الأثر الجاهلي والإسلامي في أغراض ومعاني شعر حميد بن ثور الهلالي
كتب د. محمد بن محمد الحجوي ▪ بتاريخ 06/03/2011 09:11 ▪
كان حميد بن ثور الهلالي من الشعراء الذين عاشوا تجربة الشعراء الجاهليين بكل أبعادها الاجتماعية والفكرية والنفسية، ثم أنعم الله عليه بالإسلام ليعيش التجربة الإسلامية التي غيرت معالم حياة العرب في العقيدة والفكر والسلوك. فما حظ الشاعر حميد من التجربتين؟
نسبه وحياته:
هو حميد بن ثور بنعبد الله بن عامر الهلالي، كنيته أبو المثنى. عاش في الجاهلية والإسلام. ويظهر من خلال البيت السابق الذي افتخر فيه بنفسه أنه كانت له مكانة متميزة في قبيلته. وقد قضى الشطر الأكبر من حياته في الإسلام، كان حيا بعد مقتل عثمان، رضي الله عنه، لأننا وجدنا له قصيدة يذكر فيها الفجيعة التي حلت بالمسلمين بعد مقتله. ولكونه عمر زمنا طويلا في الإسلام ذكره الأصمعي مع عظماء شعراء الإسلام حيث قالنقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي العظماء من شعراء العرب في الإسلام أربعة: راعي الإبل النميري، وتميم بن مقبل العجلاني، وابن أحمر الباهلي، وحميد الهلالي.)
ووضعه ابن سلام الجمحي في الطبقة الرابعة من الشعراء الإسلاميين(1). وبعض النقاد رأى أن الشاعر فوق هذه الطبقة لكثرة شعره وجودته وتعدد أغراضه. قال محقق الديوان: (وفي وصفه ما يدل على أنه شاعر واسع الخيال، قوي الملاحظة، دقيق الوصف متسقه، كما يتجلى في قصيدته الميمية الكبيرة. فمثل هذه القصيدة تجعلنا نميل إلى أن نربأ به أن يعد في الطبقة الرابعة التي وضعه فيها ابن سلام.) (2)
أسلم حميد، وأقبل على الرسول صلى الله عليه وسلم، وأنشده أبياتا عبر فيها عن إكرام الله لهم بهذا الدين، فقال:
حتى أرانا ربنا محمــــدا = يتلو من الله كتابا مرشدا
فلم نكذب وخررنا سجدا = نعطي الزكاة ونقيم المسجدا (3)
ومن أشعاره التي ذكر فيها كبر سنه قوله يحدد السن التي وصل إليها:
أتنسى عدوا سار نحوك لم يزل = ثمانين عاما قبض نفسك يطلب.(4)
وفي مرحلة الشيخوخة والعجز والكبر، وما يصاحبهما من هزال في الجسم وضعف في البصر قال:
ما لي قد أصبحت آلا قد تنقضني = بعض النواكث حــبــلا بـعــد إمرار
لقد ركبت العصا حتى قد أوجعني = مما ركبت العصا ظهري وأظفاري
لا أبصر الشخص إلا أن أقاربه = معشوشيا بصري من بعد أبصار(5)
أغراض شعره :

كان حميد كان من الشعراء الذين تعددت أغراض شعرهم فشملت الغزل والوصف والمدح والهجاء والرثاء والشكوى من الدهر وصروفه. لكن بعض الأغراض تميزت في شعره تميزا واضحا مثل غرض الوصف الذي كان بارزا فيها لطبيعة نفسه الميالة إلى وصف المشاهد الجامدة والمتحركة. لقد أبرز في هذا الغرض كل مكامن قوته الشاعرية، وطاقته الإبداعية، فتجد فيه سعة خياله المنتظم، وقوة ملاحظته الدقيقة، وعمق إحساسه المرهف بالوجود وبكل ما يحيط به من كائنات حية وبخاصة الحيوانات والطيور كالحمام الذي اعتبره رمز السلام والمحبة والوفاء.
غرض الغزل :
شعر حميد في الغزل فيه لونٌ من الغزل الصادق الذي يجعلنا نشعر أنه نبع من أعماق قلبه بعدما عانى سهر الليالي، وبعد حبيبته عنه، وقسوة الزمان الذي فرق بينهما. كما وجدنا فيه لونا آخر لا يمثل إلا الصنعة الفنية، وضربا من التعبير الذي يخلو من المشاعر والعواطف الصادقة نحو المرأة. وهذا اللون يظهر في الغزل الذي يصف فيه المرأة في مظهرها الخارجي، فقد بدت هذه الأشعار كأنها تصور تمثالا مصنوعا أو دمية جميلة تفنن فيها صانعها، لأن الشاعر يستعرض مفاتن جسم المرأة، ولباسها وعطورها ووسائل زينتها، ووضعها الاجتماعي دون أن يعبر عن المشاعر والأحاسيس التي يظهر فيها الروابط الروحية التي تربطه بها من وفاء ومودة وإخلاص.
ومن أشعار غزله التي نجد فيها هذا الإحساس الصادق، والدلالة على أنه نابع من أعماق قلبه ليصور عواطفه كما كان يشعر بها دون تزيد أو غلو قوله يذكر امرأة اسمها (جَمْل). لقد ردد اسمها في كل بيت، ووصفها بصفات لا يذكرها إلا العاشق الولهان الذي عانى السهر وألم البعد والفراق، وعرف الحب الصادق، والأشواق المتأججة:
لو أن لي الدنيا وما عدلت بــــــــه = وجَمْلٌ لغيري ما أردت سوى جَمْلِ
أتهجر جَمْلاً أم تلم على جَــمْـــــــلٍ = وجَمْلٌ عيوف الريق، جاذبة الوصلِ
فوجدي بجَمْلٍ وجد شمطاء عالجت = من العيش أزمانا على مرر القلِّ
فعاشت معافاة بأنزح عيشـــــــــة = ترى حسنا أن تموت من الهزل(6)
إن تكرار اسم جَمْلٍ في هذه الأبيات، وذكر صفات محببة فيها مثل عيوف الريق، وجاذبة الوصل، والوجد الذي برح به زمنا طويلا، وتفضيلها على كل ما في هذه الدنيا، وتشبيه وجده بها بالمرأة الشمطاء الصبورة على ضيق العيش، كل هذا يؤكد شدة تعلقه بها، وصدق عواطفه نحوها.
ووجدناه حتى مع المرأة التي لا تفي بوعدها معه يكن لها هذا الشعور الصادق، ويمدحها مدحا خالصا لا يرجو من ورائه إلا أن يكون وعدها له صادقا، ووصالها مستمرا، لما يضمر لها من حب وشوق متأجج بين جوانح قلبه، كما نجد في هذه الأبيات:
ألا ما لـعـيـني لا أبا لأبــيكــمـــا = إذا ذكرت ليلى ترب فـتـدمـــــعُ
وما لفؤادي كلما خطر الـهــوى = على ذاك فيما لا يواتيه يطمع
أجد بليلى مدحـــة عــــربـــيــة = كما حبر البرد اليماني المسبع
تثبك بما أسديت أو ترج وعدها = وما وعدها فيما خلا منك ينفع(7)
أما المرأة التي لم يستطع التعبير لها عن عواطفه خوفا من الخليفة أو من أهلها فإنه عبر لها عن مشاعره بالكناية، لأن شوق الحب غلاب، لا يستطيع كتمه مهما أجهد نفسه، فلذلك عبر لها بهذا الغزل الطريف، فقال:
فيا طيب رياها ويا برد ظلهــــــا = إذا حــان من حامي النهار ودوق
وهل أنا إن عللت نفسي بسرحة = من الـسرح مســدود عـلي طـريق
وما وجد مشتـاق أصيـب فـؤاده = أخــي شــهـــوات بالعناق نسيــــق
بأكثر من وجدي على ظل سرحة = من السرح إذ أضحى علي رفيق(8)
هذا الغزل الذي عبر به عن تعلقه بالمرأة، سواء ما جاء صريحا أو عن طريق الكناية يدل على صدق مشاعره برغم القيود والعوائق التي تقف أمامه في الوصال أو في البوح بأشواقه، وبخاصة في المرحلة الإسلامية التي حظر فيها على الشعراء ذكر أسماء النساء.
لكننا حينما نجد غزلا يصور فيه مفاتن جسم المرأة، ولباسها وزينتها، وعيشها الهنيء في بيتها ومع جيرانها، وعلاقتها بأفراد مجتمعها المتميزة باحترامها، والسعي لتقديم كل الخدمات إليها للمكانة التي تحتلها في القبيلة، فإن هذا الغزل غير معبر عن عواطفه بصدق، وإنما هو مجرد تصوير لأوضاع امرأة لا تربطه بها علاقة المودة والحب والإخلاص. وهذا اللون من الغزل هو أقرب إلى الصنعة الفنية التي يريد بها الشاعر إظهار قدراته في التعبير فقط.
وفي أبيات أخرى يذكر زوجه بصفات قبيحة، ويتمنى لو كان غير مثقل بالديون ليتزوج امرأة أخرى أجمل منها. وفي هذا المعنى يعبر عن عدم رغبته العيش مع امرأة اختارها من قبل لتكون زوجا له، لا لشيء إلا أنها أصبحت في وضع لا يطيقه، فقال:
لقد ظلمت مرآتــهـــا أم مـــــالـــك = بما لاقت المرآة كان مــحــــردا
أرتها بخديها غضونا كـــــــأنـــها = مجر غصون الطلح ما ذقن فدفدا
رأت محجرا تبغي الغطاريف غيره = وفرعا أبى إلا انحدارا فأبعـدا
وأسنان سوء شاخصات كــــــأنها = سوام أناس سارح قـد تـــبــددا
فأقسم لولا أن حـدبا تــتــابــــعــت = علي ولم أبرح بدين مــطـــردا
لزاحمت مكسالا كأن ثيـــابـهـــــا = تجن غزالا بالخـميـلة أغــيـــــدا (9)
البيت الأخير هو أجمل ما قال في الغزل في هذه المقطوعة، لكن في صورة امرأة في خياله، وليست في المرأة التي تعيش معه في بيته. فهذه المرأة أبرز فيها كل الأوصاف القبيحة، في وجهها المعوج والمليء بالغضون، وفي أسنانها المتباعدة التي بدت كأنها إبل متفرقة في المرعى.
