الشيخ العبيكان يحصل على جائزة نوبل!


عبده خال

كم هي كثيرة الأفكار التي تضخ عبر وسائل الإعلام، ولو أن الجهات المعنية قامت كل منها بالتقاط الفكرة المناسبة لها لربما حدثت قفزة نوعية في الخدمات وتسيير مصالح الناس.
إلا أن جماعتنا يعيشون على مبدأ الاكتفاء الذاتي وما يتم تناسله من اللجان المنبثقة والمتأخرة بينما أي عملية إصلاحية بحاجة إلى الأفكار المستحدثة ولهذا تجد أن سوق الأفكار في الدول القائمة على سرعة الإنتاج والإبقاء على معدلات النمو في تزايد تدخل إلى سوق الأفكار (الأفكار تباع وهي تجارة مربحة) وتنتقي ما يساعدها في إحداث طفرات نوعية.
أعود إلى القول إن كثيرا من الأفكار المبثوثة في وسائل الإعلام تضيع من غير أن تجد الحضانة التي تحييها وتحولها من مجرد أفكار إلى واقع حي.
وفي هذا السياق وفي برنامج الفتاوى استمعت إلى اقتراح مواطن من مدينة الرسول عليه أفضل الصلاة والتسليم يلقيه على مسامع الشيخ عبدالمحسن العبيكان حول الزكاة، والفكرة تقوم على أساس اجتثاث الفقر (بصورة نسبية) فلو أن المزكي سينفق ثلاثة ملايين ريال وبدل أن ينفقها على مجموعات كبيرة لا تغنيهم ولا تغير من حالهم، اقترح المواطن أن تعطى هذه الزكاة لفرد أو اثنين مع اشتراط أن يقوما باستثمار تلك الزكاة من خلال مصنع أو متجر، ومن شأن هذه الفكرة أن تزيل الفقر عن هذين الفردين وتحولهما مع الزمن إلى متصدقين.
وكان رد الشيخ عبدالمحسن متفقا مع الفكرة وإن قلل من إمكانية أن يتحول المبلغ إلى رأس مال يمكن له النمو مستعيضا أو محورا الفكرة إلى أن يتم شراء بيت لمن يتم التصدق عليهم بمبلغ كبير من أموال الزكاة.
وسواء كانت فكرة المواطن بتحويل الفقراء إلى منتجين من خلال المصانع والمتاجر أو ما اعترضها من تعديل كشراء منزل لهذا الفقير فالفكرتان يمكن تطويرهما وتحويلهما إلى دعامة حقيقية لشطب العوز والحاجة عند الاثنين أو الثلاثة الذين سوف يحصلون على هذه الزكاة.
ولو أن هذه الفكرة وجدت من يطورها ويبلورها فسوف تكون فكرة رائدة وإن ظهرت للوهلة الأولى أن جدواها مقتصر على اثنين أو ثلاثة.
فلماذا لا يتلقف الشيخ عبدالمحسن العبيكان الفكرة ويعمل على إنضاجها ونموها بما يحقق الفائدة الكبرى وأولها توليد فكرة إسلامية رائدة يمكن أن تطبق في كل العالم الإسلامي ويمكن أن تكون منطلقا لخلق أسر منتجة كما فعلت فكرة البنغالي محمد يونس الحاصل على جائزة نوبل لعام 2006 بسبب فكرة القروض الصغيرة للفقراء ..بينما الفكرة التي ذكرها المواطن يمكن أن تتشكل بصور أخرى تحقق نماء حقيقيا لمستحقي الزكاة.
وأقول للشيخ عبدالمحسن إن كل الأفكار العظيمة تبدأ خديجا وحين تجد الحضانة الملائمة سرعان ماتتحول إلى عمل عظيم.
http://www.okaz.com.sa/new/Issues/20110907/Con20110907443310.htm