منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1

    شيء ما عن ديوان كأني أرى للشاعرعبد القادر الحصني

    شيء ما عن ديوان كأني أرى للشاعرعبد القادر الحصني


    «وما كان لهذا الشاعر ان يزعج صمت الأبدية، أو ان يفتح فاه..كان تعزّل في احدى الغابات النائية، وأطبق جفنيه على المتبقي من أخضر هذا الكوكب».
    هو سؤاله الذي طرحه، وكثيرة هي التساؤلات والاجابات التي اشتغل عليها شاعرنا الملهم عبد القادرالحصني، في تفسير شفّاف لأحداث تغلغلت في عروقه فاشتعلت مشاعره، وفي أحداث سبق وقوعها في قريحته وموهبته الا ان قارىء الحصني شعر انه أمام اشكاليه صعبة وتجربة مركبة تتصاعد فيها كل القيم المتزايدة..هو يقول:
    معاً نحن في صورة الحلم
    نهر المجرّة سيل كواكب زرقاء
    والليل أخضره
    لحظة التحويل الكبيرة بعد تراكم الكم الهائل داخل الحالة العصبية او الانفعالية التي تطبخ المادة الابداعية عند شاعرنا، عندما نجد لديه رصداً شديداً معقداً لكثير من رؤى وأحاسيس تخصّ نوعيات البشر المختلفة والمطربة التى تلق ممتع..ماذا يريد؟...بل ربما نجد الكثير من الاتجاهات النفسية التي تأخذنا تعالوا نقرأ:
    سلاماً أنا طفلك الأشيب
    أمرّ علي ورقي بالمداد
    كبرت ولمّا أزل ألعب
    ورأسي على راحتي متعب
    وتتراكم القيم والظروف والنصوص المقروءة والألم والجراح، فيتحرر الشاعر من العشوائيات، ويستنبط الخفايا المختبأة وراء الأسوار ليجد القيم المتراكمة في نفس الانسان المضطهد والمجروح، إنها النزعات الطالعة من ذات الأديب والتي تحتوي من المؤثرات ما لا تحتوي ذات اخرى، انها ذاته هو المعبرة عن جماعات وجماعات وعن أحلام فرحه، ومضطهدة، منكسرة على أعتاب روحها يقول:
    يا محمد
    يا احتراق الورد في القلب
    وللحلم الأخضر، مذبوحاً
    على أعتاب معبد
    وبرغم كل الأسى والقهر والحرمان المتفتح كشقائق النعمان على وجه الشاعر عبد القادر الحصني ، يمد يده ليشعل اللون الاخضر في موتنا وانكسارنا لتشبه القصيدة، كوميديا خفية في ضحكة أزلية من أباطيل العالم المتردي اقتطف من قصيدته المبحرة في « امضِ يا ذئب» :
    سوف أنسلّ اليهم لو على شك وريب
    امض يا ذئب سيطويني ويطويك اذا حلّ نهار الناس غيب
    وتذكر وجه صعلوك، تمنى هذه الليلة لو تحمل منه امرأة
    طفلاً، يسميه ذؤيب
    امض يا ذئب..
    امض
    يأخذنا الشاعر الحصني من يدنا كمن يمشي في الوحل والظلام يصر وهو يلهث ان نصل الى مبتغانا، ربما يتألم وتتدحرج دموعه المدماة كسائر الشعراء المنهمكين، فترتبط بالوحل المتحول عاجلاً الى قداسة التراب، نحن الذين وصلنا معه، وأين أصبح هو؟ والى أين وصل؟
    نمضي نحن ونتركه وحيداً، هكذا مصير الشعراء دائماً في فطرتهم المشتعلة وطيبتهم المتصاعدة، تجعلنا دائماً نبحث عما يخمد أشياءنا الملتهبة في الشمس الخضراء، والمنطق السريالي الساحر هنا في شغافه المكتوب عليه نجد:
    رأينا في عينيه الشمس المنسابة في اليخضور
    ورأينا في منطقه مطراً سريالياً وطيور
    وسألناه عن اسم حبيبته، فأشار الى واحدة منا،
    وسألها: ما لون النور
    كل هذه الاشياء الجريئة تخرج من حنايا الشاعر ولا بد لي ان اشير الى ان تناغم الحزن والفرح القليل المتخفي يختار تفعيلته او بحره او نهره ومجراه..متفاعلن..أو فاعلاتن أو سوى هذه التفعيلات تدلك على البنية التركيبية المعقدة في قصيدة الحصني:
    سأطلق روحي في المساء كموجة
    وأسحب كالمجنون من تحتها رملي
    ولا يتوانى ان يتآلف مع البحر الطويل، فلا صعب على الشاعر، لان التمكن من الموسيقا يعطي دلالته في المقدرة الأزلية عند الشاعر ولا تسكن مقطوعة شعرية في قلب انسان ما لم تتصاعد فيها الموسيقا كنوافير العطر او تتساقط على عواطفنا كرذاذ العبير.
    وهنا تذكرنا القصيدة وحالتها الابداعية بأشكال فنية متتالية في لوحة تشكيلية يحتاج المتبصر الى مشقة في فك تركيبها..
    فيأتي تناسق وتناغم وتداخل واحتراق الألوان ليطلع خلق جديد فيه مافيه من اشياء تدل على جديد في المكان وقوة في الحدث وتتغير القصيدة بكافة ما تحتوي من مقومات وتخرج من حالتها التشكيلية لتدخل حالة اخرى تذكرك بالكون والنفس والروح، في فن السهل الممتنع، ولعل هذه الحالة الشعرية كما أراها تحتاج الى صعوبة أكثر وجهد أوفر فكيف ستوافق تلك التفعيلة القصيرة الحركة الواسعة النزيف أو الفرح مع الأوهام والأنواء والأشياء والذكريات لتأتي قصيدة باقية الى اكتمال الفرح فيها:
    ومسّح قوامي بزيت يديك اللتين تذوب على
    سحرهنّ يداي
    ولا تتنهد بغير شفاهي اذا صرت ناي
    ولا تتغير
    فبأي قلم يكتب الشعراء، وكيف سأكتب عن شاعر كلما رأيته يخيل الي ان قهر العالم وحزن العالم ووجع القصائد في عينيه وعندما يفاجئني ويرشني بعطر ويغمرني بالياسمين اكتب على طاولته بالأخضر المنتشر والفواح عاش الشعر والشعراء.


