رؤية نقدية للمجموعة القصصية "إشراقات الزمن الماضي"

ملف مرفق 1214

السلام عليكم
بداية أشكر الأديب محمود الوهب على إهدائه لي مجموعته القصصية الاولى لدى زيارتي لمعرض الكتاب وللجناح الخاص بالدار وبعد:
الأستاذة ريمه الخاني
مع المودة والاحترام
هي مجموعتي الأولى وفي البدايات الهفوات
فأرجو ان تغفري لي
13-9-2011
***********
لوحة الغاف للفنان رائد خليل
وتصميم الغلاف لنصر الشيخ علي
و الإخراج الفني عمار الوهب
*********
التقديم كان للروائي الكبير حنا مينا يختزل بعضا مما كتب:
القصة وخرير الساقية:
لخرير الساقية في المنحى الأخضر , وتر قيثارة, يتشهى به ويتصاعد شوق إلى الاندياح في مطلع المطلع والمغرب للشمس المتوهجة على مدى الظن او المدى الأبعد حيث الجمال هناك هو الجمال
....الان وانا في الكهولة لاأزال أتوكأ على عكاز القص عند هذا الولد , ومن أجله وبسببه أتذةق القص في الكلمة العذبة....
طبعا أنا لست مع كارليل , رغم ضلاعته الفكرية , في تقديم القضايا الخلقية على القضايا الاجتماعية , فمن الأخير تنبع الأخلاق حميدة كانت أم سيئة ولست مع تطوير الفن من فكرة القلب وحدها دون فكرة العقل مادام القلب والعقل كلاهما ينتميان ودونما انفصام
إلى النفس والنفس مساحة لاحدود لها.
...إن الفن لايكون من القلب وحده ولامن القلب وحده ودعوة كارليل إلى النضال ضد العقل باطلة...لقد قلت في زهو لاتمازجه مسكنه :أن الفقر نوعان:
أبيض كالذي أنا فيه الآن وأسود كالذي كان في طفةلتي حين أنا حاف جائع عار ومع الرزايا التي علمني الدهر أن أرتفع عليها.
لقد أحسن القاص محمود الوهب في النأي بنفسه عن الشكوى وعن الندب وعن النواح وعن المسكنه وعن المواقف الذليلة مسنعيضا عن كل ذلك بالهزء بالسخرية بفضح الفساد والمفسدين وتعرية النفاق والمنافقين ...انا لست في وارد تحليل هذه القصص فهو من عمل النقاد لكن لاحظت الذكاء في معظمها والشكل الفني في معالجة أحداثها من قلب الحدث لاخارجه وقد كان
الحوار الفصيح مقبولا وخاصة في رسم شخصية الانتهازي جنجي...
اقول: إن قاصا جديدا ولد في إهاب هذا المناضل , ذي التاريخ الطويل سعيا للعدالة في كل قصصه ..كانت الخطوة الأولى في الطريق الصعب ثابتة منفتحة على المدى لصياغة قصص واقعية أدبية فنية واعدة جدا وحسبه هذا.
15-10-2002
**********
الإهداء:
الذي حركته ظروفه من متعة فك الخط فمهد دربه أمامي بقلبه ويديه ..أبي.
التي ماملكت من دنياها سوى الحب والشقاء.. فمنحتني الأول وأوهنتها الثاني فرحلت باكرا .زأني.
التي ماتزال تجهد روحها لتكون حياتنا أكثر بهجة وجمالا .. سميرة.
خالد وعمار مازال أمامها متسع لتحقيق ما هو أجمل وأفضل..
واعدة يرف لها القلب فرحا وحبا .. وقليلا قليلا من الخوف.
*********
تطالعنا القصة الاولى بعنوان"جينجي":
الشخصية التي تنبش في القمامة انتهازية درجة أولى مشكوك بنسبه وتنتهي القصة بطلاق امه .
اللغة كانت مناسبة وموفقة جدا. الاحداث رغم انها مفاجئة لكنها لم تصبنا بدهشة عظيمة. رغم القالب القصصي الناجح.
كانت تعبر عن فئة في قاع المجتمع .
القصة الثانية "قوس قزح":
قصة جميلة غرقت بالوصف والسرد الممتد حتى حرنا أين تكمن العقدة.
"بالون"كانت الصورة الملتقطة صورة وفية للبيئة والواقع وماذا بعد؟أين لعبة الأديب الفنية؟ فالغلاف العاطفي والإخلاص للبيئة لايكفي لكتابة قصة مدهشة.
كانت مفتوحة النهاية تركت عبئا كبيرا على المتلقي وحدسه.
"بسطار عبد المجيد":
كانت الخاتمة واقعية جدا طرحت تساؤلات جديدة وهامة.
"إشراقات الزمن الماضي":
كان هناك استطرد في السرد أكثر من الضرورة لم تخدم النص رغم أنها تروي مشاعر إنسانية مشروعة وقريبة من النفس.
"حكاية اليوم الأول":
"إنه لفأل حسن أن يستيقظ المرء بوجه باسم!"
بتلك الجملة بدأ الكاتب قصته بجملة لامعة ,حيث كانت قصة زوجية بامتيازظهر ماوراء الأبواب من حياة زوجية جديدة تفتتح باب الالتزام الزوجي حيث يختمها :
مد عبد الكريم يده إلى الورقة اليتيمة المنسية في جيبه , ما إن تحسسها حتى ضرب بيده على جيبه:
-أف قاتل الله النسيان ..,اغفري لي ياعزيزتي , إنه اليوم الأول.
تتميز بدايات قصص الأديب بجمل فاتح لشهية القراءة وهي ميزة رائعة حقيقة قلما تتوفر في القص القصيرة.
"اللغز":
كانت قصة لصيقة بالبيئة بنهاية محفزة ,حيث لاتتوفر في كل القصص هذا العنصر الهام.
"سهرة":
كانت العبارت المنتقاة فيها موفقة إلى حد بعيد رفعت من عنصر الجذب فيها.
"جعالة الامتحانات":
هنا يركز على الفساد في العالم التربوي بطريقة ساخرة تنتهي بشراء ورقة يانصيب بتلك الجعالة!
"عين على الرصيف":
كان يريد أن يقول فيها أن المودة مفتاح خطير تكسر لاجدران والحواجز التي يضعها المرء لنفسه.
"بوح خاص":
قصة تثير البكاء بقوة تجسد حنان الأم وهضمها لأبسط حقوقها في الحصول على جملة لطيفة من الزوج.. وتبقى تنادي بأهمية الإ(خلاص له ببوحها للابن حتى في قبرها.
*******
كانت قصصا وفية لبيئتها كما قلنا لم تطرح قضايا عامة قريبة من المتلقي إلا قليلا..اتخذت المسار المثالي والتقليدي ديدنا في الطرح وسياسة لم تكن مدهشة بقدر ماكانت مطالبة به كعمل أول, وربما احتاجت لمزيد من التوجيه القوي حسب مذهبي الأدبي الشخصي فليعذرالمؤلف تجاوزي .
وبقدر ماكانت تجسد الروح الشفافة التي يتمتع بها الكاتب ,فهي كما نرى ولانها الأول , تبشر بكاتب كبير سوف يقدم لنا روح قصصية نظيفة متميزة الفكر لو مزجت بأهداف واضحة لكسبت جمهورا عريضا.وتبقى البدايات مسبارا لتحقيق نجاحات في الإنجازات التالية.

*******
أرجو ان أكون في هذه العجالة أن أكون قد وفيت الهدية حقها.
ونترقب جديد الأديب " محمود الوهب" القادم لنا بمحبة.
ريمه الخاني 13-9-2011