في بوسطن أن 43% من الأمريكيين يعتبرون الكيان الصهيوني يشكل الخطر الأكبر على سلامة وأمن العالم، و37% من الأمريكيين يعتبرون الولايات المتحدة نفسها هي أكبر خطر على سلامة وأمن العالم. (صحيفة "يديعوت أحرونوت" الصهيونية 18/12/2003)نازية العدو الصهيونيالعالم أجمع يعلم أن جرائم العدو الصهيوني التي يرتكبها ضد المدنيين الأبرياء العزل من الأطفال والنساء والشيوخ تفوق في وحشيتها (الجرائم النازية)، ولكن من يجرؤ على الربط بينها وبين الجرائم الصهيونية ومقصلة (العداء للسامية) تنتظره! إلا أن هذا التشبيه والربط جاء على لسان زعيم حزب "شينوى" يوسف لبيد الذي يشغل منصب وزير العدل الصهيوني في حكومة الإرهابي شارون، عندما عبر عن مدى نازية جرائم العدو الصهيوني في مدينة رفح جنوب قطاع غزة في العملية التي أطلق عليها اسم "قوس قزح"، وقد كان مبرر تلك العملية البحث عن أنفاق لتهريب السلاح بين غزة ومصر. وذلك عندما علق على صورة العجوز الفلسطينية وهي تبحث عن دوائها تحت أنقاض منزلها الذي هدمته آلة الدمار الصهيونية، بقوله: إن صور العجوز الفلسطينية وهي تبحث عن دوائها تحت أنقاض منزلها المهدم ذكرته بجدته التي قتلها "النازيون" وهي تبحث عن دوائها تحت أنقاض منزلها الذي هدمه "النازيون".تلك الكلمات شجعت بعض المؤسسات الدولية لحقوق الإنسان على وصف الجرائم الصهيونية في رفح بأنها جرائم حرب وانتهاكات لحقوق الإنسان، فقد اتهم الاتحاد الدولي لرابطة حقوق الإنسان ومنظمة أطباء بلا حدود التي اشتركت معه في التحقيق الذي أجري حول تلك الجرائم في تقرير نشرته وكالات الأنباء بتاريخ 15/10/2004 جيش العدو الصهيوني بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان يمكن إدراجها في إطار جرائم حرب خلال هجوم واسع على رفح في قطاع غزة. (المركز الفلسطيني للإعلام السبت 16/10/2004م).كما أن تعمد جنود العدو الصهيوني استهداف الأطفال الفلسطينيين وهم في عمر الزهور ومنهم مَنْ لم يتجاوز أعمارهم الثلاثة شهور خاصة أولئك الأطفال الذين استشهدوا وهم إما في بيوتهم أو في طريقهم إلى المدرسة، وذلك إما بواسطة قناص أو قذيفة دبابة أو صاروخ أباتشي أو أف 16 .. تعددت الأسباب والشهيد طفل. ذلك القتل المتعمد للأطفال الأبرياء والسياسة الإجرامية الصهيونية ضدهم حظيت باهتمام إعلامي كبير كان له دوراً مهماً في كشف حقيقة الوجه البشع اللا إنساني للعدو الصهيوني، وألقت مزيداً من الضوء على حقيقة ما يدعونه (السلام) الذي حل على الفلسطينيين بعد توقيع اتفاق أوسلو، وبدأت تلك السياسة الإجرامية الصهيونية ضد الأطفال الأبرياء تعيد للقضية بُعدها العالمي والإنساني في وسائل الإعلام المختلفة وتُظهر مدى عنصرية المحتل الصهيوني. ولو أردنا تتبع ما نقلته وسائل الإعلام العالمية عن جرائم العدو الصهيوني ضد أطفال فلسطين الأبرياء، فإن الحديث يطول، ولكن هذه القضية أخذت حيزاً كبيراً في وسائل الإعلام العالمية ضد جرائم العدو الصهيوني اللا إنسانية.العدو الصهيوني قوة احتلالأما بعد قضية الحمالة المزعومة التي زعم فيها العدو الصهيوني أن طائرات الاستطلاع صورت شريط يظهر مقاتلين يحملون صاروخ في سيارة لوكالة الغوث التابعة للأمم المتحدة – الأونروا، واتهم الوكالة بالتورط في نقل صواريخ لإطلاقها ضد المغتصبات الصهيونية، ورفض كل محاولات نفي الوكالة صحة تلك الرواية وقام بعملية (أيام الندم) على شمال قطاع غزة وقتل خلالها (146 فلسطيني)، دفع ذلك (بيترهانس) المفوض العام لوكالة الغوث الدولية (الأنروا) إلى فضح حقيقة العدو الصهيوني كقوة احتلال وأنه لا يوجد ما يزعم أنه (السلام) في فلسطين، وأن النزاع العربي – الصهيوني لم ينتهي بعد. وطالب هانسن في مؤتمر صحفي عقده في عمّان في ختام