البيان الثاني
للشاعر العربي الفلسطيني
خالد أبو خالد
الآن .. الآن .. وقد اكتمل تشكيل الزمن العصيب المحيط بفلسطين وشعب فلسطين قضية وارضا ..
الآن .. الآن .. وقد سقطت مرحلة أوسلو بكل قذاراتها وانخطاطها وعناصرها من رأسها إلى أجهزتها الأمنية والثقافية والسياسية وارتكازاتها عل ظواهر التفاوض - الإملاء .. مع العدو الصهيوني الأمريكي لتصفية القضية المركزية للأمة العربية قضية فلسطين .
الآن .. الآن لابد من رفع الصوت عاليا في كافة مناطق تواجد شعبنا العربي الفلسطيني على الارض العربية وفي المنافي والمهاجر وأن نتنادى بهدف إعادة قضيتنا إلى قواعدها الصحيحة بما يعني إسقاط البرنامج المرحلي - برنامج النقاط العشر .. وكافة قرارات المجالس الوطنية الفلسطينية ، التي أسقطت من الميثاق الوطني الفلسطيني كافة البنود التي تنص على مضامين نضالنا لتحرير وطننا فلسطين بحدودها الجغرافية من النهر إلى البحر ... ومن رأس الناقورة إلى رفح ...
وبما يعني .. إسقاط طغمة أوسلو التي دأبت على العمل لغسل أدمغة شعبنا من موضوعة التحرير .. في ظل مؤثرات الفساد والخيانة الوطنية التي اتخذت أشكالا متعددة ومختلفة تحت يافطة ما أطلقوا عليه / المشروع الوطني / المشروع الواقعي / لإقامة / دولة فلسطين في حدود الأرض المحتلة عام 1967 .. فقاموا باحتواء الانتفاضة الأولى العظيمة في إطار برنامج /أوسلو/ كما قاموا بزج خيرة مناضلي شعبنا في السجون ، التي مورست عليهم فيها أبشع أشكال التعذيب التي تدربت أجهزتهم الأمنية عليها في مؤسسات أمريكية أو متأمركة ومتصهينة بعد الانتفاضة الباسلة الثانية .
لقد ذهبت طغمة /أوسلو/ إلى ماهو أبعد من توقعات العدو الصهيوني في التفريط بالأرض.. وبالشعب .. واهدافه الاستراتيجية التي عبرت عنها هذه الطغمة تصريحا وتلميحا في كافة لقاءاتها وحواراتها على القنوات الفضائية خلال السنوات الأخيرة بحيث أن أحدا من المهتمين بمجريات الوضع الفلسطيني تحت الاحتلال الصهيوني لم يفاجأ بما نشر على شبكة الجزيرة من تفريط بالثوابت الفلسطينية ، فيما يتعلق بالأرض .. والشعب .. ومستقبلهما بل إن ما نشر في الأيام الأخيرة إنما أكد بصورة موثقة ماسقط فيه المفاوض ـ الخاضع للإملاءات الصهيونية ومايعمل عليه بالتعاون الأمني وغير الأمني مع هذا العدو بهدف تحقيق تصفية قضيتنا من التاريخ والجغرافيا في الزمن الراهن حيث تضاعف الاستيطان في الأرض الفلسطينية المحتلة والقدس أكثر من مئة مرة بعد وصول طغمة أوسلو إلى رام الله التي طفحت بما حولها بما يزيد على مائة وثمانين ألف موظف بلا وظائف وأكثر من ستين ألف عنصر أمني في برنامج واضح لحماية أمن الكيان الصهيوني ...