وقد تحكمت عوامل أخرى في معاني غزله، أبرزها العوامل الدينية والاجتماعية والأخلاقية، إذ لم يعد قادرا على التصريح بمن يهواه في ظروف منع فيها الخليفة ذكر النساء والتغزل بهن، واكتفى بالكناية عن المرأة التي يحبها بلفظ السرحة، وهي الشجرة العظيمة من العضاه ، كما في قوله:
ومالي من ذنب إليهم عـــلـــمتــه = سوى أنني قد قلت: يا سرحة اسلمي
بلى فاسلمي ثم اسلمي ثمت اسلمي = ثلاث تــحـــيـــات، وإن لــم تكلــمـــي (10)
قد تكون هذه العوامل وغيرها هي التي جعلت الشاعر يتحفظ في ذكر معاني الغزل الصريح ، ولاسيما أنه قال هذه الأشعار بعد إسلامه، وقد حسن إسلامه، والتزم المبادئ التي دعا إليها الإسلام، ومنها طاعة ولي أمر المسلمين.
غرض المدح:
لم يكن حميد شاعرا مداحا، ولم يكثر من هذا الغرض، وما وجدناه في ديوانه هو أبيات قليلة، منها ما مدح بها آل مطرف الذين اشتهروا بالإقدام والحلم والحكمة والمواقف النبيلة حتى أصبحت هذه الفضائل سمة تميز كل أفرادها بين القبائل الأخرى، يتوارثونها كابرا عن كابر، فاستقر العز في بيتهم، وأبى أن يتحول إلى غيرهم. ومثل هذا المدح الذي لا يصدر عن رغبة أو رهبة يكون الشاعر فيه معبرا عن مشاعره بصدق، لأنه لا يرجو نوالهم ولا يخشى بطشهم، وإنما تنطلق رغبته في المدح من الإكبار والإعجاب بهذه الخصال التي هي سمة الكمال في السلوك البشري، يسعى إليها كل إنسان. والأبيات هي قوله:
لا تغزون الدهر آل مطرف = لا ظالما أبدا ولا مظلوما
فاقصد بذرعك لو وطئت بلادهم = لاقت بكارتك الحقاف قروما (11)
إن سالموك فدعهم من هذه = وارقد كفى لك بالرقاد نعيما(12)
هذه المدحة تخلو من الغلو والتزيد، لأن الشاعر لم يمدح فردا كان يرجو نواله، أو يخشى بطشه، وإنما مدح قبيلة ورثت العز كابرا عن كابر، وحافظت عليه، واشتهر أفرادها بهذه الفضائل التي كان يعتز بها العربي ويطمح إليها كل إنسان في أي زمان أو مكان، لأن الجود والشجاعة والإقدام والوفاء بالعهود والحياء والعقل، والحكمة التي يرجو كل إنسان أن يمتلكها، هي صفات نبيلة كان يعتز بها العرب أيما اعتزاز في الجاهلية، وكانوا يتسابقون إليها لعلمهم أنها مصدر مجدهم وخلودهم. ولما جاء الإسلام أقر هذه الفضائل لأنها تمثل النبل الإنساني في أوج كماله.
غرض الهجاء:
لم يكن حميد شاعرا هجاء، ولم يشتهر به بين قومه، لكن ما جاء من أبيات قليلة في ديوانه من هذا الغرض تدل معانيها دلالة قوية على أن سهامه كانت تصيب الهدف، وتحقق الغرض المطلوب، وإن لم يكن فيها فحش وقذف في الأنساب، حتى إن بعض أبياته في الهجاء أصبحت مضرب المثل كقوله يهجو رجلا بالعي والحصر:
أتانا ولم يعدله سحبان وائل = بيانا وعلما بالذي هو قائل
فما زال عنه اللقم حتى كأنه = من العي لما أن تكلم باقل(13)
إن المعنى في هذا الهجاء بلغ قوته وشدته على المهجو من جانب ما ينطوي عليه من دلالات معنوية، فالشاعر لم يسبه بكلام فاحش، ولم يعيره في نسبه أو في صفات خلقته، وإنما تعرض له من جانب الفصاحة والبيان اللذين كان العربي يعتز بهما أيما اعتزاز في مجتمع ذم العي والحصر، وكل ما يخل بالفصاحة والبيان. لقد نزع منه سمة هي من أفضل السمات عند العربي بطريقة مهينة حينما صوره في إقباله عليهم وكأنه سحبان وائل الذي يضرب به المثل عند العرب في البيان والفصاحة، لكن حينما استرسل في الكلام بدا عيه وحصره واضحا، فكأنه بذلك باقل الذي اشتهر بهذه السمة عند العرب. فكان هجاؤه أشد وأقوى على المهجو من الجانب المعنوي، وأصبح البيتان يضرب بهما المثل لمن يظهر بمظهر البيان والفصاحة وهو فاقد لهما.
