بسم الله الرحمن الرحيم



عندما نسمع كلمة (( وطواط)) أو (( خفاش)) فإنه يتبادر للذهن سريعا ذلك الحيوان الثدي الذي ينام بالصباح ويحيا في المساء، والذي له جناحين لا يطير بهم إلا بالليل، ولكنني في هذا المقام لا أتحدث عنه، بل أتحدث عن نوعية جديدة من الخفافيش التي غزتنا من حيث لا ندري، وقدِمت علينا من غير حول لنا ولا قوة،،،الخفافيش الدارجة اليوم على موديلات العباءات، والتي تسمى اليوم ب(( عباءة الوطواط))!!!


قد تستغرب عزيزي القارئ إن أخربتك بمدى انتشاح مثل هذه العباءات في مجتمع البنات وتغلغله بشكل كبير بين ردهاته، حيث بتنا نرى خفافيش في ضوء النهار، ويتخيل للبعض أن هذه الطائفة من الفتيات مستعدين في أي لحظة للانطلاق وللتحليق في السماء، نظرا للجناحين الثقيلين الذين يزينون عباءة الوطواط، ولا ننسى بالتأكيد أن نذكر أن هذه العباءات يتم تطريز أطرافها بتطريزات غريبة عجيبة لا تخطر على البال، و نقوشات ورسمات تذكرني حين أشاهدها بلوحات المشاهير التي يرسمونها ويصيغون خطوطها على لوحاتهم، أي أنها يا جماعة: (( تتحدى لوحات بيكاسو وليونادرو دافنشي وغيرهم))، وهذا في الأخير يثير انتباه كل من يمشى في ممرات وردهات المرافق العامة، الأمر الذي يؤدي بالتأكيد إلى تحرش الشباب بالشابات، وحدوث أمور لا يحمد عقباها أبدا!!


بعض الفتيات للأسف يلبس مثل هذه العباءات حتى تثير انتباه العديدين إليها، حيث أنها قد صرفت أموالها في اقتناء شيء غريب وجديد وبعيد كل البعد عن المألوف، فهذه الشاكلة من الناس كثيرين، وطيش الشباب وانعدام الوعي وضعف الوازع الديني وقلة الاهتمام من قبل الأهل بمثل هذه الأمور سبب انجراف هؤلاء إلى لبس ملابس غريبة جاءت تصميماتها من ضعاف النفوس، حتى تغزونا وتنتشر في محلاتنا، دون حسب ولا رقيب، لتكون هذه الملابس ملابس تحدد الجسد وتمنحه جناحين إضافين ممدتين من تحت اليدين إلى أسفل القدمين ((لست أدري هل هو للطيران أم لإضافة يدان جديدان للإنسان))، حتى تلبس فتاة الإسلام لبس الموضة، الذي لا يمد لعاداتنا الإسلامية واللبس الإسلامي بأي صلة.


سؤال يخطر في البال، ويثير الاستعجاب: لماذا يلبس أخواتنا المسلمات لمثل هذه النوعية من العباءات؟ هل بالفعل يراها البعض جميلة حتى يقتنيها؟ وهل سنموت جوعا أو عطشا إن لم نواكب آخر صيحات الموضة ولم نلبس مثل هذه العباءات، التي أصبحت تصور المرأة العربية بشكل قبيح ومزري؟ لست أدري بالتحديد ما هي الإجابات الوافية الشافية لمثل هذه التساؤلات، كون من يلبسها أولى بالإجابة عليها، ولعل الغالبية العظمى إن جئت تسألهم تلك الأسئلة ، يجيبون عليك ب: ((الموضة تنمى من ثقافتنا، وتجعلنا نتحرر من قيود التخلف، لننطلق إلى البوتقة العصرية، متزامنين مع التكنولوجيا والتقدم، متحررين من التخلف والأفكار السوداوية،،إلخ)) بذمتكم: هل هذا كلام مفهوم؟؟ هذه فلسفة غير منطقية، وكلام مبهم يملئه الغموض، قد سمعه بعض الفتيات من المجلات والفضائيات، وحفظنه ظهرا عن قلب دون أن يعلموا ما معناه، حتى يأتوا ليفلسفوا على كل من يريد النصح والرشد لهم!


واقع حال لست أبالغ فيه أبدا، فأنا أعيش في مجتمع الفتيات، وأرى يوميا عجب العجاب، وأكحل عيوني بمناظر لا تسمن ولا تغني من جوع، وأرى عباءات بما أنزل الله بها من سلطان، وأحاول النصح والإرشاد، ولكن أرى الأبواب تغلق في وجهي، وأسمع كلمة (( متخلفة وجاهلة وغير مواكبة لركب الأزياء)) تلاحقني ، ولكن مع هذا أسعى ،ولن أكل ولا أمل أبدا، وأريد أن أختتم هذا المقال بالنصح والإرشاد إلى الفتاة المسلمة، التي اصطفاها الله تعالى وأكرمها الإسلام ووصى بها المصطفى – صلى الله عليه وأسلم- لأهمس في أذنيها هذه الكلمات: دعي الله نصب عينيك، واتركي الشيطان الذي يزين لك سوء العمل وراءك، فالحياة لن تكون تعيسة بمثل هذه الرتوش التي تثقل كاهلك بالهموم والمعاصي، بل تغلبي على نظرات التخلف التي تنبعث ممن لا يخافون الله، ويعبدون الشهوات، وكوني تلك الوردة لبيضاء، التقية النقية، التي تريد رضا الرحمن، وتسعى إلى أن يكون لبسها لبس الإسلام، والتي تواكب ركب الأخلاق، وتترك ركب الأزياء، بالتأكيد لا نمانع أبدا في تجملك، ولكننا نشدد على إظهار هذا الجمال لمن حرم الله عليهم جمالك، فكوني دائما حمامة الإسلام، واتركي عنك مثل هذه العباءات، تنالين الأجر والثواب، وتبتعدين كل البعد عن المعاصي والمنكرات..وهنيئا لهؤلاء الذين لا يسعون إلى إضافة اللمسات المشينة لعباءة الإسلام...


اخووووكم

كــــــ المصرى ـــــــــرم