مؤتمر الدول المضيفة أو المانحة للاجئين الفلسطينيين (إسرائيل) كقوة احتلال بمساعدة الوكالة لتمكينها من القيام بعملها وأداء مهامها، مؤكّداً أنّ العلاقة بين "الأونروا" و(إسرائيل) شابها التوتر الشديد مؤخّراً الأمر الذي انعكس سلباً على مستوى الخدمات المقدّمة للاجئين الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وأكد هانسن أن خدمات الوكالة ستتواصل على الرغم من العراقيل والعقبات والممارسات العسكرية غير المبرّرة التي تضعها (إسرائيل) أمام عمل الوكالة، مشيراً إلى استشهاد 11 موظفاً من موظفي الوكالة منذ العام 2000. وأنّ (إسرائيل) لم تعتذر عن ممارساتها وإجراءاتها بحق موظفي "الأونروا" على الرغم من تراجعها عن المزاعم والاتهامات التي وجهتها لهم مؤخراً. (وكالات الأنباء نقلاً عن تقرير خاص عن العمليات الإرهابية الصهيونية في شمال قطاع غزة (16) إسلام أون لاين). تشرين الأول/أكتوبر 2004م.العدو الصهيوني كيان عنصريومما يؤكد خسارة العدو الصهيوني للمعركة الإعلامية على صعيد العالم بعد انتفاضة الأقصى المبارك أن حصيلة الممارسات الإجرامية التي ارتكبها ضد المدنيين التي تصنف جرائم حرب ضد الإنسانية، جعلت وزارة خارجية العدو الصهيوني تقدم تقريراً سرياً إلى وزير الخارجية الصهيوني تنذر فيه بأن كيانهم مهدد بمقاطعة دولية وتدهور مكانته عالمياً، ذلك التقرير نقلته إذاعة جيش العدو الصهيوني يوم الأربعاء 13/10/2004 حيث قال: إن صورة (إسرائيل) في العالم مهددة بالتدهور، مشيراً إلى احتمال تشبيه الدولة (العبرية) قريباً بجنوب أفريقيا خلال حكم التمييز العنصري، وحمل التقرير عنوان "الحلبة السياسة خلال العقد المقبل". وجاء فيه أن الدولة (العبرية) تسير نحو مواجهة مع أوروبا في حال استمرار النزاع (الإسرائيلي) الفلسطيني، وقال إن (إسرائيل) قد تفقد شرعيتها الدولية وتصبح منبوذة على غرار نظام التمييز العنصري في جنوب إفريقيا. ورفضت وزارة الخارجية (الإسرائيلية) رداً على سؤال لوكالة فرانس برس، التعليق على التقرير. وكان وزير العدل (الإسرائيلي) يوسف لبيد أثار الموضوع نفسه في يناير الماضي، محذراً من مقاطعة دولية (لإسرائيل) بعد بناء جدار الفصل في الضفة الغربية. كما حذرت وزارة الخارجية (الإسرائيلية) الحكومة من استمرار تجاهل صلاتها مع أوروبا الذي يمكن أن تكون له انعكاسات سياسية واقتصادية خطيرة على البلاد، بحسب التقرير. ويشير التقرير إلى أن الدول الآسيوية وروسيا ستتجه إلى إقامة علاقات وثيقة أكثر مع الدول العربية منها مع (إسرائيل). وقالت الإذاعة أن التقرير سلم إلى وزير الخارجية سيلفان شالوم ومدير الوزارة رون بروزور. (صحيفة أخبار اليوم اليمنية، بتاريخ 14/10/2004 نقلاً عن وكالات الأنباء).ذلك كله جعل المحلل السياسي الصهيوني (زئيف شيف) يتساءل في مقاله في صحيفة (هآرتس) بتاريخ (1/10/2004) بمناسبة دخول انتفاضة الأقصى عامها الخامس: إنه في المجال السياسي تلقت (إسرائيلي) هزيمة شديدة مع توقف المفاوضات من جانب آخر، كيف يمكن تفسير فك ارتباط شارون مع قطاع غزة إن لم يكن كاعتراف بأن العنف الفلسطيني قد انتصر؟ كيف يمكن تفسير التراجع (الإسرائيلي) الكبير عن مسار الجدار إن لم يكن كانتصار فلسطيني على السلوك المتغطرس (لإسرائيل)؟ كيف يمكن تفسير القرار الجارف للجمعية العمومية للأمم المتحدة ضد (إسرائيل) بشأن الجدار؟ كيف يمكن تفسير الموقف الأوروبي بشأن الجدار إن لم يكن كانتصار سياسي – إعلامي للفلسطينيين لقد هزت المواجهة العسكرية مع الفلسطينيين المجتمع (الإسرائيلي) اقتصادياً اجتماعياً مع تعمق الفقر في السنوات الأربع الأخيرة وانعدام المساواة الاجتماعية الذي بات يصرخ نحو السماء بين أفراد المجمع (الإسرائيلي).
لا تعليق ....