ولقد قاتلت كتائب شهداء الأقصى وكتائب القسام .. والأذرع المسلحة لعدد من فصائل الثورة .. مما هدد العدو الصهيوني ، وطغمة أوسلو بما دفع هذه لتكثيف جهودها من أجل تصفية عناصر هذه القوى التي قاتلت ببسالة ـ وتجريدها من أسلحتها وصولا إلى عملية / دايتون/ التي استهدفت تصفية حماس ... كانت المحصلة هي ما هي عليه الآن .. من صراع أفضى في حقيقته ومحصلته إلى صراع على السلطة بين فتح وحماس .. وتعاون أخطر بين طغمة أوسلو والعدو الصهيوني بهدف تصفية حماس في قطاع غزة .. حيث لم تكن طغمة أوسلو بعيدة عن الضلوع في التحريض على اجتياح غزة من قبل قوات العدو الصهيوني .
وقبل ذلك .. وبعد ذلك جرى في سورية عقد عدة مؤتمرات واجتماعات لم تنجح في انتزاع زمام المبادرة لبناء مرجعية وطنية فلسطينية واكتفت بالتموقع أو المراوحة بين إغراءات أوسلو في " الدولة" على حدود 1967 وبين الشجب والاستنكار .. وخرجت دائما ببيانات ردود أفعال لاتتجاوز قيمتها قيمة الاورق الذي كتبت عليها وأصبح الشعار المطروح لإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية مجرد لغة .. أما المشجب فقد ظل موضوعة المصالحة بين فتح وحماس كشرط لإعادة البناء ..
أيها الشعب الفلسطيني العظيم
أيها الأسرى والمعتلقلون في سجون الاحتلال الصهيوني .. وفي سجون طغمة أوسلو
أيها المنفيون في المهاجر البعيدة على امتداد العالم ..
إنهم والغون في دم شعبنا ..
وإنهم يقومون الآن بقطع طريقكم إلى فلسطين .. التي يخونون قضيتها
وإن كل هذا يتطلب مايلي :
أولا : إسقاط طغمة أوسلو وبرنامجها لتصفية قضيتنا
ثانيا : إعادة الاعتبار لقضيتنا الوطنية بالتأكيد على أن فلسطين .. كل فلسطين تحت الاحتلال الصهيوني .. من العام 1948 وصولا إلى العام 1967 كوحدة واحدة
ثالثا : إن الدعوة لإسقاط طغمة أوسلو كواجب وطني لا يعني مطلقا توريثها لأية فئة أو جماعة أوجهة أو فصائل على أرضية برنامج أوسلو
رابعا : أن تتنادى جميع القوى العربية الفلسطينية .. والقوى الإسلامية الفلسطينية .. لإقامة جمعية وطنية تأسيسية تسترشد بالميثاق الوطني الأصل لتتدارس سبل الخروج بشعبنا وحركتنا النضالية إلى بر الأمان مستفيدة من كل الدروس التي سبقت .. وإلى اعتماد استراتيجية كفاحية لمواصلة نضالنا من أجل تحرير وطننا فلسطين واضعين في الاعتبار أن مليونا وربع فلسطيني صمدوا ويصمدون على الأرض العربية منذ العام 1948 هم جزء من شعبنا وأمتنا .. وعلينا أن نتواصل معهم في إطار شروطهم الوطنية للمشاركة في الكفاح العام .. بما يعني إعادة القضية إلى قواعدها الأساس من حيث أن فلسطين تحت الاحتلال الصهيوني في مرحلتين يشرعن نضال شعبنا ولا يخرج مطلقا على مبادىء المجتمع الدولي .. فالمقاومة حق شرعي ومشروع لكل شعب تتعرض ارضه للاحتلال ...
مرة أخرى
إن فلسطين كلها تحت الاحتلال الصهيوني وإن مقاومة الاحتلال الصهيوني بكافة الأشكال بما فيها الكفاح المسلح حق مشروع لشعبنا لانقبل به طعنا .. حتى تحقيق النصر ..
العار لطغمة أوسلو
الموت للكيان الصهيوني
المجد لشعبنا العظيم
وللاسرى والمعتقلين ..
والمجد للشهداء
الحرية لأسرانا
والنصر لفلسطين
خالد ابو خالد