تلاشت فرحةُ قدوم شهرِ رمضان ,, و التفَّ الجميعُ حول مائدةِ الإفطار
الكل خاشع صامت ,, الكل يأمل أن تكونَ ليلة أمس كابوساً فيزول بمجرد يقظتهم
لكن القدر المحتوم أقوى !
أمسك َ أخي صغير بطرفِ ثوبِ أمي و والدمع يكادُ يهربُ من عينيه صارخاً : آذان المغرب إنتهى هيّا نأكل
وزعت أمي نظرها على الجميع و كأنها تبحثُ عن من يسأل عن الطعام غير أخي صغير أو قد تكون تريدُ من إحدانا
سكبِ الطعام فيداها ترتعشُ حزناً ولم تنجح في إخفاءِ الدمعة .
إنتفضَ أخي الكبير واقفاً والكلامُ يخرجُ من فمهِ ببطىء : قبل َ إستشهادهِ بساعاتٍ معدودات جاءني وعلى محياه رسمة ٌ كئيبة
و خاطبني و بصوته رنة حزن , و كأنه أدركَ بأن هذه ِ آخر لحظاتِ حيانه ,, هنئني بقدومِ رمضان ,, و أجهشَ أخي بالبكاء قائلاً
أجئتني يا معتصم مهنئاً أم مودعاً ..؟؟!!
ولكن لكلِ شيءٍ نهاية ,, وانفجرَ الجميع بالبكاءِ دونَ وعي .

أخر ما كتبتهُ معتصم عدوان على صفحتهِ في الفيس بوك : "إذا طعنتَ من الخلف فاعلم انكَ في المقدمه "
و ها هو القدر يحمل روحه الطاهرة مستشهداً بقدومِ رمضان _ معتصم عدوان يبلغ من العمر 22 سنة طالب في كلية الإعلام والتلفزة _ إلى ملكوت
السماوات والأرض .
رحمهُ الله و أدخلهُ فسيحَ جناته نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
2011_8_1

مرام عياد
صحيفة العروبة