منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 3 من 3
  1. #1

    وداعا”حجازي”.. الموت يغيب “كبير الكاريكاتير” بعد 50 عاما من المقاومة

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    • حجازي رسام الكاريكاتير الذي حارب الفساد ووقف مع حلم الثورة.. واعتزل قبل 15 عاما بعد أن يأس من التغيير
    كتب – أشرف جهاد :
    في صمت.. رحل فجر اليوم “سيد درويش الكاريكاتير” أحمد إبراهيم حجازى في بلدته كفر العجيزى بمحافظة الغربية, وذلك عن عمر يناهز الخامسة والسبعين عاما.
    وكان حجازي قد اعتزال الرسم والكاريكاتير منذ 15 عاما, وترك صخب القاهرة عائدا إلى مسقط رأسه طنطا, وذلك بسبب الإحباط و اليأس من التغيير, وقيل أيضا إنه اعتزل بسبب تغلب خجل الفنان الطبيعي عليه.
    ولد الفنان احمد إبراهيم حجازي في مدينة الإسكندرية عام 1936 من أب ريفي يعمل سائقا للقطار، وعاش بداياته الأولى في مدينة طنطا، فتفتح وعيه على الحياة من خلال والده الذي يقول عنه :”كان صامتا مثلي، لكنه كان أحيانا ما يحدثني عن الأوضاع في عمله، وكيف أنهم عاقبوه ذات يوم لأنه تأخر عن دخول المحطة بقطاره دقيقتين.. “.
    بداية الفنان حجازي كانت في مجلة “صباح الخير” التي تصدر عن مؤسسة “روز اليوسف”, حيث برزت موهبته في فن الكاريكاتير بشكل سريع, وتعامل مع عدد من الأسماء اللامعة في الصحافة المصرية التي توالت على رئاسة تحرير المجلة, كإحسان عبد القدوس وأحمد بهاء الدين وصلاح جاهين عبقري الكاريكاتير الذي كان له فضل كبير في مساره المهني, ويقول عن هذه الفترة : “هؤلاء كانوا يؤمنون تماما بمجرد دخولهم باب مبنى “روز اليوسف” أن الكاريكاتير شيء مهم جدا في تلك المؤسسة, بصرف النظر عن الضغوط التي يواجهونها أو يتعرضون لها بسببه..”
    وخلال مسيرته الفنية استطاع حجازي أن يحقق مكانة متميزة علي خريطة الحركة الفنية في مصر والوطن العربي من خلال انحيازه إلي أهل مصر البسطاء الذين خرج من بين صفوفهم، معبراً عن آمالهم شاعراً بآلامهم مشاركاً لهم معاناتهم اليومية.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    فجاءت موضوعات لوحاته ورسومه الكاريكاتيرية تحمل الهم الإنساني بأسلوبه المميز وموهبته المتفجرة.
    ورغم كل ذلك لم يكن الكاريكاتير- منذ البداية- هدفاً في حياة حجازي، فقد كان هدفه دائماً البحث عن وسيلة للتعبير عن رأيه وموقفه من الحياة والناس، لذلك سارت حياته متباينة مع الكاريكاتير.
    ففي عهد الرئيس عبدالناصر كان الخط العام متماشياً مع أفكاره، وان اختلف- أحيانا- مع بعض التفاصيل، والأخطاء التي شابت هذه السياسات، لذلك هاجم هذه السلبيات في رسومه.
    وخلال فترة حكم الرئيس السادات، اختلف الخط العام في المرحلة كلها مع أفكاره، لذلك اتجه إلي الكاريكاتير الاجتماعي، وبدأ يرسم لوحاته عن الانفتاح الاقتصادي في بداياته، قبل أن يشعر بالملل، وبأنه لا يستطيع ان يساير هذا الخط فابتعد عشر سنوات كاملة.. تفرغ خلالها للرسم للأطفال.
    وتميز شغب حجازي الكاريكاتوري في الصحف العربية بالانتقادات اللاذعة وعلى نحو مخالف لكاريكاتير ذلك الوقت، والذي كان يقوم على المبالغة الشديدة لإضحاك الناس، واعتمد في مدرسته الجديدة التي أسسها وسار على دربها كثيرون على فكرة الواقع المعكوس، التي كانت تنطلق من رصد الواقع كما هو من دون تدخل، استنادا على ما ينطوي عليه هذا الواقع من مفارقات مضحكة للغاية.
    وارتبط فن حجازي بقضايا البسطاء من المصريين، واستطاع ان يعبر برسومه عن الطبقة الشعبية التي يفخر دائما بانتمائه اليها فدافع عن حقوق الفقراء، وتهكم علي مظاهر الفساد ووقف مع حلم الثورة وانتقد المتاجرين بها.
    وتتميز خطوط حجازي بانسيابية كبيرة وتناسق بديع في الألوان, مما جعل رسومه موجهة أيضا للأطفال, حيث كانت شخصياته الكرتونية في القصص المصورة الأكثر تأثيرا في الأطفال على المستوى العربي.
    موهبة حجازي شهد لها العديد من رواد الكاريكاتير, فكان رخا رائد رسامي الكاريكاتير يقول عنه: “حجازي هو سيد درويش الكاريكاتير”، أما شيخ رسامي الكاريكاتير زهدي فقد قال: “حجازي هو الماستر الذي يضع عليه رسامو الكاريكاتير أعمالهم وإبداعاتهم”.
    بينما بهجت عندما كان يشاهد رسماً جميلاً لـ”حجازي” كان يقول عبارته الأثيرة «الله ياحجازي» وبعد أن تذهب النشوة يقول لنفسه وللحاضرين بانبهار شديد وحب أشد ابن الـ… “جاب الفكرة الحلوة دي منين”.
    أما العبقري صلاح جاهين عندما كان يرأس تحرير مجلة صباح الخير فقد كان يؤجل صفحاته ورسوماته الخاصة لكي ينشر بدلاً منها رسوم وأفكار وطلقات حجازي.. أما الرسام الفرنسي «بلانتو» أحد أهم رسامي الكاريكاتير في العالم فلم يصدق رسوم حجازي عندما شاهدها مع أشعار فؤاد قاعود، لم يصدق أنها من إبداعات يد فنان، وأكد أن هذه المنمنمات لابد أن تكون تصميم الكمبيوتر.

    ولم يكن حجازي منظرا لحقوق ومعاناة الناس في رسومه وفقط, بل كان مؤمنا بها.. وقبل أن يغادر القاهرة بصخبها وضجيجها عائداً إلي قريته ذهب إلي صاحب الشقة التي ظل يسكن بها طوال سنواته في القاهرة منذ حط رحاله بها قادماً من قريته ليقيم سنوات عمره بميدان الباشا بالمنيل علي بعد خطوات من نيل القاهرة الساحر..
    ذهب حجازي إلي مالك العقار الذي شهد سنوات شبابه وكهولته سنوات. ونقترب من نصف القرن قائلاً له: سوف أعود إلي طنطا وجئت لأسلمك مفتاح الشقة فلم تعد تلزمني.
    فما كان من صاحب الشقة، إلا أن قال له: انتظر يومين حتي أجهز لك ثمن الشقة فهي تساوي 200 ألف جنيه حالياً.
    ألجمت المفاجأة حجازي فقد كانت الشقة بالإيجار وليست تمليكاً، ولم يتمالك حجازي نفسه من الرد قائلا: ياراجل، وعندما أخذتها منك.. هل أعطيتك شيئاً؟ هي شقتك تعود إليك.
    وتركها حجازي وترك القاهرة دون أن يأخذ منه شيئاً.. ودون أن يحمل معه سوي فرشاته وألوانه، أما لوحاته فلم يحمل منها شيئاً لأنه لم يكن يملك منها شيئاً.. هذا هو حجازي الإنسان.
    ليعود إلي بيت الأسرة بقرية كفر العجيزي، إحدي قري مدينة طنطا بمحافظة الغربية، ذلك البيت الذي شهد طفولته وصباه ومرتع وشبابه, وبقى هناك حتى وافته المنية فجر اليوم 21 أكتوبر 2011.
    مواضيع ذات صلة
    http://elbadil.net/%d9%88%d8%af%d8%a7%d8%b9%d8%a7%d8%ad%d8%ac%d8%a7%d 8%b2%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%88%d8%aa-%d9%8a%d8%ba%d9%8a%d8%a8-%d9%83%d8%a8%d9%8a%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%83%d8%a7%d8%b1%d9%8a%d9%83%d8%a7/
    #00FF00
    إمضاء / عبدالرحمن سالم سليمان
    مع أرق التهانى ودوام التوفيق والنجاح

  2. #2
    رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه...
    هؤلاء نماذج فريدة وبصمة باقية...
    شكرا لك اخي عبد الرحمن
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  3. #3
    مقال رائع يرحمك الله يا حجازي يا فنان فعلا فنان حقيقي وتخليه عن ثمن شفته يشبه الكذب شكرا مرة اخرى

المواضيع المتشابهه

  1. الموت يغيب الفنان المصري محمد متولي لقد كان فنانا مميزا بحق
    بواسطة رغد قصاب في المنتدى فرسان الفني
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 12-23-2019, 07:18 AM
  2. ما يغيب عن الانظار--من انساب
    بواسطة عثمان آل غفار في المنتدى فرسان العائلات العربية والتراث.
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 05-03-2015, 07:23 PM
  3. من مؤتمر الكاريكاتير والمجتمع
    بواسطة محمد عيد خربوطلي في المنتدى فرسان الفني
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 08-09-2014, 02:22 AM
  4. ملتقى الكتاب الصحافيين السعوديين الأول يغيب المرأة
    بواسطة الحلم القاتل في المنتدى فرسان الأدبي العام
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 09-20-2011, 04:54 PM
  5. رسام الكاريكاتير الشعشاع
    بواسطة ملده شويكاني في المنتدى فرسان الفني
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 01-25-2011, 05:42 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •