القتل والقسوة والفلسفة ولنقائضها عند العرب المسلمين!
منع عرض مسلسل الحسن والحسين بالتلفزيون لأنه الدليل لعدم مبايعة الحسن (ع) لمعاوية الأموي هو الثورة العلوية والعباسية عليه وطرده من الخلافة بالشام وهرب بقايا عائلته للمغرب العربي والذين رفضتهم القبائل المغربية على الرغم من العلاقة كخال وأبن أخت لأنه أمهم مغربية ويحملون الذهب والمال لكن رفضوهم , وعليه لم يجدوا أمامهم طريق ألا تجهيز حملتهم البحرية لفتح وأحتلال الأندلس الجزيرة الأسبانية المعروفة , يعني هم لم يفتحوها كما يصور المؤرخون كعرب فاتحين مبلغين رسالات رب العالمين أنما أضطرتهم الظروف المحيطة بهم وضاقت عليهم الأرض بدليل عندما كانوا أمراء بالشام لم يفكروا بفتحها بجيشهم الأكبر أنذاك , ويروي عبد الرحمن الداخل للأندلس قائدهم عن قساوة وضراوة المعارك بينهم وبين العباسيين والعلويين ببلاد الشام أن الذبح والقتل كان مريب وأنه شاهد أخوه الفتى بالرابعة عشرة من عمره بالضفة الشرقية من نهر العاصي الحالي بالشام يذبح ولا يستطيع نجدته ولذا هرب الى الساحل مع بقايا الأمويين وأنصارهم واستقلوا السفن للمغرب وثم فتح الأندلس ليكونوا أمارة اسلامية الديانة عربية جديدة , وأصبح لدينا ثلاث أمارات العربية الأسلامية بالأندلس والعباسية كخلافة في بغداد وأخرى بشمال أفريقيا , وثم حتى بعد سنوات أصبحت أربع عندما أسس القائد الكردي المسلم صلاح الدين الآيوبي أمارته في لبنان وتوسع للشام وحرر القدس من الصليبيين ودفع اليهود والصليبيين منها الى مدن الساحل الفلسطيني لأنه لم يحر ر فلسطين كلها أخذ القدس ومدن الضفة الغربية لنهر الأردن لكنهما انسحبوا لمدن الساحل وشمال فلسطين ونزلوا بعهد العثمانيين فأخذوها ثانية وهي اليوم تحت احتلالهم , وأمارة صلاح الدين بالشام ومصر وصلت لا علاقة لها بالخلافة العباسية ببغداد أو الأندلس الأموية , ومن ينادي اليوم بالوحدة من المحيط الى الخليج عليه أن يتذكر ذلك لأنه التاريخ متوارث والعبر مستمرة لليوم نتائجها تحالفات تقوم على ذلك , ورغم هذا العرب لديهم حب للفنون والفلسفة وعند الخلافة العباسية ببغداد وازدهارها بعد أن أنفرد العباسيون بالحكم وعزلوا العلويين شركائهم بالثورة على الأمويين , ووضعوهم تحت الاقامة الجبرية كما نسميها اليوم , وأسكنوهم بالقرب من قصورهم للسيطرة عليهم و بعث ملوك اليونان والروم برسائل التبادل الثقافي لأنهما الحضارات القائمة آنذاك وكانت الكتب التي تترجم للعربية الفلسفة وخاصة بعصر المأمون والمعتصم ترجمت كتب الفلسفة وحلت رموزها بالتفصيل والتكميل من علماء العرب المسلمين وبسبب الجدل العنيف بين فريق مؤمن بالقدر وفريق مؤمن بالجبر أي الأنسان مسير , ومذهب المعتزلة , وكانت البحوث في صفات الذات الآلهية توسعت وتحتاج لمناقشات ورسائل و بهذا الوقت الحاكم بذكاء ودهاء سياسي كان يمولها لحرف الأنظار عن التوثيق وكتابة التاريخ لأنه ذو أحداث دامية تجر ويلاتها على الأجيال العربية الاسلامية القادمة وتفرق صفهم وكما شاهدنا الأحداث الدامية عندنا العرب لليوم مستمرة , وتأثر العباسيون بفلسفة أرسطو وأفلاطون اليونانيين كثيرآ , ولضئالة الفلسفة الشرقية برزت اليونانية , ألا أن العرب نظروا للفلسفة على أنها زندقة وكفر ومناقشة ممنوعات محرمة , فعملت الفلسفة في عهد المأمون والمعتصم سرآ , ثم أعلنت بعهد من جاء بعدهما , والعمل السري لمجموعات الفلاسفة هؤلاء نتجت عنها تجمعات منها جماعة أخوان الصفا خلان الوفا , التي تألفت في البصرة أواخر القرن الهجري , اليوم ببغداد أخوان الصفا هم الطرق الصوفية القادرية نسبة للشيخ عبد القادر الكيلاني , وأخوان خلان الوفا مقرها الجامع المسمى الخلاني بوسط بغداد بين جسر السنك والباب الشرقي , وأنتجوا هؤلاء رسائل لأخوان الصفا بلغت خمسين رسالة مزجوا فيها الفلسفة والحساب والفلك والطبيعيات والتصوف والتكهن وعلم النفس و الهدف أن تؤمن بأن الروح هي من الله وأنها ستعود أليه وأذا تسامت أليه الآن تصل لمراحل السمو والمعجزات , وأن هذه العلوم درسها يؤدي لطهرة النفس لتكون منطبق عليها القول بأنها النفي المطمئنة الطاهرة أرجعي الى ربك فيقبلها لطهارتها ...
أما بالأندلس حيث العرب المسلمون المنفيون فقد نشطوا بدراسة ونقد الفلسفة وتجادلوا فيها وخاصة بعهد عبد الرحمن الأوسط , وفي عهد عمرو الكرماني أتفق على تبني أفكار رسائل أهل أخوان الصفا البغدادية وأعتمدها كمبدأ للفلسفة لديه , وأنتشرت بالأندلس , بالقرن الخامس الهجري, ورغم هذا تعرض بعض الفلاسفة للرجم والتعذيب والأتهام بالزندقة وساير الحكام رأي العامة ورجال الدين وصمتوا , يعني الحرية لم تكن مطلقة لكل مفكر, وأشهر فيلسوف من الآوائل الكندي يعقوب بن أسحاق توفي 246هجري, كان أبرع من ترجم عن اليونان لأرسطو وأخترع علم النفس وأعتبر ميزة بالعالم للعرب لأول مرة , وتميز بأسلوب متوارث عن الأمام علي بن أبي طالب (ع) وهو التجربة والأمتحان للمتوقع أجابته , يعني يجيبك عن المسألة والسؤال بالتجربة وتراها بعينك ومن يقرأ كتاب نهج البلاغة يجد تجارب الأمام علي مثل هذا الأسلوب أستخدم و ثم جاء أبو نصر الفارابي المتوفي في عام 339هجري, قال أن الفلسفة علم صحيح يجب الأعتقاد به , ثم جاء أبن سينا أبو علي الشيخ الرئيس , أشتهر بالفلسفة والطب , وترجم كتب جالينوس وأبقراط , وكان متصوفى ألا أنه بالحلال تمتع بشهواته الجنسية التي أنهكت جسده كما يروى عنه مستخدمآ العقاقير الطبية التي أكتشفها لمتعة جسده فضت عليه , ثم ظهر حجة السلام الأمام أبو حامد الغزالي المتوفي عام 505هجري, آمن بأن الفلسفة والدين صنوان , وحاجج الفلاسفة ورجال الدين لذا سمي حجة الأسلام و وليس كما عندنا اليوم هي درجة من درجات التعليم الديني بالمذهب الشيعي وهي أجازة لحاملها بالسماح له بمحاججة الأخرين والا نحن العامة من الناس المسلمين لايحق لنا محاججة ومجادلة أحد مسلم أو غيره بشؤون الدين لسنا مخولون لسنا من درس علوم الدين ومنح أجازتها, والغزالي كتب ( أحياء الدين) وكان من أربعة أقسام وهب العبادات والعادات والمهلكات والمنجيات , وهي اقرب للتصوف وقال بعض المفكرون المسلمون لو ذهبت كل كتب المسلمين وبقي هذا الكتاب يكفي لأستمرار الأسلام و لأنه أغنى عنها , ورأيه بالفلسفة انه يرفض التقليد و أعادة الأفكار كما هي و ولذلك كتب ( تهافت الفلاسفة ) , حيث رد عليهم , أما فلاسفة الأندلس فقد رد أبن رشد على الغزالي بكتابه ( تهافت التهافت ) , قال أن الغزالي أخطأ على الشريعة أخطاءه على الحكمة ...
وبالأندلس أبن باجه وأبن طفيل وهم من الفلاسفة الذين يقرون أن أرسطوا بلغ غاية الفلسفة , وأبن رشد زميلهم كان اقرب للمادية للقرب من الأفرنج , وهؤلاء يؤمنون ان الخلق المادة الأزلية وأن الحركة اضطرارية في هذه المادة والخالق المجرك هو مركز تلك المادة , وعليه المخلوقات تشاركها الآزلية لأنها منها و ويؤمنون أن النفوس تموت مع أجسادها , وهذا يتعارض مع الأسلام المؤمن بالثواب والعقاب ويوم الدين والقيامة وهي مجرد أراء .. ورد أبن رشد عليهم بكتابه ( فصل المقال فيما بين الشريعة والحكمة من الأتصال ) ... وعليه كانت الفلسفة العربية الأسلامية حسب رأي العلماء عند العصر الأموي ساذجة وتطورت ونظمتها القواعد بالعهد العباسي ببغداد لوجود الترجمة والأختلاط بثقافات العالم اليونان والروم والهند والشرق .....
الصحفي العراقي ياس خضير العلي
مركز ياس العلي للآعلام _صحافة المستقل
http://yasjournalist.syriaforums.net
http://yasalalijournalist.ahlablog.com