يا أيها الشعراء

قلم يجف على الورقْ
والشعر يزهرهُ الأرقْ
والليل يغرس حبرهُ
عطراً
كسنبلة رواها الوجد من دمع الحبقْ
يا أيها الشعراء هذا ما رايت بريقهُ
بحروفكمْ
فسكبت مني
قطرة فاضت لترشف ما تبناه العبقْ
يا أيها الشعراء نزف جداركمْ
يرقى بروحي فوق أي حواجزٍ
خُلقت من الشوك الملونِ بالحياةْ
حيث الحقيقة خلفه سقطتْ
ومالت للغروب كأنها
في طور يأس ضاع في عهد السباتْ
يا أيها الشعراء أقرأ همكمْ في بحركم
أرنو إلى كل الكسورِ
بقارب أكل التصدع وجههُُ
ألقى جوازات تعربد بين أضلاع الجملْ
ألقى انهمارات من العضات نحسبها قُبلْ
ألقى رغيف الخبز يعجن بوحكمْ
يغدو الطحين شرودكمْ
في يوم تقسيم الفتاتْ
يتساءل الكون الفسيح على لسان جيوبكمْ
أين الحياةْ
يا أيها الشعراء يا صوت الصدى
إن الحياة رقيقة كفراشةٍ
حطت على كف الندى
إن الحياة هي الحروف بصوتكمْ
تعلو وتعلو
ترتقي بشعوركم عبر المدى
إن الحياة إذا لمستم قلبها
يتحول الكفر المعتّق بالجرارِ
إلى هدى
يا أيها الشعراء يا نبض الوطنْ
منكم يسيل المجد ألحاناً
إذا بخل الزمنْ
فالمجد لا يجثو بخندقه طويلاً
إنما يعلو المنابرَ
إن رسمتم للدنا
سيفاً يطير من الخنادقِ
كي يحط على الفننْ
يا أيها الشعراء منكم حرقة القلب استمدت نارها
لتحيك للأعداء حرقات الكفنْ
يا أيها الشعراء يا نبض الفؤادِ
إذا تبسمت البلاغة واستراح الشعرُ
في حضن المساءْ
أنتم عبير العشقِ
إن ماتت حروف الصدق وانهار البقاءْ
يا أيها الشعراءُ
يا لغة يفيض بريقها
يعطي الحلاوة للوجودِ
لتعتلي الكلمات أحداق السماءْ
أنتم شموس لا تغيبُ
ولا يجف بها الضياءْ
شطآن تحمل موجها
وتطير في خلجات ماءْ
</I>




نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي