عندما أراكِ ...

أرى عالماً من المستحيلِ

على حافةِ الخيال

قد فرَّ من الماضي

وسكنَ حِماكِ


عندما أراكِ ...

أُبدّلُ أحزاني وآهاتي

أهربُ من عمري وحياتي

لأمّتع ناظري بمرآكِ


عندما أراكِ ...

أغيبُ عن الوجود

لألبسَ زمناً جديدا

وقلباً جديدا

ومِعطفاً جديدا

يقيني من قطرات المطر

وزمهريرِ شتاكِ


عندما أراكِ ...

أتخيّلُ كوناً من دونِ بشرْ

أنا وأنتِ والليلُ والقمرْ

لا ناسٌ لا شمسٌ لا نهارٌ هنا

قد سكنَ الفجرُ أحزاني

وهربَ النجمُ من دنياكِ


عندما أراكِ ...

تحدُثُ أروعُ المعجزاتِ

فلا خيانةَ في الحبِ ولا خداعُ

ولا تحطيم قلوبٍ أو اندفاعُ

بل أساطيرُ عشقٍ

أسمتْها ورودَ الحب عيناكِ


عندما أراكِ ...

تحدُث إنقلاباتٌ وثوراتُ

تبدأ كرياتُ دمي البيضاء

بالهجومِ على الحمراء

يصبحُ الليلُ نهارا

والنهارُ يصبحُ ليلا

يبداُ ضوءُ الفجرِ التنّزُهَ بينَ يداكِ


عندما أراكِ ...

أشعرُ أن الدنيا

تضّمُني كالطفلِ وأمُه

فأعيشُ طفولتي بأروعِ لحظاتها

طفولتي التي اجتاحت زمني

وسكنت رُبـاكِ


عندما أراكِ ...

أهرب من حاضري لأعيشَ مستقبلي

أستقرأُ عرّافةً عن حالِنا

ماذا سنصبحُ بعدَ عشرةَ

أو عشرونَ عاما

هل سنبقى معاً ؟؟

أم سنفترق كثورةِ الشكِ والهلاكِ ؟؟


عندما أراكِ ...

أقفُ مشدوهاً أمامَ عينيكِ

فلا فمٌ يتكلمُ ولا عينُ زائغةٌ

بل سكوتٌ يلّفهُ سكوت

وهدوءٌ يجرُّ الضجيجَ فيموت

فقد جُمِعَتْ في عينيكِ ثورةَ الجحيمِ

وبراءةَ الملاكِ

لكن مهلاً حبيبتي ...

قبلَ أن يستّبدَ بكِ الغرور

لا تنسي أنَّ جمالَ عينيكِ هو حبي

ألا تدرين....

أنكِ جميلةٌ لانني أهواكِ