من صحافة جامعة الموصل ..مجلة المحاسب 1965
من صحافة جامعة الموصل ..مجلة المحاسب 1965
الأستاذ الدكتور إبراهيم خليل العلاف
أستاذ التاريخ الحديث/ جامعة الموصل
نستطيع القول وبكل ثقة عند التأريخ لجامعة الموصل ولصحافتها أن كلية الطب ، ومعهد المحاسبة كانا الركنين الأساسيين الذين ارتكزت بهما جامعة الموصل ، وإقامت عليهما دعائمها الصلدة . وفيما يتعلق بصحافة جامعة الموصل وتاريخها وتطورها نذكر ( مجلة الكلية الطبية ) التي صدرت خلال السنوات 1960- 1965،لكن مجلة المحاسب التي كان يصدرها معهد المحاسبة بالموصل سنة 1965 لم تحظ - للأسف الشديد - بالاهتمام والتوثيق .
مجلة المحاسب التي صدر عددها الأول 1965 كانت ، بحق ، مجلة تحمل في عددها الأول عناصر المجلة المتكاملة وكيف لا وهيئة تحريرها كانت تتألف من الأستاذ ( أحمد سامي ألجلبي ) رئيسا وعضوية كل من الأستاذين ( صلاح الدين الغلامي ) و( معن عبد القادر ال زكريا ) . وقد حفل العدد الأول بالكثير من المقالات والدراسات : وضمت صفحتها الأولى ( كلمة العدد) وكانت بعنوان : " ثمرة جديدة " ،ومما جاء فيها(( انه إذا كانت جامعة بغداد تقف اليوم قوية راسخة، فأن نواة جامعة الموصل تقف هي الأخرى على قدمين ثابتتين ، وهي تحتضن العديد من الكليات التي أثبتت جدارتها وكفاءتها في مختلف المجالات ومنها المحاسبة بالذات ، هذا المعهد الذي تولى رعاية كافة النشاطات الفكرية والاجتماعية والرياضية لجامعة الموصل، يعكس الوجه الأبيض الناصع لمدى النشاط العارم الذي تشهده كليات الموصل )).
الأستاذ الدكتور نجيب خروفة ( نائب رئيس الجامعة أي نائب رئيس جامعة بغداد في الموصل حيث كانت معاهد وكليات الموصل تتبع جامعة بغداد ) ،كتب كلمة بعنوان نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي( نحو حياة جامعية أفضل )) أما الدكتور محمد سعيد كتانة مدير معهد المحاسبة فكتب كلمة بعنوان: (( رسالة معهد المحاسبة )) . وكتب الأستاذ قتيبة الجادر معاون مدير المعهد كلمة بعنوان: مسؤولية الصناعي الاجتماعية )). وجاء الأستاذ عبد المجيد النافوسي ليكتب مقالة بعنوان : (( أهمية المقارنات في تحليل الحسابات الختامية، والميزانية العامة للمؤسسات )) .وكان النافوسي يشغل منصب رئيس قسم المحاسبة وكالة . أما الأستاذ أحمد سامي الجلبي فكتب مقالة بعنوان : (( نحو صحافة جامعية )). وانصرف الأستاذ معن عبد القادر أن زكريا بكتابة مقالة عن (( السريالية .. ومراقد الأولياء: خواطر وتعليقات )) وفي العدد الأول ثمة مقالات عديدة منها : (( التامين على الحياة تاريخه وتطوره )) للسيد ناطق محمد الكاتب محاسب المعهد .وضم العدد قصة (( عندما ازور ميري )) المترجمة من قبل الأستاذ نجيب قاقو عن الفرنسية . وأجرى عضو هيئة التحرير لقاء مع طلبة معهد المحاسبة . ومن الطلبة الذين حاورهم ( فتحي عبد المجيد) وكان آنذاك طالبا في المعهد ومديرا عاما لشركة طحن حبوب الشمال ، ( عبد الحميد التحافي ) ( واميمة الدبوني ) ( محسن الملاح) ( هناء جمعة ) ( نوال النجفي ) و( نزار الخشاب ) . وقد شارك طلبة المعهد بالكتابة في المجلة ، فالطالب ارتين ديكران كتب مقالا بعنوان: (( رجل لا يشار إليه بالبنان!) أما الطالب خالد الطعان فكتب نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي( الإسلام : نظام اقتصادي متكامل )) . واحتوى العدد متابعة لنشاطات المعهد وحفلاته وندواته الثقافية ومحاظراته العلمية وبطولاته الرياضية وفعالياته الاجتماعية .
ومن الطريف أن المعهد أقام يوم الجمعة الموافق 14 مايس/ أيار 1965 ، حفلة سمر فخمة في قاعة مدرسة أبي تمام النموذجية ، وقد افتتحت الحفلة بكلمة لرئيس اللجنة الاجتماعية الأستاذ أحمد سامي الجلبي . كما ألقت الطالبة ( الآنسة أمل عبد القادر كتانة ) كلمة الطالبات ، وقدم الطالب حميد خضير منلوج ( طردتني مرتين من البيت ) وقدمت فرقة المعهد تمثيلية ( الطالب المتزوج ) من تأليف الطالب خالد عبد الباقي الصائغ وإخراج الأستاذ عبد الوهاب أرملة. وشارك أساتذة المعهد محمد سعيد كتانة ،ورامز غزول، ومظفر خروفة، ومولود فتح الله في الحفلة وفي العدد قصص وقصائد وخواطر كتبها الطلبة : وقد اعتمدت المجلة في تمويلها على الإعلانات ، فثمة إعلانات عن ( مطبعة الجمهورية )، ( خياطة الهلال ) ،و ( الدار القومية للطباعة والنشر في عمارة الأوقاف في الموصل) و( مكتبة الجزائر والعسلي ) و( أستوديو بغداد ) لوجيه حامد و ( فلمنكو) حيث تقدم (( ألذ المرطبات )) و(( شركة طحن حبوب الشمال ))و (( مصلحة صنع السكر في الموصل ؟)). صدر من المحاسب بضعة إعداد ثم توقفت وها نحن اليوم نتذكرها فقد كانت مجلة ممتعة .

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي