الله أكبر الله أكبر
بدأ المؤذن ينادي لصلاة الفجر فنهض يحيى من سريره مسرعا وتوضأ ثم قام يصلي وما إن أتم صلاته حتى دعا لنفسه وصديقيه محمد وعامر .
كان يحيى وأصحابه مثلا للمحبة فقد تحابوا في الله فأبى الله أن يفرق شملهم ، كانو يلتقون قبل المدرسة ويذهبون معا . لايفترقون لافي الدرس ولا في الإستراحة ثم يعودون معا الى بيوتهم .
ذات صباح قال يحيى لأصحابه أخوتي ( وكان معتادا على هذا النداء ) ، لماذا لا نجمع مصروفنا اليومي ؟ قال عامر كيف ؟ قال يحيى مصروفي ومصروفك ومصروف محمد ونصرف منه شيئا يسيرا وندخر الباقي فيصبح عندنا مع الأيام مبلغ كبير فما ترون ؟ .
صمت لوقتٍ قصير ما لبث إلا أن قال محمد موافق وأعقبه عامر موافق .
وهكذا استمر الأصحاب على عهدهم والأموال تزداد . تطورت العلاقة بينهم وكان جمع قلوبهم أمام رحمة خالقهم فلم يفرقهم ربهم .
فشاء لهم الجمع والمصير الواحد حتى في الجامعة واستمر مشروعهم فأصبح الأصدقاء الثلاثة أثرياء في عنفوان الشباب ففكروا كيف يستثمرون أموالهم ؟
فكانت فكرة محمد بإنشاء معمل لصناعة المعكرونة وتسويقها في السوق المحلي . اتفق الأصدقاء وبدأ السعي وفي غضون شهور بدأت بوادر الإنتاج الاولى ونزلت البضاعة للأسواق وقد كانت فاخرة جدا مما أدى الى تزايد الطلب عليها وراجت في الأسواق فتناسلت أموال الأصدقاء وتكاثرت وازدادت لحمة الصحبة بين الأصحاب الذين تحابوا في الله وعاهدوه على الوفاء فيما بينهم فتزوج محمد وعامر بأختي يحيى وتزوج يحيى أخت عامر .
وهكذا كانت قصة الحب في الله والتفكير السليم .