صفقة شاليط وأسباب قبول إسرائيل لها
من العجائب أن صفقة تبادل الأسرى الفلسطينيين بالجندى الإسرائيلى الأسير جلعاد شاليط التى نجحت وتم تنفيذ أولها بالأمس نجد أنه ظهر لها أكثر من أب فبينما ركزت وسائل الإعلام المصرية على أن المخابرات العامة المصرية هى صاحبة الفضل فى نجاح وتنفيذ الصفقة ظهر فى وسائل الإعلام مسئول كبير من الخارجية التركية يؤكد أن تركيا كان لها دور كبير فى نجاح الصفقة .
كما ظهرت أخبار عن الولايات المتحدة كان لها يد فى نجاح الصفقة وكل هذه الأخبار تؤكد حقيقة واحدة وهى :
أن كثير من وسائل الإعلام تضلل الناس ولا تعطيهم الخبر الصحيح وكل منها يعمل لمصلحة جهة ومن ثم يفتقد الخبر المصداقية عندما يقرأ القارىء أو يسمع المستمع لكل هذا .
وبناء على نجاح هذه الصفقة خرجت وسائل الإعلام بخبر أخر عن صفقة أخرى بين مصر وإسرائيل هى مبادلة الجاسوس الاسرائيلى والذى يحمل الجنسية الأمريكية أيضا جرابيل مع أسرى أو مساجين مصريين فى سجون إسرائيل .
وهو خبر قد يكون صحيحا وقد لا يكون وقد يكون بالونة اختبار من المخابرات المصرية أو الاسرائيلية لمعرفة رد الطرف الأخر .
ومن ثم فنحن نعيش زمن الاعلام المضلل واعلام الشائعات والتى تجعل القارىء أو السامع مشتت .
وأسباب قبول الجانب الاسرائيلى للصفقة يتمثل فى التالى :
أن عملية تحرير الجندى الأسير كانت ستكلف إسرائيل أرواحا واصابات فيما لو قامت بعملية عسكرية وأيضا قد تكلفها أسر جنود أخرين كما كانت ستكلفها ماليا من خلال الطائرات والصواريخ والمركبات .
أن اسرائيل قادرة فى أى وقت على اعتقال العشرات والمئات من الفلسطينيين ومن ثم فإنها ستعوض خسائرها من الأسرى الفلسطينيين فيما بعد .
أن الصفقة ستعتبر مكسب كبير للحكومة الحالية وهو مكسب انتخابى كبير وقد تجلى هذا فى استقبال رئيس الوزراء والوزراء للجندى الأسير وكأنه انتصار حربى .
أن ظهور العداء لإسرائيل بعد الثورات قد زادت حدته من خلال المظاهرات خاصة أمام السفارة الاسرائيلية بمصر ومن ثم تبين للحكومة الاسرائيلية أن هذا العداء وتلك الكراهية قد تتحول بحالة السلام بينها وبين مصر تحت ضغط الكره والعداء الشعبى إلى حالة حرب هى غير مستعدة لها حاليا .
أن الولايات المتحدة ودول الغرب حذرت اسرائيل من أى عمليات فى الوقت الحاضر لأن العمليات العسكرية ضد الفلسطينيين أو غيرهم ستفجر بركان البارود الكامن فى الشعوب والذى سيطيح بما تبقى من أنظمة موالية لهم وبما يحاولون بنائه من مد الجسور مع القيادات الجديدة ومع التنظيمات التى ستكون الحكومات فى المستقبل .