استفسار نفسي ؟؟؟؟ (إن جاز التعبير)
لا شك أن النفس البشرية هذه الكائن الغير مرئي في عالم الطين (مرئيات العين البشرية) ...
وإن كانت مرئية لبعض المخلوقات الأخرى على الأرض ...
ما تزال وستظل آية على إعجاز الخالق في خلقه للإنسان
ولكننا لا نستطيع أن ننسى أو نتجاهل حقيقة
أن الله قد وضع لنا حدودا وإشارات توضح المعالم والخطوط العريضة لهذه النفس ...
بل وحدد كذلك وسيلة تقويمها وعلاجها ... والتعامل معها ...
حتى لا يكون للإنسان على الله حجة أنه لم يكن يعرف ...
وعبثا يحاول الإنسان ...
حتى المسلمون منهم رغم وجود المنهج والطريق والأساليب واضحة لديه ...
أن يهرب من كل هذا ... يترك ما أخبره به خالقه .... ليصدق بشرا مثله ... بل وبشرا جاهلا
ويمعن ويتعب فكره في علم ودراسة وسائل مغايرة لما أمره الله بها للتعامل مع نفسه ...
بل ومن الغباء المحكم أن يصدق ... ويطيع فكر وتحليل ونظريات ... غير المسلمين ...
ومن اعتمدوا في نظرياتهم على التجربة على نفوس مريضة ...
مثلما أدعى فرويد مثلا أن كل تصرفات الطفل الذكر ...
هي من وحي كونه مخلوقا جنسيا ...
حتى حرص وحنين الطفل لثدي أمه ... هي استمتاع جنسي من ذكر بأنثى ....
(نظرية مريضة لفكر مريض) ...
وقد لا تخلو بالطبع نظرياتهم من أشباه حقائق الظواهر ...
ولكنها في النهاية هي تجارب من جاهل في عالم مجهول ...
قد تأتي مرة واحدة بشيء صحيح ...
ولكنها تأتي ألف مرة بأشياء مغلوطة ... كما نرى في نظريات علم النفس ....
ولعل هذا واضحا وجليا ... فيما أسموه بالعقل الباطن ... والعقل الواعي ...
والتي عند إمعان الدراسة والتفكر فيما كتبوه عن الفارق بينهما وممارسات كل منهما ....
تختلط الأمور ... وتختلط النتائج ...
وتفقد النظريات مصداقياتها تماما ..
هذا فقط عند دارس العلم للعلم وليس دارس العلم ليقتات به ...
أو ليقال أنه عالم كمعظم علناء النفس لدينا سواء العرب أو الأجانب ...
ومن العجيب أن معظم من درسوا علم النفس من الأجانب ... وبعض العرب ...
وصادفه حسن حظه أو قدره ودرس القرآن وتدبر فيه ...
قد نفض عنه كل أكاذيب نظريات علم النفس الخائبة والمريضة ...
حتى أن بعضهم إتجه لعلاج الأمراض النفسية بالقرآن ...
حتى وإن لم يسلم .... (عجيبة حقا هذه الملحوظة) .......
وربما يكون ... ما توقف عنده علماء الدين في الماضي ...
وأغلقوا خلفهم أبواب الاجتهاد والتدبر ...
هو سبب ما نحن فيه الآن من تخبط ....
فقديما وقف ابن تيمية وابن سيناء
وبعدهم كثير من العلماء الأجلاء عند تعريف النفس بأنها هي نفسها الروح
أو أنهما شيئان مختلطان ... أو أنهما ...
وباختصار (أتحدى عالما واحدا يقول لي ما فهمه منهم في هذا الموضوع) ...
فقد فقدوا الاتجاه والمنطق العلمي ... ثم أغلقوا أبواب التدبر والفهم من خلفهم ...
وبالتالي لم يجد أبناء هذه الأمة سوى المشركون وعلماء لم يؤمنوا أساسا بوجود الله
ليصدقوهم ... وليفرضوا علينا فكرهم وعلمهم المنقوص والمشبوه ....
رغم أن الله عندما تحدث عن خلقه للنفس كثيرا وباستفاضة سواء عن النفس كمخلوق ...
أو التعامل معها في الدنيا والآخرة ومواصفاتها وعثراتها وسلبياتها
حتى استغرق هذا من القرآن في الحديث فقط عن كلمة نفس
آيات عددها (268) مئتان وثمانية وستون آية ...
يقابل ذلك آية واحدة تتحدث عن خلق الروح في سورة الإسراء ...
هي أمر من الله تعالى
{وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً } الإسراء85
أمر صريح وواضح بعدم مناقشة الروح وخلقها ولا كنهها ...
فهي سر اختص الله به نفسه سبحانه ...
ولكنه ترك التدبر في النفوس والحديث عنها للبشر ...
{وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ } الذاريات21
بل واستحثهم على البحث والتدبر والتفكر ....
وكان أولى أن نسأل الخالق عن خلقه ..
ثم نقيس ونجرب ونبحث وندرس ما نراه وما نحياه
في إطار الحقائق التي لا تقبل الشك التي أخبرنا بها الله ........
إلا إذا كنا .... لدينا شكا فيما أخبر الله به ....
أو أننا نثق ونصدق غير الله أكثر مما نصدق ونثق في الله ....
والأسئلة تطرح نفسها .... ؟؟؟
هل هناك من ادعى أنه خلق ... أو شارك الله في الخلق .... ؟؟؟
هل نثق نحن أن الله خلقنا .... ؟؟؟
هل نصدق أن كلام الله في كتابه صدق وحق ... لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ..؟؟؟
هل جربنا أن ندرس ما قاله الله ...
مثلما جرب الكثير ... وأصبح عالما فيما قاله .. أمثالهم من البشر ..؟؟؟
كل هذا مطروحا للمناقشة والدراسة
ولكــــــن ....
فقط لنفوس ( تؤمن ) بالله وملائكته ... وكتبه ... ورسله
واليوم الآخر ... وتخشى الله ... وتحب لقائه
وتثق في كلامه ... وتبتغي وجهه الكريم وحده
وللحديث بقية .......
جمال عمر