    محمد خالد الخضر



    خبر اخر
    ديرالزور تشيع الكاتب أحمد شوحان


    دير الزور- نهاد دريعي:
    في موكب مهيب شيعت دير الزور يوم الاربعاء الماضي ابنها البار الاستاذ والباحث احمد شوحان الذي قضى حياته باحثاً ومؤلفاً في سبيل الفكر والادب والتراث.
    تعلم الاستاذ احمد شوحان على أيدي كبار الشيوخ والعلماء امثال محمد سعيد العرفي وحسين الرمضان وحسين السراج وغيرهم من اوائل كتبه كتاب اعلام الفرات الذي تحدث عن الشخصيات المهمة والبارزة في وادي الفرات بالاضافة لكتب تاريخ دير الزور وعشائر بلاد الشام والاسلام والعلمانية وغيرها.
    وله الكثير من التحقيقات المهمة مثل تحقيقه لكتاب صيد الخاطر لابن قيم الجوزية وترجمات لمشاهير العلماء والمسلمين.
    كما كتب الشوحان للاطفال على شكل قصص رجالات الأمة العربية والاسلامية وافرد كتاباً خاصاً لشاعر الفرات محمد الفراتي والشيخ محمد سعيد العرفي بالاضافة الى كتاباته في العديد من الدوريات العربية والمحلية والبحوث والدراسات .
    ويبقى ان نقول ان الشوحان من مواليد دير الزور 1944 تلقى علومه الابتدائية والاعدادية والثانوية التجارية في مدارس دير الزور ، سخر وقته وجهده في البحث والتأليف حتى وافته المنية والكتاب بيد والقلم بيده الاخرى.

    جريدة البعث

  2. #2
    الزميلة ملدا شويكاني شكرا جزيلا على

    مبادرتك الطيبة في نشر دراستي النقدية في

    هذا الموقع الجميل و أتمنى أن يكون بيننا تعاونا

    على نطاق أوسع في مجال الدراسة و النقد و الأدب

    و شكرا

المواضيع المتشابهه

  1. مسجد كأني أكلت
    بواسطة أم محمود في المنتدى فرسان السياحة.
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 09-06-2018, 01:15 PM
  2. نرحب بالشاعر العزيز /عبد القادر الحسني
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان الترحيب
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 01-16-2014, 09:52 PM
  3. منظومة أسماء الله الحسنى للباز الأشهب عبد القادر الجيلاني رحمه الله
    بواسطة فاتن علي حلاق في المنتدى من روائع الشعر
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 06-24-2013, 08:52 AM
  4. ديوان الشاعر الكبير/عبد القادر الأسود
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى ديوان شعراء الفرسان
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 10-25-2011, 03:20 AM
  5. اذا كنت تعرف مريض فشل كلوي محتاج لعملية
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى أنت تسأل والأطباء يجيبون
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 07-17-2006, 04:15 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •