تصبح على خير أبي تصبحين على خير أمي . كانت تلك الكلمات التي اعتادت زينة على قولها قبل أن تصعد إلى غرفتها لتنام في سريرها
ذات يوم ودعت زينة والديها وصعدت الى غرفتها أطفأت الأنوار ودخلت السرير تدثرت زينة بشكل جيد فقد كانت ليلة باردة وفجأة
علا دوي الرعد وصاحبه وقع حبات المطر وكان هذا كافيا ليقلق زينة ويؤرقها . انتبهت زينة للضوء المتسلل من شباك غرفتها وهو
يومض على الحائط . دب الخوف في قلب الطفلة وخارت قواها اشتدت انفاسها وازدادت سرعة نبضها . ماذا تفعل والليل في أوله ؟
ازداد تمسكها بالغطاء وحجبت رأسها به فقد كان حاميها الوحيد كما تظن . ماذا تفعل ؟ تنزل الى والديها ؟ كيف ستمشي وساقاها
لا تعينها . تصرخ ؟ لا ربما انتبه لها ذاك الضوء الوامض . تحيرت الطفلة وتداخلت افكارها فتذكرت قول المعلمة
( عليكم بقراءة المعوذتين عند الخوف *قل أعوذ برب الفلق * قل أعوذ برب الناس *) وهنا طفقت زينة بالقراءة قرأت وقرأت
حتى استعادة عزيمتها فسحبت الغطاء عن وجهها وقامت ‘لى الشباك لترى حقيقة الضوء الوامض ومن خلفه
فرأت سعفات النخلة المقابلة لشباكها تهتز بقوة بفعل الريح وهي تتحرك أمام مصباح جارهم . أدركت زينة إن الضوء الوامض
ماهو إلا ظل السعف على حائطها وعندها ابتسمت زينة وهي فخورة لانها هزمت خوفها وعادت لسريرها وخلدت للنوم