وأشار محقق الديوان إلى خبيء هجائه الذي لا تظهر معانيه إلا بالتأمل الدقيق في معرفة عادات العرب، وما اشتهرت به كل قبيلة منهم. فقد هجا رجلين هجاء مؤلما حينما نسبهما إلى قبيلة) جَرْمٍ ( في قوله:
وقولا إذا جاوزتما آل عـــامر = وجــاوزتـمـا الــحيين نهدا وخـثـعـمــا
نزيعان من جَرْمِ بن ربان إنهم = أبوا أن يميروا في الهزاهز محجما (14)
إن خبيء هجائه يتجلى في طلبه هذين الرجلين أن ينتسبا إلى-جرم - لأن هذه القبيلة عرفت عند العرب بجبنها وعدم خوضها الحروب مع القبائل الأخرى ولو ظلمتها، فلذلك فإن العرب تأمنها ولا تخافها، ولا تطالبها بذحل. وما يظهر شدة وقع المعنى على الرجلين اللذين هجاهما هو قوله: (أبوا أن يميروا.......) فهذا المعنى جعلهم أحقر الناس في كونهم لا يثيرون الحروب والفتن للدفاع عن أنفسهم بقدر محجم الدم. وكان من عادة العرب الأخذ بثأرهم، وعدم احتمال الضيم والذل من القبائل الأخرى ولو كلفهم ذلك حياتهم.
وكان حميد يدرك أن معاني هجائه بالغة التأثير في المهجو، وإن لم يكن فيها سب وفحش، وقد قال في قصيدة توعد بها أحدهم يذكر شدة وقع شعره على الذين يهجوهم:
قصائد تستحلي الرواة نشيدها = ويلهو بها من لاعب الحي سامر
يعض عليها الشيخ إبهام كفه = وتخزى بها أحياؤكم والمقابر (15)

الرثاء:
لم يكثر حميد من هذا الغرض أيضا، وقد وجدنا له قصيدة بديعة في معانيها يذكر فيها مقتل عثمان، رضي الله عنه، وما نتج عن ذلك من تفرقة وحدة المسلمين، وفتح باب الصراع والفتن التي لم يجن منها المسلمون إلا الخراب والاقتتال فيما بينهم. وكأنه كان ينظر إلى حال المسلمين في تمزقهم وتفرقهم أحزابا وشيعا فيما بعد، قال فيها:
إن الخلافة لما أظعنت ظعنت = عن أهل يثرب إذ غير الهدى سلكوا
صارت إلى أهلها منهم ووارثها = لما رأى الله في عثمان ما انتهكوا
السافكي دمه ظلما ومعصية = أيَّ دم –لا هدوا- من غيهم سفكوا
والهاتكي ستر ذي حق ومحرمة = فأيَّ ستر على أشياعهم هتكوا
والفاتحي باب قفل لا يزال به = قتل بقتل إلى دهر ومعترك(16)
غرض الوصف:
كان الشاعر حميد ميالا بطبعه للوصف، وإن لم يترك لنا قصائد كثيرة فيه مثل ما فعل الشعراء الوصافون في الأدب العربي كالبحتري وابن الرومي وابن خفاجة. ورغم قلة هذه القصائد عند حميد فإنه استطاع أن يترك لنا صورا بارعة ودقيقة ومحيطة بالشيء الموصوف، أبانت عمق نظرته للوجود، وعلاقته بالكائنات الحية، وبخاصة الحيوانات التي تعيش في الصحراء، الأليفة منها وغير الأليفة، مثل الذئب والناقة والحمام الذي صور لنا أحزانه وآلامه وأفراحه من خلال صوته وحركاته، وهي صور تفيض بالإحساس والشعور بالمحبة والألفة بين هذا الطائر وبين الإنسان. لقد استطاع أن يضفي عليه كل الأحاسيس الإنسانية، فتجد الحمام في هذا الوصف يتألم ويفرح ويفكر، ويتطلع إلى المستقبل، ويشعر بالنجاح والإخفاق، بل يفصح عن أغراضها مثل البلغاء والفصحاء بلغته الخاصة مثل قوله:
عجبت لها أنى يكون غناؤها = فصيحا، ولم تفغر بمنطقها فما
فلم أر محزونا له مثل صوتها = ولا عربيا شاقه صوت أعجما
كمثلي إذا غنت، ولكن صوتها == له عولة لو يفهم العود أرزما (17)
إن التقارب بين صوت الحمام وبين المشاعر والأحاسيس الإنسانية يبدو في أشد التلاحم والقوة في شعر حميد، لأن الغناء وإن كان برموز خاصة فهو نوع من لغة التواصل بين الإنسان وبعض الكائنات التي تستجيب للأنغام.
ويظهر أن الشاعر حميدا كان يحاول دوما الحديث عن الأحزان والأشجان من خلال أصوات هذا الطائر الأليف، إذ أصبح بالنسبة إليه رمزا للتعبير عن المعاناة الإنسانية. لقد روى قصة طريفة تبدو أحداثها محكمة ومترابطة الحلقات م خلال مشاهد الجهد والعناء والصبر والأمل الذي أبداه هذا الطائر في مواقف صعبة، فلم يدب اليأس إليه برغم كل ما عانى من شدائد وأهوال لا تطيقها الجبال الراسيات، وكأنه بذلك يعطي النموذج الأمثل لكل إنسان من أجل الصمود في مواقف الشدة خاصة، قال في هذه القصة الطريفة:
وما هاج هذا الشوق إلا حمامة = دعت ساق حر ترحة وترنما
من الورق حماء العلاطين باكرت = عسيب أشاء مطلع الشمس أسحما
إذا هزهزته الريح أو لعبت به = أرنت عليه مثلا أو مقوما
فلما اكتسى ريشا سخاما ولم يجد = له معها في باحة العش مجثما
أتيح له صقر مسف، فلم يدع = لها ولدا إلا رميما وأعظما
فأوفت على غصن ضحيا، فلم تدع = لباكية في شجوها متلوما (18)
إنها قصة طريفة احتوت على بداية فيها إشراقة الأمل والقدرة على الصمود من أجل البقاء وتحقيق الأماني، لكنها تنتهي بمأساة يتبدد فيها كل شيء، ويصبح الأمل سرابا ووهما. وبرغم هذه النهاية الحزينة فإن القصة تظهر أن الألم لا يفت من عضد الكائن الحي لأن الإرادة أقوى من كل شيء. فبكاء الحمامة وألمها على ما حل بها لم يوقفها على مواصلة المسير، لأن سنة الحياة تقتضي التدافع، والصراع من أجل البقاء. هذه هي الدلالات التي يمكن استخلاصها من هذه القصة الطريفة التي أراد حميد أن يبين من خلالها أن الحياة لا تخلو من فرح وألم، وصحة ومرض، ونجاح وفشل، لكن الإرادة القوية تتغلب على كل الصعاب، وتجعل الكائن الحي يبدأ السير من جديد ليحقق الآمال، ويسهم في البناء.

وفي وصفه للذئب نجده يركز على الخصائص التي تميز هذا الحيوان في حركاته المتميزة عن بقية الحيوانات الأخرى، فوصفه بهذه الصورة البديعة في مشيته:
ترى طرفيه يعسلان كلاهما = كما اهتز عود السلسم المتتايع (19)
إنها من أجود الصور في الأدب العربي في وصف مشية هذا الحيوان الماكر.
كما نجد في وصفه له يركز على شدة حرصه على نفسه من الأعداء، ويقظته الدائمة لمواجهة الأخطار التي قد تحدق به، فوصفه بهذه الصورة العجيبة التي تبين حرصه وانتباهه الشديدين، وهي من أبدع الصور في الأدب العربي:
ينام بإحدى مقلتيه ويتقي = بأخرى الأعادي فهو يقظان هاجع(20)
أما الجمل أنيس العربي في الصحراء، ورفيق دربه في المعاناة مع البيئة فقد خصه بأوصاف تدل على صبر هذا الحيوان، وتحمله المشاق والأهوال، ولولاه لما استطاع الإنسان العربي الصمود في هذه البيئة القاسية. وهذا هو الشعور والإحساس عند كل شعراء الجاهلية. فقلما تجد شاعرا مكثرا أو مقلا لم يذكر هذا الحيوان في رحلته، ولم يعترف بفضله على اجتياز مشاق الصحراء حتى يبلغ مأمنه.
مرح الشباب وعجز الشيخوخة:
إن التغني بمرحلة الشباب، وما يصاحبها من فتوة ومرح وأمل، وتفتح على كل مظاهر الحياة، ظاهرة لم تقتصر على أدب معين، ولا عصر محدد، وإنما هي ظاهرة إنسانية توجد في آداب كل الأمم، لأن الإنسان يحن بطبعه إلى أجمل ما في حياته، والشباب هو هذه الفترة الجميلة التي تظل حية في نفس كل شخص، إنه زهرة العمر وزمن العز وإشراق الأمل والتفاؤل بالحياة. ولذلك تجد كل واحد يتمنى أن تطول مرحلة شبابه أو تعود إليه ليستمتع بمرحها وبهجتها. أما مرحلة الشيخوخة وما يصاحبها من أعراض الوهن والضعف في جميع أعضاء الجسم، وذهاب الرونق والماء فإنها غالبا ما تكون مرحلة الشكوى والضجر من الحياة.
