منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 3 من 3
  1. #1

    الكبائر والصغائر

    الكبائر والصغائر

    --------------------------------------------------------------------------------

    بسم الله الرحمان الرحيم




    الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد أشرف المرسلين وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين.

    أما بعد، فقد قال الله تبارك وتعالى: ( يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ)

    الله تبارك وتعالى جعل الذنوب قسمين كبائر وصغائر وأخبرنا أنّه يغفر الصغائر التي هي اللمم لمن اجتنب الكبائر، والكبائر مراتب بعضها أشدّ من بعض فمنها ما يتعلق بحقوق بني آدم ومنها ما لا يتعلق.

    فالتي تتعلق بحقوق بني آدم يغفرها الله لمن يشاء لكنه يعطي صاحب الحقّ في الآخرة من حسنات الذي له عليه حقّ أو من خزائنه تبارك وتعالى، والتي لا تتعلق بحقوق بني آدم فإنّ الله تعالى يغفرها لمن يشاء بغير قصاص.

    فليس هناك ذنب لا يغفره الله في الآخرة لعباده إلا الكفر، فمن مات كافرا لا يغفر الله له وأما ما دام حيا فإنه يغفر له بالإسلام قال الله تبارك وتعالى(قُل لِلَّذِينَ كَفَرُواْ إِن يَنتَهُواْ يُغَفَرْ لَهُم مَّا قَدْ سَلَفَ ).

    أي أبلغهم يا محمد إن تركوا الكفر ودخلوا في الإسلام أنّ الله يغفر لهم كفرهم بإسلامهم، فليس للكافر كفّارة إلا الخروج من الكفر والدخول في الإسلام وذلك معنى استغفار إبراهيم لأبيه الكافر بقوله: "ربّ اغفر لي ولوالدي" وذلك كان قبل أن يعلم أنّ أباه لا يسلم بل يموت كافرا فلّما علم أنه يموت كافرا ترك الاستغفار له وهكذا كان استغفار رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمّه أبي طالب فلمّا نزل قوله تعالى: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ} لم يستغفر له لأنه علم أنه من أهل الشقاوة فكيف يطلب له المغفرة بالإسلام.

    فليس معنى استغفار النبي وسيدنا إبراهيم لهذين الكافرين أن يغفر الله لهما وهما على كفرهما كما يزعم كثير من الناس لجهلهم بمعاني القرءان.

    ثم الكبائر عددها ما بين الثلاثين والسبعين ليس كما قال بعض العلماء أربعمائة وزيادة ثم أشد الكبائر بعد الكفر قتل النفس التي حرّم الله إلا بالحق ثم الزنا ثم أكل الربا ثم شرب الخمر ثم بعد ذلك أشياء كثيرة كأكل مال اليتيم وعقوق الوالدين أي إيذائهما أذى شديدا والدياثة أي عمل الديوث وهو الذي يعلم الفجور أي الزنا في أهله ثم لا يغير ذلك مع المقدرة و السحر الذي ليس فيه كفر.

    وأما الصغائر فقد قال عبد الله بن عباس ابن عمّ رسول الله: ما رأيت أشبه باللمم ممّا حدّث أبو هريرة عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إنّ الله كتب على ابن آدم حظّه من الزنا وهو مدرك ذلك لا محالة، فالعينان زناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع، واللسان زناه الكلام واليد زناها البطش والرجل زناها الخطا والقلب يتمنى ويشتهي والفرج يصدق ذلك ويكذب" رواه البخاري وابن ماجه.

    ثم الفرق بين الكبائر والصغائر أنّ الكبائر عذابها أشد أما الصغائر فإن عذابها لا يوجب دخول جهنم بل عذابها بما دون ذلك فإن في الآخرة أنواعا من العذاب غير نار جهنم كالتألم من حرّ شمس يوم القيامة فإنّها تدنو من رءوس العباد قدر ميل فيلقى أهل الذنوب من حرّها أذى، وأما الأتقياء فإنّ الله تعالى يظلّهم ولا يصيبهم من شدة حرّ الشمس شىء.

    فمعنى الحديث الذي رواه البخاريّ أنّ أغلب الناس لا بدّ أن يقعوا في هذه المعاصي الصغيرة وهي النظرة المحرمة أي النظرة بشهوة والتلذذ باستماع كلام لأجنبية أو تلذذ المرأة باستماع كلام الرجل الأجنبي فهذا معنى قوله صلى الله عليه وسلم: "فالعينان زناهما النظر والأذنان زناهما الاستماع" وكذلك الكلام الذي يقصد به الشهوة المحرمة، كذلك البطش أي أن يمدّ الرجل يده إلى امرأة لا تحلّ له للتلذذ وهذا معنى قوله صلى الله عليه وسلم: "واللسان زناه الكلام واليد زناها البطش" وليس البطش هنا بمعنى الضرب.

    وكذلك المشي بنية قضاء شهوة محرّمة كأن يمشي إنسان إلى مكان ليتلذذ بالنظر مثلا إلى من لا يحلّ التلذذ به وهذا معنى قوله صلى الله عليه وسلم: "والرجل زناها الخطا" ثم إنه قد روى مسدد عن أبي هريرة أنه قال في تفسير اللمم: "النظرة والغمزة والقبلة والمباشرة فإذا حاز الختان الختان فقد وجب الحدّ" يعني أبو هريرة أنّ هذه الأربعة الأولى من المحرمات الصغائر ومعنى قوله والمباشرة مسّ الجسم للجسم من المرأة والرجل كأن يصافح الرجل المرأة للتلذذ أو لغير التلذذ.



    وأما معنى قول النبيّ صلى الله عليه وسلم: "والفرج يصدّق ذلك أويكذبه" يعني أن الزنا الذي هو من أكبر الكبائر هو دخول الحشفة في الفرج فذلك هو الزنا الحقيقيّ وإنما سمى رسول الله ما دون ذلك مما ذكره زنا لأنه يجرّ إلى الزنا الحقيقي الذي أراده أبو هريرة بقوله: "فإذا حاز الختان الختان وجب الحدّ" وهو جلد مائة لغير المتزوج وغير المتزوجة والرجم بالحجارة إلى الموت للمتزوج والمتزوجة.

    فمن علم ذلك فلا يهولنّه افتراء بعض المدّعين للعلم والدين أنّ النظرة من الكبائر وأنّ اللمس بشهوة من الكبائر ولقد وصل الجهل في بعض هؤلاء إلى أن اعتقدوا أنّ خروج المرأة كاشفة رأسها من الكبائر ومنهم من اعتبر ذلك ردّة، فلعنة الله على من يغيّر دين الله، وقد قال بعض هؤلاء لامرأة كانت تصلي ثم تخرج سافرة إنّ صلاتك غير مقبولة فقطعت الصلاة. فالحذر الحذر ممن يدّعي الدين وهو لا يعرف الكفر مما دون الكفر ولا يعرف الكبائر من الصغائر بل كل ما استعظمته نفسه فهو من الكبائر عنده ثم هؤلاء يرون أشياء هي كفر في شرع الله تعالى من الجائزات بل من الحسنات فهؤلاء ضررهم على المسلمين الجاهلين عظيم لأنهم يخدعونهم بدعوى الطريقة فيصدقونهم فيخرجونهم من الإسلام. ليس الدين بالرأي بل باتّباع ما جاء به رسول الله فما كان عدّه رسول الله ذنبا عظيما فهو ذنب عظيم وما عدّه رسول الله من الصغائر فهو صغيرة.

    فهؤلاء المدعون للعلم والتقوى المغترّون بأنفسهم كيف يجعلون الصغيرة أشد من الكبيرة فقد وصل الغلو ببعضهم إلى أن جعل كشف المرأة وجهها مع سترها للرأس ونحوه كبيرة فلعنة الله عليهم ألم يعلموا أنّ رسول الله جاءته امرأة من بني خثعم شابة جميلة يوم العيد في منى وكان خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم على البعير ابن عمّ الرسول الفضل وكان شابا جميلا فجعل الفضل ينظر إليها أعجبه حسنها وجعلت تنظر إليه أعجبها حسنه، فصرف رسول الله وجه الفضل إلى الشقّ الآخر.

    فلو كان وجه المرأة عورة يحرم كشفه ما سكت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أمرها بأن تغطي وجهها فلو كان الأمر كما يزعم هؤلاء المفترون كان قال لها أنت امرأة شابة جميلة كيف تكشفين وجهك في هذا المشهد العظيم كما أنه لم يقل لابن عمه أنت حاج كيف تنظر فهؤلاء وإن ادّعوا العلم والتقوى فهم كاذبون يظنون أنّ تحريفهم للشريعة زيادتهم عما جاء به الرسول يزيدهم قربا من الله.

    والله سبحانه وتعالى أعلم

  2. #2
    المعاصي تنقسم إلى صغائر وكبائر لقوله عز وجل: إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلاً كريماً [النساء:31]وقوله عز وجل: وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان [الحجرات:7].وقوله عز وجل: الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم [النجم:32].وقوله : ((الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينها ما اجتنبت الكبائر)) وتعريف الذنب الكبير هو الذي جاءت النصوص الشرعية بالوعيد الشديد لمن فعله كاللعن ونحوه ,وقد ذكرت أصناف منها في الأحاديث الشريفة منها: قوله عليه الصلاة والسلام ((اجتنبوا السبع الموبقات: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل مال اليتيم، وأكل الربا، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات)) ومن عقيدة أهل السنة أن لا يكفروا أهل الكبائر من المسلمين ما لم يستحلوها، وما لم يدل الدليل الشرعي على أن هذا العمل كفر, قال الإمام أبوجعفر الطحاوي السلفي رحمه الله ((ولانكفر أحداً من أهل القبلة بذنب ما لم يستحله)) ومعنى ذلك أن مرتكب الكبيرة كشارب الخمر أو نحوه لايحكم عليه بالكفر لمعصيته بل هو مسلم عاصي فاسق إلا أن يعتقد أو يقول باستحلال هذه المعصية لأنه يكون عاند الشرع وخالف النصوص ومخالفة النصوص كفرُ، ثم إن على العبد أن لا ينظر إلى صغر المعصية والذنب، ولكن ينظر إلى عظمة من يعصي، إلى عظمة الله الخالق العالم بكل شئ سبحانه وتعالى.وإن كان هناك ثمة فرق بين الذنب الكبير والذنب الصغير إلا أن الكل حرام ولكن من تجنب الكبائر والفواحش عفي عنه بالصغائر لتجنبه الكبائروقد وعد ربنا تبارك وتعالى بتكفير السيئات وإدخال الجنة لكل من اجتنب الكبائر قال الله تعالى: إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَائِرَ مَا تُنهَوْنَ عَنْهُ نُكَفّرْ عَنْكُمْ سَيّئَـٰتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُّدْخَلاً كَرِيماً [النساء:31]،

    وقال تعالى: وَٱلَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَـٰئِرَ ٱلإِثْمِ وَٱلْفَوٰحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُواْ هُمْ يَغْفِرُونَ [الشورى:37] والإصرار على الصغيرة يحولها إلى كبيرة كما قال العلماء، فلا صغيرة مع إصرار، والإصرار هو أن يداوم على الذنوب الصغيرة من غير توبة حتى تصير تغلب حسناته يقول سبحانه وتعالى وَٱلَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَـٰحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ ٱللَّهَ فَٱسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ ٱلذُّنُوبَ إِلاَّ ٱللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَىٰ مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ [المائدة:135].وهاكم بعض أمثلة عن الكبائر:

    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ ثلاثا: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وشهادة الزور، وقول الزور، وكان متكئا فجلس فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت)) وفي الحديث أيضاًأن رجلا قال للنبي : ((أي الذنب أعظم؟ قال: أن تجعل لله ندا وهو خلقك قال: إن ذلك عظيم، ثم أي؟ قال: وأن تقتل ولدك مخافة أن يطعم معك، قال: ثم أي؟ قال: أن تزاني حليلة جارك)) وروي أيضا: ((من الكبائر شتم الرجل والديه، قيل وهل يشتم الرجل والديه؟ قال: نعم، يسب الرجل أبا الرجل فيسب أباه، ويسب أمه فيسب أمه)) .

    والإنسان ينبغي أن يتوب من الذنوب كبيرها وصغيرها ويكثر من الإستغفار ولاينبغي أن يتهاون بالمعصية فان الجبال الكبيرة من الحصى الصغيرة .

  3. #3
    شكرا اختى على الاضافه

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •