لَم يَدْعُ بها رجل مسلم في شيء قط


إلا استجاب الله له

قال الله سبحانه وتعالى في سورة الصافات : "وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (139) إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (140) فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ (141) فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ (142) فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ (143) لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (144) ".
وقال تعالى في الأنبياء : وَذَا النُّونِ إِذ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَن نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لا إِلَهَ إِلا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (87) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي المُؤْمِنِينَ(88).


يا خالق الخلق يا رب العبــاد ومن... قــد قال في محكم التنزيل أدعوني


إني دعوتك مضطرا فخـذ بيـدي . .. يا جاعل الأمر بعد الكاف والنـــــــون


نجيت أيوب من بلواه حين دعــا ... بصير أيوب يـا ذا اللطف نجينــــــــــي


واطلق سراحي وامنن بالخلاص كما ...نجيت من ظلمات البحر ذا النون


يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: " دعوةُ ذي النون إذ دعا بها وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، لَم يَدْعُ بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له "صحيح الجامع (رقم:3383)

قال صلى الله عليه وسلم قال: ألا أخبركم بشيء إذا نزل برجل منكم كرب أو بلاء من بلايا الدنيا دعا به يفرج عنه ؟ فقيل له : بلى ، فقال : دعاء ذي النون : لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين . ( السلسلة الصحيحة 1744 ) .

كان الفرزدق هجاء لعمر بن هبيرة فلما سجن ونقب له السجن وخرج قال في ذلك يمدحه:

ولما رأيتَ الأرض قد سدَّ ظهرُها ... ولم تر إلا بطنَها لـك مخرجا


دعوت الذي ناداه يونُسُ بعد ما ... ثوى في ثلاث مظلمـات ففرّجا


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
يونس بن مَتَّى "ذي النون" عليه السلام ، بعثه الله إلى أهل قرية "نينوى" ، وهي قرية من أرض الموصل ، فدعاهم إلى الله ، فأبوا عليه وتمادوا على كفرهم ، فخرج من بين أظهرهم مغاضبا لهم ، ووعدهم بالعذاب بعد ثلاث.
«فَنادى فِي الظُّلُماتِ» ظلمة الليل وظلمة البحر وظلمة بطن الحوت «أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ» بمفارقتي قومي دون أمرك ، فلا تؤاخذني يا رب على ما وقع مني ، «فَاسْتَجَبْنا لَهُ» لأن قوله هذا تعريض لدعائنا وتنويه بالالتجاء إلينا «وَنَجَّيْناهُ مِنَ الْغَمِّ» الذي لحقه في بطن الحوت «وَكَذلِكَ» مثل هذه الإجابة «نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ» مما يهمهم.