الفرقة السيمفونية الوطنية .. حصاد عام مضىتعتبر الفرقة السيمفونية الوطنية إحدى أهم الواجهات الحضارية والثقافية في سورية، تأسست في عام 1993 ومنذ ذلك التاريخ وهي ترفد المشهد الثقافي في البلد بعطائها الموسيقي المنوع داخلياً وخارجياً، وشكّلت نموذجاً يحتذى به في دول المنطقة والشرق الأوسط. وعلى مدى 17 عشر عاماً قدمت الفرقة السيمفونية روائع الأعمال العالمية التي ظلت عالقة في ذاكرة البشرية مما ساهم في رفع الوعي الفني والذائقة الموسيقية، وجعل من سورية منارة فنية.
ويعد عام 2010 من الأعوام التي استطاعت من خلاله الفرقة بقيادة المايسترو ميساك باغبودريان تجذير وجودها الفني و تقديم نحو ثلاثة عشر عملاً وحفلاً سنستعرضها في هذا الحصاد :
- بتاريخ 17/1/2010 قدمت الفرقة السيمفونية الوطنية حفلاً في دار الأسد للثقافة والفنون لمناسبة رئاسة إسبانيا للاتحاد الأوروبي شارك فيه قائد الأوركسترا الإسباني "إدمون كولومير" بمرافقة السوبرانو ماريا لويزا مونتادا وعازف البيانو الشهير البيرت غونيوفار. وتأتي أهمية الحفل من عمق الروابط التاريخية والحضارية التي تربط سورية بإسبانيا الصديقة والتي أرسيت قواعدها المتينة في عهد الرئيس القائد بشار الأسد والملك خوان كارلوس، كما وتأتي الأهمية الفنية في مشاركة المايسترو كوليمير للمرة الثانية في سورية وهو فنان عرف بمشواره الفني الطويل وإنجازاته منذ عام 1983 عندما أنشأ أوركسترا جوفين الوطنية . وهو الفنان الذي منحته فرنسا وسام ورتبة فارس المجمعين .. إضافة للوجود الاستثنائي للفنانة الإسبانية مونتادا.
-وفي 8/2/2010 قدمت الفرقة السيمفونية الوطنية بقيادة المايسترو ميساك باغبودريان حفلاً تطوعياً مع جمعية بسمة خصص ريعه للأطفال المصابين بالسرطان وذلك في دار الأسد للثقافة والفنون، حيث رسمت بسمات وبسمات على شفاه الحضور، فيما عزفت الفرقة مقطوعات لموتسارت وبيتهوفن وكورساكوف. وفي مفاجأة مدهشة قدمت الفرقة افتتاحية أوبريت الخفاش ليوهان شتراوس الابن، وهي المقطوعة التي قادها القط توم في الفيلم الكارتوني الشهير توم وجيري ، ومقطوعة وضعها هنري مانجيني والتي عرفت باسم النمر الوردي مع عرض كارتوني بنفس الاسم كذلك قدمت الموسيقى الشهيرة لمقدمة أفلام جيمس بوند.
- بتاريخ 16/2/2010 قدمت الفرقة السيمفونية الوطنية بقيادة المايسترو ميساك باغبودريان حفلاً تضمن بعضاً من روائع شتراوس الابن والعائلة وبمشاركة المغنية الأوبرالية رشا رزق وفرقة سمة للرقص المعاصر وعرضاً عن حياة عائلة شتراوس وذلك في دار الأسد للثقافة والفنون، منها :" فالس من فيينا، بولكا سريعة ، فالس ورود من الجنوب ، ويزيكاتو بولكا ، فالس أصوات الربيع ، الإمبراطور، بولكا تحت الرعد والبرق، الدانوب الأزرق".
- وبتاريخ 22 و23/آذار/2010 قدمت الفرقة السيمفونية الوطنية بالتعاون مع فرقة دار الأوبرا والباليه الحكومي الأرميني (باليه سبارتاكوس) عن موسيقى للمؤلف الأرميني الشهير آرام خاتشادوريان وقاد العمل كارين تورغايان في دار الأسد للثقافة والفنون، ويعد هذا العمل هو الأول للفرقة السيمفونية الوطنية كعمل باليه متكامل تؤديه عزفاً.
- وتزامناً مع الذكرى المئوية الثانية لولادة الموسيقار العالمي فريدريك شوبان أحيت الفرقة السيمفونية الوطنية حفلاً بالمناسبة بتاريخ 21/4/2010 في دار الأسد للثقافة والفنون، بمشاركة عازف بيانو بولوني، قدمت خلاله برنامجاً خاصاً بروائع مؤلفات هذه العبقرية الفنية.
- بتاريخ 28/4/2010 قدمت الفرقة السيمفونية الوطنية حفلاً فنياً مميزاً على هامش المؤتمر الطبي لترقق العظام بمشاركة الفنان الفلسطيني العالمي سيمون شاهين "عود" وكنان العظمة" كلارينيت "في دار الأسد للثقافة والفنون.
-كما أحيت الفرقة السيمفونية الوطنية حفل "غالا" (أمسية غجرية) بمناسبة الاحتفالية السنوية الرابعة لتأسيس الهيئة العامة لدار الأسد بتاريخ 27/5/2010 في دار الأسد للثقافة والفنون، قدمت خلاله روائع الموسيقى الغجرية التي ألفت مستوحاة من تراث هذا الشعب الثري بتراثه وحضارته والمنتشر في أرجاء واسعة من الكرة الأرضية.
-كما قدمت الفرقة السيمفونية الوطنية حفل (مختارات من حلاق إشبيليا) لروسيني بتاريخ 1/6/2010 في دار الأسد للثقافة والفنون.في خطوة عدّها النقاد مهمة كونها قدمت واحدة من أهم القطع الموسيقية التي اشتهرت بمقدمتها، وصارت ثيمة للعديد من الأعمال الدرامية والبرامج في جميع أنحاء العالم.
-وقدمت الفرقة السيمفونية الوطنية حفلاً مع قائد الأوركسترا العالمي ميشيل دالبرتو بتاريخ 17/6/2010 في دار الأسد للثقافة والفنون، كما قدمت الفرقة السيمفونية الوطنية حفل افتتاح الموسم الجديد لها بتاريخ 18/10/2010 في كلية الفنون الجميلة مع قائد الأوركسترا البريطاني دايفيد رايدل في كلية الفنون الجميلة.
- وأحيت الفرقة السيمفونية الوطنية بقيادة الفنان المايسترو ميساك باغبودريان حفلاً خاصاً بأعمال الفنان العالمي (برامز) بتاريخ 11/11/2010 في قصر الأمويين للمؤتمرات.كما شاركت الفرقة السيمفونية الوطنية السورية في مهرجان الموسيقى السيمفونية الثاني في الجزائر خلال الفترة من 8 ولغاية 15/12/2010.
وأخيراً، شارك أعضاء الفرقة السيمفونية الوطنية السورية بتاريخ 18 و 20 و22/12/2010 في تقديم أول عمل أوبرالي بكفاءات سورية متكاملة وهو (أوبرا زواج فيغارو) لبومارشيه وذلك في دار الأسد للثقافة والفنون، وكان آخر أعمال الفرقة في العام الماضي.

عبد الكريم العبيدي
http://www.albaath.news.sy/user/?id=1044&a=92605