وحميد لم يخرج عن هذا النمط في التعبير عن مشاعره وأحاسيسه في مرحلتي الشباب والشيخوخة وقد عاشهما معا، فعرف في مرحلة الشباب المرح والفتوة والقوة، وأبصار الغواني لا تفارقه لنضارة شبابه. وذاق في زمن الشيخوخة ما حملته معها من ضعف في البصر، ووهن في الجسم وانحناء في الظهر، واشتعال الرأس شيبا. ولذلك تجده عندما يتحدث عن مرحلة الشباب يقرنها بأجمل ما في البيئة وهو الربيع والاعتدال حيث تتجدد الحياة في الطبيعة فتبدو مخضرة زاهية الألوان، تجري مياهها هنا وهناك، فيسعد الإنسان الجاهلي حيث تنتقل القبائل إلى البحث عن المرعى، والى أماكن النجعة، وهناك يلتقي الشباب فتتجدد معهم الحياة في هذا الموسم الجميل:
بلى فاذكرا عام انتجعنا، وأهلنا = مدافع دارا، والجناب خصيب(21)
ليالي أبصار الغواني وسمعــها = إلي، وإذ ريحي لهن جنوب(22)
وإذ ما يقول الناس شيء مهون = علينا، وإذ غصن الشباب رطيب
فلا يبعد الله الشباب، وقـــولــنـا = إذا ما صبونا صبوة: سنتوب (23)
لكن هذه الرؤية المرحة لمرحلة الشباب، وجمال الطبيعة، تنقلب إلى تجهم وكآبة حينما يكون الحديث عن الشيخوخة، وكأن هذه المرحلة هي ذبول وفناء مثل ما تكون الطبيعة حزينة في فصل الخريف. وإذا كانت الشيخوخة هي ذهاب الفتوة والرونق والماء وطعم الحياة ، فإن حميدا يرى أن الدهر الذي يفعل ذلك بالإنسان هو عدو لا يرحم، لأنه يسلبه أجمل ما فيه، يفتك بجسمه رويدا رويدا حتى يجعله شبحا وظلا، ويتحين الفرص للانقضاض عليه::
أتنسى عدوا سار نحوك لم يزل = ثمانين عاما قبض نفسك يطلب(24)
هذا العدو لا يعرف الرحمة، وشغله وهمه هو أن يسلب البهجة والفتوة من الإنسان، وكل ما ينعم به في حياته:
مالي قد أصبحت آلا قد تنقضني = بعض النواكث حبلا بعد إمرار(25)
من بعد ما كنت فيها ناشئا غمرا = كأنني خارج من بيت عطار
لا أبصر الشخص إلا أن أقاربه = معشوشيا بصري من بعد إبصار(26)
ويلتفت وراءه ليتذكر مرحلة الشباب، وطعمها اللذيذ ، والأمل يكبر في نفسه لو يعود الشباب يوما، لكنه سرعان ما يستفيق من حلمه، ويتأكد أن تلك الأماني ما هي إلا سراب خادع ، فالشباب لن يعود أبدا مهما علل نفسه بذلك:
ليس الشباب عليك الدهر مرتجعا = حتى تعود كثيبا أم صبار(27)
في خضم هذا الشعور باليأس يعود إلى الحقيقة التي لا تتغير بالأماني، وهي أن كل شيء في هذه الدنيا لا محالة زائل وفان، وأن كل ما فيها هو زينة وغرور يزول في يوم ما، وينتهي مثل ما انتهى هذا الشباب الذي كان بالأمس ناضرا:
ولكنما الدنيا غرور، ولا ترى = لها لذة إلا تبيد وتنزع(28)
فهل كان الشاعر يحس هذا الإحساس وهو في زمن الصبا؟ أم أن ضعف الشيخوخة، ووهن الكبر هو الذي جعله يشعر بذلك؟ لقد ذكر أنه كان في زمن الصبا يتجنب أمورا كثيرة يقع فيها الشباب لجهلهم وطيشهم، والزمان كفيل بكشف هذا الطيش في يوم ما، فلذلك كان أميل إلى الحزم والعقل في مرحلة شبابه:
وقد كنت في بعض الصباوة أتقي = أمورا وأخشى أن تدور الدوائر
وأعلم أني إن تغطيت مرة = من الدهر مكشوف غطائي فناظر(29)
هذه هي نظرة الشاعر للشباب وللشيخوخة، الأولى كلها مرح وفتوة، والثانية عجز ووهن وضعف.
أثر المعاني الجاهلية والإسلامية في أغراض شعره:
الشاعر حميد من الشعراء المخضرمين، عاش في الجاهلية، وأدرك الإسلام، وحسن إسلامه. وقد رأينا في الأبيات السابقة أنه قدم على الرسول، عليه السلام، وبايعه على الطاعة والعمل بما جاء في كتاب الله
حتى أرانا ربنا محمدا ....... ) الأبيات(
و ذكر الرواة وأصحاب السيرة أنه يعد من الصحابة الأجلاء، رضوان الله عليهم، الذين اهتدوا بهدي الكتاب، وسنة نبيهم المصطفى عليه السلام. وحينما نتصفح ديوانه لنبحث عن تأثير تعاليم الإسلام في معاني شعره، أو في الأغراض التي نافح فيها عن الدعوة الإسلامية مثل ما فعل حسان بن ثابت وعبد الله بن رواحة وكعب بن مالك، رضوان الله عليهم، فإننا نجد التأثير ضعيفا في المعاني والأغراض معا. لقد ظل حميد ينظم بالمعاني والصياغة واللغة التي عرفت عند الجاهليين. فهل ضاعت أشعاره التي قالها في المرحلة الإسلامية؟ أم أن تأثير المعاني الجاهلية كان قويا في نفسه، فلم يستطع التخلص منها، في الصور والمعاني واللغة الغريبة التي كان يميل إليها!؟
لا يمكننا أن نطلق حكما جازما في هذه القضية، وقد خلت المصادر من الإشارة إلى ذلك. ولهذا فإننا سنحكم على الشاعر من خلال ما نسب إليه من أشعار في ديوانه، فهذه الأشعار هي الحكم الفصل في هذه القضية، ولاسيما أنها جمعت في ديوان بشرح وتحقيق عالم جليل في العربية وآدابها، وهو العالم عبد العزيز الميمني الذي عرف بدقته في التحقيق والتخريج .
إن الدارس لديوان حميد يخرج بنتيجة هي: أن الشاعر لم يستفد من المرحلة التي قضاها مع الرسول، عليه الصلاة والسلام، والصحابة رضوان الله عليهم، بالتمرس بمعاني كتاب الله وسنة رسوله الأمين، وتوظيفهما في شعره مثل ما فعل شعراء الدعوة الإسلامية. فهذه الفترة كانت عطرة بالتوجيهات الدينية من الكتاب والسنة. لقد حدث تغيير جذري في المعاملات والسلوك والمعتقدات، فكان من الطبيعي أن نجد ديوانه مليئا بالقصائد التي ينافح فيها عن القيم الإسلامية التي دعا إليها هذا الدين، ويرد على أعداء الإسلام الذين ناصبوا الرسول والمسلمين العداء، ويظهر تعاليمه السمحة التي هدت الناس إلى نور الإيمان وأخرجتهم من ظلمات الجهل، وكذلك ما عرفت الجزيرة العربية من وحدة شاملة، وإزالة الضغائن والأحقاد بين القبائل.
إن ما وجدنا في ديوان حميد بن ثور الهلالي من هذه المعاني لا يرقى إلى شاعريته المتميزة من بين شعراء عصره، وإلى الدور الذي كان ينبغي أن يقوم به في هذه المرحلة انطلاقا من صدق إيمانه وإعجابه بشخصية الرسول عليه الصلاة والسلام، فلم نجد في ديوانه إلا أبياتا قليلة يشير فيها إلى بعض الفضائل التي عرفت عند العرب وأقرها الإسلام، لأنها فضائل إنسانية، ترسي دعائم المجتمع مثل الإشادة بالأمانة في قوله:
أمليكما إن الأمانة من يخن = بها يحتمل يوما من الله مأتما
فلا تفشيا سري، ولا تخذلا أخا = أبثكما منه الحديث المكتما(30)
و تعاليم الإسلام السمحة واضحة في كونه جعل خيانة الأمانة مقرونة بالإثم الكبير عند الله، وقد أشارت آيات كثيرة إلى هذا المعنى الجليل.
وفي موضع آخر نجد حميدا يشهد بوحدانية الله وبلقائه يوم البعث، وهذا من أسس التوحيد التي يقوم عليها الإيمان عند المسلم، لكنه يأتي بهذا المعنى في غرض الهجاء، وذلك حينما هجا أبا الربيع العامري، والي اليمامة في قوله:
شهدت بأن الله حق لقاؤه =وأن الربيع العامري رقيع(31)
وفي أبيات أخرى يذكر الحمد والرشد وهما من المعاني التي دعا إليها الإسلام، كما في قوله:
فما منكم إلا رأيناه دانيا = إلينا بحمد الله في العين مسلما(32)
وقوله :
قضى الله في بعض المكاره للفتى = برشد، وفي بعض الهوى ما يحاذر(33)
وذكر بعض الباحثين أنه أخذ معنى قوله:
أرى بصري قد رابني بعد صحة = وحسبك داء أن تصح وتسلما(34)
من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ) لو لم يكن لابن آدم إلا الصحة والسلامة لكفاه بهما داء قاتلا (
وفي مقتل عثمان، رضي الله عنه، نجده يذكر في مطلع القصيدة الإنابة إلى الله، وتلاوة كتابه العزيز، وتدبر معانيه بالاجتهاد حيث قال:
إني ورب الهدايا في مشاعرها = وحيث يقضى نذور الناس والنسك
ورب كل منيب بات مبتهلا = يتلو الكتاب اجتهادا ليس يترك(35)
هذه المعاني التي يظهر فيها الأثر الإسلامي إذا ما قورنت بما جاء في ديوانه من معان وألفاظ وأساليب كانت متداولة عند الجاهليين تبين أن الأثر الجاهلي كان أقوى في شعره.وهي في غالب الديوان، وذلك يتضح في اللغة الغريبة في وصف الناقة:
ضبارا مريط الحاجبين إذا خدا = على الأكم ولاها حذاء عثمثما(36)
كما أن المعاني التي كانت راسخة في أذهان الجاهليين ومعتقداتهم نجدها في شعره، مثل توهمهم انتقال أصوات الموتى من قبر إلى آخر في قوله :
ألا هل صدى أم الوليد مكلم = صداي إذا ما كنت رمسا وأعظما(37)
وغيرها من المعاني التي كانت متداولة في عرف الجاهليين، ولا يظهر فيها الأثر الإسلامي الذي حارب تلك المعتقدات إما لأنها تخالف العقيدة، أو أنها من الأفكار التي لا تلائم المجتمع الإسلامي الذي عرف تغيرا جذريا مس كل شيء في حياة الناس.
و الخلاصة التي يستخلصها الدارس لشعر حميد هي: أنه لم يكثر من المعاني التي جاءت في كتاب الله وسنة رسوله عليه السلام لصياغة أغراض ومعان وأساليب تكون فيها روح الدعوة الإسلامية بارزة ومهيمنة على شعره، لبيان مقاصد هذه الشريعة السمحة، أو للدفاع عنها ورد أقوال الجاحدين، فالأبيات التي أشرنا إليها لا تمثل الدور الذي كان ينبغي أن يقوم به في هذه المرحلة.
الهوامش:
1- طبقات فحول الشعراء: 2/584-586.
2- مقدمة الديوان.
3- ديوان حميد بن ثور الهلالي، ص 78 تحقيق: عبد العزيز الميمني. الدار القومية للطباعة والنشر بالقاهرة- 1965م.
4- الديوان، ص 49.
5- الديوان، ص : 94-95. الآل: السراب. أي أصبح في شيخوخته مثل السراب الخادع. النواكث: صروف الدهر ونوائبه التي أثقلته.
6- الديوان، ص : 123. الشمطاء : المرأة التي خالط البياض شعر رأسها. ومرر القل : كناية عن ضيق العيش.
7- ديوانه: 108-109.مهضومة الحشا : خمصاء البطن. القرض : الدين. أي أن القلب مولع بها ،فتمنى أن تجزيه بالقرض مثله.
8- ديوانه:40-41. أضحى : أصابه حر الشمس. والرفيق، هنا :هو الظل.
9- الديوان، ص :79-80. الفدفد : الأرض الغليظة ذات الحصى .شبه الخطوط التي في وجهها بما تتركه غصون الأشجار على الأرض حينما تجر في مكان غير صلب. السوام: الابل الراعية.
10- الديوان، ص 133.
11- الذرع: الطاقة. البكارة : ج بكر، وهي البزل من الإبل. يشير إلى أنهم كانوا مدربين على القتال.
12- الديوان، ص 130-132.
13- الديوان، ص 117. سحبان وائل: كان من بلغاء العرب. وباقل :كان مشهورا بالعي.
17- الديوان، ص 28. الهزاهز : الفتن والحروب.
18- الديوان، ص 89. يقول: إن هذه القصائد تتخذ مادة للسمر لجودتها، كما أن أثرها يكون قويا على الأحياء والأموات.
19- الديوان، ص114.
20- الديوان، ص 27.
21- الديوان، ص24-26.
22- الديوان، ص 104.
23- الديوان، ص105.
24- - المدافع: أماكن تجري فيها المياه . والجناب : المكان الذي أقاموا فيه، وصفه بالخصب.
25- - ريحي لهن جنوب: أي يملن إليه .والعرب كانت تتفاءل بريح الجنوب، لأن مجيئها يكون مصحوبا بالخير.
26- الديوان، ص 51-52.
27- الديوان، ص 49.
28- النواكث: صروف الدهر. وقوله : تنقضني حبلا بعد إمرار أي عملت على توهيني بعد قوة.
29- الديوان، ص 94-95.
30- أم صبار : أرض ذات حجارة كأنها أحرقت بالنار.
31- الديوان، ص 110 .
32- الديوان، ص 88.
33- الديوان، ص 28.
34- الديوان، ص 102.
35- الديوان، ص 29.
36- الديوان، ص87.
37- الديوان، ص 7.
38- الديوان، ص 114.
39- الديوان، ص : 12. يصف جملا. المريط : الخفيف الشعر. والعثمثم : الشديد الطويل. وخدا : أسرع.
40- الديوان، ص :30.