منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 3 من 3
  1. #1

    موقف الفاروق من أسرى بدر

    موقف الفاروق من أسرى بدر آخر تحديث:الجمعة ,14/01/2011
    أ .د . قصي الحسين نزلت سورة الأنفال، في أحداث موقعة بدر الكبرى، حيث خرج النبي صلى الله عليه وسلم في الثامن من رمضان سنة 2 هـ/624م، ومعه كبار الصحابة وأكثر من ثلاثمئة من المسلمين . وكان يرافق النبي كبار الصحابة: أبوبكر الصديق وعمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب وحمزة بن عبدالمطلب وسعد بن أبي وقاص وعبدالرحمن بن عوف وزيد بن حارثة رضي الله عنهم .

    وكانت هذه الغزوة أولى الغزوات التي قام بها النبي . ومن خبرها أن أبا سفيان بن حرب قدم مع ثلاثين رجلاً بعيرٍ لقريش . فندب النبي عليه الصلاة والسلام الناس إليهم . فبعث أبو سفيان بذلك إلى مكة، فقدم منها أبو جهل بتسعمئة وخمسين رجلاً، فيهم مئة فارس، وخرج النبي صلى الله عليه وسلم من المدينة لثلاثٍ خلون من رمضان سنة اثنتين للهجرة بثلاثمئة وثلاثة عشر رجلاً فيهم فارسان، ومعهم من الإبل سبعون يتعاقبون عليها . ونزل بهم بدراً وجلس هو وأبوبكر على عريش بني لهما، وأتى أبو جهل بمن معه . وبرز منهم عتبة وشيبة ابنا ربيعة والوليد بن عتبة . فأخرج النبي صلى الله عليه وسلم لهم عمه حمزة وعلي بن أبي طالب وعبيدة بن الحرث بن المطلب . فقتل حمزة شيبة، وقتل علي الوليد، ثم كرا على عتبة فقتلاه، واحتملا عبيدة، وقد قطعت رجله، ثم مات . ونشبت الحرب صبيحة الجمعة في 17 رمضان .

    نصر من الله

    وخرج النبي من العريش يحرض الناس على القتال . وأخذ من الحصباء حفنة رشها على قريش قائلاً “شاهت الوجوه” ثم قال لأصحابه “شدّوا عليهم” . فهزموا قريشاً وقتلوا سبعين بينهم أبو جهل، وأسروا سبعين منهم، وقُذف في قليب بدر بعد القتال أربعة وعشرون من صناديد قريش . وفي هذه الغزوة، نزل قوله تعالى (إذ تستغيثون ربكم، فاستجاب لكم أني ممدكم بألفٍ من الملائكة) [الأنفال: 8] .

    ومن أسرى بدر: وداعة بن ضبيرة السهمي وسهيل بن عمرو، وعمرو بن أبي سفيان، وأبو العاص بن الربيع زوج زينب بنت النبي، والمطلب بن حنطب المخزومي، وسيفي بن أبي رفاعة المخزومي، وأبو عزة، وعمرو بن عبدالله، ووهب بن عمير .

    وفي طريق العودة إلى المدينة المنورة، أمر النبي صلى الله عليه وسلم بضرب عنقي رجلين من الأسرى هما: النضر بن الحارث، وعقبة بن أبي معيط، وكانا من أشد الخصوم أذى للمسلمين . ولم يكن قد وضع بعد، نظاماً معيناً للأسرى .

    ثلاثة مواقف

    وذكر العلماء في أسباب نزول سورة الأنفال، واقعة بدر وأسراها . وقال الله تعالى (ما كان لنبيّ أن يكون له أسرى، حتى يثخن في الأرض، تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة، والله عزيز حكيم . لولا كتاب من الله سبق لمسّكم فيما أخذتم عذاب عظيم . فكلوا مما غنمتم حلالاً طيباً، واتقوا الله، إن الله غفور رحيم) [الأنفال: 67 و68 و69] .

    وللمفسرين روايات عدة في سبب نزول هذه الآيات، وكلها ذات صلة بموقفٍ وقفه عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فيما تروي هذه الروايات . ومن تلك الروايات، ما رواه ابن أبي شيبة والترمذي وابن المنذر والطبراني والحاكم، وغيرهم عن ابن مسعود رضي الله عنه قال “لما كان يوم بدر جيء بالأسارى، فقال أبوبكر رضي الله عنه: يا رسول الله، قومك وأهلك، استبقهم، لعل الله أن يتوب عليهم . وقال عمر رضي الله عنه: يا رسول الله، كذبوك، وأخرجوك، وقاتلوك، قدمهم فاضرب أعناقهم . وقال عبدالله بن رواحة: انظر وادياً كثير الحطب فأضرمه عليهم ناراً . وقال العباس عم النبي صلى الله عليه وسلم، وكان بين أسرى بدر، وقد أخرجته قريش معها على غير رغبة منه، وقد أسمع النبي صلى الله عليه وسلم ما يقول: أقطعت رحمك؟ فدخل عندها النبي صلى الله عليه وسلم ولم يرد عليهم شيئاً، فقال أناسٌ: يأخذ بقول أبي بكر، وقال أناس: يأخذ برأي عمر . وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال “إن الله ليلين قلوب رجال حتى تكون ألين من اللين، وإن الله ليشدّد قلوب رجال حتى تكون أشدّ من الحجارة، ومثلك أيا أبا بكر مثل إبراهيم عليه السلام، قال “فمن اتبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم” ومثل عيسى عليه السلام “إن تعذبهم فإنهم عبادك، وإن تغفر لهم، فإنك أنت العزيز الحكيم” ثم التفت النبي صلى الله عليه وسلم إلى سيدنا عمر رضي الله عنه وقال: “ومثلك يا عمر كمثل نوح إذ قال “رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا” ومثل موسى عليه السلام إذ قال “ربنا اطمس على أموالهم وأشدد على قلوبهم، فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم” ثم قال صلى الله عليه وسلم “أنتم عالة فلا ينفلتن أحد منهم إلاّ بفداء، أو ضرب عنق” . فقال عبدالله بن رواحة: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم: إلا سهيل بن بيضاء، فإني سمعته يذكر الإسلام . فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم . فما رأيتني في يوم أخوف من أن تقع عليّ الحجارة مني في ذلك اليوم، حتى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إلا سهيل بن بيضاء” فأنزل الله تعالى: (ما كان لنبيّ أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض) .

  2. #2

    رد: موقف الفاروق من أسرى بدر

    ملامح عمرية بين موقفين من أسرى بدر آخر تحديث:الجمعة ,21/01/2011
    أ .د . قصي الحسين بالعودة إلى أسرى بدر، لا بد من الوقوف على ما رواه الإمامان: أحمد بن حنبل ومسلم من حديث ابن عباس رضي الله عنهما عن هذه الحادثة في تاريخ الإسلام من الحقبة النبوية الشريفة جلاءً للحقيقة وتوضيحاً للموقف العمري منها، الذي دار حوله جدل فقهي وسياسي وديني، ظلت آثاره قوية على نفوس بناة الدولة الإسلامية الأول، إلى يومنا هذا .

    فقد روى الإمام أحمد في مسنده عن ابن عباس قال: “لمّا أسروا الأسارى (يريد يوم بدر) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر وعمر: “ما ترون في هؤلاء الأسارى”؟ فقال أبو بكر: يا رسول الله هم بنو العم والعشيرة، أرى أن تأخذ منهم فدية، فتكون قوة لنا على الكفار، وعسى الله أن يهديهم للإسلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما ترى يا ابن الخطاب؟” فقال: لاî واللهî لا أرى الذي رأى أبو بكر، ولكنني أرى أن تمكننا، فنضرب أعناقهم . فتمكن علياً من عقيل (أي أخا علي) فيضرب عنقه، وتمكنني من فلان (نسيب لعمر) . فأضرب عنقه، ومكّن فلاناً من فلانٍ (قرابته) فإن هؤلاء أئمة الكفر وصناديده” .

    قال عمر: “فهوى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال أبو بكر، ولم يهو ما قلت، فلما كان الغد، جئت، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر قاعدان يبكيان . قلت: يا رسول الله . أخبرني، من أي شيء تبكي أنت وصاحبك؟ فإن وجدت بكاءً بكيت . وإن لم أجد بكاءً تباكيت لبكائكما؟ . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أبكي للذي عرض عليّ أصحابك من أخذهم الفداء . لقد عرض عليّ عذابهم أدنى من هذه الشجرة” - شجرة قريبة منه - وأنزل الله عزّ وجل: “ما كان لنبيّ أن يكون له أسرى حتى يُثخن في الأرض” (الأنفال : 67) .

    تثمين رأي أبي بكر

    والواقع أن بحوثاً كثيرة للغاية ومشكلات عويصة بالغة الأثر كانت قد اتصلت بهذه القصة في أسرى بدر، التي ذكرتها الروايات في سبب نزول هذه الآية من سورة الأنفال . وقد أخذ المفسرون يجتهدون في تتبع هذه البحوث، وتبيان جوانبها الدقيقة في المواقف النبوية والعمرية والصحابية وأحكامها، لأنها تمثل طريقة بناء الإسلام في النفوس، ديناً قوياً ودولة عظيمة .

    ومعظم هذه البحوث عمدت إلى إقامة الموازنات بين ما أشار به أبو بكر رضي الله عنه من سياسة الترفق واللين، وما أشار به عمر بن الخطاب رضي الله عنه من سياسة العنف والشدّة، أيهما كان أخير وأجدى وأعم نفعاً على المسلمين عموماً، وهم في طور النشأة الأولى .

    فهناك من العلماء من ثمّن رأي أبي بكر الصديق رضي الله عنه ورأى في موقفه صلاحاً عظيماً ورشداً بالغاً، خصوصاً أن النبي محمداً صلى الله عليه وسلم قد مال إليه وارتضاه وعمل به، وأن القرآن الكريم على الرغم من نقده له، قد أقره بعد وقوعه ولم يأمر بنقضه، ولهذا نرى أن موقف أبي بكر قد أثر تأثيراً عظيماً في النفوس، حتى كاد دعاؤه يصل إلى سيدنا جبريل عليه السلام كما يقول أهل الأخبار .

    نظرة أخرى

    غير أن هناك فريقاً آخر من العلماء المسلمين استندوا في مواقفهم إلى جماعة من الصحابة كانوا حول النبي صلى الله عليه وسلم واستمعوا إلى رأي عمر بن الخطاب رضي الله عنه ومالوا إليه، وقالوا: لو أن المسلمين أخذوا به يومئذ لكسروا شوكة الشرك نهائياً، ولما قامت للمشركين قائمة بعد ذلك إلى اليوم . ولكنهم لم يأخذوا برأي عمر، فلم يمض عام واحد، حتى قام المشركون بحربهم في يوم أُحُد، وهزموهم يومئذٍ شر هزيمة . ثم كانت بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم محنة الردّة، وخروج قبائل اليمامة والبحرين على الإسلام في خلافة أبي بكر، ما ألزمه بمحاربتهم، وجرّ على المسلمين أذى معنوياً ومادياً، وخسائر في الأنفس والأموال، وهذا يطول شرحه ولا يتسع له هذا المقال .

    والعلماء الذين صوبوا رأي عمر بن الخطاب رضي الله عنه في أخذ المشركين بالشدّة والعنف عقاباً لهم على محاربتهم المسلمين، بدل سياسة الترفق واللين، استندوا في تصويبهم لموقف سيدنا عمر إلى تأييد القرآن الكريم الذي نقد موقف المسلمين في قبول الفداء، ولوّح لهم بأن القتل كان أولى، حيث ذكر الإثخان في الأرض، وقرّر أنه لولا قضاء من الله سبق بالرحمة لمسهم فيما أخذوا من الفداء عذاب عظيم .

    حقيقةً كان النبي صلى الله عليه وسلم بما عرف عنه من حسن إصغائه لصحابته وحسن اصطفائه لأصحاب المشورة والرأي منهم، وخصوصاً أبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم، كان يراجع مواقفه السياسية والاجتماعية والعسكرية والدينية، وينتظر كثيراً قبل أن يقرّ رأيه على أمر من الأمور . وربما كان ينتظر نزول الوحي، فيتبين آنئذٍ له الحق من الباطل، فيقر نفسه على اتباع الحق مهما كان الثمن . ولا شك أن سورة الأنفال التي نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم في واقعة بدر قد أثرت في نفسه كثيراً، لأنها كما فسرها العلماء، كانت توازن بين سياسة الترفق واللين عند أبي بكر وسياسة العنف والشدة عند الفاروق رضي الله عنهما . وكان الإسلام برأينا في تلك البرهة من تاريخه المؤثر يحتاج إلى كلا الموقفين .

  3. #3

    رد: موقف الفاروق من أسرى بدر

    بسم الله اللرحمن الرحيم
    الأخ محمد زغل السلّوم , سلام الله عليك : الموضوع جيد ونافع , ولكن السؤال لم طرحته على هذا المنحى الخلافي ؟ كان من الأولى أن تطرحه طرحاً تفصيلياً عارضا كلا الموقفين من أسرى بدر , ثم تذكر لنا مسمى كل موقف كما فعلت , موقف اللين والرفق وموقف الشدة والعنف . واختيار النبي للموقف الأول نابع من رحمته صلى الله عليه وسلم وأمله في إسلام هؤلاء القوم , وإذا لام الله رسوله على اختياره فهذا لا يبرر لنا بحال أن نلوم النبي صلى الله عليه وسلم , فذاك ربّه أما نحن فبشر , ولاحظ أن القرآن قد أقرّ الفداء ( فإما منّاً بعد وإما فداء حتى تضع الحرب أوزارها . ) وقد أجاز العلماء لإمام المسلمين أن رأى مصلحة راجحة للأمة في قتل أسرى الكفار جاز له قتلهم , فكما ترى كلا الموقفين مقبول ولا مجال للحكم على أي منهما بالخطاً . حياك الله ولك محبتي واحترامي .
    وما بكم من نعمة فمن الله

المواضيع المتشابهه

  1. الرجولة .. موقف
    بواسطة محمود المختار الشنقيطي في المنتدى فرسان المقالة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 01-16-2017, 09:08 AM
  2. موقف للسيارات في الصين...
    بواسطة معاذ الزين في المنتدى مال وأعمال
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 11-26-2013, 11:17 AM
  3. موقف إسرائيل من المستعمرات
    بواسطة د.غازي حسين في المنتدى الدراسات الاسرائيلية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 10-26-2013, 01:41 PM
  4. من أقوال الفاروق رضي الله عنه
    بواسطة رغد قصاب في المنتدى فرسان التجارب الدعوية
    مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 03-29-2013, 02:45 AM
  5. موقف مبكي حصل في حج 1428
    بواسطة راما في المنتدى حكايا وعبر
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 04-26-2009, 01:48 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •