يا يهود، يا يهود، عصر مبارك لن يعود
د. فايز أبو شمالة
يا يهود، يا يهود، عصر مبارك لن يعود، هكذا بدأت الإذاعة العبرية الثانية فقرتها الصباحية عن مصر، ونقلت بالعربية الهتاف الذي يردده شباب مصر، وهم يحاصرون السفارة الإسرائيلية في القاهرة، وراح المذيع يترجم معاني الكلمات العربية إلى اللغة العبرية بذهول، واستهجان، وتخوف كبير من المستقبل الذي يلف مصير إسرائيل بعد أن استيقظ الشعب المصري، واسترد عافيته الوطنية، وأدرك أن طريق الحرية والكرامة تقضي بالقضاء على اتفاقية كامب ديفيد مصدر الوباء والبلاء والفناء الذي ضرب مصر، واخترق حاجز الصمود العربي، وهيأ لبعض الفلسطينيين تمرير اتفاقية أوسلو مع "إسحق رابين"، وهيأ لملك الأردن تمرير اتفاقية وادي عربه مع الإسرائيليين.إن الأصل في صيغة الشعار الذي حور كلماته المصريون ليصير "يا يهود، يا يهود، عصر مبارك لن يعود"، و"نتانياهو يا سفاح، عصر مبارك ولّى وراح". الأصل هو: "خيبر خيبر يا يهود، جيش محمد سوف يعود"، وأزعم أن كلمات الأصل قد انطلقت بعفوية من حناجر المسلمين سنه 67، رداً على دخول اليهود لباحات المسجد الأقصى، وتهليلهم في محرابه منتصرين، رافعين كتابهم الديني "التناخ"، ويهتفون: محمد مات، خلّف بنات.وأزعم ثانية: أن لا فرق بين شعار "جيش محمد سوف يعود"، وشعار "عصر مبارك لن يعود"، فنهاية نظام مبارك تعني نهاية الزمن الذهبي الإسرائيلي الذي بسط فيه اليهود هيمنتهم على مصر، وعلى كل بلاد العرب، وهذا يعني بداية عوده الكرامة والحرية والنقاء والسلامة والحماية والأمن للشعب المصري ولكل أمة لا إله إلا الله. وأرى أن لا تناقض هنا بين كل المفاهيم الإنسانية النقية، وبين عودة جيش محمد بتعاليم الدين الإسلامي.ي"يا يهود، يا يهود، عصر مبارك لن يعود"، هي رسالة رعب أوصلها شعب مصر إلى اليهود الغاصبين، ورغم ما يمتلكون من أسلحه دمار، فقد تغيرت لغة تهديد قادتهم تجاه غزه، وارتخت يدهم عن السلاح، ومع أول تحذير رسمي مصري توقف القصف الإسرائيلي على غزه فعلاً، رغم تواصل سقوط صواريخ المقاومة، وسقوط قتلى إسرائيليين.لن أغفل في مقالي هذا استعداد المقاومة، وامتلاكها وسائل رد، وقدرة على التصدي، أجبرت وزراء الدفاع السابقين، "شاؤول موفاز" و "عمير بيرز" أن يلقيا بالمسئولية على حركه حماس، وأن يطالبا بإسقاط حكمها لقطاع غزة. ولكن صاحب قرار الحرب الحقيقي "أهود براك" وزير الحرب الصهيوني، بلع لسانه، ولم يهدد، وأدرك هو وقادته العسكريين أنهم عجزوا عن تصفية المقاومة الفلسطينية في العصر الذهبي لإسرائيل، عصر حسني مبارك: فكيف هو الحال في عصر مصر العرب، مصر الشهامة والغضب؟.